2020-04-18

عندما يبكي الرجــــال ؟


البكاء هي عملية ناتجة عن استجابة الجسم والعقل للتعبير عن مشاعر من الحزن أو الفرح النفسي أو الألم الجسدي ... والبكاء هي حالة من سيلان ماء العين تتضخم داخل العين ولا تجد مفرا من الخروج والتفريغ خارج مركز ومحور العينين في وقت واحد عبر 3 طبقات مائية للعين وهي "الدهنية - المائية - المخاطية"  ... والبكاء لا شك أنها حالة من لعاطفة العميقة التي تؤكد عظيم الضرر لحدث ما أو لفعل ما أو لألم ما وقع على الشخص مما اضطره دون إرادته بالبكاء ... والبكاء في حياة المرأة أمرا متعارف عليه وطبيعيا كون المرأة هي الأكثر عاطفة ومشاعر وبطبيعتها دائما ما ترسم في خيالاتها الكثير من المشاهد الرومانسية كل حسب فهمه ومستوى ثقافته وقوة وعيه وبعد نظره ... وفي موضوعنا هذا نركز على الشخصية الأقل بكاء وهي شخصية الرجل ولماذا والأسباب ؟
 
شخصية الرجل بطبيعة خلقه وتكوينه وفطرته خلقت من أجل تحمل صعاب الحياة مثل العمل بكافة الأشكال والأنواع والحروب والقتال كلها أعمالا شاقة ... وبخلاف زماننا هذا التي لا يوجد للرجال أعمالا شاقة مقارنة مع ماضي الأمم والأزمن السالفة والقديمة لكن تبقى دموع الرجل أمرا قليلا نسبيا ... كما أن هناك اعتبارات في عقل ورأس كل رجل في كل دول العالم كل حسب فهمه وقوة شخصيته وقدرة تحمله والنظرة المجتمعية لبكاء الرجل أي "عادات" ... ففي الغرب بكاء الرجل أمرا مألوفا جدا ويجد تعاطف عارم له بينما عند العرب بكاء الرجل فيه شيئا من العيب أو الإنكسار ناهيك أن شخصية المرأة العربية بطبيعتها ترفض الرجل الضعيف ... أي المرأة العربية تكره بكاء الرجل وتعتقد بأنه ضعف في شخصية هذا الرجل بل ولو استمر بكاء الرجل في عدة حالات فإن صورته أمام امرأته ستنهار وستسقط من أمام ناظريها ... وعملية التعاطف أو عكس التعاطف هي عملية بالمناسبة تختلف بين دولة وأخرى حسب تعدادها السكاني بمعنى لو الأمر في الهند أو الصين فالأمر جدا طبيعي ومألوف بل وغير مهم ... لأنه تلقائيا يجب أن تخرج من بين 1.2 مليار نسمة لشعب ودولة واحدة ما لا يقل عن 50 مليون نسمة هم في حالة بكاء دائم أو كثيري البكاء وبالتالي ضرب العموم حالة من "التعــــوّد" أي الأمر أصبح معتادا وغير نادر وليس غريبا ... هو نفس "التعــــوّد" لدى الرجال إن بكت البنت أو الزوجة أو الأم أو العشيقة أو حتى الموظفة لأن عالم الرجال منذ أن خلق إلى أن تقوم الساعة عرف عن المرأة أنها "سيدة الدمع" ... وهذا الأمر بالمناسبة أمرا لا يعيب المرأة على لإطلاق بل هو أمر يؤكد بدليل قاطع أنها أنثى مكتملة الأركان بعكس المرأة أو البنت التي لا تبكي فهذه فعليا تعاني من خلل في شخصيتها وأنوثتها بشكل لا شك ولا لبس فيه ؟

عندما يبكي الرجل العربي تلقائيا يجب أن تعلم أن سبب البكاء إما بسبب : ضغوط الحياة - الحاجة للمال - الخشوع إلى الله - حالة حب أو غدر - حالة من العجز - التعرض للظلم ... وهي الحالات التي في الغالب تضطر الرجل إلى انهيار دموعه بشكل علني أو بشكل شخصي خلف الأبواب المغلقة لكن عندما يبكي رجلا أمام امرأة أو رجلا يجب أن نعلم يقينا أن هذا الرجل قد وثق بهؤلاء ثقة مطلقة ... وهو الخطأ الكارثي الذي لم ولن يتعلم منه أحدا وهي مسألة الثقة التي تخبرك الحكمة والعقل الرشيد بأن لا تثق بكائن من يكون بنسبة إلا 90% فقط أما الـ 10% فتذخرها للأيام والسنوات حتى يتبين لك معدن من وثقت به 90% ... لكن في حقيقة الأمر بكاء الرجل ليس فيه من العيب شيئا شرط أن يكون البكاء لسبب قهري ومنطقي فإن توفر القهري والطبيعي كان البكاء مستحقا وطبيعيا بل ومفيدا ... كالبكاء على الوطن أو الذكريات أو فقدان حبيب أو صديق أو وفاة قريب أو عزيز أو غدر من أحد أقرب المقربين كلها أسباب منطقية سهل تقبلها وتفهم أسبابها ... وليس أحدا أفضل من الرسول عليه الصلاة والسلام عندما بكى ولا أفضل من بكاء سيدنا شعيب عليه السلام وغيرهم ... لكن لا تزال دموع الرجل أو "خنقة العبرة" تشير ألما في النفس وتعاطفا عارما واسعا لأنه أمرا نادرا ما يحدث وإن حدث فإن الألم قد وصل لدرجة الظهور بالإحساس بالعجز والألم سطره دليل الدمع ... وأخطر ما يواجه الرجل هو "قهر الرجال للرجال" فإنه بلاء عظيم وابتلاء كبير وانتقام فظيع ولذلك دائما وأبدا نقول "اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال" ... فاحذروا دمعة الرجل الحر والرجل الصادق ورجل العز والمكارم فإنها مهانة عظيمة لها لعنة من السماء وثأرا يؤخذ من خصمه مهما طال الزمان وفي الأخرة يكون القصاص لكل مٌختار فخور مغرور ... وإن نصرة الرجل أولى من نصرة المرأة فإن نصرة الرجل فيه نصرة لأهله وعرضه وكرامته أما نصرة المرأة فهي أصلا من مٌسلمات الأعراض ووجوب سترها ... فإن باعت المرأة شرفها فما للرجل إلا أن يبيع كرامته وكلاهما طعن في قيم وشرف دينكم إن كنتم تعقلون ؟






دمتم بود ...


وسعوا صدوركم