الكويت
هي الدولة الخليجية الوحيدة فقط التي تضم عقولا من كل التوجهات الفكرية ويوجد
فعليا "المسلم والكافر والملحد والمثليين والسني ومنهم السلفي والإخواني
والمعتدل وفي المذهب الشيعي وصراعه الداخلي بين الأخباريين والأصوليين والمعتدل
والمتشدد بالإضافة إلى الفكر الشيوعي والقومي وقبل 4 سنوات بدأ ظهور بضعة أفراد من
المعتزلة ... هذه الفسيفساء المليئة بالتناقضات تشكل لحوحة جميلة إسمها
الكــــــــويت بسبب أنها تحتوي على كل أطياف الفكر في غرابة أن الجميع يعيش في
وطن واحد وصغير جدا وليس وطن كبير كالهند مثلا ... ولذلك تذهب عقولنا مباشرة إلى
نظام الحكم في الكويت أي "الحاكــــم" سواء الحالي بارك الله في عمره أو
من سبقوه وهو كيف هؤلاء استطاعوا بمهارة فهم كل هذه الأيدولوجيات الفكرية
واستيعابها وفهمها !!! ... لا شك أنه أمر مذهل حقا والسبب تسقطه على نفسك أنت
شخصيا حيث أنك لا تميل إلى مناكفة أو مقارعة أي مخالف لك في الرأي أو المعتقد أو
الفكر فما بلك بنظام حكم يستوعب الجميع وسمع وقرأ من الجميع ... ولذلك الكثير من
الكويتيين لم يتعلموا تقبل الفكر الأخر ولن يتعلموا ولن يفهموا أن إدارة الإنسان
لنفسه تختلف عن إدارة المجموعة وأن إدارة المنزل أو الأسرة تختلف عن إدارة العائلة
الكبيرة أو إدارة القبيلة ... وطبيعيا إدارة العائلة أو القبيلة تختلف كليا عن
إدارة شعب وأمة بأسرها وبالتالي من الجهل والسطحية أن تفرض رأيك وتضع المبررات
لانتقاد الحكومة في عملية الإقصاء المجتمعي أو السياسي ... بمعنى ما أحب السنه
فلازم أقضي على السنه أو ما أحب الشيعة فلازم أقصي الشيعة وما أحب الإخوان
المسلمين فلازم أقصيهم وما أحب السلف فلازم أقصيهم ... هذه كلها ترهات وخزعبلات
مراهقين لا ينظر إليها فعليا لأنه الجنون بعينه فربكم سبحانه خلق الليل والنهار
والحر والبرد والأنثى والذكر أي النقيض والنقيض ... والإنسان كذلك بسبب خلقه أن
الجميع متشابه في الخلق الجسدي والعضوي لكن ليس متشابه الفكر والتفكير بدليل قتل
الناس للأنبياء والرسل ورفضهم لرسالات ربهم ورسولكم عليه الصلاة والسلام كان
الصادق الأمين ولما جاء قومه بالرسالة أصبح بدقائق الكذاب الساحر المجنون ...
ونتفهم تأثر الكثيرين بالمحيط الخارجي فهناك من يريد سياسة الكويت تسير بالقمع
الأمني السعودي والبعض يريد الكويت كالعراق تعددية حزبية مسلحة والبعض يريد الكويت كالإمارات
انفتاح ودعارة وخمارات وقمع كل التيارات الإسلامية المتشددة ... لكن من النادر تجد
من يفهم أن ما يصلح في أمريكا لا يصلح في بريطانيا وما يصلح في اليابان لا يصلح في
ألمانيا وما يصلح في السعودية لا يصلح في الكويت والسبب هو الإنسان والمجتمع نفسه ...
وكفكر سياسي وكدهاء سياسي فلا أحد يقارع الكويت
في منطقة الخليج بدليل دولة صغيرة جدا جدا تقع بين 3 دول كبار جدا "السعودية
والعراق وإيران" وتصمد بينهما 300 سنة لا شك أن المسألة ليست صدفة ولا مجرد
حظ ؟
التوازنات
السياسية
في وطن
صغير مثل الكويت يحتوي على الكم المهول من التناقضات والمعتقدات الفكرية والسياسية
من المهم جدا أن تصنع توازنا سياسيا وإلا فرط الأمر وانهار المجتمع وضربت الفوضى
البلاد والعباد ... فوجود التيار السلفي "السياسي" يجب أن يجابهه تيار
الإخوان المسلمين "السياسي" لسبب بسيط وهو طالما الإثنين لا يملكون ميلشيات
مسلحة فعلية فاللعب السياسي معهما ممتع للغاية وسهل السيطرة عليهم ... وأنا شخصيا
لا أتفق لا مع التيار السلفي ولا مع الإخوان المسلمين لكن لا أقصي أحد منهم ولا
أكره أحدا منهم وأتقبل الإثنين لسبب بسيط وهو أن الإثنين يمارسون العمل السياسي
"السلمــــي" بمعني "ما
أحبك ولا أكرهك لكن متعايش معاك وإنت متعايش معاي" ... لكن إن أقصيت أحد منهم
سياسيا فسوف يستفرد الفريق الأخر بالساحة السياسية والإجتماعية تفردا يهدد حتى
نظام الحكم في الكويت وسيفرض سيطرته عليه وهذا ما لا يفهمه الكثيرين منكم ...
وبالتالي لعبة التوازنات السياسية مهمة جدا في الكويت لدرجة الحياة أو الموت بل
الإقصاء السياسي هو المستحيل بعينه لأنك تمارس الديمقراطية وإن كانت ناقصة وغير
متطورة لكن جميع التيارات السياسية بكل أنواعها تمارس الديمقراطية عبر صناديق
الإقتراع في كل انتخابات برلمانية ... أما لو كنت دولة ليس لديها برلمان حقيقي ولا
دستور حقيقي وتمارس الحكم بمركزية لقرار أي "حكم الفرد" كما في باقي دول
الخليج فمن السهل إقصاء هذا أو ذاك دون أي اعتبارات إجتماعية أو سياسية بعيدة
المدى ... وهذه الإعتبارات التي يجهلها الكثيرين تفتح عليك أبواب العمالة والخيانة
بعدما أنت من قتل الوطنية والولاء فيتم التعامل مع الخارج بولاء مطلق ضد الداخل
وبدل أن يصنع عدوك الخارجي جاسوسا فأنت قدمت له عشرات آلاف الجواسيس الذين ينتظرون
الخلاص ... ولذلك في الكويت هناك أمرا خفيا عند الكثيرين فظن الكثير منكم أن
الأجهزة الأمنية في نوم عميق والحكومة والقيادة السياسية لا تعلم عن شيء وهذا محض
افتراء وغير صحيح على الإطلاق ... فالأجهزة الأمنية نشطة للغاية وتعرف أدق تفاصيل
تحركات "المرتزقة الكويتيين كلاب المال والمصالح" والتيارات السياسية والنشطاء والكتاب
والمدونيين والقيادة السياسية تعلم كل ما يدور في داخل وخارج الكويت أم حسبتم
الدولة تسيرها الأشباح !!! ... والدول تدار بهذا الشكل لكن هناك من يدير الدولة
بذكاء وبعد نظر وهناك من يدير الدولة بغباء وبحماقات فدمر سمعته الخارجية ... ونحن
في الكويت ولله الحمد والفضل والشكر والمنة لدينا قيادة سياسية تدير الدولة وشعبها
بذكاء وبحكمة وببصيرة وبإرادة واثقة ... لكن لا تأخذنا الصراعات بين الإخوان
والسلف ولا ننتبه لتنظيم "حزب الله" الإيراني وتمدده الهادئ جدا جدا هنا
وهناك فإن راجعت تاريخ هذا الحزب ستجد أنه بدأ ويبدأ باللين والسلم ثم فجأة تظهر
أسلحته وتكونت ميليشياته المسلحة فأصبحت أمرا واقعا ... والتاريخ يخبرنا أن تنظيم
الإخوان المسلمين فشل فشلا حقيقيا كبيرا بصناعة ميليشيات مسلحة تابعة له بل لو
ظهرت ميليشيات الإخوان ثق بأنها ميليشيات تافهة سحقها خلال ساعات بعكس السلف أصحاب
بأس في الميادين ؟
التنظيمات
الإسلامية في الكويت
السلف
في الكويت هم امتداد مباشر ووثيق لتنظيم "القاعدة وداعش" أي أنهم من نفس الفكر ومن
نفس المذهب ومن نفس المرجعية ومن نفس الكتب لكن الفرق هو أن هناك المرجفون وهناك
المباغتون وهناك المتربصون ... وإخوان الكويت أي "حـــدس" هم امتداد
لتنظيم الإخوان المشتت والضائع في كل وطن ومكان وهم أنصار المفكر المصري الراحل
"سيد قطب" والمؤسس "حسن البنا" ... ولو اطلعت على تاريخ
الإثنين "السياسي والإجتماعي والعسكري" لاكتشفت بسهولة مطلقة أن تنظيم
السلف هو الأخطر وبجدارة بل لو توفرت له الأرضية المناسبة والظروف المطلوبة لابتلع تنظيم
الإخوان في غضون أيام معدودات ولأبادهم عن بكرة أبيهم ... لكن الثابت فعليا وحقيقة
هو أن تنظيم لإخوان أضعف بكثير مما ظن الكثيرين لكنه في نفس الوقت تنظيم ذوو بأس "سيـــــاسي"
عظيم فالديمقراطية هي ملعبه ولا شي هناك يستطيع فعله سوى لعبة الديمقراطية ...
ولذلك من الطبيعي تجده نشطا في الدول التي تمارس الديمقراطية فعليا مثل "تونس
وتركيا والكويت والمغرب والأردن" وذلك بعد هزيمتهم في مصر ... أما الأعمال
الإرهابية التي وقعت في مصر ولا تزال تقع في سيناء فالكل يعلم أن الإخوان أتفه وأضعف
بكثير جدا من أن يكون هذا مستواهم الميداني والكل يعلم علم اليقين أن ميادين
القتال وجنونها هي للسلف وليس للإخوان ... والإعلام المصري من يستطيع أن يقارعه في
الكذب والتزوير والتدليس ؟ لا أحد بل هو من علّـم الكثيرين فن الكذب وعدم الخجل
والحياء حتى أصبح الكثير من الإعلاميين بلا كرامة وبلا شرف ... ونستخلص بأن تنظيم
الإخوان ميدانه صناديق الإقتراع أما تنظيم السلف فلا يفهم ولا يؤمن بديمقراطيتكم
بل هو يثبت وجوده ويجمع أنصاره لأن الظروف حاليا لا تخدمه ... ومسألة استفراد أي
فصيل سياسي "السلف أو الإخوان" في الساحة السياسية والإجتماعية لهو خطر
كارثي الكثيرين لا تقدرون عواقبه بل لو وجد فصيل سياسي إسلامي ثالث لكان أفضل
بكثير مع تعزيز الفصائل المناهضة للتيار الإسلامي ... وأجمل ما في الأمر أن "السلف والإخوان" كلاهما عبيــــــدا للمال وسهل شراء ذممهم وسهل تطويعهم وسهل التحكم بهم ... تحكم بهم ومن يخرج على أمرك فعّـل عليه أدوات القضاء بما تملكه عليهم من إدانات وكعادتهم سيرتدعون وكل منهم سيدخل بيته صامتا ؟
الهجمة
على الكويت
الهجمة
على الكويت بسبب تنظيم الإخوان هي هجمة صبية مراهقين سياسة ليس لهم في علم السياسة
إلا كما لدى الطفل من ألعاب يلهو بها ... فقد رأينا دولا تصرف المليارات لتحارب
ديمقراطيات دول فقط لأن فيها تنظيم الإخوان المسلمين يمارسون ما يجيدون ممارسته
... وهؤلاء السفهاء من المراهقين من ضمن ملياراتهم اشتروا قنوات وكتاب وإعلاميين
شرذمة مرتزقة أنجاس حتى تكون لألاعيبهم لذة التشويق هي نفس ألاعيب النظام العفلقي
البعثي العراقي المقبور فقد اشترى كتابا وصحفيين ومسؤلين وحتى رؤساء دول بالمال
فما كانت نهايته إلا كما رأيتموها ... وهناك دولا أصبحت تكن العداء والكره للكويت
وشعبها بسبب تنظيم الإخوان والسعودية من ضمن الدول التي بلعت الطعم الإماراتي
وتورطت في ليبيا واليمن وتونس ... لكن الحقيقة التي لا يريدون أن يفهموها أن
سمعتهم الخارجية قد أصبحت في أسفل السافلين فالشعوب العربية أصبحت تكره إسم
الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ... ولا تعرف الإمارات ولا حتى السعودية أننا
أشقاء وأن الخلافات يجب أن تكون محصورة بين القيادات السياسية فقط وأي خلافات يجب
أن تكون بعيدة كليا عن الشارع والشعوب ... لأن الشعوب هي الباقية وهي من يجب أن
تتآزر وتتآخى بينها وبين بعضها البعض ولا يجب تكرار الخطأ الذي وقع في قطر فأدخلت
الشعوب في الصراع فاليوم أصبح ضربا من الخيال أن تعود الشعوب إلى ودها ومحبتها
كالسابق بسبب خطأ سياسي أهوج ... هو نفس الخطأ السياسي في الغزو السعودي الإماراتي
لليمن فوقع الكره وعشق الثأر بين الشعوب وشعب تونس والصومال والمغرب والجزائر
وغيرها ... ولك أن تتخيل لو أوقعت الشعب الكويتي في صراع سياسي كما في خطأ الماضي
فكم من شعب سيقف مع الكويتيين والأهم كيف سيرد الكويتيين على إقحامهم في خلاف لا
قيمة له لكنهم ينتصرون لقيادتهم السياسية ولوطنهم بشكل أنصح الجميع أن لا يجربوه
ولا حتى يجسوا نبضه ... واحذر الدفاع عن الكويت قد تراه بجهلك المعتــــاد أنه
دفاع عن الإخوان المسلمين والأمر ليس كذلك ولأنك أحمقا فلن تفهم ... فوالله ثم
والله ثم والله سنجعل شعوبكم تخجل من ذكر إسم وطنها وفي نفس الوقت الله يشهد من
سابع سماء أننا لا نتمنى ذلك ولا نريد ذلك ... ونتوسل إليكم بحق الجيرة والأخوة
بحق الإسلام بحق الدم والشرف والعرض لا تقدموا على تفرقة الأخوة بين شعوبنا ...
فلا أنجاس الأرض في الكيان الصهيوني سينفعونكم ولا المعتــــوه ترامب سيفيدكم
واعلموا أن السياسة لعبة المتغيرات والمتغيرات قادمة بعد 5 أشهر فأدركوا ما تبقى
لكم واحفظوا شعوبكم وأدركوا سمعتكم الشعبية الداخلية والخارجية واتقوا الله الذي
إليه ترجعون ... اتقوا ربكم ودينكم وشرعكم ويوم القيامة ستنظرون بأم أعينكم الكلاب
تجار الدين ممن يفتون حسب أهوائكم كيف يرمون بنار جهنم خاسئين ... واذكروا ربكم
وارجعوا إليه واعلموا أن هناك أمما تنهض من قبورها إلى جهنم مباشرة لا وقوفا ولا
حسابا أبد من قبورهم إلى نار السعير ... وهناك أمما وأفرادا من قبورهم مباشرة إلى
جنة الخلد لا وقوفا ولا حسابا مباشرة من قبره إلى الجنة ونسأله سبحانه أن يجعلني
وإياكم منهم إنه سبحانه رب الرحمة ورب المغفرة ورب العفو ... لكنه أيضا سبحانه ملك الملوك
وقاصم الجبابرة فانظروا وتبصروا ممن سبقكم من كانوا وكيف كانوا وأين هم الأن فلا تغتر بما أنت فيه وبمن حوليك ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم