2020-07-04

القطاع الخاص الكويتي .. مسرحية وقحـــة ؟


ندحل مباشرة في صلب الموضوع ونضرب بالصميم ونسأل : هل الكويت لديها قطاع خاص حقيقي ؟ الإجابة : كلا ... إذن ماذا يوجد ؟ توجد "تجارة التجزئة" ... وماذا تعني "تجارة التجزئة" ؟ هي بيع السلع أو البضائع من مكان محدد مثل محل أو سوق مركزي مثل أسواق المباركية أو الأفنيوز بمساحات صغيرة أو فردية للاستهلاك المباشر من جانب المشتري ... بالإضافة إلى البقالات محلات غسيل الملابس محلات تصليح السيارات وقطع الغيار والمطاعم وبيع الأثاث والملابس والأحذية والمستلزمات لمنزلية وغيرها ... وجميعها ترجع إلى تجار وكالات الماركات في الدولة وهذه تعتبر تجارة فردية وليس اقتصاد دولة بمعنى أدق أنت وأنا اليوم نستطيع أن نطلب ما نشاء عن طريق الإنترنت من الخارج ... وأنا وأنت نستطيع أن نمارس تجارة التجزئة عبر الإنترنت نستوردها ثم نبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما يفعل الكثيرين ... لكن الفرق أن البضاعة من الخارج هي نفسها في الداخل أو يوجد بديلها الموثوق في الداخل وفي كلتا الحالتين سواء أنا طلبت من الخارج وأنت اشتريت من الداخل كلا الأمرين هي تجارة تجزئة ... وبالمناسبة هذه التجارة هي الأنشط على مستوى العالم بأسره وهي الأقوى حاليا والأعلى نموا بالأرباح وحاليا لا يوجد منافسا في العالم في تجارة التجزئة إلا قطبين فقط ... الأولى في أمريكا وهي شركة "Amazon" والتي قدرت قيمتها السوقية بأكثر من 800 مليار دولار بعدد زوار لموقعها بأكثر من 140 مليون زائر شهريا ... والشركة الأخرى في الصين وهي شركة "Ali baba" والتي بلغت قيمتها السوقية بأكثر من 500 مليار دولار بقاعدة بيانات تضم أكثر من 700 مليون عميل حول العالم ... بمعنى أكثر وضوح في الكويت ادمج كل من "صفاة الغانم + إكسايت + مركز سلطان + إيكيا + أبيات" لو تم الدمج لكل هؤلاء فسيشكلون أكبر سوق تجزئة في الوطن العربي كله دون أي منافس ويستطيعون أن يدخلوا أسواق المنافسة العالمية مع القطبين في مجال أسواق البيع بالتجزئة ... وأسواق التجزئة كما ذكرت هي من تشتري من المصانع الرئيسة لكافة أنواع وأشكال المنتجات ثم تبيعها بالتجزئة على الشركات الصغيرة والمحلات والأفراد ثم طورت عملية البيع إلى أن تصل البضائع إلى بيت العميل ... وهذه هي تجارة الأفراد التي دائما تكون نشطة في كافة الأوقات وحتى في الأزمات تنشط لسببين حتى تكسب مزيدا من ثقة العملاء والسبب الأخر لتكسب ثقة الأخرين مع عدم استبعاد استغلال الأزمات في رفع الأسعار ... يعني الأصل هي الصناعات التي صنعت صناعة "بيع التجزئة" ؟
 
إذن أين القطاع الخاص الحقيقي في الكويت
لا يوجد قطاع خاص حقيقي في الكويت إنما هي مسرحية ساخرة مليئة بالأكاذيب سببها الحكومة ومجلس الأمة وشرذمة التجار ... ولذلك تلقت الحكومة صفات مدوية في أزمة كورونا من قبل حلفائها التجار التي خضعت لهم بشكل طبيعي حتى تنقذ الفاشلين بتواطؤ وقح من مجلس الأمة الكويتي ... ويجب أن نشكر أزمة كورونا التي كشفت حقيقة القطاع الخاص الكويتي الذي لطالما تحدثت عنه بأنه نمر من ورق أو الطفل الأحمق المدلل من الحكومة ... وخلال شهرين فقط من الإغلاق بسبب كورونا سالت دموع الأطفال في القطاع الخاص الكويتي فسمعنا صيحاتهم عالية لتسقط ورقة التوت فينكشف الأمر وتتضح الصورة أن الكويت لا يوجد فيها قطاع خاص حقيقي ... والقطاع الخاص الذي يتباكى على إيقاف شهرين فقط وليس سنة ولا سنتين ولا يستطيع الصمود حلال 60 يوم فهذه فقاعة هواء ذات رائحة كريهة وليس قطاع خاص حقيقي محترم ... ولأجل أن تكتمل مسرحية من يطلق عليهم بـ "القطاع الخاص الكويتي" أدخلوا أصحاب "المشاريع الصغيرة" من الكويتيين المغامرين المساكين ليستخدموهم ككبش فداء وحجة لتنفيذ مخططهم للإستيلاء على المال العام ... أي يرمي لك العظم ليأكل هو الذبيحة كلها وقد رأيت خطط محافظ البنك المركزي بحلوله الاقتصادية ولما قرأتها ظننت أن الكويت تمتلك اقتصاد اليابان وصناعات ألمانيا وامبراطوريات الإنترنت في أمريكا !!! ... والحقيقة التي قد تغضب العصابات هي أن الكويت لا وجود لها على الخريطة الدولية في أي اقتصاد باستثناء "الاقتصاد الحكومي" أي "الهيئة العامة للإستثمار" باستثمارات متواضعة لكن على الأقل لها وجود على الخريطة الدولية بالإضافة إلى الاقتصاد الأول والوحيد وهو اقتصاد النفط الكويتي ... لكن كقطاع خاص كويتي خارجيا فلا يوجد خارجيا "عالميا" اقتصاد خاص كويتي واحد وتنطبق مقولة "شهاب الدين أضرط من أخيه" على القطاع الخاص الكويتي ... فهو يملأ الدنيا صراخا وعويلا على أهميته وفعلا هم يكذبون بصدق ويسرقون بأمانة والحكومات تتواطأ مهم بكل خيانة ومجالس الأمة يخون بصدق ويتحايلون بصدق وما قسمهم إلا حبة سكر وسط بحر مالح ... يا سادة الكويت تعتمد بنسبة 95% على الإستيراد يا عزيزي لنجعلها 90% ولا تزعل خليها 80% وتلك نسبة تعني أنك دولة فاشلة وحكومة أفشل وشعب يعيش في ضياع دون أن يشعر ... واسألوا بأنفسكم هذا السؤال : وقعت حربا أو حصارا على الكويت فأغلقت الأجواء البرية والبحرية والبرية فكم ستصمد أنت كدولة وكشعب من أكل وشرب ومخزون وأدوية وعلاج دون أي ترف ؟ ... 70% من مساحة دولة الكويت لم تستغل لا في الصناعة ولا في الزراعة ولا حتى في السكن + 90% استيراد فمن هذا المجنون الذي يقول أن لدينا قطاع خاص محترم !!!
 
الحكومات الكويتية ومجالس الأمة غير جادين بصناعة اقتصاد كويتي حقيقي والسبب هو أن أصحاب السلطة التشريعية والتنفيذية مستمتعين بالفساد ... والدولة التي تستمتع بالفساد يستحيل أن تصنع اقتصاد مرادف أو اقتصاد بديل بل ليست كفؤا بأن تتنوع في مصادر الدخل ... ومن يريد أن يجعل الشعب عبدا للراتب حتى يستغله أقصى استغلال لا يسرق أموال الكويت من المال العام لينقذ حفنة من الفاشلين في الفكر الاقتصادي مثل الذي كذّبوا كذبة فصدقوها بل وعاشوا فيها أبا عن جد !!! ... وخلاصة القول : كذب ثم كذب من قال ومن يقول ومن سيقول أن الحكومة جادة بصناعة اقتصاد حقيقي للكويت أو أن الحكومة جادة بتنويع مصادر الدخل ... إنهم يسرقون ويتحايلون دون أي خجل وبلا أدنى حياء وبلا أي خوف من ربهم ويتحدثون بجرأة ووقاحة لم نشهد لها مثيلا من قبل ... وطن مغلق سياحيا + لا مصانع عملاقة ولا أسواق خارجية ولا اكتفاء ذاتي فأين الاقتصاد ؟ ... هي 5 أو 7 مليار دينار كويتي قيمة رواتب موظفي الدولة ويتم تداولها داخل السوق الكويتي وصلى الله وسلم وبارك ومع ذلك يصرون على استمرار مسرحياتهم الكاذبة ... واسأل الاقتصاد الكويتي : ماذا قدمتم للكويت وشعبها ؟ وماذا دفعتم لخزينتها ؟ وما هي أفعالكم في أزمات الكويت { هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم