2020-09-02

الخيانـــــة والقــــرآن ؟


طبيعة بعض البشر غريبة لا يمكن أن تصفها إلا أن هناك صنفا من البشر وكأنهم خلقوا حتى يعيشوا أنجــــاس لا يعرفون أن يعيشوا في نظافة ولا وضوح ولا مكاشفة ولا صراحة ... نوعية مهما أعطيتها ومهما عملت لها تبقى خسيسة في أفعالها والخيانة والغدر منهم مؤكد ولا تفكر كثيرا فهم متعودين على التبرير الكاذب حتى يقنعوا أنفسهم الوضيعة والقذرة بأنهم لم يخطؤا ولا يخطؤا ... وهذه الحالة المرضية النفسية قد كرروها كثيرا قبلكم إنهم يكذبون بصدق ويحلفون بصدق وتلك صفة الشياطين التي تجسدت على هيئة البشر في نجاسة أفعالهم وتبريراتهم الوقحة دون أدنى حياء ... وبالرغم من أن ربكم قد تحدث كثيرا في كتابه الكريم محذرا ومنذرا ومتوعدا الخائنين إلا أن الإنسان يظل مستمتعا بالخيانة تحت تبريرات لا تقنع إلا نفسه الخبيثة فقط "إلا من رحم ربي" ... يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة التوبة عن بعض هؤلاء المنافقين والكذابين والخائنين { ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون } وفي سورة الأنفال يقول الحق سبحانه { إن الله لا يحب الخائنين } ... ومثل هذه النوعية من البشر الوضيعة لا توجد لديهم أية مشكلة في أن يحلفوا بل ويقسموا على كتاب الله أمامك بأنهم معك أو لن يخونونك ولن يغدروا بك ... فتطمئن إليهم وتأمن لهم بشفاعة كتاب الله وتسايرهم وتتماشى معهم بكل نية وسريرة طيبة فتجتهد بإسعادهم بتغيير حياتهم بكل ما يمكن أن يدخل السرور إلى قلوبهم لكن الغدر قادم قادم لا محالة ... إنهم لم يخونك أنت ولا أنتي بل هم أولا خانوا ربهم وخانوا قسمهم على كتاب الله وهم ينطبق عليهم تماما قول الحق سبحانه في سورة التوبة { وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم } ... أي الخيانة كانت لله أولا فلا تجزع ولا تحزنوا فإن الله حسبهم وسوف يمكّنكم منهم ويريكم عجائب قدرته سبحانه فيمن خانوكم وجزاء ذلك سيسلط ربكم عليهم من يخونهم ومن يذيقهم الذل والهوان وسود الأيام ؟ 

إن من عجائب البشر أنهم يرون الخير والشر بأم أعينهم ولا يتفكرون ولا يتقون ولا يحذرون ولا يتعظون ولا يتراجعون ... يأتيهم الخير من حيث لا يحتسبون ويفتح الله عليهم بأرزاق ما كنوا يحلمون فيها ويسبب ربكم الأسباب فيرسل من يغير حياتهم أو ينقذهم ومن يخرجهم من الظلمات إلى النور لكن أنفسهم الخبيثة تأبى وترفض ذلك فتنجرف النفس اللعينة خلف أهواء شيطانها فتغدر ويغدر ويخون وتخون وكأن الله ما خلق لهم عقولا ... وهؤلاء كمن قال ربكم عنهم في سورة الفرقان { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } أي كالبهائم التي تسرح بلا عقل وبلا فهم وبلا إدراك ... وإن الخيانة في كثير من البشر والغدر من صفاتهم "إلا من رحم ربي" ولذلك لا تتألم أنت وأنتي إلا من قريب وليس من بعيد أي من وثقت أنت وأنتي بهم ثقة عمياء فخانوا تلك الثقة خيانة عظيمة ولا تصلح العلاقات بعد الخيانة ... فبعد الخيانة الفراق أمرا لا يقبل الشك والأيام مدرسة الإنتقام وحتى لو ملكت قوة الإنتقام اتركه لمن خلقك واطمئن وكن على يقين أن ربك سيريك عجائب قدرته أضعاف ما تتخيله وما لا تتخيله ... وتلك العقوبة السماوية ليست صفة حصرية لك أنت فقط بل هي من عدالة السماء وانتقام السماء لمن يقسم على كتاب الله كذبا وزورا وبهتانا أيا كان من أقسم ومهما كان إسمه ومهما علت مكانته أو قلّت فإن ربك آتيه سبحانه بالعقاب ولو بعد حين ؟
 
لا تقسِموا على كتاب الله وأنتم خائنون احذروا ثم احذروا من ذلك فقد سمعت ورأيت أناس ضربتهم أمراضا عجز الطب أمامها وظل أصحابها في آلام وأوجاع إلى أن ماتوا ... وقد رأيت وسمعت عن نساء خانوا وكذبوا فسلط ربكم عليهم الذل والفقر والهوان ... وقد رأيت وسمعت رجالا خانوا وبطشوا بزوجاتهم فأسطتهم حوادث وأمراضا فتحولت الزوجة الضعيفة إلى متجبرة منتقمة ساقت زوجها كأس الذل والإنتقام وقد سمعت ورأيت عشاق انتقم ربكم منهم شر انتقام ... فلا أنت يا ابن آدم مخلدا في الدنيا ولا أنتي أذكى ممن خلقكي ولا أنت تملك مكرا ودهاء أكثر من ربك الذي يمكُر فوق مكرَك فيخيب مسعاك القذر فيرد مكرَك إليك ويرد شرك إليك ويقلب غدرك إليك { ويمكُرون ويَمكُر الله والله خيرُ المَاكرين } الأنفال ... وإني لفي عجب مما أرى وأسمع كيف الناس أصبحت لا تتحمل بعضها البعض وكيف البشر لا يعرفون كيف يستمتعون في الحياة وكيف الخبيث يخون الطيب وكيف الناس أصبحت تكذِب بلا ضمير وكيف الغدر أصبح عادة طبيعية دون أن يشعر الأوغاد بأنها صفة مذمومة وهي من صفات الشياطين وكيف النفاق أصبح شطارة !!! ... ما لكم أصبحت لا تعرفون كيف تعيشون وتتخبطون وقليلا منكم من هم مقتنعون وراضون بل كيف فقدتم صفة الصبر على الحبيب والحبيبة والزوج والزوجة !!! ... يدخل رجلا في ضائقة مالية فتنقلب زوجته عليه ويدخل الحبيب في حالة نفسية فلا تصبر الأخرى عليه ولا تتحمل ما لكم أصبحت شاطرين في البيع فاشلين في الشراء !!! ... اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك وشياطينهم ومن نفاقهم ومن غدرهم { اللهم اكفنيهم بما شئت } ... والحمدلله رب العالمين حمدا يملأ السماوات والأرض أني غير متزوج وغير مرتبط ولا أريد الزواج ولا أريد الإرتباط من هول ما شاهدت وقرأت وسمعت ... وأعوذ بالله من نفس لا تشبع ومن عقل لا ينفع ومن جهل مهلك ابن آدم وأعوذ بالله من مال يجعل ابن آدم كالكلب يلهث ورائه ويضيع دينه ودنياه وآخرته بسببه ... ورحم الله قلوبا طيبة وجبر نفوسا كريمة وأعان الودود اللطيف الحنان المنان عباده الصالحين واعلموا ثم ثقوا ثقة مطلقة إن عباد الله المخلصين الطيبين ليس لك عليهم طريقا فالله حسبهم ويكشف لهم كل خبيث ولعين ومنافق وكذاب مهما طال اتقان التمثيل فربكم بالمرصاد لكل من يريد الضر والشر والغدر والخيانة لعباده المؤمنين { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } غافر ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم