2021-08-01

بالأدلة .. أنتم تملكون ما لم يملكه الأمراء وملوك الأرض ؟

 

نعم عنوان الموضوع صحيح وعليه أدلة واقعية مليار% ... وسبب عدم إدراك الناس لهذه النقطة ليس ذكاء مني لكن ربما فطنت لها وربي سبحانه سبب لي الأسباب حتى أكون سببا لأوصل لكم رسالة بليغة عل وعسى تدركون حجم وكم فضل الله سبحانه علينا جميعا ... لكن في البداية يجب أن أعود بكم إلى الوراء ليس لمدة 10 آلاف سنة قبل الميلاد ولا 3.000 سنة ولا 2.000 سنة بل فقط لألف سنة ثم سأعود بكم لحاضركم في 2021 ... قبل ألف سنة كان العالم الإسلامي تحت حكم المصطلح السياسي الذي عرف بـ "أمير المؤمنين وخليفة المسلمين" ... وكان الخليفة يحكم أراضي تمتد من بلاد فارس والعراق حتى أصقاع بلاد المغرب أي أن أمير المؤمنين قديما كان يحكم أكثر من 20 دولة وشعب في زمانكم هذا ... كلها خاضعة لحاكم واحد وسلطة واحدة وميزانية واحدة وقوانين واحدة ووطنية واحدة وولاء واحد وكان يتم تنصيب والي على كل أرض ومدينة تابعا لأمير المؤمنين ... وفي كتاب "تاريخ التمدن الإسلامي" للكاتب والمؤرخ اللبناني "جُرجي زيدان" في الفصل الثاني في باب "الثروة في أوائل الدولة" والذي يكشف ويشرح كم حجم ثروة خلفاء المسلمين بعد وفاتهم ... فقدرت ثروة أمير المؤمنين وخليفة المسلمين "هارون الرشيد" بأكثر من 900 مليون درهم وفي ذلك الزمان كان الدينار = 15 درهما وفي حساب القسمة تكون ثروة الرشيد وإرثه = 60 مليون دينار عباسي ... وفي حساب "العملات المقارنة" فإن الدينار العباسي = 36 دولار × 60 مليون دينار عباسي = 2.1 مليار دولار أمريكي = 631 مليون دينار كويتي وهذا ما خلفه أحد خلفاء المسلمين في زمانهم ؟

تلك العملية الحسابية أجريتها حتى لا تستخفوا بالقيمة الضئيلة قديما لأنها = اليوم ثروة مرعبة و "هارون الرشيد" كان كريما في عطاياه مفرطا في جوده + ما أنفقه على النهضة العمرانية والبنية التحتية في عهده بإصرار تداخل ماله الخاص مع مال المسلمين حتى ينال الأجر والثواب ... وخراج الأرض والجباية من كل الأقاليم والمناطق التابعة للدولة العباسية خلال 20 عام فقط وتحديدا من "عهد المأمون إلى عهد المعتصم" بلغت أكثر من مليار درهم = أكثر من 72 مليون دينار عباسي = 2.6 مليار دولار = 782 مليون دينار كويتي وهذا كان دخل الدولة وإيراداتها من خلال 20 سنة فقط من أصل أكثر من 700 سنة من فترة حكم العصر العباسي في الخلافة الإسلامية ... خليفة المسلمين وأمير المؤمنين كان لديهم آلاف من الخدم والحرس والطهاة والجواري والغلمان ... ناهيك عن مخازن الطعام واسطبلات الخيل وحضائر الدجاج والغنم والماعز والنياق ودور الخدم والعاملين واستراحات الحرس ... أي أن شخصية أمير المؤمنين كانت شخصية منعمة مترفة تعيش في ترف ما بعده ترف يأمُر فيطاع بلا نقاش وبلا سؤال كل الرعية خاضعة له تسمع فتطيع الكل بلا أي استثناء ولا جدال ومن يجادل طار رأسه وفّصل عن جسده ... لكن تعالوا الأن لنرى من الأفضل أنتم أم خلفاء المسلمين وأمراء المؤمنين أثرياء الزمن القديم ؟ 

خليفة المسلمين رغم قصوره وحرسه الخاص وخدمه ونساءه وجاوريه بالآلاف لكن ... !!! ... هل لديه هاتف أرضي يتحدث مع من يشاء خلال ثواني ؟ هل لديه هواتف نقالة "Apple& Samsung" ؟ ... هل لديه سيارة ولو سيارة قديمة من سياراتنا ؟ هل لديه طائرة وطائرات مثلما يملك حكام الأرض في زماننا يقلعون بها وقتما يشاؤون ويأتون بها بمن يشاؤون ؟ ... هل لدى أمير المؤمنين طرق وشوارع وإنارة مثل زماننا ؟ هل لديه مكيفات مركزية في قصوره ؟ هل لديه مستشفيات وعلاج في الداخل والخارج ؟ هل لديه القدرة بأن يتصل على مطعم فيفرشون أمامه في وقت واحد الطعام الشامي والعراقي والخليجي والصيني والأمريكي ؟ ... هل لديه إنترنت يستطيع من خلاله أن يرى ويشاهد وهو جالس تحت التكييف البارد عجائب الدنيا وغرائب البشر بمختلف دياناتهم وجنسياتهم ولغاتهم وألوانهم وجنونهم ؟ هل لديه نعمة الكهرباء وما تفعله من استخدامات مهولة في حياتنا في أيامنا هذه ؟ ... هل لديه مياه تأتيه من فرنسا ومياه تأتيه من سويسرا ومياه من تركيا ومياه غازية ومياه أنهار ومياه جوفية من بلاده ؟ ... هل لدى خليفة المسلمين قديما تلفزيون وفضائيات وهو جالس يشاهد ويضحك على مسرحية ويتفاعل مع مسلسل وفي نفس اللحظة ابنته بجانبه تطلب ملابس وأحذية من أمريكا وفرنسا وإيطاليا ؟ وغيرها الكثير من الأمثلة الواقعية ... واقع حقيقي تعيشونه في أيامكم هذه لا يستطيع شخص واحد أن يُنكره كفرد عادي في المجتمع وليس إنسان ثري مجرد فرد بسيط يملك كل ما سبق ويستطيع أن يفعل كل ما سبق يكل أريحية وبكل سهولة ويسر ودون الحاجة لمساعدة أحدا ... وما هو الفرق بينك أنت وبين أمير المؤمنين قديما ؟ فرق واختلاف خُرافي مهول لا وجه للمقارنة فيهما مطلقا من جميع النواحي لكن فقط من ناحية خلقنا ... وما هو الفرق بينك أنت كفرد عادي وبين حاكم البلاد اليوم سواء كان أميرا أو ملكا ؟ لا فرق بيننا وبنسبة 90% ... فأنت ربما تأكل أفضل مما يأكل وتلبس مثلما يلبس وتتنعم بالتكييف البارد في عز الحر والمستشفيات والعلاج تحت أمرك وسيارتك بأمان تقف عند بابك ومتى ما أردت السفر تسافر إن كان لديك المال وتطلب الوجبات يوميا أو أسبوعيا من عشرات المطاعم ... ولو كانت لديك مناسبة فقط  بالهاتف تُنهي تجهيز كل شيء ولو سافرت تستطيع أن تتحدث خلال ثواني صوت أو صورة أو فيديو مع من تشاء ... فماذا يتميز عنك أمير أو حاكم البلاد كمعيشة وكحياة ؟ بل بالعكس أنت أفضل منه لأنك حرا وهو مقيدا أنت تتجول وتسافر وتدخل الأسواق وتمارس حياتك بشكل طبيعي وهو مقيدا بالحماية الأمنية وضروراتها ويعرف جيدا أنه لن يستطيع أن يمشي 10 أمتار إلا والرعية تلتف من حوليه لتلتقط الصور التذكارية معه وهنا انتهت خصوصيته التي أنت تتمتع بها بشكل طبيعي ... تخيل أنك في 2021 وأنت بلا كهرباء بلا إنترنت بلا هواتف بلا تكييف بلا سيارات ولا طائرات وتخيل العمليات الجراحية تُجرى بلا بنج أو تخدير عام أو موضعي وأترك لخيالك العنان لتتخيل ما يُرعِبُك ويُعيد الحقائق إلى نصابها الصحيح والمنطقي ... لكن تذكر أن صالة منزلكم هي أجمل وأرقى من مجلس أمير المؤمنين وأرقى من صالة أو مجلس زوجة أثرى أثرياء في العصر الفارسي والروماني ؟

ستقولون هناك فرق كبير جدا بين الماضي والحاضر ؟

نعم صحيح ما خطر في بالكم هناك فرق شاسع وكبير ما بين الماضي والحاضر من خلال تغير وتطور التفكير والمعتقدات وانفجار ثورة الصناعة والإتصالات والتكنولوجيا إلخ ... وهنا تتجلى حكمة الله في خلقه وعباده فتبصروا جيدا بقوله سبحانه في سورة غافر { إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون } وفي سورة النمل { وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون } وفي سورة يونس { وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون } ... أيها الناس إن حياتكم اليوم أكبر وأعظم من حياة ملوك الأرض وحكام الأمم التي سبقتكم واليوم تتنعمون بما لم يحلم به لا بسطاء الماضي ولا عباقرتهم ولا كل سلاطينهم ... أيها الناس لا تستخفوا بنِعم ربّكم عليكم ولا تقللوا من شأنها لأنها كانت لا تخطر على بال بشر قبل ألف سنة بل 500 سنة لا بل 200 سنة ... أيها الناس ما أنتم فيه اليوم ما كان يحلم فيه كل ملوك وسلاطين الأرض فلا طعامهم أكثر ترفا من طعامكم ولا شرابهم أكثرا تنوعا من شرابكم ولا لباسهم أكثر تطورا وجمالا من لباسكم ولا كانوا يملكون 5% من تطوركم وسهولة حياتكم فَتَبَصروا وتَفَكّروا بنِعم وفضل ربُّكُم عليكم وعينا جميعا ... فلما جَنّ الإنسان بغروره وكبرياءه وتفاخره بتطوره الهزيل أرسل ربكم عليكم "الأطباق والمخلوقات الفضائية" حتى تعرفوا أنكم لا شيء بالمطلق أمام خلقهم وعلمهم وتقدمهم وتفوقهم الخُرافي ليعود الإنسان إلى حجمه الطبيعي فيقف عاجزا 100% أمام عظمة علم وتطور "الجنس الفضائي" ... ثم أُرسِل علينا وباء ضرب العالم بأسره وهو "كورونــــا" ليفلس من أفلس وليضعف من يضعف حتى يعود العالم إلى رشده بعد أن جننته التكنولوجيا وضربت الأمم قسوة القلب وضعف الضمير الإنساني وثرثرة السفهاء وحياة الحمقى ... فاحمدوا ربكم وراجعوا أنفسكم وتبصروا ثم تبصروا بما أنتم فيه فالفرد البسيط اليوم يعيش وكأنه أثرى الأثرياء في الزمن القديم ويملك الفرد البسيط الملابس الكثيرة والمختلفة ... لكن اعلموا أن في عز نهضة وتطور الدولة العباسية في بغداد كان أكثر من 70% من الرعية تسير حافية القديمين أي بلا نعال لأن ثمنه كان باهضا ... وتبصروا في قول ربكم في سورة التكاثر { ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النعيم } أي هل شكرت خالقك أم نكرته أم نسيته ؟ وكيف شكرت الله سبحانه ؟ وكيف حمدته على ما أعطاك ؟ وهل عقلت أم كنت من المبذرين أم كنت سفيها أم كنت مجرما في مالك ونعيمك أم كنت صالحا مصلحا عابدا متصدقا ؟ أم شيطانك أنساك كل نِعَم ربُّك عليك فعشت وأنت تُهوّن من قدرها وتستخف بها ؟ ... فاللهم لك الحمد والشكر أكرمتني وأطعمتني وسترتني وحفظتني وعافيتني وتفضلت علي وأنعمت علي فالحمدلله وكل الحمد وكل الشكر وكل الفضل وكل المِنّةِ له سبحانه وحده لا شريك له حتى ألقى وجهك الكريم ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم