2020-08-07

علاء حسين .. وليبيــــا ؟


في أول أيام الغزو العراقي الغانم على دولة الكويتي في 2-8-1990 اعتقل النظام العراقي ضباطا كويتيين كانوا على رأس عملهم ثم خطفهم إلى بغداد ثم أتى بخائن كويتي يسمى "علاء حسين علي جبر الخفاجي" ... وهذا وحده وتحديدا وحصريا من تعاون مع طاغية بغداد وشارك في تمثيلية "الحكومة المؤقتة الكويتية" أما الباقي فكانوا أسرى حرب كويتيين لا حول لهم ولا قوة ... خضعوا للتهديد والإبتزاز والرعب وكانوا طيلة فترة الغزو العراقي محجوزين في فيلا سكنية مشددة الحراسة يمنع خروجهم كليا باستثناء "علاء حسين" الذين كان يخرج ويذهب أينما أراد ووقتما أراد بشهادة الضباط الكويتيين الذين كانوا يشاهدونه عبر النافذة ... ثم خرج من العراق إلى تركيا ومنها إلى النرويج ثم عاد إلى الكويت مع أسرته إلى الكويت وسلم نفسه في سنة 2000 عبر منفذ مطار الكويت الدولي ثم قدم للمحاكمة وحكم عليه بالمؤبد ... فتخيل لو أن هذا الخائن اعترفوا فيه دولا عربية وأجنبية أخرى كرئيس للحكومة الكويتية الجديدة فماذا كان سيكون مصير حكم حكام الكويت "الصبـــاح" وماذا سيكون مصير الشعب الكويتي بل ومصير أرض الكويت كلها ؟ ... فهي دولة صغيرة الحجم وتسبح فوق بحيرات من النفط باحتياطي قدر بأكثر من 120 مليـــار برميل + سعر اليوم 40 دولار = 4.8 تريليـــون دولار = 1.4 تريليــــون دينار أي ميزانية الكويت لمدة 56 سنة قادمة ابتداء من 2020 ... فتخيل تحدث مؤامرة إقليمية ودولية للإنقضاض والإستيلاء على وطن صغير وشعب صغير وأهله ليسوا أهل حرب وقتال في وضع ضبابي يلتبس عليك من هو الصديق ومن هو العدو ... فتثار العنصرية والطائفية والقبلية وتوزع عشرات الملايين من الرشاوي على هذا وذاك فيخلقون ميليشيات مسلحة فيقطعون الدولة إلى "كانتونات" صغيرة أي "تقسيم المقسّم" فتصبح الكويت بدلا من 6 محافظات تصبح 15 محافظة تسيطر عليها ميليشيات مسلحة ... وأعوذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم ومن هذا الخيال الدموي الفظيع لكنه فعليا هذا ما حصل في ليبيا الدولة الصحراوية المليئة بالنفط قدرت احتياطاته بأكثر من 48 مليـــار برميل بسعر إجمالي = 1.9 تريليـــون دولار والصراع الدائر في ليبيا هو على من يسرق هذا المبلغ ؟
 
التاريخ القديم والحديث يخبرنا بحقيقة واحدة وهي أن "كل دولة استعان شعبها بمساعدة الخارج دفع ثمن استيلاء الخارج عليه وعلى سيادته وعلى مقدراته" ... والشعب الليبي يتحمل مسؤلية ما حدث وما يحدث وما سيحدث بنسبة 100% لأنهم هم من سمحوا بالتدخل الخارجي أن يضع قدمه ويده على أراضيهم ومقدراتهم وسيادتهم ... وذلك عبر السماح لقوات الجيش القطري أن تنزل على الأراضي الليبية وتقاتل مع ثوار ليبيا لإسقاط نظام "معمر القذافي" وسمحوا للإمارات بأن تشارك فعليا مع فرنسا وإيطاليا فيحتلون سماء ليبيا ... وبعد سقوط القذافي كل من شارك وضع أوراق دفع الفاتورة سواء قوات الخارج أو حتى الليبيين أنفسهم الكل يريد ما يعتقده ثمن وقوفه بإسقاط النظام الليبي السابق ... ولما اختلفوا طبيعي أن يتفرقوا ولما تفرقوا ضرب العداء والكره بينهم فانقسم الليبيين في البداية إلى فرق كثيرة وعديدة حتى جاءت القوى الخارجية التي تتقاتل على أرض ليبيا بمرتزق معارض ليبي سابق وهارب ويملك الجنسية الأمريكية وهو "خليفة حفتر" ... وبمجيء هذا العميل الخائن لأرضه وشعبه ودينه ووطنه تم دعمه بالمليارات من الأموال والسلاح والذخيرة والدعم اللوجستي وجلب المرتزقة من كل مكان فتناثرت دماء أبناء البلد الواحد على أرضهم وبيد إخوانهم ... ثم تم تقليص الميليشيات وتصفيتها لتصبح وتصل إلى فريقين فريق "طرابلس" وفريق "بنغازي" ... وبعد قتال بين المسلمين وبين أبناء الشعب الواحد دام 5 سنوات اجتمعت القوى الإقليمية والدولية واستطاعوا أن يخرجوا حكومة واحدة معترف بها دوليـــا تتحدث باسم الشعب الليبي وتقرر مصيره فكانت "حكومة الوفاق الوطنية" ومقرها العاصمة الليبية "طرابلس" ... لكن الخصم الآخر في "بنغازي" لم يقبل بالوحدة وبتسليم السلاح والإنضمام إلى الدولة الواحدة والخضوع إلى كيان الدولة الواحدة تمهيدا لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة كلا بل شق الصف الليبي سريعا فأصبحت الحكومة في العاصمة طرابلس ومجلس النواب "الغير مكتمل" في بنغازي ... وطرابلس العاصمة التي تحكمها "حكومة الوفاق" المعترف بها دوليا تدعمها "قطر وتركيا وأمريكا والأمم المتحدة" أما حكومة بني غازي فهي خارجة على القانون وغير معترف بها دوليا وتدعم ميليشياتها المسلحة كل من "مصر والإمارات والسعودية والأردن والبحرين وروسيا وفرنسا وإيطاليا" ... وأثناء كل ما سبق دمرت مناطق ومنازل وهدمت وسرقت ذكريات سنين واختلطت دماء الأبرياء بدماء المجرمين وهجر وشرد الملايين وارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية ولم يبقى من الإسلام سوى إسمه فقط ؟
 
الشعب الليبي بالدرجة الأولى هو من يتحمل مسؤلية جريمة ما حدث في وطنه وساس البلاء "قطر والإمارات" ثم لم يكتفي الشعب الليبي فجاء بلاء "فرنسا وإيطاليا" ثم زاد الطين بلة تدخل "مصر والسعودية وتركيا" ... فضرب الفوضى ليبيا بسبب خائن عميل إسمه "خليفة حفتر" جاؤوا به من الخارج كباقي المرتزقة ولا حل سياسي على الرغم من أن الجميع ينادي وينصح بالحل السياسي ... لكن طالما العرب والخليجيين لم يتعلموا من هزيمتهم وذلهم في سوريا فدعهم يتقاتلوا في ليبيا حتى يقضي الله عليهم فيما بينهم فهؤلاء ليسوا مسلمين وكذاب ابن كذاب من يقول أنهم مسلمين ... بل هم شر مستطير ورؤوس الشياطين وأعوان بني صهيون وكلهم كذابين أفاقين هدفهم النفط الليبي على أرضه والغاز في البحر لتعويض خسائر ما أنفقوه ولكسر شوكة بعضهم البعض ... فارتقبهم فإنهم زائلون وسيموتون وليدفع الشعب الليبي ثمن تسليم وطنه للخارج ومن لا يتعظ من التاريخ ولا من الأحداث القريبة منه فلا تأسف عليه واسألوا بحر ليبيا كم ابتلع من الآلاف وكم فر إليه مئات الآلاف ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بما يفعل ابن آدم بنفسه ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم