في علم السياسة يجب عندما تحتل بلدا أن يكون ذوو موقع استراتيجي يوفر مكاسب سياسية وعسكرية كبيرة أو بلدا ذوو ثروة طبيعية وفيرة يستفيد منها المحتل ... وإذا أردت الخروج من البلد المحتل لا تخرج إلا بعد بسط سيطرتك على النفوذ السياسي مع وجود قواعد عسكرية دائمة ... مثل التواجد الأمريكي في الكثير من دول العالم قواعد أمريكية ونفوذ سياسي يوفر الحماية والإستقرار والمصالح المتبادلة بين الطرفين ... هناك مشكلة في السياسة الأمريكية مشكلة حقيقية فعلا وهي أن الأمريكان يرفضون تصديق بأنهم أغبيـــاء في السياسة غباء يصل إلى درجة السذاجة ... ولدرجة أصبح اليوم كل أعداء امريكا "كوريا الشمالية - الصين - روسيا - إيران - كوبا - فزويلا" وغيرهم يجلسون وهم يضحكون ويشمتون بالوضع المخزي الذي أصبحت أمريكا مسرحية كوميدية للعالم بأسره اليوم ... ومن الصعب أن الغبي يصل إلى درجة الفهم والإدراك والكارثة إن وُضِع الغبي في مراكز القرار المختلفة ويجب أن يواجه الأمريكيين أنفسهم لحل معضلة أو مشكلة الغباء السياسي الذي أصبح لا فرق بين أمريكا وبين "الدول الكوميدية" ... إنكم كالثور مرعب القوة لكنه بلا عقل بلا رؤية بلا هدف أو مثل المصارع الأمريكي الشهير "Braun Strowman" قوة جسدية كبيرة لكنه بعقل نملة ؟
من هذا الذي يفرط ويترك موقع استراتيجي استثنائي مثل أفغانستان إلا إن كان غباء لا مثيل له !!! ... فهي على حدود ملاصقة لـ "روسيا وإيران وباكستان" وهذا وفق علم السياسة والمكاسب على الأرض في عملية صناعة الحلفاء والتمدد الجغرافي ... وإن كان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يقول : إن أفغانستان أثبتت أنها مقبرة الإمبراطوريات ... إذن لما ظل تواجدكم فيها لـ 20 عاما ؟ كان من الممكن 5 سنوات كافية جدا لتنتهي "حركة طالبان" وتؤسسون حكومة واستقرار ثم الانسحاب الكامل مع بقاء عدة قواعد ونفوذ سياسي مثل العراق 5 سنوات وينتهي الأمر ... لكن صراع الإدارات الأمريكية في البيت الأبيض بين رؤساء أمريكا المتعاقبين هو من أوصل أمريكا اليوم إلى أن تصبح دولة بلا قيم بلا شرف بلا مبادئ ولا يمكن الوثوق بها كحليف حقيقي ... غباء وتخبط وفوضى هي من جعلت العالم اليوم لا يثق بأي قرار أمريكي أخطاء متلاحقة كارثية ومعاهدات دولية موقعة ومسجلة وموثقة دوليا تتنصلون منها ... مثل الاتفاق النووي الإيراني عندما انسحب منه "دونالد ترامب" ضرب مصداقية أمريكا بمقتل لتصبح اليوم أمريكا قراراتها مرتبطة بكل رئيس جديد يأتي للبيت الأبيض ... اتفاقيات دولية عديدة تم ضربها في عرض الحائط باستهتار سياسي حرق سمعة أمريكا عالميا وفرض عقوبات "أحادية الجانب" وكأن العالم بلا منظمة دولية يطلق عليها "الأمم المتحدة" فأصبحت "العقوبات الأمريكية" بديلا عن الشرعية الدولية !!! ... وسجل قذر في مجال حقوق الإنسان وما "معتقل غوانتانامو" إلا وصمة عار في جبين التاريخ الأمريكي الحديث من حيث الهمجية ووحشية الإعتقال وانتهاك صارخ لكل أسس ومقومات حقوق الإنسان فإن كان هؤلاء إرهابيين فماذا تكونوا أنتم !!! ... يجر هذا ارتفاع معدلات الفقر والمشردين في أمريكا وارتفاع معدلات الجريمة وارتفاع معدلات العنصرية والبطالة وارتفاع معدلات الدين العام لتتربع الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة أكبر دولة في العالم ديونا داخلية وخارجية ؟
لقد هُزِمتم هزيمة نكراء في "العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا" وفشلتم فشلا كارثيا في "لبنان وإيران واليمن" وتآمرتم بشكل مباشر على "السعودية والكويت والبحرين ومصر وتونس" في فترة حكم "باراك أوباما" حتى أهانتكم إيران علنا باعتقال جنودكم ... واليوم تحقق روسيا مكاسب سياسية كبيرة جدا والصين هيمنت على الإقتصاد العالمي وتتمدد كثيرا وبجدارة ... وإيران التي قدمتم لها للعراق بغبائكم المعتاد انتقلت بتخصيب اليورانيوم من 3.6% إلى 60% ... كلها حقائق تثبت أن مخططاتكم وسياساتكم لا تدار إلا من قبل شرذمة حمقى لا يفقهون شيئا في عالم السياسة الخارجية شيئا ... إنها الحرب على الإسلام كما أرتموها واليوم تتجرعون أذيال الخزي والهزائم المتلاحقة وتراجع كبير جدا في المواقع الإستراتيجية وانعدام الثقة بكم كحلفاء ... وأي معتوه هذا الذي يصدق أمريكا اليوم لأن ما تتفق عليه اليوم يمكن أن تتراجع عنه غدا أو يمكن أن يأتي رئيسا جديدا للولايات المتحدة ويقلب الطاولة على الجميع ويتنصل من أي معاهدة وأي اتفاق عقده سلفه ... أنتم من صنعتم الإرهاب وأنتم من صنعتم حركة طالبان الإرهابية بالإتفاق مع المخابرات الباكستانية ... وبشهادة وزيرة خارجيتكم "هيلاري كلينتون" أنتم من صنعتم تنظيم القاعدة الإرهابي ونصبتم على رأسه "أسامة بن لادن" بعد اغتيال "عبدالله عزام" في أفغانستان ... وأنتم من صعتم "تنظيم داعش" الإرهابي بتمويل خليجي بهدف تقسيم العراق بمشروع "جو بايدن" الشهير في 2007 ... وأنتم من نقلتم "إرهابيين داعش" من العراق إلى سوريا ومن سوريا إلى ليبيا بعمليات تعلمون عنها أدق التفاصيل ... أنتم من صنع الإرهاب فعندما يرى الإنسان أن هناك أمة أو قوما مضطهدين يتحرك الضمير الإنساني ليس في بلاد المسلمين فحسب بل في العالم بأسره لنصرة المستضعفين فهل ضمائركم تتحرك على موت كلب وتضحك على موت إنسان !!! ... 20 سنة من السياسات الغبية 20 سنة من الأخطاء الكارثية 20 سنة من الخسائر والهزائم 20 سنة وأنتم تحاربون الإسلام والمسلمين بمخططاتكم الشيطانية مكشوفة ... والنتيجة أنتم من فشل إلى هزيمة ومن هزيمة إلى كارثة ومن كارثة إلى فقدان حليف وأرض حتى أصبحت السخرية تطلق عليكم بالمقولة الشهيرة : مكتب الرئيس الأمريكي يقع في تل أبيب ... ضحكت عليكم إسرائيل طيلة عقود وجعلتكم تابعين لها رغما عن أنوفكم ... وظل الباكستانيين يستخفون بكم طيلة 10 سنوات وهم يخبؤون "أسامة بن لادن" لديهم آمنا في منطقة "بأبوت آباد" ... واليوم روسيا والصين يسخرون منكم وإيران تتحكم بـ 4 دول عربية "العراق وسوريا ولبنان واليمن" وشيئا فشيئا تتراجعون سياسيا حتى تجدون أنفسكم في زاوية ضيقة لتنفجروا وتذهبوا إلى الحرب العالمية الثالثة ... التي إن وقعت فإن هزيمتكم مؤكدة مليار% لأنكم ببساطة اشتريتم عداء وأعداء لم يكن لهم أي مبررا أو داعيا على الإطلاق سوى أن حماقاتكم وغباء قراراتكم وسوء مخططاتكم صور لكم أنكم أعلى من أقدار السماء وخالقنا سبحانه ؟
اليوم الجميع على يقين مطلق أن أمريكا ما هي إلا "نمر من ورق" وكتاب الصحف والمقالات يعرفون اليوم أنكم مجرد حمقى يحكمون دولة عظمى ... وحلفائكم منذ مدة أصبحوا ينوعون تحالفاتهم لأن الجميع أصبح على يقين بأنكم "حليف غير موثوق به" ... وتركيزكم على منطقة الشرق الأوسط ليس إلا لهدف "الحرب على الإسلام" وهذا لن يحدث حتى يوم القيامة ولو وقف معكم ألف خائن ومليون عميل ... فأي معتوه هذا الذي يريد أن يقضي على دين أو يغيره أو يؤثر فيه ومستمر منذ 1.400 عام !!! ... أمة الإسلام لا تعرفونها جيدا لكنكم تعرفون فقط من تتعاملون وتجلسون معهم وبالتأكيد ليس كل ما يقال لكم هي الحقيقة ... سلمتم العراق واليمن لإيران وسلمتم أفغانستان إلى طالبان وباكستان فهل هناك أكثر سذاجة وغباء من هذا في علم وعالم السياسة !!! ... أوباما يتهم بوش الإبن بالفشل وترامب يتهم أوباما بالفشل وبادين يتهم ترامب بالتسبب بما يحدث اليوم في أفغانستان يا لها من مسرحية كوميدية تسطرها أعلى سلطة في بلادكم !!! ... انظروا إلى حالكم كيف ينظر إليكم حلفائكم في أوروبا إنهم في حالة من الغثيان بسبب عدم مصداقيتكم فهل أنتم مدركون لما تفعلونه أم أمريكا دخلت في العد العكسي لنهايتها ؟ ... إني أكتب محذرا ومنبها أنكم لن تستطيعوا القضاء على الإسلام والمسلمين ولو تم سجن مليون إنسان ولو أغلقت آلاف المواقع ... والدين الإسلامي ليس إرهابيا بل أنتم صنّـاع الإرهاب وخبراء بصناعة العملاء والجواسيس والإرهابيين والأمة لإسلامية أمة مسالمة شرط أن تسالمها وتحترم دينها وخصوصيتها ... لكن بعدائكم للإسلام والمسلمين صنعتم أعداء جدد بحماقاتكم التي تعودنا عليها فراجعوا أنفسكم وسياساتكم يمكن أن تعيدوا ثقة العالم بكم أو ربما خسرتم للأبد ... قلبي مع الأبرياء في أفغانستان الذين سيتم التنكيل بهم من قبل طالبان أما هزيمتكم هناك فلا تعني لي شيئا فقد هزمتم في العراق وسوريا قبل أفغانستان وبلعتم الفخ السياسي الذي أعدته قطر وباكستان لكم بغباء منقطع النظير في كذبة مفاوضات الدوحة ... لقد منحتم طالبان اليوم قوة لم تحلم من قبل وملكت أسلحتكم وذخائركم وأصبحت أقوى من الماضي بأضعاف مضاعفة بفضل هزيمتكم هناك وسجل التاريخ أنكم هُزمتم في العراق وسوريا وأفغانستان وبالتأكيد لن تتعلموا من دروسكم ... وطالبان اليوم تكسب وقتا لا أكثر وبعد شهرا واحدا أو أسابيع قليلة سيكون الجميع بما فيهم أنتم خارج المشهد كليا وكل الإتفاقيات التي وقعت في قطر ستكون لا قيمة لها مثل الاتفاق النووي الإيراني عندما انسحبتم من الإتفاق وجعلتم الاتفاق الدولي لا قيمة له ... كابروا أكثر وأكثر فالحماقة والنرجسية هي من أنهت وأسقطت الإمبراطوريات العظمى القديمة "Congratulations you idiots" ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم