أعرف من البداية أن هذا الموضوع لن يروق للكثيرين لكن أمانة الطرح
والفكر تستلزم علي طرحه وإن لم يحجب الكثيرين لكن أيضا ربما يوضح للكثيرين ما خفي
عنهم ... كتبت دراسات وخرجت دراسات وأجريت أبحاث ولا تزال حتى يومنا هذا تجرى
الأبحاث لفهم أسباب خيانة الرجل ... ومع أن الأمر جدا بسيط وواضح وضوح الشمس إلا
أن هناك من يصر أن يأخذ الأمر إلى أبعاد واسعة وأكبر من حجمها بحجة كسب الشهرة ...
والأخر أسقط تجربته الفاشلة على الأمر فوجده قاعدة للتشفي للتنفيس عن ألم وجرح
نازف ... ومع إقرارنا بالتأكيد بأن الخيانة هي صفة مذمومة أيا كانت درجاتها بين
الرجل والمرأة على حد سواء إلا أنه يجب أن يعي ويفهم الجميع أن الأمر ليس بالصورة
المتوحشة التي تم تسليط الضوء عليها بخداع واضع وبتظليل لا يقبل الشك ... إذن
احددنا أولا أن تفسير خيانة الرجل أمر واضح ومعروف وسآتي عليه تفصيليا بعد قليل والأمر
الثاني هو الفهم الخاطئ للخيانة والسبب الثالث هو أن هناك من أخذكم عن قصد وعمد
لتغييب عقولكم وحجب الحقيقة عنها والأهم أننا اتفقنا منذ البداية أن الخيانة هي
صفة مذمومة سيئة سواء من الرجل أو المرأة على حد سواء ؟
في هذه الفقرة يرجى الإنتباه أن ما سوف يطرح فيها ليس تعميما ... أول
سؤال يجب أن نسأله : هل المرأة تكذب أو لا تكذب ؟ تكذب ... وكم نسبة كذبها ؟ تختلف
النسبة من إمرأة إلى أخرى ... وهل المرأة تخون ؟ نعم تخون ... نذهب إلى الرجل فهل
الرجل يكذب أو لا يكذب ؟ نعم يكذب ... وكم نسبة الكذب عند الرجال ؟ تختلف النسبة
من رجل لأخر ... وهل الرجل يخون ؟ نعم يخون ... إذن هذه أساسيات ومسلمات لا نقاش
ولا جدال فيها لماذا ؟ لأن الحسم كان الهدف وليس أخذكم في عملية لف ودوران في
تفاصيل لا قيمة لها ... إذن لنبحث عن مصدر الخيانة فمنذ متى بدأت الخيانة ومن أي
نوع ؟ ... أول جريمة وقعت في تاريخ البشرية هي جريمة قتل "قابيل لأخيه
هابيل" وهما أول سلسلة من نسل وصلب أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ...
وأي جريمة على وجه الأرض يستحيل أن تتم إلا بفعل الغدر والخيانة وبالتالي القتل
السرقة العلاقات الغير مشروعة الكذب كلها جرائم محرمة أولا بنصوص الرسائل السماوية
الثلاثة "اليهودية المسيحية الإسلامية" ... والجريمة تعني أنها الخيانة
أي هناك طرف خان بطرف أخر والخيانة كما قيل وكما أشاعوا وكما اقتنع المليارات بها أن
"الخيانة لا تتجزأ" أي لا تحددها في التوصيف حسب ظرفك وواقعك وبما يخدم
مصلحتك فالخيانة واحدة ... ولما نذهب الآن في بداية التفصيل الذي يكفي أن يكون
قاطعا بالدليل واليقين ولا تحتاج إلى حتى التبصر والتعمق في الأمر ونسأل : الرجل
يخون زوجته أو حبيبته مع من ؟ مع إمرأة أخرى إذن الجنس البشري الآخر
"الأنثى" هو متهم أيضا وشريكا بالخيانة وليست الخيانة حصرية على الرجل في
هذه المسألة ... وماذا لو الرجل خان زوجته حبيبته مع رجل أخر ؟ هنا الأمر لا يعتبر
خيانة بالمطلق وأبدا بل يعتبر شذوذ خارج عن المألوف ضاربا بالفطرة البشرية فلا
تنطبق الخيانة على هذه الواقعة لأنها أصلا غير سوية وغير فطرية وأنت هنا أمام حالة
مرضية صرفة ومحرمة تحريما حاسما ؟
إذن ما هو الدافع لخيانة الرجل ؟
لا يوجد دافع فالأمر يندرج بين واقعين لا ثالث لهما ... أولا :
شريعتكم الإسلامية : المنصوص عليها في كتاب ربكم الكريم هو من أعطى الرجل حق
الزواج بإمرأة وإثنتين وثلاث ورابعة وحجب هذا الأمر كليا عن المرأة إلا برجل واحد
{ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }
النساء ... وهنا مربط الفرس وهنا أصل الموضوع وهنا حل الغز الذي حيّر الكثيرين وما
هو بلغز بل كان يقينا ويجب الفهم والتحليل لما ربنا منح الرجل 4 نساء ولم يمنح
المرأة 4 رجال !!! ... وربكم لو تعمقتم كثيرا في كتابه الكريم لم يحرم أمرا مكروها
عليكم ولم ينهى أمرا مرغوبا فيكم إنما كانت بضع تحريمات وبضع منهيات من أصلا آلاف
وملايين المباحات في حياتكم ... فرب العالمين سبحانه الأعلم منكم من أنفسكم عندما
أباح للرجل الزواج بأربعة لم يكن إلا أنه سبحانه كانت يتعامل مع واقعكم ومع بيئتكم
ومع فطرتكم ومع ما ألفتموه وما تعودتم عليه ... وقبل أن يخالف حديثي أحد منكم
فليخبرنا الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة كم تبلغ أعمار كل هذه القيم والشعارات
والمصطلحات 100 أو 200 سنة أو 300 سنة ؟ وماذا تفعل بسيرة أمم كانت قبل أن تخلق بـ
20 الف عام وأمة العرب قبل إسلامها عندما ظهرت كلمة عرب في سنة 853 قبل الميلاد في
معركة "قرقر" ؟ ... فلا تعكس واقعك وتفرضه على تاريخ أمما سبقتنا ولا
تفرض مصلحة شخصية أو تجربة فاشلة شخصية وتعكسها على تاريخ من سبقوك فالأمر يحتاج
إلى التبصر والحكمة لا الإندفاع والإتهام ... ثانيا : القلب والهوى : فمن عشق
إمرأة يستحيل أن يخونها ومن عشقت رجلا يستحيل أن تخونه وهذه نقطة حاسمة للجميع
ليفهم أن الإرتباط دون حب حقيقي لا قيمة له ... ومخطئ من يعتقد أن العشرة تولد
الحب كلا وأبدا بل العشرة كالحيوان الذي تضعه مع غيره يتوافق مع الغير ويألف
المعيشة أي أنه يتعايش ولا يعيش فيوهم نفسه بالحب الحقيقي ... فإن كان حب حقيقي
فكيف وقع الطلاق ثم كشفت المرأة الوفية عن جسدها لرجل أخر وكيف لرجل عشق إمرأة قبل
بأن يعاشر أخرى إلا أن هناك طرفا خائنا من الطرفين ... ولذلك متطلبات الرجل هي
الاكثر لكن لا أحد يشعر بها بدليل أن 99% من قتلى كل الحروب البشرية كانت من
الرجال وأقل من 1% من النساء ... ومع تطور زمانكم وهشاشة حياتكم تشاهدون اليوم ترف العلاقات
وندرة جديتها وقلة حسن المعاشرة والود فغلبت السطحيات على الأهمية وبلغت توافه
الأمور مبلغا لم تبلغه البشرية في كل تاريخها ؟
إن خان الرجل يعني أنه لا يوجد حب في المنزل والمنزل بلا حب حقيقي
يصبح جحيما لا يطاق وسجنا ملعونا ... والعدالة تستوجب إن وقعت الخيانة أن نتهم
الطرفين وليس طرفا واحدا ... والزنـــا لا يقع إلا على المرأة المتزوجة والبنت
البكر وهذا ما ألفه وما عملت به أمة الإسلام قبل أن يمزقكم الإستعمار البريطاني
والفرنسي ما بعد 1920 ... واليوم تكمل السيطرة الأمريكية بأنها تهدف إلى صناعة الدعارة
والإنحطاط في المجتمعات المحافظة ... سلسلة طويلة من مؤامرات تغيير المفاهيم وغسل
عقول الملايين استهدفت عقولكم ومجتمعاتكم وحرفت وزورت الحقائق وقلبت الموازين ...
ولا أكبر كذبة ولا أكثر مهزلة من الجمعيات النسائية التي تعنى بحقوق المرأة وفي
حقيقتها هي تدلس على المرأة وتدمرها بل وتتأمر عليها بمساعدة الغرب ... وضغط هائل
من أجل أن نصور الرجل العربي بأنه تافه سطحي زير نساء فاسق عبدا للجنس وكأن الجنس
نحن من اخترعناه وليست فطرة فطرها ربنا سبحانه لكل البشرية ... وفي الختام لا توجد
خيانة بل هي كذبة ساقها عليكم الكثيرون فإن خانك فقد كانت إحدى بنات جنسك شريكا
رئيسيا في الأمر فهل تملكون شجاعة الإتهام للمرأة أم الرجل هو فقط المستهدف أم
ربكم كان على خطأ بأن منح الرجل نكاح أكثر من واحدة وأنتم فقط على الحق والصواب
ولا أحد يملك عقلا ولا بصيرة سواكم !!! ... ثقوا بعدالة السماء من يغدر أو يخون
سيأتيه من يغدر به ويخونه ويجعل دموعه تنهمر من وجنتيه مهما بلغ من قوة ورجولة
ومهما كان منصبه في السلطة ... وفي زمنكم ووقتكم محد يبي يتحمل محد يبي يصبر محد
يبي يضحي محد يعرف يصنع السعادة والإستقرار إلا ما ندر ... الخيانة في البشر إلى
قيام الساعة "إلا من رحم ربي" وخاف أخرته واتقى الله في حياته وفي من
معه ومعهم أسرارا ترويها الليالي الباكيات الضاحكات ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم