2021-08-03

الإخوان المسلمين أم الكيان الصهيوني ؟

 

تنظيم الإخوان المسلمين هو تنظيم "سياسي إسلامي" ولد وأنشأ قبل قيام دولة الكيان الصهيوني التي تسمى "إسرائيل" ... فقد تأسس تنظيم الإخوان في سنة 1928 في مصر والكيان الصهيوني أنشأ رسميا في 1948 أي أن الإخوان سبقوا الكيان الصهيوني بـ 20 عام ... وتنظيم الإخوان كان مدعوما بل ومرتبطا بكل أنظمة الحكم في كل الدول العربية ويتمتعون بعلاقات وثيقة جدا مع حكام الدول العربية وأنظمتها وحكوماتها لأكثر من 60 سنة ... أي أن حكومات الدول العربية ضالعة كليا وتماما مع تنظيم الإخوان المسلمين أكلوا وشربوا وناموا واحتفلوا وضحكوا مع بعضهم البعض ودفعت الدول العربية والخليجية المليارات للتنظيم وقادته ... أما الكيان الصهيوني اللقيط فقد جلس معه كل عميل وخائن في السر وخلف الأبواب المغلقة للتآمر على الأمة العربية بأسرها ... وما يجري خلال الـ 7 سنوات الماضية من حرب ضروس ضد تنظيم الإخوان المسلمين لا يعدو كونه لعبة تفاعل معها ملايين المغفلين وكذبة صدقها ملايين العبيـــد ؟

تنظيم الإخوان المسلمين كان "قميص عثمان" الذي تباكى الجميع عليه والكل نسج حوله قصة ورواية فتحول حلفائه إلى أعدائه ... ومن سخرية الأقدار فعلا أن تنظيم الإخوان المسلمين هو أتفـــه تنظيم يمكن أن تُقِيم له وزنا لأنه أصلا ليس له وزنا سياسيا يستحق الذكر ... باستثناء أنه التنظيم السياسي الإسلامي الوحيد الذي يملك تنظيما رائعا في الدول التي لديها ديمقراطية ودساتير وتلك تسمى "خبرة انتخابات" تختلف كليا مع فكر وإدارة القيادة والإرادة السياسية ... أما كثقل سياسي حقيقيا فهو ضعيف جدا على الرغم من أنه يمتلك قواعد انتخابية واسعة لكنها ليست بالقوة الشعبية للأمة في أي وطن يتواجد فيها ... على الجهة الأخرى رأينا ورصدنا أنه عندما يتولى تنظيم الإخوان المسلمين السلطة سواء في الحكم أو في البرلمان كيف تتجلى السفاهة والجهل السياسي في إدارته وممارسته للعمل السياسي الرفيع ... أي أن أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين أقصاهم أن يصبحوا رؤساء جمعيات نفع عام أو رؤساء بلديات أو أعضاء في البرلمان أما كحكم سياسي وسلطة رئاسة برلمان فهو السقوط السياسي الحتمي ... أضف إلى ذلك أن الشعوب العربية لم تعد تتقبل أي "تنظيم إسلام سياسي" لأن عامة الشعوب أيقنت اليوم أن كل تنظيم سياسي إسلامي هو كذاب ودجال يستغل الناس باسم الدين ... وبالتالي الشعوب العربية لا تريد ولم تعد تريد أي تنظيمات سياسية دينية أو إسلامية وتلك الحقيقة التي لا يريد أي تنظيم إسلامي سياسي أن يواجهها أو يعالجها أو حتى يفهمها ... والحرب ضد تنظيم الإخوان المسلمين لا تعدو كونها عبث صبياني لا يمت للمدارس السياسية العالمية لا من قريب ولا من بعيد ... لأن من يصدق تلك الحرب بين دولا وحكومات ضد تنظيم الإخوان يُخيّـل إليه بأن التنظيم هو دولة عظمى ويملك غواصات وصواريخ وجيوش وتلك من مضحكات الأمور ... والحقيقة هي أن هناك دولا ضخمت من حجم "كتكوت الإخوان المسلمين" حتى يصنعوا حدثا كبيرا للتغطية على عمالتهم وخيانتهم في علاقاتهم مع الكيان الصهيوني اللقيط في مخططات شيطانية أخرى تجري على الجميع ؟

إن الصراع في المنطقة العربية منذ أكثر من 10 سنوات هو صراع "خليجي خليجي" لكن الحرب فيما بينهم تدور رحاها على أراضي عربية أخرى وعلى حساب دماء الأبرياء من المسلمين ... وبسبب تلك الصراعات الشخصانية التي لا أساس لها وليس لها سطر واحد في المدارس السياسية حققت أوروبا وأمريكا والصين وروسيا وإيران وتركيا مكاسب سياسية واقتصادية عظيمة على حساب دول الخليج ... وبعد أن خسر الجميع مواقعه ولم يحقق الخليجيين نصرا واحدا في كل الملفات السياسية الخارجية عادوا لتأمين أنفسهم من أي مخاطر خارجية ... فهذا زاد من القواعد الأجنبية على أراضيه وذاك احتمى كالأرنب بالكيان الصهيوني الذي هو أصلا كيان جبان وذاك يعقد الصفقات الإقتصادية الضخمة معتدا بأنه بذلك يشتري الحماية والأمان ... وتلك نتيجة طبيعية عندما تورّط نفسك وتقتحم ملفات خارجية هي أكبر منك بألف مرة فتورطوا في "اليمن وفي سوريا وفي ليبيا وفي العراق" وفقدوا أهم عامل في علم السياسة وهو عامل "الثقــــــة والسمعة الدولية" ... وما تنظيم الإخوان المسلمين سوى أنه كان مجرد "بعبع أطفال" لتظليل الرأي العام المغفل لتمرير العلاقات مع الكيان الصهيوني النجس اللقيط ... تنظيم غير مقبول شعبيا فتحوله وكأنه خليفة المسلمين وأمير المؤمنين لتصنع له دعاية لا مثيل لها وبالمجان بسبب حماقتك السياسية !!! ... واليوم هناك تسائل : من الأفضل العلاقات مع تنظيم فاشل أم العلاقات مع الكيان الصهيوني والذي له مخططات قديمة لم ولن يتنازل عنها حتى يدمر الأمة العربية والإسلامية ؟ ... ونتسائل أيضا : أكثر من 10 سنوات من الصراعات الخارجية دمرتم بها دولا وشعوبا عربية فماذا فعلتم لإيران ؟ هل ضعفت أم خسرت أم تراجعت حتى ؟ ... بل بالعكس زادت الهيمنة الإيرانية على المنطقة حتى أصبحت اليوم هي القوى العظمى في منطقة الشرق الأوسط بأسره شاء من شاء وأبى من أبى ... وثرثروا حتى بعد سنة فإن ثرثرتكم لن تغير من الواقع شيئا فإيران بيدها القرار السياسي في كل من "سوريا والعراق ولبنان واليمن" ومخترقة "الكويت والسعودية وقطر والإمارات وعمان والبحرين" ... وحليف وثيق جدا مع "تركيا والصين وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان وطالبان في أفغانستان" ... فمن تنظيم الإخوان المسلمين الذي صنعتم له عظمة وقوة سياسية وكأنه الإتحاد الأوروبي إلا أن حماقتكم قد أعمت بصيرتكم ؟

النتيجة أن إيران تمددت أكثر وسيطرت أكثر في الوقت الذي أنتم كنتم منشغلين فيه بألاعيبكم الصبيانية لتتضح الصورة اليوم بأن هدفكم لم يكن إلا تواطؤ الغالبية في الحرب على الإسلام بشكل علني لا يقبل الشك أو اللبس ... لأنك لو لم تتحالف مع الكيان الصهيوني لكانت لديكم الحجة أكثر إقناعا لكن طالما تلتقون مع أنجاس الأرض سرا وعلانية فهذا يعني أنكم ضالعين في الحرب على الدين الإسلامي وضرب أي مظاهر التدين ... فأصبح المتدين إخواني والمحجبة إخوانية والليبرالي وطني والعارية حرية وكل من يعارضكم تلقائيا يصبح خائن وعميل أو التهمة المعلبة المعتادة "هذا إخواني" !!! ... ويحق لكم كدول خليجية أن تتدخلوا في شأن أي دولة عربية لكن لا يحق لأي دولة عربية أن تتدخل في شؤونكم ويحق لكم أن تدمروا أي شعب عربي ولا يحق لأي شعب بأن يدمركم ويدمر أوطانكم !!! ... ومن عجائب الحماقات "بعض" الدول الخليجية أنهم يعربدون في الوطن العربي ويحلقون كالنسور فوق الأوطان والشعوب العربية ثم يتحولون إلى عصافير وديعة أليفة أمام دول وشعوب الغرب !!! ... وبالتالي توفرت كل الدلائل والمعطيات التي تثبت أن تنظيم الإخوان المسلمين "الغبي" كان مجرد تغطية إعلامية وسياسية ساذجة بامتياز لتمرير العلاقة مع الكيان الصهيوني اللقيط ... وفي الختام دعوني أخبركم من هو الغبي حقا : الغبي هو من لم يتعظ مما جاء في القرآن الكريم عن سيرة الكذابين والمنافقين ومن أرادوا أن يطفؤوا نور الله وما كانت نهاية من كانوا يظنون بأنهم فوق الله سبحانه عندما سولت لهم أنفسهم الشيطانية بأنهم قادرون ونسوا قوله سبحانه في سورة يوسف { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ... وكلا الطرفين إخوان ودولا عربية وخليجية لكم موعدا مع ربكم ملك الملوك وجبار الجبابرة يوم القيامة أوليس عمر الإنسان بضعة سنين فارتقبوا حسابا عسيرا من ربُّ لا ينام ولا يغفل ولا ينسى ويرى ويسمع كل شيء في السموات والأرض { أليس الصبح بقريب } هود ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم