لو حددنا موضوعنا بشكل عام برجال الأعمال العرب تحديدا ثم قلصنا الدائرة لتختص رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ... فبالتأكيد كفة رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ستكون هي الغالبة ليس بسبب عبقرية رجل وسيدات الأعمال العرب والخليجيين كلا وأبدا لكن لأن منطقة الخليج منطقة نفط وغاز وبذخ وترف فيتسيد الخليجيين بشكل عام على باقي العرب ... ولو سلطنا الأضواء على ما هي تجارة رجال وسيدات الأعمال في عالمنا العربي بشكل عام ؟ ... الأمور التقليدية التي أصبحت اليوم ونحن في 2022 وكأنك تحاكي عقلية رجل أعمال يعيش في سنة 1950 ... وانظر بنفسك على ماذا يعيش أثرياء الخليج في تجارتهم واستثماراتهم "وسطاء عمولة على صفقات النفط والغاز - لعبة احتكار الأراضي والعقارات في أوطانهم الفاسدة - تداول أسهم وسندات - قروض بنكية بضمان تنفيذ المناقصات الحكومية أيضا الفاسدة - التداول سرا في العملات الرقمية - بناء أسواق ومولات بقروض بنكية ومن مدخول إيجاراتها يتم سداد أقساط البنوك - سلسلة مطاعم أو كافيهات" ... تلك هي النشاطات التي يمارسها رجال وسيدات الأعمال بنسبة لا تقل عن 80% وجميعها تجمع الفساد والجهل وسطحية العقول ؟
لو سطرت حقائق مؤكدة 100% على سبيل المصال للحكومة بأن لديكم دخل = 5 مليار دولار سنويا دون أن تدفعوا فلسا واحدا هل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو جئت لرجل أو سيدة من الأثرياء وقلت لهم فكرة من خلالها تدفع 10 دنانير = 33 دولار مقابل سيارة "بوغاتي شيرون" أو الـ 10 دنانير بمقابل منزل في أرقى مناطق الكويت بوثيقة حرة أي غير مطلوب للأقساط ولو كان ثمنه مليون دينار فهل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو قلت لرجل أو سيدة أعمال ادفع 50 مليون دينار تحصل بمقابلها على 300 مليون دينار خلال سنتين كأقصى حد ولو دفعت 100 مليون ستحصل على مليار دينار كويتي خلال 4 سنوات فهل سيصدق أحد ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... تلك بعض الأفكار قانونية 100% وصحيحة وحقيقية 100% لكن ظاهرها أو من يقرأها من المستحيل أن يصدقها لا بل ستترسخ في قناعاته بأن كلها عمليات نصب واحتيال أو سرقة بذكاء جريء ... بينما الحقيقة تؤكد أنها أفكار صادمة صاعقة وتلك مشكلة معظم رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قالب متجمد يرتعبون من جرأة الأفكار ويعيشون بتوجس دائم من احتمالية تعرضهم للنصب والإحتيال والسرقة ... ونوعا ما هم لديهم "بعض" الحق لأن كل من يقف أمامهم ويطرح عليهم الأفكار غالبا ما يكونوا من توافه العقول وضعاف الشخصيات ... ولطالما ناديت كثيرا في مدونتي هذه أن رجال الأعمال العرب بشكل عام هم من أفشل وأتفه العقليات على مستوى العالم وأن تلك العقليات يجب أن تنزع ثياب الجبن والخوف وتتسلح بدرع الشجاعة وتحرير العقل من هواجس لا أساس لها من الصحة ... ناهيكم أن فكر الإدارة لا يزال فكر رجعي متخلف وطريقة إدارة فريق العمل أو الموظفين لا تزال طريقة تقليدية بالية ... ولو أردت أن أضرب مثالا فأرسم التصور وكأنك تمتلك طائرة كبيرة من أحدث الأنواع وأكثرها تقنية وكفاءة لكنك ترتعب أن تحلق بها في السماء وإن حلقت لا تخرج من أجواء الكويت !!! ... ولذلك ينطبق المثل القائل : السلاح بيد الجبان لا يرعب ... ومن لا يرعب فهو أضعف من أن تنظر له أو من المستحيل أن يلفت انتباه سوى الرعاع والمساكين ؟
موقع اليوتيوب العالمي الشهير كشف لنا عن حقيقة وجود مواهب خطيرة وعباقرة مذهلين لكنهم مهملون لا أحد يتبناهم ... والسبب في ذلك أن تلك المواهب ترى في نفسها أنها أكبر من مستوى أن يأتي موظف سطحي تعتليه النرجسية أو الخوف من المستقبل من أن يفقد وظيفته ربما بسبب تلك المواهب ثم يأتي ويقيمها ... أو أن ما عرض عليهم من المال وجدوا أنه أقل بكثير جدا مما يستحقونه أو وجدوا بيئة العمل خانقة مقيدة لمواهبهم وعبقريتهم ... ولذلك العالم بأسره اليوم وجميع حكومات العالم تعتمد بالدرجة الأولى اليوم على الشهادات أي من يملك أفضل شهادة وأعلى نسبة درجات فيها ... بينما للحقيقة وجه أخر مختلف كليا تماما وهي أن الخبرة أهم من الشهادة والموهبة أهم من الخبرة ... فكم من طبيب معتمد قتل مريضا وكم من محقق فاشل وكم من قاضي فاسد وكم من وزير لص وكم من مسؤل يعيش على الرشوة وكم من أستاذ جامعي يبتز الفتيات جنسيا وكم من معلم فشل بصناعة الأجيال والمحامين حدث ولا حرج بسمعتهم على مستوى العالم بأسره ... كلها مراكز علمية وعملية أصحابها ممن يملكون الشهادات العليا فهل نفعوا أو أصلحوا أو طوروا ؟ كلا وبالتالي ليس بالضرورة أن كل من يملك شهادة يعني أنه ضليع في مجال تخصصه ... ومن المهم أن يعلم الجميع أن الموهبة هي نعمة من ربكم لا يهبها لكل البشر لكن يختص بها من يشاء من عباده والأفكار العبقرية هي أيضا موهبة ونعمة ... والأمة العربية منذ مئات السنين تشتهر بأنها تسخر من المواهب ومن العقول العبقرية ولطالما كانت عدوا لدودا لتلك المواهب والعقول ... وانظروا في سيرة الفلاسفة والعلماء وعظماء التاريخ العربي والإسلامي كم حطوا من قدرهم وكم آذوهم وكم طعنوا بهم ثم جاءت الأيام لتصفع الأمة الإسلامية بأسرها على وجهها ليكتشفوا وكعادتهم متأخرا أن كان من بينهم عقولا سبقت زمانها وكانت تنظر أبعد مما تنظر إليه الأمة بأسرها ... ولا يزال رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قمقم الخوف والجهل وتمزق عقولهم وأجسادهم الهواجس والوساوس فيعيش المرء منهم ويموت وما حقق شيئا ولا سجل إسمه في التاريخ ويموت دون أن يترك بصمة حقيقية ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم