2019-11-18

معاناة قصــــار القامـــة ؟


قصار القامة ليس المقصود بالأقزام ... الأقزام هو داء أو مرض "القزامة" يصيب الإنسان والحيوان على حد سواء وهو خلل يصيب النسيج العظمي فيمنع عنه النمو الطبيعي في مصطلح طبي عرف بـ "متلازمة لارون" ... مثل طوال القامة "الغير عاديين" والذي يصيب البعض بسبب التهاب أو إفراط في النسيج الجيني فتتمدد الأوردة وتنمو العظام بشكل يفوق المعدل الطبيعي وكلها حالات مرضية طبية التبحر فيها واسع ومتشعب ... أما قصار القامة فهم موضوعنا هذا فقد عرف قامة الإنسان أي إنسان هي المسافة ما بين قمة الرأس إلى أسفل القدمين وتقاس تلك المسافة بالمتر والبوصة والسنتميتر ... فقد وضع العلماء المقياس الطبيعي للرجل والمرأة وحددوه بمقدار 170 سم يزيد الرجل عنه بضعة سنتيمترات وتنقص المرأة بضعة سنتيمترات لا توجد أي مشكلة في ذلك ... فيكون طول المرأة الطبيعي 168 سم والرجل 172 سم وهنا يكون الأمر طبيعي كطول مناسب للطرفين اما إن كان طول المرأة 150 سم 155 سم والرجل 160 سم فهنا توجد مشكلة ... والمشكلة تكمن في الجينات الوراثية أو الرجل أو المرأة ولد أحد منها وراثة نتيجة تطابق مع والده القصير أو والدته القصيرة ... وقد فشل العلماء حتى يومنا هذا بإيجاد حل علمي طبي مؤكد النتائج والمفعول لمشكلة قصر القامة ففشلت كل العمليات الجراحية في ذلك وفشلت كل الأدوية التي تؤدي إلى النمو الطبيعي للجسم دون أي أثار جانية قد تؤثر على الصحة العامة للجسد ... ومسألة قصار القامة لا شأن لها بالشهادة ولا بالعلم ولا بالدين ولا بالجمال ولا أيا كان فهي حالة قد تصيب كائنا من يكون دون النظر لاعتبارات أخرى ؟
قصار القامة يعانون من مشاكل نفسية أكثر من كونها صحية فهم يعانون من مشاكل التعامل مع الواجبات المنزلية كالأرفف العالية التي من الطبيعي أن تكون منخفضة ويراعى في ذلك وقت التركيب ... ومشاكل أخرى في القيادة من صعوبة الوضع الجسدي المتمكن في القيادة بنسبة 100% ويظن غالبية قصار القامة أنهم متمكنون لكن واقع الحال الأمر ليس صحيحا ما لم يرفع كرسي القيادة ويقرب باتجاه مقود القيادة ... ناهيكم عن بعض السخرية التي تواجههم في حياتهم وتشكل للكثيرين ألما نفسيا لا يبوحون به ولا يعبرون عنه من باب أن الأمر طبيعيا في المجتمع المتخلف ... ومواقف محرجه كثيرة تواجه قصار القامة أثناء التسوق وفي العمل وصولا حتى في الإرتباط والزواج جراء خوف الرجل من أن ينجب ولدا أو بنتا قصار القامة على والدتهم بالوراثة والمرأة كذلك لديها نفس اليقين والإحساس من أن تنجب قصار القامة على والدهم بالوراثة ... لكن الحقيقة أن مثل هذا التفكير فيه الكثير من الخطأ وجانبه الصواب فمن المفترض أن قصير القامة لا يرتبط إلا بفتاة أطول منه حتى يصحح مساره الجيني في الطول مع ضرورة أخذ العلاج المناسب لذلك ... والفتاة قصيرة القامة يجب أن ترتبط برجل طويل القامة فتنجب الأطوال المناسبة فمن بين 3 أطفال طبيعيين قد يأتي واحدا يحمل الجين الوراثي للأب أو الأم بقصر القامة ... أما من الناحية الجنسية فعلميا وفعليا لا توجد أي مشكلة بل بالعكس الفتاة القصيرة القامة هي الأكثر قوة جنسية من طويلة القامة وأما الرجل فالطب قد تطور كثيرا جدا في مسائل الرجل الجنسية وتكاد تنعدم المشاكل في ذلك باستثناء حالات العجز باختلاف أنواعها وأشكالها ودرجاتها ؟ 

قصار القامة ليسوا عيبا ولا شواذ المجتمع بالعكس هم أصحاء الأبدان مكتملين النمو ومن يشعر بحالة نفسية في هذا الموضوع عليه أن يتخيل نفسه قزمـــا فبالتأكيد الأمر سيكون مختلفا بنسبة 100% ... والتاريخ يخبرنا أن قصار القامة كثير هم من حكموا دولا وأمما وشعوبا وقادوا حروبا ومعارك ضارية وحققوا فيها نصرا مؤزرا ... وأشهر زعماء العالم كانوا قصار القامة أمثال : إمبراطور فرنسا "نابليون بونابرت" والقائد المغولي "هولاكو" والسلطان العثماني "سليم الأول" والملك المصري "توت عنخ آمون" والزعيم الروسي "ستالين" والزعيم الهندي "المهاتما غاندي" وغيرهم ... وطول الإنسان لا يعبر عن شخصيته على الإطلاق بل مستوى ثقافته ومدى ومستوى خلقه وأدبه ومستوى تعليمه ... ولذلك قيل عن قصيرة القامة "كل قصيرة فتنة" أي خطيرة وجميلة القوام وقيل عن قصير القامة بأنه داهية العقل ذوو بأس عظيم "إلا من رحم ربي" ... وقصر القامة يعاني وطويل القامة أيضا يعاني والناس لا تترك أحدا إلا وسخرت منه أو نظرت إليه نظرة معيبه وستبقى الناس هي نفس الناس لن تتغير وسيموت همـــــا كل من نظر إلى الناس وأقوالهم ... لكن إن تجاهلتهم وابتعدت عنهم فثق أنك ستكون بنعمة عظيمة من خلق لم تسلم الأنبياء والرسل قبل أن تسلم أنت وأنتي منهم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم