من البديهي جدا وأنا أشاهد أحداث أوكرانيا أن تعود بي الذاكرة للوراء ليعود شريط الغزو العراقي بمشاهد الفوضى والإرتباك وفقدان الحكمة والبصيرة ... خصوصا في أول الأيام والأسابيع ولذلك أنا أشعر بحال أهل أوكرانيا اليوم ... وحتى نكون منصفين وعادلين في تقييمنا للأمور فلا بد أن نضع ميزان الحق ونطلق أحكامنا التي تفرضها الإنسانية والأديان السماوية والأخلاق ... ولذلك نضع تلك المبادئ في أعلى المبادئ التي لا بد وأن تتفق عليها كل البشرية وهي
1- كل دولة تمتلك الأسلحة النووية فهذه دولة إرهابية .
2- كل دولة تغزو دولة أخرى فهذه دولة إرهابية يحكمها طغاة .
3- كل دولة تشعل الفتن والحروب في دولة أخرى فهذه دولة شياطين .
تلك الخطوط العريضة الرئيسية التي لا يختلف عليها إلا من تربع الشيطان في رأسه ... ولو ذهبنا إلى أقصى الأمور فلا يمكن إلا أن أقولها وعلنا : كل رئيس دولة تمتلك الأسلحة النووية ويريد استخدمها فهذا الرئيس يجب أن يعتقل أو يتم اغتياله بلا تردد وبلا أدنى درجة من التفكير أو الرحمة ... لأن تلك الأسلحة التي صنعها شياطين البشر كافية بأن تقتل وتفني 100 مليون نسمة في خلال أقل من 24 ساعة وأكثر من مليار نسمة خلال أقل من أسبوع واحد ... ناهيك أن تلك الأسلحة بكل أريحية وبساطة يمكنها أن تعيد أي دولة على وجه الأرض 50 سنة إلى الوراء كأقل تقدير ... فهل نضع حدود الأدب والكياسة لشرذمة يطلق عليهم "رؤساء دول" أصبحوا اليوم يهددون حياة البشرية لا بل يهددون كوكب الأرض بأسره !!! ... وبطبيعة الحال كل رئيس دولة أو مسؤل حكومي يغزو دولة أخرى فالتبريرات والحجج الكاذبة جاهزة ليطلقها على الإعلام وغالبية شعبه المغفل ... والأهم أنه يجب الفهم أن الدولة التي تستخدم القوة العسكرية لغزو دولة أخرى فهذا يعني أن سياسييها فاشلون في السياسة بل سفهاء في فن وعلم السياسة ... والغزو العسكري لا أحد يكذب عليكم فجميع الدول التي نفذت الغزو العسكري على دول أخرى جميعهم كاذبون لا شأن لهم لا في أخلاقيات ولا في أديان سماوية ولا حتى ذرة إنسانية ... إنما هم قتلة مجرمون كـــــــــافرون كفرا صريحا بواحا ومهما تخفوا خلف أكاذيبهم التي يطلقونها ففي النهاية جميعهم طغاة غزاة محتلين حثالة سياسة ؟
إن التبرير الكاذب لتدمير دولة أخرى أو لغزوها مثل "الأمن القومي - أمن البعد الإستراتيجي - ضروريات المرحلة - الضربة الوقائية أو الهجوم الوقائي" إلخ ... كلها أعذار وحجج سفيهة لا تضعك إلا في نتيجة واحدة وهي أن تلك الدولة فشلت سياسيا وأصبحت عاجزة سياسيا والفاشل السياسي عليه أن يتنحى جانبا لا أن يأخذ الأمم والشعب بفشله وجنونه ... ومسألة أن كل فاشل وضعيف سياسيا أصبح يطلق علينا مصطلح "السيـــادة" فهذا المصطلح الماسوني الوضيع لم يكن إلا كتبرير لضعف وفشل سياسي كبير ... ولو استخدمت الأسلحة النووية والطرف الأخر رد عليك أيضا بالسلاح النووي وفنيت شعوبكم ففي أي مدرسة سياسية توجد سيـــادة دول وهي بلا شعب أو سحق منها 80% من شعبها ؟!!؟ ... سيادة الدول يُعبّر عنها سلوك حكامها وحكوماتها ومستوى أخلاقياتهم السياسية ومدى احترامهم لسمعتهم الدولية ودبلوماسيتهم الرصينة ... السيادة لا تعني أن تذهب لدولة أخرى وتغزوها غزوا مجرما قبيحا ثم تبرر فشلك وعجزك بالأمن القومي الكاذب أو السيادة الورقية ... سيادة الدول وأمنها القومي لا يعني أن تهدد حياة الملايين من البشر لا ناقة لهم ولا جمل بجرائم حكام قتلة طغاة فاسدون ... حكام منذ عقود وهم يُنظّرون علينا بالقيم والمبادئ والأخلاق والإنسانية ونحن نعرف مسبقا بأنهم كاذبين وهم يعرفون أننا نعرف بأنهم كاذبين ... وغزو الدول لا يمكن أن تفرق دولة عن أخرى فالغزو واحد والمبدأ واحد ومتى ما فرقت أو بررت لأي أحد فأنت شريك معهم في الجريمة ولو بكلمة ؟
اليوم ونحن في 2022 أيقنا أن المنظمة الدولية "هيئة الأمم المتحدة" لم يعد لها حاجة فوجودها من عدمه واحد ... وأكبر فساد تعيش فيه المنظمة الدولية هو "حق النقض الفيتو" والذي بسببه انتهكت القوانين الدولية وانتهكت حقوق الشعوب والأمم وانتهكت الإنسانية بسبب سيطرة 5 دول فقط على "الفيتو" ... فالولايات المتحدة الأمريكية هي دولة قتلة ومجرمين وفاسدين وروسيا دولة قتلة ومجرمين وفاسدين وبريطانيا والصين وفرنسا جميعهم فاسدين ولصوص ومجرمين لكن بثياب أنيقة ... وعلى هذا الأساس يجب أن تتوحد البشرية في مواجهة هؤلاء القتلة المجرمين الذين أصبحوا اليوم يهددون الجنس البشري بمخزونهم من الأسلحة النووية والذرية والجرثومية ... فما ذنب الطفل والشاب والبنت والولد والعاجز والعجوز والمريض بأن يتم فنائهم فقط لأن رجل واحد معتوه مجنون إسمه "رئيس دولة" قرر أن يموت الجميع ؟؟؟ وأي منطق وعقل يستوعب أن مصير البشرية في شنطة يحملها القتلة من رؤساء الدول أثناء تجولهم !!! ... ولذلك يجب أن يتم نزع جميع الأسلحة النووية العسكرية من جميع الدول تمتلكها وذلك أفضل من السفهاء الذين يقومون بحملات من أجل "حماية البيئة - حقوق الحيوان - حقوق المثلية الجنسية - حقوق المرأة - حقوق الأقليات" إلخ ... لأن صاروخ نووي واحد يسحق كل هؤلاء دون تفرقة وبلا رحمة ولا بأي تمييز فأين عقولكم !!! ... فهل يتوحد الجنس البشري أمام هؤلاء القتلة المجرمين من الحكام الطغاة أم أنه فعلا قد فات الأوان ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم