كوكبنا الأرض حجمه ومقداره ووزنه بين الكواكب والنجوم في مجرتنا "درب التبانة" لا يرى بالعين المجردة وكأنه حبة رمل ... لكن كم هو حجمنا نحن بني البشر على هذا الكوكب فإن كان حجمنا في درب التبانة لا شيء فما هو حجم البشرية مجتمعين على كوكبهم ؟ ... لا أحد من كل العلماء والباحثين والمهتمين يعرف بدقة كم عدد الحيوانات والحشرات على كوكب الأرض وكل ما هو مسجل في الدول والمنظمات الدولية ما هي سوى تقديرات لأنهم لا يملكون سوى التقديرات من شدة إعجاز خلقنا سبحانه ... وسأستعرض معكم حجم تلك التقديرات وبعدها لنكتشف الحقيقة الصادمة التي غابت عن بال وعقل البشرية ... قدر العلماء والباحثين "الحشرات 950.000 ألف نوع - الرخويات 81.000 ألف نوع - القشريات 40.000 ألف نوع - الشعاب المرجانية 2.175 نوع - الزواحف 8.240 ألف نوع - البرمائيات 6.199 ألف نوع - الأسماك 30.000 ألف نوع - الطيور 9.956 ألف نوع - الثديات 5.416 ألف نوع" ... مع الإنتباه والتذكير أن تلك الأرقام هي لأنواع الحيوانات والحشرات كنوع وليس كعدد إجمالي ... وكدليل فقد قدر العلماء أعداد النمل على وجه الأرض بأكثر من 10 تريليون نملة أي ضعف عدد البشرية بـ 13 مرة ... وعدد الدجاج قدره العلماء بأكثر من 18 مليار دجاجة أي ضعف البشرية الذي وصل تعدادهم في 2021 لأكثر من 7.5 مليار نسمة ... أما الحيوانات البحرية والأسماك فالعلماء يؤكدون أن الإنسان حتى الأن لا يعلم ما هي كل المخلوقات البحرية ولا أعدادها بل لم يكتشف الإنسان من علم البحار إلا بمقدار لا يتجاوز 10% والأخرين حددوا بـ 18% أي أن الإنسان لا يعلم عن حياة البحار والمحيطات بأكثر من 85% ... بالإضافة إلى أن الإنسان لم يكشف بعد كل يابسة الأرض بالكامل وبدقة وبمسح دقيق لأن كل شعوب الأرض لا تستخدم كامل مساحة أراضيها بل جزء من مساحتهم السيادية ... الحشرات أكثر من 950 ألف نوع وكل نوع له عدد لا أحد يعرف كم عدده ... والطيور أكثر من 9.000 نوع وكل نوع لا أحد يعرف أعداده ... والزواحف أكثر من 8.000 نوع ولا أحد يعرف كل نوع كم أعداده ... والأسماك المسجلة أكثر من 30 ألف نوع ولا أحد يعرف كم أعداد كل نوع ... وهكذا خذ وقس لنصل إلى حقيقة ويقين أن البشرية كل أعدادها لا تساوي 1% من أعداد كل حيوانات الأرض { ويخلق ما لا تعلمون } النحل ... والأن نذهب إلى نقطتين هما محور موضوعنا هذا ؟
الأولى : يقول ربنا ورب كل شيء سبحانه وتعالى في سورة الأنعام { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البَرّ والبَحر وما تسقُط من ورقة إلا يَعلمُها ولا حَبّة في ظُلمات الأرض ولا رَطب ولا يابس إلا في كِتاب مُبين } ... وهنا إعجاز أخر أكثر إعجازا من كل الأرقام التي سطرناها في الفقرة الأولى من موضوعنا وهي الأشجار ... فلا أحد يعلم نهائيا وبالمطلق كم عدد الأشجار على وجه الأرض وأيضا العلماء والباحثين وضعوا تقديرات بأن أعداد الأشجار على كوكب الأرض قدروه بأكثر من 3 تريليون شجرة في أكثر من 400 ألف منطقة بها غابات بمختلف أنحاء العالم ... أي أن عدد الأشجار ضعف عدد البشرية بـ 400 مرة ... كل الأرقام في موضوعنا هي تقديرات أي عجز العلماء بل عجز الإنسان أن يعرف كم أعداد كل شيء يعيش فيه وحوله رغم التطور والتكنولوجيا التي اغتّر بها الإنسان ... ورغم أن أرقامنا هي مجرد تقديرات فيأتي ربنا العظيم سبحانه لينسف كل تقديراتنا ويضعنا في حجمنا الطبيعي فيصف { وما تسقُط من ورقة إلا يَعلمُها } أي ليس الموضوع موضوع أشجار بل حتى أوراق الشجر لا ينبت ولا يسقط إلا بعلم الله وقدره سبحانه وتعالى { رَبّنــا ما خَلقت هذا بَاطلا سُبحَانك } آل عمران ... ولو قدرنا أن في كل شجرة 500 ورقة × 3 تريليون شجيرة = 1.500 كوادريليون = 1.500 تريليون ... ولا أحد يستهزئ بكل تلك الأرقام لأنها خلق الله وكل خلق لله يسبح لخالقه سبحانه وتعالى كما وصف وذكره ربنا العظيم جل جلاله في سورة الإسراء { تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } ... سبحان ربي القدوس سبحان ربي العظيم سبحان مالك الملك ربنا ورب كل شيء ؟
الثانية : من أنت أيها الإنسان ؟ وما هو حجمك ؟ وما هي قوتك ؟ وما هي عظمتك ؟ وماذا خلقت ؟ وماذا صنعت ؟ حتى تصل إلى غرور وكأنك شيئا عظيما أو كأنك شيء !!! { وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا } مريم ... غرور ونرجسية وفوقية وعنصرية وكأن الأرض تسجد تحت أقدامكم !!! ... إني وربي وما أعبد لأعجب كل العجب ولا زلت في حيرة من أمري وأنا أقرأ وأتصفح وأحلل آيات ربي في كتابه الكريم في آيات كثيرة وفي مواضع عديدة وفي سور كثيرة ... كيف رب العالمين الرب العظيم الذي يَخلق ولا يُخلق كيف نزل وتواضع إلى أمما عاصية كافرة استهزأت بأنبيائه ورسله لا بل تحدوهم جهارا نهارا !!! ... { قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتِنا بما تَعدنا إن كنت من الصادقين } نوح ... { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتِنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } العنكبوت ... والحقيقة التي يجب أن نواجهها ونخجل منها هي من نحن أي من أنت وأنتي وأنا وهما وهؤلاء فعلا من نحن !!! ... لا أنت مخلدا في الدنيا ولا أنتي ستأخذين معكي في قبرك فلسا ولا درهما ولا دولارا ... ويوم ولدت أنت لم تختار شكلك ولا جنسك ولا لونك ولا والديك ولا أهلك ولا أخوالك ولا أعمامك ولا دولتك ولا جنسيتك ولا أصلك ولا نسبك ولا دينك ... فمن أنت حتى عندما كبرت تطاول لسانك وأصبحت تثرثر بعدما نفخ فيك إبليسك اللعين فعشت وكأنك شيئا في الكون !!!
إن كوكبنا لا يرى بالعين المجردة في مجرتنا درب التبانة وكل البشرية لا تساوي 1% من أعداد مخلوقات الأرض من حيوانات وحشرات ... فلا نحن شيئا في مجرتنا الكونية ولا نحن شيئا في قلب كوكبنا فكيف عاشت البشرية في كل تاريخها بعظمة لا وجود لها ولا قيمة لها وليس لها أي وزنا !!! ... وإن كان هناك معتوها قد يقول "لدينا تكنولوجيا وطائرات وتقدمنا كثيرا عن باقي الأمم من أموات القبور" ... فهذا حديث لا قيمة له لأن طبق طائر واحد من المخلوقات الفضائية = كل تقدم وعلوم الجنس البشري برمته من أبونا آدم إلى قيام الساعة ... لأنك ببساطة شديدة أنت لم تعرف الفضاء وتكتشفه فعليا إلا في سنة 1961 أي قبل 60 سنة فقط ... وأول رحلة طيران في التاريخ البشري كانت في سنة 1913 أي قبل 108 سنة ... أي نحن في العلوم والتقدم نعتبر وكأننا "مواليد حديثة" لا نزال في المهد مقارنة مع المخلوقات الفضائية وعلومهم الخُرافية وتقدمهم الخُرافي ... فلا أنت شيئا في السموات ولا أنت شيئا في الأرض ولا أنت شيئا مع أي مجهول لدرجة السخرية أنك يا بني آدم رغم تطورك وتقدمك لا تزال عاجزا مشلولا أمام "غضب الطبيعة" ... فاعرف حجمك وقدارك يا بني آدم فأنت لا شيء في كل شيء خلقه ربك إلا أن تكون مؤمنا مسلما خاضعا لمن خلقك { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } الذاريات ... هذا سبب خلقك وأصل وأساس خلقك وبمعرفتك بحجمك الحقيقي رسالة لك بأن تخضع وتتواضع وتراجع نفسك كثيرا وفي كل يوم في معاملاتك مع الأخرين ... كفى بالقرآن ناصحا وكفى بالموت واعظا ؟
دمتم بود ...