2021-07-26

حكومات السلحفاة وأعداء الفرح ؟

 

من عيوب كل حكومات الكويت أنها تتطابق مع السلحفاة في اتخاذ أي قرار ومن سلبياتها أنها تجهل أهمية الوقت ... بمعنى لو قدمت للحكومة مشروع ذوو أهمية كبيرة فعليك أن تنتظر قرار الموافقة أو الرفض بعد سنتين وهذه مدة ستكون أنت محظوظ فيها فغيرك تجاهلوه وغيرك رفضوه بعد 4 سنوات وغيرك قبلوا مشروعه بعد 3 سنوات ... وإن كنت تعتقد أن هذا التأخير الخرافي سببه التعقل والدراسة المتأنية فبالتأكيد أنت واهم بل ومغفل إن جاز لي التعبير ... فعلى سبيل المثال كشف وزير المالية وزير الدولة لشؤون الإقتصاد والإستثمار "خليفة حمادة" بتاريخ 7-6-2021 أن دخل إيرادات الدولة خلال 5 سنوات حقق دخلا = 432 مليون دينار ... وقد برر الوزير أن تلك الأملاك تهدف للنفع العام وليس للربح مما يؤكد على سطحية عقل المسؤل الإقتصادي الكويتي وربما فساده أو انعدام العدالة والشفافية لديه هو ومن سبقه بل ومن سيأتي من بعده ... فعندما تؤجر محل في جمعية تعاونية أو في مكان استراتيجي على البحر بقيمة 2.000 و 4.000 دينار شهريا فأنت أعطيت الإذن للمستثمر بأن يرفع الأسعار كيفما شاء وهو أي المستثمر في نفس الوقت معذور لديه قيمة إيجارية كبيرة ومصاريف تشغيل فكيف يربح إلا من خلال ضرب المستهلك أو الزبائن من خلال رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه ... وكان من الأجدر أن ترفع القيمة الإيجارية بسعر السوق التجاري على أصحاب الشاليهات والشركات الكبرى التي احتكرت مناطق "شويخ والري" ... ولو كان لدينا عقلية استثمارية حقيقية لأصبح دخل الكويت سنويـــــا ما لا يقل عن 500 مليون دينار وليس 432 مليون دينار طيلة 5 سنوات ماضية ... ولو حسبت في أول 5 سنوات من فتح الكويت للسياحة النظيفة لحصلت على 500 مليون دينار أخرى سنويا × 5 سنوات = 2.5 مليار دينار ... ولو صنعت السياحة العلاجية بشكل احترافي حقيقي لضمن 500 مليون دينار أخرى ... ولو سمحت للمقيم بحق التملك للعقار السكني أو الشقة بمقابل إقامة دائمة لضمت مليار دينار خلال 3 سنوات ... ولو أنشأت 3 مدن ترفيهية عملاقة في محافظات "العاصمة - الجهراء - الأحمد" وافتتحتها في أسبوع واحد فأنت ضمنت خلال 3 سنوات دخلا منها لن يقل عن 2 مليار دينار خلال 3 سنوات ... وتلك أفكار وحسابات سريعة ما بين 3 - 5 سنوات خزينة الدولة تدُر إليها ما لا يقل عن 7 مليار دينار كويتي = 23 مليار دولار ... أنت لم تكتشف الذرة ولم تصنع صاروخا ولم تصنع إحدى عجائب الدنيا بل كل ما في الأمر أنك كنت رجل قرار وسريع القرار وجريء القرار في دولة تمتلك كل أدوات ومقومات صناعة كل شيء وأي شيء يخدم الشعب وفي وقت قياسي أيضا ... ولنستنتج فيما سبق أن الحكومات الكويتية هي من تضيع على الكويت وخزينتها أكثر من 7 مليار دينار كويتي سنويا وليس مجلس الأمة وليس المواطن وليس المقيم ... أي لدينا فسادا متعمدا وخللا سياسيا وإداريا واقتصاديا متعمدا وهذا مما يؤكد أن العجز في ميزانية الدولة هو عجز مصطنع وليس حقيقيا ؟

فقط لأذكركم بواقع وحقيقة سجلها التاريخ السياسي الكويتي وهي : عندما أراد سمو أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" تطوير الكويت وصناعة نهضة حقيقية وقف أمامه كل أعضاء مجلس الأمة من المعارضة الجاهلة أمثال "أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم ووليد الطبطبائي" وغيرهم ... فوقعوا بشرور أعمالهم وصنع "المؤسس الرابع" لدولة الكويت الشيخ "صباح الأحمد" النهضة العمرانية التي لا تزال أعمالها يتم بنائها وتشييدها حتى يومنا هذا ولم يستطع أحدا أن يوقف إصراره على تغيير شكل الكويت وتطورها ؟

ما سبب نجاح "محمية الشيخ صباح الأحمد" ؟ لا شيء سوى أن هناك بقعة من صحراء الكويت صنعوا فيها بحيرات صناعية واستلم إدارتها المهتمين والمتخصصين في الشأن البيئي فأصبحت محمية طبيعية تستحق كل التقدير ... فماذا لم تصنع 20 بحيرة مائية في قلب صحراء الكويت بعمق 10 أمتار وبمساحة لا تقل عن 10 آلاف كم² لتخفض درجات الحرارة وتكون محطات للطيور المهاجرة ومتنفسا لرواد البرد وشكلا جماليا تصنعه الطبيعة مع مرور الأيام ؟ ...  الكويت اليوم بحاجة ماسة وسريعة وملحة وعاجلة لصناعة الفرح في كل مكان ... ولو بحثنا في كل حدائق الكويت سنجدها كلها حدائق متخلفة مهملة لا تستحق وصف "حديقـــة" ولا يوجد لدينا حديقة واحدة محترمة سوى "حديقة الشهيد" التي تعد مفخرة للكويت وشعبها ... لكن ما هو غير هذه الحديقة ؟ لا يوجد ... لماذا ؟ لأن الحكومات لا تهتم بالنظافة والتجميل وجهاز البلدية يعتبر من أسوأ وأفسد أجهزة البلدية في كل دول الخليج ... أين الحدائق الخلابة الراقية ؟ وأين النوافير الملونة ؟ وأين النُصب والأعمال الفنية في الشوارع ؟ وأين جماليات الرسوم على الطرق والجسور ؟ وأين الأماكن الترفيهية وما هي وما هو مستواها العالمي ؟ ... بكل أسف لا يوجد حتى وإن وفرت دخلا خرافيا لخزينة الدولة فأيضا لا يريدون ... لنسأل ونتسائل : ما هي مشكلة الحكومات الكويتية مع الفرح ومع الجمال ؟ !!! ؟ هل هم مرضى نفسيين ؟ هل هم يكرهون الكويت ؟ هل هم بلا إحساس ؟ هل هم يكرهون الشعب ؟ أسئلة كثيرة تراودني !!! ... وهذه ليست مسؤلية أعضاء مجالس الأمة وليسوا كفؤا أصلا حتى يسألوا فيها وليست من اختصاص أي مواطن كائنا من يكون ... بل هي مسؤلية واختصاص الحكومة بنسبة 100% وتلك مصيبة حكوماتنا أننا كمواطنين نعرف جيدا ما نحتاجه وما تحتاجه الكويت لكن الوزراء قبل مناصبهم شخصية وبعد مناصبهم شخصية مختلفة !!! ... من حقنا أن نرى الحدائق الراقية المحترمة في بلادنا ومن حقنا أن نشاهد عشرات بل ومئات النوافير في كل مكان ومن حقنا أن نرى جمال طرقنا وجسورنا ... ومن حق تلك الأعمال أن تُنحت وتُرسم بأيدي أمهر الأيدي الوطنية والعالمية مع وجود خطط لصيانتها بشكل دائم وتطويرها بشكل مستمر بدقة نظافة عالية ... ومن حق تلك الجماليات وتلك المشاريع الرائعة أن تحميها قوانين صارمة لا رحمة فيها تبدأ غراماتها من 500 دينار وتصل إلى إبعاد المقيم المستهتر فورا وسجن الكويتي عديم الأخلاق ... تلك حقوقنا يا سادة حتى يحق لنا أن نتفاخر أمام العالم بجمال وطننا وراحة نفسياتنا وتكون لدينا البدائل متاحة وبكثرة أين نذهب وأين نجلس ومتى ما شئنا نتمتع بجمال وطننا ... مع شديد الإنتباه أن جائحة كورونا قد قتلت نفسيات شعوب كثيرة وأمما كبيرة وتلك الحالة النفسية كما كانت بحاجة ماسة إلى اللقاحات فأيضا اليوم هي بحاجة إلى الجماليات ... وتلك من أمنيات السلحفاة التي تتمنى لو أن الله خلقها قطا أو فهدا حتى تجري بسرعة ونحن أمنياتنا بأن الله يتفضل علينا بحكومات بشرية وليست من سلاحف البر التي هي أبطأ حتى من سلاحف البحر ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم