2019-11-12

كابرت وعاندت فأصبحت عانســــا ؟


تتحدث الإحصائيات الرسمية أن هناك أكثر من 40 مليون عانس في الوطن العربي ... هي حالات كثيرة جدا في مجتمعاتنا العربية فالعنوسة لها أسباب عديدة إما بسبب العادات والتقاليد ورفض العائلة تزويج ابنتهم إلا من يساويهم في الأصل ويليق بالنسب ... أو بسبب فقدان الجمال والقوام الخارجي أو بسبب البنت نفسها وشكل وطريقة تفكيرها أو بسبب الوضع الإقتصادي أي ضعف القدرة على الزواج وفتح منزل ... فلله الحمد من ناحية الأصل والمصاهرة هذه أصبحت شبه منتهية وتلاشت إلا ما ندر وأما من ناحية شكل وجمال الفتاة فيرجع الأمر إلى الفتاة نفسها التي أهملت هذه النقطة ولم تطور نفسها بالرغم من وجود الوسائل الكثيرة والمتعددة ... فمراكز التجميل وعملياتها وتقويم وتجميل الأسنان أصبحت متوفرة منذ سنوات طويلة وليست وليدة اليوم والأمر ربما يكون عائدا إلى إهمال الفتاة أو المرأة وربما سبب عدم القدرة المالية على مثل هذا التطوير والتحسين المكلف ... وهناك من أصبحت عانسا بسبب الحالة المرضية وهي حالات وضعت في أمر وموقف لا قبل لها عليه وأمر خارج عن الإرادة وأكبر من قدراتها ... لكن هناك نوعا أخرا للعنوسة كانت بسبب سوء تفكير الفتاة وسطحية عقولها والنرجسية العالية التي تتملكها والكارثة لا تزال على هذا الحال وستموت وهي على هذا الحال ... والزواج أو الإرتباط هي مسألة متعلقة ليست بالنصيب فحسب ونتوقف وتتوقف الحياة بل بالدرجة الأولى هي مرتبطة بالعمل بالأسباب ... نعم العمل بالأسباب التي إن لم تعمل بها فلن تجد الفتاة أي نصيب والأمر متطابق عندما دخل الفاروق "عمر ابن الخطاب" في أحد المساجد ووجد شبابا معتكفين في المساجد فنهرهم وطردهم وقال لهم : اخرجوا وابحثوا عن عمل وأمرا مفيدا فإن السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضة ... وبالتالي يجب أن يكون هناك العمل بالأسباب لسنوات وسنوات ثم نقول "نصيب" ؟ 
 

ومشكلة العنوسة مصدرها اليوم بالدرجة الأولى هي الفتاة وليس الرجل هي مشكلة نفسها والتي لا تريد أن تفهم ولا تريد أن تستوعب ولا تريد أن تتحرك ولا تريد أن تعمل بالأسباب ... والمقولة تكاد تكون واحدة ومتطابقة بين الجميع بمقولهم "هل تريدنا أن ننشر إعلانات أمام العالم ندلل على أنفسنا لمن يريد أن يخطبنا ويتزوجنا" !!! ... نعم هي مشكلة العقل وطريقة التفكير وشح الثقافة وقلة الوعي التي تقودها وتسيطر عليها النرجسية التي تؤدي إلى كما مرعبا من الغرور والنظرة الفوقية للآخرين ... وكأن القيامة ستقوم لو عرضن أنفسهن للزواج الحلال لستر أنفسهن ولا يعلمن أن لو 10% من حسابات مواقع التواصل الإجتماعي غيرن أصحابها "الإسم المستعار" إلى "أبحث عن زوج" لأحدثت فرقا مهولا ... ولا يعلم الكثيرين أن في سورية وتحديدا في مدن الشام قبل أقل من 70 سنة جرت العادة قديما في المجتمع السوري الكريم أنه بعد كل صلاة فجر في المسجد ينهض أحد الرجال مناديا بين المصلين أن إسمه فلانا ويسكن في المكان الفلاني ولديه بنتا أو بنات بعمر كذا وكذا جاهزين للزواج لمن يجد في نفسه القدرة ولذلك تجد الصهر له منزلة وقدرا رفيعا في الأسرة السورية حتى يومنا هذا ... والسيدة خديجة رضوان الله عليها هي من عرضت نفسها للزواج من أشرفنا وأطهرنا عليه الصلاة والسلام ... والفتيات العراقيات والسوريات والمغربيات والمصريات والفلبينيات وغيرهن كيف تزوجن بالكويتي إلا من خلال العمل بالأسباب ... صح غلط زين شين المهم أنهن عملن بالأسباب ووقع المقصود وقضي الأمر وهذا ما أتحدث عنه مع أن النساء خلقا واحدا وتكون خلقي واحد لكن التفكير والقيم والمبادئ هي المختلفة ... ومع كل الإحترام والتقدير الرفيع للأصول والأنساب فهذا الحديث لا قيمة له أمام حياة المرأة والروح والنفس والمستقبل فهناك من ضاع عمره وهو يعلم منذ البداية أن لا نصيب له مع هذه الفتاة بسبب العادات والتقاليد ... وهذه ضيعت نفسها وعمرها على أمل الزواج من رجل لا يناسبهم ورفضت هذا وذاك من باب التضحية الغبية التي بنيت على أسس خاطئة ونظرة مستقبلية عمياء ... وتمضي حياة الكثيرات في علاقات هاتفية سرية بين هذا وذاك وتمر الأيام والسنوات فتكتشف أنها تجاوز سن الأربعين فتزداد غباء وتصلبا وتخشبا في مبادئها وكأنها كانت على صواب والكل كان على خطأ ... والفتاة متى ما تجاوزت عمر 35 سنة فلا تتعب نفسك معها فهي قد تشبعت وتطبعت وتغييرها سيكون بمثابة المهمة الصعبة أو المستحيلة ... فلن تقبل بأي تغيير ولن تسمح حتى للزوج بأن يتحكم فيها وإن كانت راضية أو موافقة فهو صمت مؤقت والهدوء الذي يسبق العاصفة لموعد الإنفجار في وجه من ظن أن صمتها قناعة وموافقة ؟
 
يتم رفض هذا بحجة أنه فقيرا ورفض ذاك بحجة أن لديه أبناء وهذا يرفض بسبب شكله وذاك يرفض بسبب أصله وفصله وهذا بسبب تحكمه وغيرته ... فاحتارت الأرض ومن عليها فإن جاء الزاهد العابد وضعت العيوب فيه وإن جاء الفاسد العربيد وضعت فيه العيوب وإن جاء الشهم الغيور وضعت العيوب فيه وإن جاء المثقف وضع الغرور والتكبر فيه ... يا سيدتي الفاضلة إن ربنا لم يخلقنا بعقول متساوية في الفهم والإدراك ولا بمستوى العلم والمعرفة والثقافة ولا بمستوى واحد من الأخلاق والأدب والكياسة والوقار بل خلقنا مختلفين ... والبنت في زواجها تنصهر في زوجها وليس العكس ولذلك حقوق الزوج في دينكم وفي شريعتكم أكبر من فهمكم بكثير وأعلى من جهلكم أيضا بكثير ... والزوج الصالح موجود ومتوفر لكن المشكلة فيكم أنتم وفي عقولكم وفي فهمكم الخاطئ وفي طلباتكم التعجيزية وفي وصول شخصياتكم لدرجة الرفض المطلق لأتفه سبب وحب السيطرة وكأنكن تردن زوجا تأخذونه من خياط الملابس على مقاسكن تفصيليا ... وقد تناسيتم أن العلاقات الزوجية يحصل فيها صراع ومشاكل لكن أيضا حب ومودة ورحمة وإن كان هذا الحديث لا يعجبكن فذوقوا حسرات الجدران والوحدة يوم تأكلكم الامراض ولا تجدن البر من أولادكم وبناتكم ولا تجدوا سوى العطف والمنة من أقربائكم ... وإن للنرجسية ثمن وأيضا للوحدة سياط والحياة أصبحت صعبة والمشاركة فرضت نفسها والرجل يقود ولا يقاد هو سلطانا خارج منزله وأنت الأميرة في منزلك ... أما العناد ولغة التحدي إن كانت متربعة في الرؤوس فكفوا أذاكم عن خلق الله وادفعي الثمن المستحق للغرور والكبرياء المريض ولا تظلمي رجلا كان أمنا قبل أن يرتبط بك ... ولا تلومي المجتمع ولا معشر الرجال فهذه اسطوانة أصبحت قديمة تم استهلاكها حتى شرخت وصدأت فتمتعي بحريتك كما تشائين فترقبوا دفع الثمن يوم تنقلب الأحوال غير الأحوال ... والرجل لا يرغب بالفتاة العنيدة ولا بسليطة اللسان ولا بالثرثارة ولا بالجاهلة ولا بالنمامة ولا بالكذابة فكما خلقتي خلق غيرك ومن هن أجمل وأفضل منك ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم