أطلقت "مصر السعودية الإمارات البحرين" مؤخرا مصطلح "الإسلام السياسي" وكأن هذا المصطلح اكتشفوه مؤخرا ... بنما الإسلام السياسي هي ممارسة في سياسة الحكم ابتدعها "بني أمية" في 41 للهجرة 661 ميلادية وسار حكم الإسلام السياسي منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ... وأكثر دولتين استخدمتا الإسلام السياسي في تاريخنا الحديث هي "إيران والسعودية" نتج عن ذلك تعزيز الطائفية المتخلفة فجعلت السعودية من نفسها وكيلة السنة وجعلت إيران من نفسها وكيلة الشيعة ... والحقيقة هي أن لا أحد وكّل هذا ولا ذاك لكن الجهل في الأمة هو من صنع من الوهم حقيقة والحقيقة أصبحت عقيدة والعقيدة أصبحت مقدسة ومن مهازل الأيام أن من يحاربون الإسلام السياسي هم أكثر من استهلك واستفاد من الإسلام السياسي ... ونفهم من هذا التحول والإنقلاب على مصطلح "الإسلام السياسي" أن العلاقات الصهيونية الخليجية هي السبب الأول ولا ثانية لها بهذا التحول ... فالكيان الصهيوني لا يريد "إسلاما راديكاليا" ولا حتى معتدلا أو كما يسمونه "إسلاما وسطيا" ولا أمريكا تريد ذلك ولا أوروبا بل يريدون إسلاما خاضعا ذليلا مسحوقا لا شكل ولا صورة له ... يريدونكم عبيدا للحاكم ويريدون الحاكم عبدا مطيعا للصهاينة وأوروبا وأمريكا وبعد أن سيطروا على القرار السياسي بدؤا بإذلال الدين والعقيدة وإخراس كل لغة التطرف ولما نجحوا بدؤا بضرب أصوات الوسطية ... ولا تستغرب مما أقول فهم يملكون أدوات إعلامية وكلاب جهنم ممن يعملون في قنواتهم حدث ولا حرج وقائمة مشايخ الكذب والنفاق يقفون في طوابير كل منهم ينتظر دوره بالكذب والتدليس وقبض ثمن ذلك ؟
إن الحملات على ديننا ورسولنا لم تتوقف يوما واحدا على صفحات الإنترنت وتجاهل تلك الأصوات الشيطانية كافيا بأن يدفنها دون أي اعتبارا لناشطيها ... لكن الإختلاف هذه المرة أن من يقود حملة الإساءة لرسولنا ولديننا هو رئيس دولة أي هناك قرارا ومنهج وخطط أعدت مسبقا والأمر ليس وليد الصدفة كما يتصور الكثير منكم ... لكن صهاينة الخليج في "البحرين والسعودية والإمارات" رأو أن فرنسي متطرف يهين أشرفنا وأطهرنا عليه الصلاة والسلام هو فعل فردي لا يستلزم أي ردة فعل مبالغ فيها ... وبرأيهم أن من قتل الفرنسي المتطرف هو إسلامي إرهابي يجب التخلف منه ومن هم على شاكلته حتى وإن أهين رسول الإسلام والمسلمين ... ويظن صهاينة الخليج أن الحملة على فرنسا مصدرها "تنظيم الإخوان المسلمين" وكأن محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام هو رسول تنظيم الإخوان حصريا وليس للمسلمين !!! ... وبرروا للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ما قاله من عبارات قذرة لا تخرج إلا من رأس قذر أنه يقصد "الإسلام السياسي" وكأن صهاينة الخليج لا يملكون تاريخا قذرا في ممارسات الإسلام السياسي ... فإن كانت حملة "مقاطعة المنتجات الفرنسية" مصدرها الإخوان فهذا دليل على أن الإخوان أشرف من صهاينة الخليج بكثير وإن كان مصدرها ردود الفعل الإسلامية فنعم الهبة ونعم الفزعة ونعم القول والفعل ... ولأذكركم بأن بيان ما يسمى بـ "هيئة كبار العلماء" في السعودية فقد كان بيانهم بيان "إسلام سياسي" صرف أعد بأسلوب سياسي ولا يمت للإسلام بأي شكل من الأشكال بل أن بيان "الأزهر" في مصر كان أكثر حزما ومصداقية وتعبيرا فصهاينة الخليج هم أخر من يتحدثون عن الإسلام السياسي لأنهم أسياد الإسلام السياسي ... وعلى الجميع أن يفهم ويعي أننا في وقت وزمن وأيام السواد الأعظم من مشايخ الدين كذابين أفاقين منافقين فهؤلاء مهمتهم أن يقلبوا الباطل إلى حق وأن يزيفوا الحقائق ويبرروا العهر السياسي خدمة لأسيادهم في القصور وأسيادهم في الأجهزة الأمنية الكـــــافرة التي لا شأن لها بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ؟
يا سادة افهموا أن هناك مخططا أعد مسبقا ومنذ سنوات لصناعة إسلام جديد لكم إسلام يجعلكم كلابا مطيعة للغرب وللكيان الصهيوني اللقيط ... ولأذكركم في 1993 ماذا قال "جيمس وولسـي" رئيس جهاز المخابرات الأمريكية "CIA" في جلسة سرية تم تسريبها للإعلام في 2006 موجها حديثه إلى الدول العربية والإسلامية عندما قال نصا "سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا ثــم نجعلهــم يقومــون بالثــورات ثــم يتــم انقسامهــم علــى بعــض لنعــرات تعصبيــة ومــن بعدهــا قادمــون للزحــف وســوف ننتصــر" ... ويقول الصهيوني "شمعون بيريز" في كتابه "الشرق الاوسط الجديد" : سنسقط تلك الأنظمة "العربية" عن طريق اضرام النيران بداخلها بأيدي شعوبها ... ولذلك أتوقع وبشدة أن تشهد بعض دول الخليج "الإمارات - البحرين - السعودية" أعمالا إرهابية دموية تخريبية في العام القادم 2021 تحديدا ردا وانتقاما على التطبيع مع الكيان الصهيوني ... وإيران لن تصمت بل وحذرت من أنها لن تصمت إزاء وضع الكيان الصهيوني اللقيط أمامها في دول الخليج ناهيك أن التطبيع الخليجي الصهيوني وفّـر كل الأريحية بعودة التطرف الإسلامي بعدما منحهم التطبيع كل سبل الرد والحجج الشرعية للإنتقام من ممارسات وسلوك تلك الحكومات وتفردها بالقرار بشكل مهين جدا لتلك الشعوب ... وفرنسا لم تفعل شيئا بل كل ما فعلته هو أنها كشفت عن وجهها القبيح الحقيقي الذي لا يريد ملايين المغفلين أن يشاهدوه ... والإستمرار بمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية لن تسمع صراخ فرنسا الأن بل بعد 6 أشهر ستتوجع فرنسا وشركاتها من شدة الضرر الذي جاء فوق ضررها الاقتصادي بسبب كورونا ... وانتظروا اضطربات فرنسا فإنها آتية لا محالة بعودة مظاهرات "السترات الصفراء" فقط تمهلوا وأمهلوا بضعة أشهر ... وليعلم الجميع أن مقاطعة مياه "فولفيك - إيفيان - بيريه" فقط 3 أنواع من المياه فإن خسائر فرنسا جراء ذلك سنويا لن تقل عن 250 مليون دولار ... فإن كانت الدول العظمى تعاقب حكوماتكم فأنت وأنتي وأنتم تستطيعون أن تعاقبوا تلك الدول بأسلوبكم وبمنع ورفض شراء منتجات تلك الشركات وتلك الشركات ستتواجه مع حكوماتها وتحاسبها ؟
أما الوسطاء من وكلاء الماركات الفرنسية فعليهم أن يخجلوا من أنفسهم ومن رسولهم فإن دفاعهم عن مصالهم هو سلوك وطبع اليهود في تجارتهم كل يقول نفسي ومصلحتي لا أحد يقول رسولي ولا أمتي ومن يعوض خسارتي كقول بني إسرائيل لموسى عليه السلام في سورة المائدة { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } ... الإستهداف أصبح بأعلى مستوياته ورئيس دولة يهين رسولكم ويوجه للرؤساء الآخرين رسالة بأن أمة الإسلام يجب أن تداس بالأقدام وانظروا ماذا فعلت برسولهم أهنته علنا أمامكم فما كانت سوى بضعة أيام ثم نسوا إهانة رسولهم ... فعودوا وكونوا أولي بأس شديد ولا تخافوا وتتذللوا فتصبحوا بلا شرف وبلا كرامة فتخسروا ربكم ودينكم دون أن تشعروا ... وفي الختام كل الشكر والتقدير وكل الفخر لحكومتي في الكويت على مواقفها الرجولية التي سطرت درسا من بين دروسا كثيرا عن معاني الشرف والكرامة في مواجهة الكيان الصهيوني اللقيط وصهاينة الخليج الجدد ونجس فرنسا الماسوني "إيمانويل ماكرون" ؟
دمتم بود ...