2020-09-03

أينما وجد الماء وجدت الحياة ؟


لو وضعت خريطة العالم أمامك وتفحصتها بشكل جيد فسوف تكتشف أمرا ليس غريبا لكنه مرتبط بالفطرة البشرية ارتباطا منذ أن خلق أبونا آدم عليه السلام ... وهي الطبيعة والفطرة البشرية للإنسان الذي لا يقبل العيش إلا بالقرب من المياه بالدرجة الأولى ثم الخضرة بالدرجة الثانية والخضرة أي الأشجار المثمرة التي توفر له الطعام ... وطالما توفرت الأشجار أي الغابات والمساحات الخضراء يعني توفرت أمطار والأمطار مياه والمياه تتحول إلى سيول وأنهار ... وقد أثبت العلماء أن الإنسان يستطيع العيش لمدة ما بين أسبوعين إلى 3 أسابيع دون طعام لكن لا يستطيع الصمود 3 أيام بلا ماء ... وعلى الرغم من أن الماء لا يوفر الطاقة للجسم لكنه يؤخر انهيار جسم الإنسان لفترة زمنية محددة التي من خلالها يبدأ الجسم بتآكل نفسه بنفسه بمعنى يحرق الدهون ثم يبدأ باستهلاك العضلات حتى الوصول إلى الأنسجة وتلك مرحلة الموت المؤكد ... الخريطة الدولية للبشرية لو تفحصتها بشكل دقيق وواسع سوف تكتشف أن 90% من سكان الأرض تقيم حول البحار والأنهار والبحيرات الطبيعية وهذا قديما ... أما في العصر الحديث وبسبب توفر طرق المواصلات مثل "السيارات - القطارات" في داخل الدول وليس خارجها ستكتشف أن 80% يقيم بالقرب من البحار والأنهار بما لا يبعد بمقدار أقل من ساعة أو نصف ساعة عن المياه ؟ 

الإنسان لا يحتاج إلى مياه البحار بسبب ملوحته لكنه يستفيد من الأسماك التي توفر مصدر غذاء رئيسي بالإضافة إلى أن البحار تعتبر من خطوط النقل والسفر التي عرفها البشر منذ سيدنا نوح عليه السلام وهو أول من صنع سفينة وركب فيها وخاضها في البحار بتعليم وتدبير من ربنا سبحانه وتعالى ... ولذلك اليوم لو أي دولة صحراوية شقت مياه البحر وأوصلته إلى عمقها الداخلي مثل شبه الجزيرة العربية وأفريقيا لدبت حياة أخرى هناك ... لكن الأمر مكلف جدا بحكم أن مثل هذه المشاريع العملاقة ستحتاج إلى بنية تحتية للأمم التي ستعيش بالقرب من هذه القنوات المائية الضخمة كالكهرباء والمياه العذبة والصرف الصحي والإتصالات والخدمات الطبية والتعليمية ... ونستنتج من بعد ما سبق لماذا كل البشرية لم تستخدم كامل مساحة اليابسة مثل مصر ذات التعداد السكاني 100 مليون نسمة لم تستخدم كامل مساحتها إلا بما لا يتجاوز 20% والسعودية أقل من 20% والكويت 18% ... وعبر الخرائط الجوية نشاهد الكثافة السكانية دائما بالقرب من البحار والمياه وبالرغم من ذلك تعمد الإنسان تدمير الطبيعة التي وفرها له ربكم سبحانه وتعالى له فدمر الإنسان الغابات وقطع الأشجار وأفسد البحار ولوث الهواء ... ولو حللت أسباب ذلك لظننت أن من فعل ويفعل ذلك ظن أن عمره 300 سنة وأكثر وليس بضعة سنين ثم يموت ... كوكب جميل فيه من النعم والخيرات ما لا يعد ولا يحصى لكن الإنسان بجشعة وطمعه وشروره دائما لا يشبع ولا يقنع ولا يقتنع ويصنع لنفسه تبريرات من نسج خياله المريض حتى يقنع نفسه بضرورات ما هي بضرورات ويصنع له محرمات وما هي بمحرمات ... وها هي هذه أيامكم أمام أعينكم انظروا ماذا فعل ويفعل المال بالإنسان وفي البشرية وكيف بدأت وحدثت ووقعت حروب البشرية بسبب الثروات الطبيعية وحتى يومكم هذا بالرغم من أن كل شيء في العالم يكفي البشرية لو اخذ كل فرد حاجته ... ولا عزاء للإنسان الذي قتله طمعه وجشعه ولم ولن يفهم أن ما وفره له خالقه يكفيه ويزيد لكن تبا لنفس لا تشبع وعقل لا يفهم ... وصدق ربكم الحق سبحانه عندما قال في سورة الأنبياء { وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } ؟






دمتم بود ...



وسعوا صدوركم