إن الجهل
في زمانكم قد بلغ مبلغا عظيما وبات يظن كل مسكين يمتلك شهادة عليا بأنه أصبح من
صفوة المجتمع وما بذلك صحيح على الإطلاق ... بل الحقيقة ختمتنا ووشمتنا بعلامة
الخزي والعار منذ أكثر من 50 و 70 عاما ولا أحدا يشعر بهذا الخزي والسبب أن السواد
الأعظم من المجتمع يظن أنه يفهم وما هو بفاهم وتظن الحكومات أنها تدير أمة أو شعبا
وما هي بذلك ... وعلى سبيل المثال في الكويت هناك جهة حكومية تسمى "معهد الكويت للأبحاث العلمية" أنشأت في سنة 1967 وأعيدت هيكلته في 1973
ونحن في 2020 أي نحن نتحدث عن مركز كويتي للأبحاث العلمية موجود وتنفق عليه
الحكومات الكويتية منذ أكثر من 52 سنة ... ولو وضعت متوسط ما تم صرفه سنويا بقيمة
50 مليون دينار كويتي فهذا يعني أن هذا المعهد قد استنزف من المال العام أكثر من
2.6 مليار دينار كويتي = 8.2 مليار دولار ... وماذا استفاد الشعب الكويتي منه ؟ لا
شيء ... وماذا استفاد إسم الكويت دوليا منه ؟ لا شيء ... وما هي الأبحاث التي
أجريت وما الذي فشل وما الذي نجح منها ؟ لا أحد يعلم !!!
الكارثة
والمصيبة أن في الموقع الرسمي لهذا المعهد في قسم "نبذة عنا" في فقرة
"الرؤية" يقول نصا : بحلول عام 2030 سيكون المعهد مؤسسة
معترف بها دوليا بصفته المؤسسة الأكثر تميزا في المنطقة في مجال العلوم
والتكنولوجيا والإبداع وبوابة المعرفة المعروفة بكونها القوة الدافعة للوصول إلى
ازدهار اقتصادي مستدام ونوعية حياة متميزة !!! ... أنت فاشل منذ 52 سنة فأي جاهل أو فاسد سمح لك بالإستمرار حتى 2030 !!! ... بينما في كل سنة أكرر في كل سنة يقيم طلبة جامعة
الكويت معرضا يحتوي على مشاريع التخرج من إبداعات الطلبة الكويتيين والكويتيات
الخريجين عبارة عن أفكار لمشاريع صادمة ومذهلة بفكرها وبتنوعها وبعظمتها تفوق
قدراتهم قدرات المعهد ومن فيه ... ومعلومة أقولها بناء حقيقة مؤكدة 100% أن كل
هؤلاء الطلبة لا يوجد لديهم من يحتضنهم ولا من يدعمهم ... بينما في حقيقة الأمر أن
"معهد الكويت للأبحاث العلمية" كان من المفترض هو من يقوم باحتضان هذه
العقول الكويتية النادرة ويأخذ باختراعاتهم وبمشاريعهم ويوظفها لمصلحة السوق
الكويتي والعالمي ويسوقها لتتحول الفكرة إلى منتج للدولة وللمواطن والمقيم ... لكن
لأنه معهد وكأنه شركة خاصة ليس له أي فائدة ولا أي قيمة فعلية ولم نشعر به أصلا
فمن الطبيعي أن لا يحتضن هؤلاء الشباب لأن مركزية القرار في معهد الأبحاث وصراع
المناصب أمرا لا شك فيه ... ومثال أخر هو "مركز
دسمان لأبحاث وعلاج أمراض السكر"
أنشأ في 1996 أي قبل 14 سنة وهو تابع لـ "معهد
الكويت للأبحاث العلمية" ... ماذا
استفادت الكويت منه ؟ لا شيء ... يا سادة هناك مشكلة حقيقية وهي مشكلة تجــــارة
العلــــم وصراع المناصب ضحيتهما هو العلم الحقيقي العلم الذي يوصل لك أدهى العقول
الكويتية إلى مراكز القيادة التي تثق بها وتستأمنها على المستقبل ... العلم
الحقيقي يكره الروتين ويستحقر المناصب العلم الحقيقي هو في سباق دائم مع الوقت
العلم الحقيقي هو من يقدّر العلماء والعباقرة الحقيقيين العلم الحقيقي هو في فكر
دائم ... يدعم جهودهم ويوفر لهم مراكز أبحاث حقيقية ويعملون ليل نهار ويحققون
النجاحات والإنتصارات العلمية وتسجل إنجازاتهم كحقوقا لهم بنسب أرباح 40% للعالم
والموهبة و 40% للدولة و 20% للشركات المصنعة ... وبسبب جهلكم ومرض التحكم وفساد
الإدارة وسطحية التشريعات هو من جعلنا دولة مستوردة بنسبة 95% لا نتقدم ولا نريد
أن نتقدم لا نفهم ولا نريد أن نفهم ... ولذلك العالم هو من أجبرنا على التغيير ولم
نكن سوى عبيدا للغرب ولصناعاتهم ولأدويتهم وابتكاراتهم بفضل من يعتقدون أنهم علماء
وما هم إلا عبيد الكراسي في صراع المناصب ؟
إن أول
شحنة نفط تم تصديرها من الكويت كانت في سنة 1946 أي قبل 74 سنة وبعملية حسابية
"متوسطة الأرقام" ووفق تاريخ أسعار النفط منذ سنة 1950 إلى 2019 ... فإن
الكويت قد باعت نفط بقيمة إجمالية تجاوزت أكثر من 1.5 تريليون دولار = 1.500 مليار
دولار = 473 مليار دينار كويتي ... ماذا فعلنا بمعهد الكويت للأبحاث العلمية + مركز دسمان لأبحاث وعلاج أمراض السكر وغيرهم ؟ ... لا شيء النتيجة 0% ... حرقنا مئات
المليارات على ما هو ليس بالمفيد واستحقرنا العلم الحقيقي وسلمنا عقولنا لهرطقات
مجانين كل منهم يعطيكم محاضرة وكأنه أحد عباقرة العالم فقط حتى يبرر بقائه في
منصبه ... يا سادة يا كرام أنا لا أريد أصحاب شهادات ومكاتب فاخرة ورواتب عالية بل
أريد عقول مجانين في العلم ومواهب عبقرية وطاقات شبابية جبارة أريد إنجازات ومن لا
يحقق أي إنجاز علمي بمدة زمنية محددة مع السلامة والقلب داعيلك ... لكن الإستهتار
بعامل الوقت والزمن بسبب الثقة والأمان والإطمئنان في البقاء في المراكز والمناصب
فهذا فساد يرقى لدرجة الهراء واستغلال واستغفال العقول ... وفي النهاية يجب إعادة
النظر بمراكز أبحاثنا وقد آن الأوان وبشدة لتغيير القيادات وإجراء إعادة هيكلة
شاملة وتقييم كلي وصناعة تشريعات ليتحول العلم إلى أمن وطني وتجارة وسياسة واقتصاد
... وليس عقولا فارغة تفتخر بشهاداتها المعلقة على الجدران وبشهادات التقدير
الكاذبة والإنجاز = لا شيء ... مهزلة ما بعدها مهزلة فإما علما حقيقيا وأبحاث عباقرة
وقيادات خطيرة وإلا التغيير مصيركم كل 3 أو 4 سنوات مهما كنت ومهما كانت شهادتك
... رحم الله الخوارزمي وابن سينا والزهراوي وابن الهيثم والبيروني والرازي وغيرهم
لقد ماتوا عظماء ولم يملك أحد منهم شهادة يتفاخر بها بل هم من علموا الغرب أسس
العلم ... وأنتم فشلتم وتصرون على الفشل وتكابرون بوقاحة ولو كنتم في مجتمع يملك
أغلبية من أهل العلم والثقافة لأقاموا ضدكم ثورة ولأسقطوكم وكانت ستسمى ... ثورة
العلم والعلماء ضد عصابات الفشل والجاهلين ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم