العقل العربي "في غالبه" أو "السواد الأعظم" منه هو عقل من الصعب أن تفرقه بينه وبين الحمار أو دواب الأرض مع احترامي للحمار ولدواب الأرض ... لأنهم على الأقل يعرفون ربهم ويساقون إلى مراعيهم دون ضرر ولهم منافع ويخضعون بكل طاعة إلى راعيهم إلا نوعية من البشر الذي يحسبون علينا كبشر ... وهؤلاء قال فيهم ربنا سبحانه وتعالى في سورة الفرقان { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } ... ومع اختلاف أسباب نزول هذه الآية الكريمة بمقارنة مع ما يحدث في أيامنا هذه فبالتأكيد لا يوجد فرق بين دواب الأرض قديما وحديثا ... بل بالعكس دواب الأرض قديما ربما قد نجد لهم عذرا بسبب جهلهم وتخلفهم ومكابرتهم وفق عُرف مجتمعاتهم المتخلفة ... لكن دواب اليوم تسجد المعلومة تحت أقدامهم والتقارير والصور والفيديوهات أمام ناظريهم والقوانين تسطر في سنة بعلمهم ومع ذلك يرفضون النظر والقراءة لأنهم سلموا عقولهم لكل كذاب وأفّاق وجبان ... ومن رصد بالأمس فرحة الآلاف ممن يسهل استحمارهم بسبب انتصارا حركة طالبان الإرهابية يظن للوهلة الأولى أن هؤلاء الفرحين يعيشون في أوطان الكفرة والملاحدة !!! ... لا بل الحقيقة هي أن فرحتهم التي غلبت على عقولهم أكدت بما لا يدع مجالا للشك بأن هؤلاء مجرد "ذكور أنثوية" لأن لو كانت فيهم ذرة الرجال ما جلسوا في أوطانهم دقيقة واحدة بل لذهبوا وانظموا لأسيادهم الإرهابيين في "حركة طالبان الأفغانية" ... ولأن التاريخ مليئ بالجبناء يثرثرون هنا بلسان الفرسان وفي غرف التحقيق ينكرون ويتنصلون من كل حرف ذكروه فلا عتب على "الذكور الأنثوية" ... الأمر الذي يأخذنا لنبحث في سيكولوجية الشخصية العربية "في غالبها" لنستبين الحقيقة ونكتشف أن "غالبية" الشعوب العربية هي غبية ساذجة يسهل تطويعها لا بل يسهل شراء ذمتها بأبخس الأثمان ... في ظل حركات الجهاد مثل "طالبان - القاعدة - داعش - الإخوان المسلمين - جبهة النصرة - حماس" وغيرهم جميعهم خرجوا من بذرة وشجرة السلفية والمذهب السني ... وحركات الجهاد على الجانب الأخر مثل "حزب الله اللبناني - حزب الله العراقي - منظمة بدر - الحوثيين - عصائب أهل الحق - جيش المهدي - الحشد الشعبي" وغيرهم جميعهم خرجوا من بذرة وشجرة الشيعة ومذهبهم أي أن الجميع يخوضون حرب المذاهب الإسلامية ... جميعهم تنظيمات إرهابية يمارسون "الدين السياسي" وجميعهم مرتبطون مع "أمريكا وإيران وروسيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر والإمارات" ؟
حركة طالبان صنعتها المخابرات الأمريكية والباكستانية في ثمانينات القرن الماضي وتم تمويلهم خليجيا ... تنظيم القاعدة صناعة المخابرات الأمريكية وتمويل خليجي ... تنظيم داعش صناعة المخابرات الأمريكية بمشروع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وطرح في 2007 مشروع تقسيم العراق إلى 3 دول على أساس قومي وطائفي ... وتنظيم الإخوان المسلمين صناعة مصرية ثم تنظيم تحت عباءة بريطانيا ثم تحت حماية الملكية "الملك فاروق" ثم تحت حماية ورعاية السعودية واليوم تحت حماية ورعاية تركيا ... وحماس كانت تحت العباءة الخليجية ثم اليوم أصبحت تحت العباءة الإيرانية في مواجهة الكيان الصهيوني ... كلها حركات جهادية سنية صنعت على أعين أجهزة المخابرات الدولية والعربية أي أنها فعليا هي "حركات جهاد دينية سياسية" وبمعنى أكثر دقة جميعهم "تجار دين" برعاية أمريكية عربية صرفة ... دمروا "العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان واليمن" وعاثوا فادا وشرورا في "السودان والشيشان والفلبين والجزائر" ... انقلب العبد الذي صنعته المخابرات الأمريكية والعربية إلى متمردا فاقلبوا على من صنعهم فكفروا الحكام العرب وحكام الخليج وقاموا بأعمال إرهابية في "الكويت والسعودية ومصر والأردن" جميع التنظيمات الجهادية الإسلامية بشقيها "السني والشيعي" قد أساؤا إلى سمعة الإسلام بشكل لم يسبق له مثيلا في التاريخ الإسلامي برمته وخصوصا "تنظيم داعش الكافر" الذي لا يمت للإسلام لا من قريب ولا من بعيد إلا في عقول الإرهابيين المندسين بيننا ... واسأل نفسك أنت وأنتي وهذا وذاك : هل شاهدتم الفيديوهات المصورة عما حدث في "ليبيا والعراق وسوريا واليمن" ؟ هل شاهدتم مئات وآلاف الصور عما فعله الإرهابيين ؟ ... هل اطلعتم على الأفلام الوثائقية والتحقيقات الإستقصائية الفظيعة والتي تقشعر منها الأبدان ؟ هل تلمستم وشعرتم بمعاناة المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى من الأبرياء عندما تم ترويعهم وتهجيرهم وسبي نسائهم واغتصاب بناتهم ؟ ... هل تعرفون ماذا يعني أن تعيش في منزل ومنطقة ومدينة ولديك فيها ذكريات عبر سنوات طويلة ثم يأتي الأوغاد الإرهابيين ويسحقون كل ماضيك بأقدامهم بلا رحمة بلا شفقة باسم الإسلام الكاذب ؟ ... هل أحد بحث بعمق وتحقق عن فظائع ما مارسه الإرهابيين ؟ هل وضعت أختك أو أبنتك في موضع السبايا حتى تشعر بمدى وجعهم وألمهم ومدى امتهان كرامتهن وبيعنهم في الأسواق ؟ ... هل تعرف كم عدد برامج التنمية التي وضعتها دول العالم وأنفقت عليها مئات المليارات حتى تعيد تأهيل أفغانستان ؟ هل تعلم كم عدد المدارس والمستشفيات والكليات والحركة التجارية التي دبت وأنشأت في أفغانستان ؟ هل تعلم كم عدد الشوارع والطرق التي أعيد بنائها من جديد ؟ ... هل تعلم أن هناك جيلا كاملا ولد من جديد في أفغانستان لا يعلم شيئا عن حركة طالبان الإرهابية وتركوا كل الماضي خلف ظهورهم لينظروا إلى مستقبل أفضل لأجيالهم القادمة ؟ هل تعلم كم عدد الطلبة الأفغان الذين يدرسون بالمجان على نفقة الدول الأوروبية الطب والهندسة والطيران في الخارج حاليا ؟ هل تعلمون كم عدد لأفغانيات التي تم قطع أنوفهن من أزواجهم الإرهابيين من طالبان ؟ ... هل وهل ثم هل وهل والإجابة بنسبة 99% كلا لم أبعث لم أتعمق لم أشاهد سوى القليل والغالبية لم تبحث لم تشاهد ولا تريد أن تشاهد وتتحقق لأنهم من فئة من يسهل استحمارهم ؟ ... والله وبالله وتلله لو بحثتم بعمق لما تعطف واحدا مع هؤلاء الإرهابيين لأنه سيصل إلى قناعة بأن هؤلاء كلهم مختلين عقليا مرضى نفسيين جهله في دينهم ودنياهم ... فقط رددوا "الله أكبر" فرحا بانتصار حركة طالبان الإرهابية ولا يعلم هؤلاء المغفلين أن القوات الأمريكية أصلا قد انسحب 90% منها بدأ من سنة 2015 وحتى 2018 والإعلان النهائي عن إنهاء التواجد الأمريكي العسكري وقع في الدوحة في 2020 ؟
بدأ من اليوم على أجهزة المخابرات العربية والخليجية وأجهزة أمن الدولة أن تستنفر وتنشط لأنه بدأ من اليوم ستنشط "الخلايا النائمة" في دولنا من قبل الإرهابيين وأصحاب الفكر المتطرف ... أفغانستان سقطت في يد طالبن الإرهابيين أي عادت الأرض الحاضنة لكل إرهابي ومتطرف ومختل عقليا عبر بوابة باكستان مع الحليف الجديد لأفغانستان وهي إيران الذي تحالفت مع طالبان عبر 18 سنة الماضية ... الجيش الأفغاني غُدِر به وقياداته تمت خيانتها من خلال القيادة السياسية الوضيعة الساقطة بقيادة الرئيس الأفغاني "أشرف غني" الذي خان دولته وشعبه وقسمه وفر إلى "طاجيكستان" ومنها إلى محطته الأخيرة في "الإمارات" ... أما مفاوضات الدوحة فانتهت وكل ما يحدث اليوم عبارة عن مسرحية هزلية لا قيمة لها مطلقا ... وطالبان لن تقبل بحكومة سياسية ولا حكومة انتقالية لأن ظروف الأرض في صالح إرهابيين طالبان بعدما غنموا غنائم لا تقدر بثمن "أراضي - قرى - محافظات - مركبات عسكرية قتالية - طائرات - قواعد عسكرية وجوية - دبابات ومدرعات" ... إلا إن كنت غبيا بجدارة حتى تصدق أن "همج طالبان" يفهمون أصلا علم السياسة وفن التفاوض كلا يا سادة بل سيعلنون قريبا إقامة "إمارة أفغانستان الإسلامية" بتغيير علمها رسميا هم فقط أمهلوا القوات الأجنبية والأجانب بمغادرة الأراضي الأفغانية وأظن مدة شهر واحد ستكون كافية حتى يظهر الوجه القبيح للغوغاء من جديد ... وبعدها ستتم مطاردة نائبات البرلمان الأفغاني وعددهم 164 نائبة إما لمحاكمتهن وسجنهن أو لعمليات قتل بحقهن ناهيك عن مسلات في الحكومة الأفغانية + عودة حياة الهمجية والتخلف بإغلاق الكليات والجامعات والمدارس الأفغانية للبنات وطرد كل فتاة وإمرأة تعمل في الجيش والشرطة ... ومطاردة الفنانين والعلماء الأفغانيين رجالا ونساء وإغلاق محلات التسجيلات وكوافيرا النساء ومحلات بيع الملابس النسائية المختلفة ومنع دخول النساء للمطاعم ... فهل تستطيع أن تفهم مدى خيبة أمل كل هؤلاء وتتلمس مدى إنهيار مشاعرهم ومدى حزنهم على ما ألم بوطنهم وبهم وبمستقبلهم ؟ بالتأكيد القليل سيتفهم ... إنه غزو يا سادة غزو الهمجية على الإنسانية غزو الإرهابيين على مشاريع قامت على قدم وساق لإعادة إحياء البلد الذي دمروه تجار الدين من أقذر أنواع البشر ... وبالتأكيد ستجري عمليات قتل وإعدام واغتصاب وعمليات انتقام ممنهجة ومطاردة حثيثة لكل من كان ضد إرهابيين طالبان بانتهاك صارخ للإنسانية وتشويه قاسي لديننا الإسلامي ... وقبل أن يَفرح ويُصفق من يَسهل استحمارهم لانتصار من يسمون "مجاهدين طالبان" عليك أن تصفق أولا للدعارة في وطنك وللمراقص والبارات في وطنك وحجم الفساد والقبضة الأمنية المتوحشة في وطنك التي حولتك إلى "أنثى ذكورية" فهل أنت رجلا خارج وطنك وأنثى متحولة في قلب وطنك !!! ... والأهم أن لا تأتي غدا مستضعفا نفسك لتطلب من الناس المال والتبرعات لإنقاذ الفقراء في أفغانستان لا بل على الجميع أن ينتبه ويحذر من الآن وصاعدا أن لا يتبرع بفلس واحد لأفغانستان لأنها ستكون أموال حرام ستذهب للإرهابيين والمجرمين والمنحرفين جنسيا ... المجتمع الدولي حول أفغانستان من خراب إلى مدن جميلة وحياة تصلح أن يعيش بها الإنسان بأبسط مقومات الحياة واليوم عاد الهمج وسيدمرون كل شيء وسيسرقون لتعود أفغانستان إلى نعاق الغربان والخراب من جديد ... كان الله في عون الشعب الأفغاني المغلوب على أمره فهو في كارثة حقيقية وعلى موعد مع قسوة وظلم ووحشية قادمة لم يشهدوا لها مثيلا من قبل والله ودينه ورسوله براء من أعمال هؤلاء المجرمين الإرهابيين ... وطالما أن كل الحركات الجهادية بعيدة عن الكيان الصهيوني فهي كلها منظمات عميلة لأجهزة المخابرات وجهاد كاذب وتجارة خسيسة لدينكم ... واسألوا أنفسكم لماذا لم تخرج حركات جهادية قتالية في الدين المسيحي واليهودي في أوروبا وأمريكا لماذا فقط في عالمنا العربي حصريا ؟ لأن الأمة العربية في "غالبها" يسهل استحمارها { إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم