هو مرض نفسي 100% لكنه يدور في العقل 100% أيضا وهو مرض أظن وأعتقد أن عدد المصابين فيه في أيامنا هذه لا يقل عن 3 مليار نسمة وأكثر ... وهذا الرقم المخيف سببه ثورة التكنولوجيا وثورة المعلومات والحقائق زاد عليها مواقع التواصل الاجتماعي ... بعكس الماضي أي ما قبل عالم الإنترنت وثورة الاتصالات والتلفاز وما قبل الصحافة والإعلام بمعنى كلما عدت للوراء كلما قلت نسبة المصابين بمرض الوسواس القهري ... "الوسواس القهري - Obsessive-compulsive disorder" هو عبارة عن "أفكــــــار غير مرغوب" فيها وليس لها ضرورة بالحضور في مكنون العقل تأتي فجأة وتذهب فجأة وطيلة وجودها "الوقتي" في العقل تسبب ضررا نفسيا بالغا ... ومن المهم بمكان أن نعرف أن شخصية البشر ليست واحدة ولا حتى متطابقة وبالتالي قوة مرض الوسواس القهري تختلف درجاتها أو نسبتها من شخص لأخر ... بمعنى شخص شخصيته ضعيفة فإن المرض يهيمن ويسيطر عليه بشكل كبير جدا لدرجة تستلزم المراجعة الطبية الفورية ... وشخص شخصيته قوية فإنه يظل في صراع مع هذا المرض لسنوات طويلة وربما حتى الممات وبالتأكيد أن الوسواس القهري يؤثر تأثيرا بالغا على العلاقات الإجتماعية والزوجية بنسبة 100% .
أنواع الوسواس القهري
1- وسواس المرض أي ادعاء المرض الدائم .
2- وسواس النظافة المنزلية والجسدية .
3- وسواس القتل بكافة الأشكال وطرق الموت .
4- الوسواس من الشرطة وقضايا المحاكم والسجن .
5- الوسواس من فقدان السيطرة على الوظيفة وسلطتها .
6- الوسواس من فقدان السيطرة على الزوجة أو الأخت أو الأبناء .
7- الوسواس من الفقر أو الحاجة المادية سواء اليوم أو في المستقبل .
8- الوسواس من عدم الرغبة بمواجهة أفراد لهم سوابق سيئة معك .
9- الوسواس الديني والعقائدي في الفكر والممارسة واليقين .
10- الوسواس من ترقب حدوث مشكلة أو مصيبة مع أن الأوضاع جدا طبيعية .
أعراضهم الظاهرية
1- كثرة التدقيق حول قفل الباب والأضواء وأنبوبة الغاز .
2- كثرة وجود المنظفات والمعقمات والعطور في المنزل والسيارة والمكتب .
3- ظهور علامات تأثر أو انتباه في منطقة العين والحاجبين من ذكر إسم شخص ذو سابقة سيئة .
4- التوتر أو عدم الرضا في الأشياء الغير منظمة ذات الإستخدام اليومي أي يجب أن يكون كل شيء في مكانه بشكل دقيق .
5- التوجس من لمس الأشياء بذريعة احتمالية تلوثها وصولا إلى رفض مصافحة اليد .
6- المبالغة في درجة أمان المنزل أو الهاتف أو الكمبيوتر والمراقبة الشديدة أثناء القيادة أو في الأماكن العامة .
7- تكرار الطقوس الدينية "الصلاة - الذكر" والتشكيك الدائم في البحث والإجتهاد .
أصحاب الوسواس القهري حالتهم هي نتيجة
1- طفولة بائسة من قبل الوالدين أو أحدهما .
2- صدمات نفسية شديدة تعرضوا لها من قبل الأسرة أو أحد أفرادها .
3- صدمات نفسية جراء علاقات ارتباط فاشلة "حب - زواج" .
4- صدمات نفسية بسبب خيانة وغدر الأصدقاء .
ونأتي للسؤال الأهم والمهم : هل لهذا المرض علاج طبي أو علاج نفسي ؟ ... الإجابة : لا يوجد وكل من يقول أنه يوجد علاج نفسي فهو حديث غير دقيق وإن وجد فهو سيأخذ سنوات طويلة جدا وميزانية ضخمة وعدد لا محدود من المراجعات وأدوية "المؤثرات العقلية" ... والسبب بعدم وجود علاج فعلي حقيقي هي نتيجة تجارب سابقة سيئة سببت ضررا نفسيا بالغ التأثير ... لكن يوجد علاج واحد فعّال نسبة نجاحه عالية لدرجة تصل إلى 90% وهو الإنتقال من مكان لأخر ... أي إما بتغيير السكن والمنطقة والأثاث وديكور المنزل رقم الهاتف والموبايل والسيارة أو بعضا مما سبق ... أو الإنتقال من دولة إلى دولة أخرى وهنا نسبة الشفاء عالية جدا جدا ... لأن البيئة والمحيط والناس والطبيعة والأنظمة والقوانين والمجتمع كلها مختلفة كليا عن بيئتك السابقة بالإضافة إلى وجوه جديدة لم تألفها من قبل ... وقتها ستضمن 100% أنك لن تلتقي بمن لا تحب ولن تسمع ثرثرة بمن لا تهوى ناهيكم أنك عقلك ونفسيتك ارتفع فيها نسبة التحفيز للإنخراط في بيئة جديدة ومجتمع جديد ... وهذا التحفيز كافي أن يدمر ويمحي الوسواس القهري الذي تعاني منه لأن العقل والنفسية حدث فيهما "update" في وقت واحد كموجة تسونامي ... فتتحول الأفكار السيئة إلى مجرد ذكريات في أرشيف عقلك انخفضت أهميتها من 100% إلى نسبة تتفاوت من 5% إلى 10% كأقصى حد لأن الذكريات السيئة يستحيل أن تُمحى من الذاكرة حتى الممات ؟
إن حياة الإنسان بطبيعتها هي عبارة عن مجموعة أسرار وتلك الأسرار كانت تضم مخزون قليل قديما ... أما حديثا وبسبب جنون عالم الإنترنت فزادت تلك الأسرار بدليل أن الإنسان البسيط اليوم يملك ما لا يملكه ملوك وسلاطين الأرض في زمانهم ... وأبسطها وسيلة النقل "سيارة - باص - مترو - طائرة" فهل قرأتم عن إمبراطور أو سلطان أو خليفة من خلفاء المسلمين كان أحدهم يملك تلك الوسائل قبل 200 سنة ؟ ... والأسرار هي طبيعة البشر منذ خلقهم وحتى زوالهم وطالما الأسرار موجودة إذن فالوسواس القهري يظل ملاصقا للإنسان كظله حتى يتوفاه الله سبحانه ... لكن يظل اجهاد الإنسان في مقاومة الوسواس القهري كالصراع القاسي المؤلم الموجع لكن بلا أنين وبلا صوت ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم