2019-11-10

البشرية مدينة لهؤلاء العظماء ؟


البشرية تعني كل إنسان على وجه الأرض والأنفس البشرية متطابقة في أساسياتها ومختلفة في تفكيرها وعقائدها وتنوع أمنياتها وأحلامها ومواهبها وحرفها وصناعاتها ... والتطابق في الأساسيات تكمن في حقها في المأكل والملبس والمشرب وحق العلاج وحق التعليق وحمايتها من الأذى أو الإضطهاد أو العنصرية ... لكن هناك من البشرية والتي وصلت أعدادها وفق تاريخ اليوم 10-11-2019 إلى أكثر من 7.4 مليـــار نسمة وفق موقع "worldometers" نوادر منهم وهم الإستثناء ليس بمواهبهم ولا بثرواتهم ولا بجمالهم ولا أي شيء أخر إلا أن الفرد أو المجموعة صنعت أو ابتكرت أو قدمت شيئا أو أمرا كان له الفضل على البشرية كافة وليس على أمة أو دولة أو شعب أو حتى قارة بل على البشرية كـــافة ... وهؤلاء لا شك بأنهم صفوة الصفوة من البشر قدراتهم وما قدموه لا أحد بالمطلق يستطيع أن يرد لهم بديع ما صنعوا وما ابتكروا والعلم الذي قدموه للبشرية ... فعلى سبيل المثال كيف يمكن أن تجازي أو تشكر "ويليس كارير" الذي يعتبر أول من اخترع تكييف الهواء في سنة 1915 أي قبل 104 سنة مضت وتخيل حالنا دون تكييف الهواء البارد سواء في المنازل أو المكاتب أو السيارات ... والفرنسي "نيكولا سجوزيف كوغنوت" الذي يعتبر أول من اخترع السيارة والمحرك البخاري في سنة 1776 ... والطائرة التي أخترع تصميمها ومحركها الأخوان "أوريفل وويلبر رايت" ومخترعين ومطورين البنـــج للعمليات الجراحية وهم كثر ولم يجتمع العلماء على إسم محدد لأن الأمر بدأ من نبتة الأفيون ما قبل الميلاد وصولا إلى البنج الذي ظهر إلى العلن في سنة 1842 ... وتخيلوا حياتنا دون بنج للأسنان للولادة للعمليات الجراحية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ... واختراعات كثيرة ومتعددة صنعها فردا فتحولت الصناعة إلى نعمة لا تستغني عنها البشرية كافة كلها كانت اختراعات أفراد هم صفوة البشرية وعم عظمائها وهم أهل الفضل بعد الله سبحانه ؟ 

في أيامنا زماننا هذا سلسلة حلقات العظماء لم تتوقف ولم تنتهي فلا تزال مستمرة بعطاء مذهل ومدهش وأول ما أبدأ به بالتأكيد هي شركة "National Geographic" والتي بدأت أعمالها في 1888 أي قبل 131 سنة ولا تزال حتى يومنا هذا والتي بدأت من مجلة إلى قنوات ... وتعتبر هذه المنظمة الأمريكية من أعظم المنظمات العلمية وتفوق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا - NASA" علما ومعرفة وتقنيات بالرغم من اختلاف العلمين ... علماء عظماء يراقبون الحيوانات منذ ولادتها حتى مماتها 10 و 15 سنة متواصلة يراقبون الحيوانات والطبيعة وتجاربهم وأبحاثهم عبر كل الوسائل المتاحة ... ثم ونحن جالسون في بيوتنا ينقلون لنا عظمة الطبيعة وإبداع الخالق وجمال كوكب الأرض وأهميته الطبيعة لنا لما تشكله من توازن في غاية التعقيد ... وتكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية التي أصبحت مرتبطة بحياتنا اليومية بشكل لا غنى عنه فأصبح العالم بأسره يعتمد على الاقمار الصناعية ... التي توفر لنا أخبار الطقس والبث التلفزيوني والإتصالات الهاتفية حتى أصبح العالم كله في جيبك الصغير وثورة التكنولوجيا التي أصبحت كل البشرية مخزية على أقراص صلبة كبيانات شخصية وأمنية وطبية وعلمية ووظيفية وما إلى ذلك ... والأبحاث والتجارب والصناعات المدهشة الصادمة بصناعة كاميرات وصلت دقتها إلى تصوير أصغر وأدق أنواع الحشرات على كوكبنا فأصبح قدم النملة أسهل تصوير يمكن أن تلتقطه العدسات والتي وصلت إلى التقاط النجوم والكواكب التي تبعد عنا مئات وآلاف السنين ... كلها كانت اختراعات وصناعة صفوة الصفوة من نوادر البشر ذوي العقول الإستثنائية عقول تفكر بطريقة وشكل مختلف تنظر للمستقبل ولا ترى الحاضر ... عقول قدمت كل الفضل للبشرية الغارقة في الجهل والتي تعودت أن تجد كل شيء جاهز ومتوفر تحت يدها عقول التقطتها كبريات الشركات في العالم ... عقول تستحقرها الدول العربية وأول ما تراعه فيها دينها عقيدتها وليس علمها وعقولها ولا أبحاثها وتجاربها ولذلك لا عجب أن تصبح مواطن أوروبا وأسيا وأمريكا هم أسياد العالم في كل شيء ونحن لا شيء بالمطلق لا شيء ؟
 
كم نأسف على حالنا وكم نأسف على عظمة العقول العربية التي هاجرت للخارج وكم نأسف على العقول الإستثنائية التي التقطتها الشركات العالمية وكم نأسف كم فرطنا بأبنائنا العرب ... مؤسف حقا أن تستحقرك دولتك وحكومتك ويستخف بك محيطك وبيئتك مؤسف أن يقتل العلم والتطور في وطنك ويصان وتتم حمايته في الخارج ... مؤسف أن يتم معاملة العقول الإستثنائية على أنهم متسولين وما هم بذلك بل هم صفوة العقول في دولكم ومجتمعاتكم ظلمكم لهم هو من جعلهم يبيعونكم مثلما بعتوهم ... مؤسف حقا وبكل ألم أن تريليونات العرب كلها لا تساوي حذاء عالم عربي حقيقي واحد فكل ما تحت أيدينا Made in South Korea - made in China - Made in Europe - Made in USA ... يا للأسف حتى أزرار ملابسنا أصبحنا نستوردها وطعامنا مستورد كل شيء مستورد وحتى العلم والعلوم استوردناه ... وبعدما سبق تنحني هامتي وقامتي لكل إنسان قدم لي مساعدة وتفضل علي بعلمه ووصلت إلى يدي صناعته وما أنتجته شركته ... نحن مدينون لهؤلاء بامتنان وشكر لا ينتهي فهؤلاء قد أناروا دروبنا المظلمة ولا يوجد اليوم معلم أعظم وأكبر من معلمنا الخطير google ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم