2019-11-02

لماذا العقل الإسلامي يعشق الغبــــاء ؟


في العصر الحديث لو أردنا أن نعدد التنظيمات الجهادية والسياسية التي ظهرت فعليا في الوطن العربي وأصبح وجودها واقعا ظاهرا حقيقيا لما وجدنا إلا : تنظيم الإخوان المسلمين - تنظيم التكفير والهجرة - تنظيم القاعدة - تنظيم داعش - حركة الجهاد الإسلامي - حركة حماس - السلفية الوهابية - حزب الله ... كلها تنظيمات ارتدت ثوب الدين الإسلامي حتى تقنع الشارع الإسلامي والعربي بصدق نواياها وإن كانت النوايا صادقة لدى البعض لكن البعض الأخر كان صناعة غربية 100% ... والتنظيمات الجهادية والإسلامية والفكرية منذ نشأتها في التاريخ الحديث وحتى يومنا هذا وصولا حتى إلى المستقبل المجهول لن تعرف طريق النجاح ولن تلقى القبول من الشارع العربي والإسلامي ... ونعلل أسباب ذلك إلى سطحية العقل الإسلامي وتفاهة العقل الجهادي التي تشربت وتغذت على اجتهادات فقهية كارثية في الفهم والمنطق والسرد والنشر ... فكتب التاريخ الإسلامي ثلثيها أكاذيب وتزوير ومبالغات ترقى إلى الكوميدية والأحاديث التي نقلت كذبا وزورا على أشرفنا وأطهرنا عليه الصلاة والسلام في معظمها تقــوّل وكذب وافتراء عليه ... نتج عن ذلك ظهور الغلو في الدين أدى بطبيعة الحال إلى حالة من التطرف الأعمى وانحراف الأولويات بدليل أن كل أراضي الجهاد الكاذب التي حدثت كانت كلها بعيدة عن الأقصى الشريف تماما ... والإسلاميين الوسطيين من تراهم مسالمين أو من يخوضون في ألاعيب الديمقراطية والإنتخابات وما إلى ذلك لا يختلفون عن نفس غباء المتطرفين ... كلا الفريقين يعاني من رفض للفكر نفسه وليس للدين وهذا ما التبس عليه الكثيرين وما اختلط على الإسلاميين ظنا بأن أغلب الرفض الشعبي مصدره كرههم للدين ... بنما الحقيقة عكس ذلك تماما بل ما حدث في السعودية من انفتاح كسر هيبة المرجعية السنية إن جاز لنا التعبير وأفقد طلبتهم في الخارج أي حجة ومثل الإنفتاح السعودي وصمة عار في جبين السلفية بشكل عام ؟

إن مصدر الغباء الإسلام السياسي مصدره تضارب الفكر السياسي بالشريعة السماوية فكما أسلفت في مواضيع عديدة أن السياسة هي فن الأكاذيب ودين رب العالمين سبحانه يحرّم الكذب والتدليس وخداع الرعية ... وما بين هذا وذاك تقع التناقضات في الأقوال والأفعال فتتحول الكذبة إلى مؤامرة والمؤامرة ترجع إلى تبرير القول أو الفعل والثقة لدى العامة صعبة للغاية وخطره جدا ... فإن خسرتها فإن القياس لا يقع على زوجة أو إبن أو صديق بل يقع على الآلاف والملايين ... وإن كان كتاب الخالق عز وجل صالح لكل زمان ولكل أمة فإن الصالح هنا يحدد بالأسس التي وضعها رب العالمين جل علاه ولا تنطبق الأفرع ... بمعنى قصص الأمم التي وردت في القرآن الكريم لا تصلح ولا تتطابق مع حاضرنا لكن يؤخذ منها العبر والموعظة والآيات المسببة في النزول لا تقع ولا تصلح لنا لأنها نزلت لسبب ما في حادثة ما لتصحيح أمر ما في وقتها تحديدا وحصريا لكن يؤخذ منها الحكمة والسداد في الحكم السماوي لها ... أما التحريمات فهي مطلقة من رب العالمين سبحانه لا نقاش ولا جدال فيها فهي واقعة ثابتة حتى توفى كل نفس أجلها ... كل تلك المعطيات قلبت مفاهيم الكثيرين وأثرت بهم كثيرا ليس لجهلهم بل لإيمانهم وخوفهم من رب العالمين فلم يجدوا أمامهم إلا تجار الدين أو صعاليك الدين السياسي ... فاستغلوا البسطاء الطيبون أشد الإستغلال وأكثر الإبتزاز حتى وصلت تبرعات المسلمين لتجار الدين خلال 30 سنة بأكثر من 100 مليار دولار تنوعت ما بين تبرعات مالية وبنوك إسلامية وإيداعاتها ... فبدلا من أن ينقذوا الفقراء والمحتاجين ويساعدوا المرضى والمنكسرين ويزوجوا الشباب التائهين ويصنعوا لهم أعمالا ذات طابع من الطهارة والنقاء ... سرقوهم من بين أسرهم وحرقوهم في محرقة الجهاد الكاذب فمات زهرة شباب المسلمين بسبب مرتزقة أنجاس تاجروا بدين الله أقبح تجارة ولم يتوقف تجار الدين بل في كل وقت تتبدل أقنعتهم كالمنافقين ... فمتى ما ظهرت الحرب لبسوا قناع الجهاد وسوقوا للدم والقتل والذبح ومتى ما انتهت الحرب لبسوا قناع العفاف والزهد والطيبة ؟ 

لماذا العقل الإسلامي يعشق الغبــــاء ؟
كما أسلفت الدين يتعارض ويتضارب مع السياسة أولا ثم أن التنظيمات السياسية لا يمكن لها أن تتواجد في أي دولة إلا بموافقة الحكومات فإن تواجدت فاعلم أن هناك صفقة قد جرت بين التيار الإسلامي وبين الحكومة ... ناهيكم أن العلاقات الإجتماعية هي الطاغية على تلك التنظيمات ومن باب الرحمة التي أمرنا بها ربنا تدخل المقولة الساخرة "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" فيقدم الفاسد على الصالح والنشيط على المهمل والذكي على الغبي ... فيصبح التجمع السياسي كأنه حارة مجانين يقودهم مجانين وبمصطلح أعم كمثل الديك الذي يقود قطعان دجاج ويريد أن يهاجم حظيرة من الأسود الجائعة ... ولذلك لا نستغرب إن وجدنا أن كل من يخالف الفكر الإسلامي فهو عدو أو مستنكر أو كما يصفونه جاهل ولا يستحق الرد عليه ولو ردوا على كل جاهل لمنحوا شهرة مجانية للسفهاء حسب ما يتعللون به ... متناسين أنهم هم أكثر من وقف يتسول على أبواب السلطة وأكثر من خضع للسلطة وأكثر من استرزق على أموال السلطة وأكثر من استغل المال العام وأكثر من أخرج فتاوي إباحة المال العام بحجة الجهاد للقضية وأكثر من استغل جهل الأمة وأكثر من صنع التخلف في التعليم ... ولذلك ثبت تاريخيا ماضيا ومستقبلا أن العقل الإسلامي الذي يستخدم الدين لغير أغراضه وأدافه الحقيقية هو عقل غبي لا يتعلم ولن يتعلم ... بدليل تنظيم الإخوان المسلمين كان حذاء في رجل كل من حكم في مصر والكويت والسعودية واليمن وتونس وليبيا والأردن وسورية ... وتنظيم القاعدة وطالبان بشهادة وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" كانوا صنيعة المخابرات الأمريكية وبتمويل خليجي وتنظيم داعش صناعة أمريكية بامتياز وحزب الله صناعة إيرانية روسية ... ولذلك كل رجل دين يدخل العمل السياسي أو ينتهج الديمقراطية فهو كذاب ثم كذاب ثم كذاب ولو أقسم على كتاب الله بأنه صادق فلا يستوي الخبيث بالطيب والله طيب لا يقبل إلا طيبا ... وستضل التيارات السياسية الإسلامية أحذية بأرجل رجال السياسة الدولية والإقليمية فلا تنخدعوا بأقنعة كذابين ومنافقين الدنيا وقود جهنم يوم القيامة فهؤلاء لا عقل ولا فهم "إلا من رحم ربي" ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم