هناك
فهم خاطئ يرقى إلى الكارثة في ترسيخ القناعات التي تظن أنها على صواب وما هي بقناعات
بل غطاء على العقل حجب الحقائق فأعمى البصير فحول المتحدث إلى متخبط دون أن يعي
ذلك ... ومع أن المسألة جدا بسيطة وسهلة
للغاية لكن الكثيرين وبنسبة أقدرها بـ 98% لا يفهموها ليس لأنهم أغبياء بل لأنهم
لا يريدون أن يفهموا ... وبالتالي بعض الكويتيين الهاربين في الخارج يشيعون حديثا
لا أساس له من الصحة ويزورون الحقائق ويقلبون الأمور رأسا على عقب ... فقط حتى
يكملوا في مشوار شهرتهم المؤسفة ويحققوا شعبية زائفة بتعاطف شعبي
"خارجي" من المضطهدين في أوطانهم وخارجها ... أي أن الكذاب الكويتي في
الخارج ليس فقط كذب على الداخل الكويتي بل كذب حتى من في الخارج واستغل جهل
معرفتهم في الشأن السياسي والإجتماعي الكويتي ... فيقول الكذاب ويقول ويبعد في
كذبه بشكل مؤثر فيحصد تعاطف الآلاف من الجهلة والمغفلين فيصدقوا حديث الكذاب دون
أن يبحثوا عن الحقائق فقط لأنهم عشاق السمع لا عشاق القراءة والبحث والتحقق ...
علاوة على ذلك يشطح بعض الهاربين في الخارج ليطالبوا ما ليس باستطاعتهم هم عن
تحقيقه فطالبوا بمطالب صبيانية مثل الحكومة الشعبية التي يعرفون ونحن نعرف مسبقا
أن الأحزاب ليست صالحة للأوطان العربية ... وها هي الأحزاب في "تونس والمغرب
والعراق ومصر والجزائر ولبنان والأردن" ماذا فعلت في أوطانها غير أنها
أرجعتها للوراء وأفقرتها وكثر الفساد فاستبدت السلطة ... ناهيك أن المعارضة الكويتية
أو ما يطلق عليها بالمعارضة عرفناها عن قرب وليس عن بعد وشاهدناها ولم نسمع بها فهم
كالأطفال إن لم تحقق لي ما أريد سأخرب الدار !!! ... وهذا بالفعل ما حدث فقد زعزعوا
الشارع ونشروا الغوغاء وروعوا الآمنين وسبوا وشتموا وتطاولوا ثم قدموا مقترح تعديل
الدستور الكويتي حتى يتم ضرب نظام الحكم بالصميم بعملية تحجيم سلطات الأمير ...
ليس هذا فحسب بل السلطات الأمنية الكويتية مارست ضبط النفس بعملية تفريق
المتظاهرين ونظام الحكم أي "أمير البلاد" كانت لديه صلاحيات قانونية
ودستورية بإمكانها سحق كل من هم في الشوارع ... لكن يسجل لنظام الحكم أنه مارس
السياسة وضبط النفس ولجأ إلى القضاء فأحال كل مخالف إلى القضاء ليأخذ مجراه
وبدرجات تقاضي كذاب ابن كذاب من ينكر صحتها ومشروعيتها وصحة إجراءاتها ... وخلال
هذه الفترة صدرت عدة مراسيم أميرية بالعفو عن البعض إلا أن بعض البعض عادوا إلى
شرور أعمالهم وعادوا للسب والتحريض حتى أحدهم نشر تغريدة يعلم أتباعه كيف يصنع
"المولوتوف" أو ما تمسى "القنبلة الحارقة" هو نفس الشخص في
الخارج حاليا يلبس لباس البرائة والمظلومية وينظّـر على السذج في الحريات وكأنه
كان مضطهدا في وطنه ولا يعرفون أنه مجرما وضيعا ... تحرق وطن وتضيع شعب علشان مطالبك التي لم يفوضك إلا القلة من السفهاء عليها وترتمي في حضن قطر وقناة الجزيرة المتصهينة وتقول مطالب وطنية بأي هرطقات أدخلوها في عقلك المسكين ؟
في فهم
السياسة الداخلية للدول يجهل الكثيرين فهم ذلك فيعتقدون أن بالقدر القليل مما
سمعوا ومما قرؤوا في مواقع التواصل الاجتماعي أنهم قد عرفوا وفهموا الشأن الداخلي
للدولة ... وهذا بالتأكيد كلام في غير محله وغير صحيح نهائيا وعلى سبيل المثال أنا
لم أفهم الشأن الداخلي المصري إلا بعد قراءات ومتابعات ومشاهدة أفلام وثائقية
استمرت لأكثر من 15 سنة ... واليوم لا أحد من المصريين يستطيع أن يكذب علي أو يدلس
أو يزور الحقائق أمامي بسبب خبرة 15 سنة كل التاريخ المصري "الحديث" بكل
تفاصيله بل أدق تفاصيله قرأته بأدلته ... والتاريخ العراقي والسوري ومنطقة الخليج
والمغرب وجزء من تونس والأردن والحجاز ولذلك عليك إن أردت أن تفهم الشأن الكويتي
الداخلي فأنت تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 سنوات متواصلة لفهم وقراءة التاريخ الكويتي
... وبعد أن تنتهي فلا حاجة لأحد أن يعلمك ماذا يجري في الكويت وأسباب ما يحدث
لأنك قد شربت التاريخ السياسي والإجتماعي الكويتي فأصبحت ضليعا فيه شرط الفهم
الصحيح ... وهذه مشكلة السواد الأعظم في مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثون بما
يجهلون ويصدقون أكاذيب فتترسخ فتصبح قناعات ثم تتحول القناعات إلى تسويق سلبي لنشر
أكاذيب على أنها حقائق ... والكويتيين من بعد النقط تغير نمطهم الاجتماعي شيئا
فشيئا حتى وصلنا اليوم إلى أننا اليوم أصبحنا شعب ثرثار كثير الحديث وقليل الفعل لكن
ما يميز الشعب الكويتي أن فيه الكثيرين من دهاة القراءة والفهم ... ولذلك تجد في
الكويت الإخواني والسلفي والشيوعي والقومي والليبرالي والعلماني وحتى الماسوني
والملحد موجودين ولذلك الكويت هي دولة فكــــــر وأيدولوجيات متضاربة ... لكن تعال
واسأل لماذا الشعوب العربية تفهم اللهجة المصرية والمصريين لا يفهمون اللهجات
العربية ؟ مسألة ثقافة سببها انتشار الثقافة المصرية التي أثرت منذ الخمسينات وحتى
الثمانينات ... ولماذا المصريين لا يفهمون اللهجات العربية ؟ جهل ثقافي مثلما يخرج
مصري ويتحدث في الشأن السعودي وهو لا يفهم الشأن السعودي إلا من خلال ما تيسر له
من قراءة بسيطة ... بدليل أن إعلام المعارضة المصرية في تركيا لم ينجح بضرب الداخل
السعودي لأنها لا تفهم السياسة السعودية ولا الحياة الاجتماعية بل لا تفهم شيئا في
السياسة الخليجية نهائيا ... وهذه ظاهرة نعيشها اليوم أن الكل يعتقد أنه يفهم وفي الحقيقة
أنه لا يفهم لكن خيـّــل إليه بأنه يعلم ويفهم فهل هو غبي أو جاهل ؟ غبي كلا لكنه
جاهل لأنه لو ركّـز وبحث وقرأ سيختفي الجهل وسيتحول الغباء إلى ذكاء لكنه لن يفعل
ذلك لأن مواد الإستماع متوفرة أي سلم أذنيه وعقله لهذا وذاك بلا بحث ولا تحقق ...
مثل الطبال المصري "مصطفى بكري" ولد تحت الاحتلال الإنجليزي وأبوه ولد
تحت الاحتلال الفرنسي وجده ولد تحت الحكم العثماني واليوم ينظّر على الأغبياء في
الحريات وتاريخ مصر وحديث مخدرات التي تغيّب العقول ؟
ليس
مطلوب منك أن تفهم الشأن الكويتي الداخلي ولا فهم السياسة الخارجية الكويتية لكن
لا تتحدث فيما لا تعرفه ولا تدلي برأيك فيما تجهله ولا تصدق كل ما تسمعه ... فكثير
ممن في الخارج فتنوا ببعض الكويتيين وهذه المسألة نتيجة خلل في سيكولوجية الفرد
المتلقي في الخارج فهو ربما واقع تحت سيف الفقر أو سياط الجلاد وقمع السلطة
والقضاء الفساد أو قسوة الغربة فتأثر في الكويت ... لكن الأهم من كل ما سبق أن كل
أفراد المعارضة المصرية والسعودية والقطرية والعراقية وغيرهم في الخارج لا يعرفون
أن كل مطالبهم التي فروا بسببها إلى الخارج هي حقوق موجودة ومتوفرة أصلا في الكويت
بل وأكثر من ذلك بكثير ... بمعنى كل أسباب لجوئك للخارج هي موجودة ومتوفرة في
الكويت وبشكل طبيعي جدا وأكثر من ذلك فماذا تريد أكثر كمعارض ؟ ... فكيف تستمع لكويتي معارضا إلا كونه "كفر
بنعم وطنه" وشخص غير سوي العقل والسلوك "بطران" وكذاب وأفاق ومدلس
دون أدنى حياء ... بل الكثيرين لا يعلمون أن الكويت هي من ضمن 3 أو 4 دول في كل
العالم من يملكون "قانون المحكمة الدستورية العليا" ... أي لو أنك مواطن
وحد فقط أو مجموعة مواطنين وتضررت من قانون ما يحق لك أن ترفع قضية أمام المحكمة
الدستورية العليا وتختصم الحكومة أو مجلس الأمة وتنظر المحكمة الدستورية العليا في
قضيتك وإن ثبت فعليا تضررك أو عدم دستورية القانون فإنه يتم إبطـــــال القانون
كليا ... نعم يتم إلغاء وإبطال قانون وتشريع بالكامل حتى إن صدّق عليه أمير البلاد
وليس هذا فحسب بل يحق لك أن تطعن في المراسيم الأميرية التي تصدر من أمير البلاد
إن كانت غير دستورية ... وهل تم ذلك ؟ نعم حدث ذلك وتم إبطال "قانون البصمة
الوراثية" وتم إبطال عدة مجالس للأمة وتم إعادة مجالس قديمة ولا تزال هناك
قضايا منظورة أمام المحكمة الدستورية العليا ... وفي الدستور الكويتي وفي القانون
يحق لك انتقاد كل من : رئيس السلطة التنفيذية "الحكومة ووزرائها" وكافة
مسؤلي الدولة + رئيس السلطة التشريعية "مجلس الأمة رئيسه وأعضائه" +
السلطة القضائية ... لكن انتقاد موضوعي وليس سبا وشتما وطعنا بل لك كامل الحق
بمقاضاتهم بشكل منفرد ومباشر ... وميزانية الدولة تنشر بشكل رسمي وبشكل تفصيلي
وتقرير ديوان المحاسبة الذي يكتشف فساد وتلاعب وزارات وهيئات الدولة تفصيليا ينشر
للعامة ... عفوا بعد ذلك ماذا تريد أكثر من ذلك !!! لم يبقى إلا أن تتسلم سلطة
البلاد وتكون حاكما للعباد وأنت زوجتك ليس لك عليها سلطان فقليلا من العقل والحكمة
نعمة ... والفساد المالي موجود في كل مكان في العالم وتذكروا "صفقة
اليمامة" في بريطانيا كيف "طمطمت" الحكومة البريطانية فساد هذه
القضية وخرس الجميع ؟ وأمريكا أم الحريات كيف "طمطمت" وتسترت بل وتواطأت
في قضية المقتول الراحل "جمال خاشقجي" ... وأين المجتمع الدولي الذي تتشدقون فيه بجرائم الرئيس السوري ... وكيف فرنسا أم الحريات ضربت المتظاهرين "السترات الصفراء" ضربا قاسيا في الشوارع ... وكيف ظهر فساد كل الحكومات الأوروبية في أزمة كورونا فظلت عاجزة مشلولة وسط نقص المواد الغذائية أليس هذا فساد حكومات أم التبرير جاهز مقدما ؟... أما الرأي الأخر الذي يطالب
بمزيد من الحريات فليتذكر كل كويتي وكويتية ماذا فعلوا بالحريات ما بين عام 2009
إلى 2013 ؟ ... ألم يحدث سب وشتم وتطاول وقلة أدب على القنوات الفضائية الخاصة ؟
فضربت البلاد فوضى أخلاق واستمرأ الأوغاد ؟ ... ألم يحدث سب وشتم وطعن بالإعراض
والأنساب من قبل زبانية غوغائيين المعارضة ؟ يا سادة يا كرام هناك بعض الكويتيين
ليسوا كفؤا للحريات واستخدموها أسوأ استخدام ولما صدرت قوانين "تحجيـــم"
الحريات خرس الغوغائيين كخرس النساء ... لكن تعال أبي أشتم وأسب واستهزأ بخادم
الحرمين في السعودية وحاكم قطر ورئيس الإمارات وغيرهم ولا أريد أحدا أن يحاسبني !!! فهذا أمرا غير مقبول فهؤلاء
ورائهم شعب لا يقبل مثلما أنا لا أقبل مطلقا أحدا أن يتطاول على سمو أمير البلاد
... ولا تطالب بديمقراطيات أوروبا لأنك لا تملك شعب أوروبا ولا ثقافة أوروبا ولا
أنت منهم ولا نحن منهم ولن نكون لكن حاول أن تطبق أنت الديمقراطية في بيتك وبين
أسرتك وعلى أختك وابنتك وأخوك وزوجتك ... السواد الأعظم فاشل بإدارة حياته ويريد
أن يدير دولة وشعب ما هذا الهراء الذي أنتم فيه وأي قاع من الوضاعة أوقعتكم شياطينكم
فيه ... نسأل الله الهداية للجاهل والسفيه عل وعسى أن يرحمه ربه وينقذه من جهله
وأن يجنبنا جهلهم وحماقاتهم وسوء خلقهم وقلة أدبهم ... ما تعرف أسكت وابحث أو إسأل
وابحث أيضا لكن لا تتحدث بجهالة ولا تصر على الجهالة ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم