2022-12-05

صراع البشرية وتناقضاتهم الصارخة في حقوق الإنسان ؟

 

حقوق الإنسان له تعريفات كثيرة ومختلفة لكنه في حقيقة الأمر هو تعبير أو مصطلح مطاطي جدا ... ولو أردت أن أسطر ما هي حقوق الإنسان فمن الطبيعي أن تمتلئ أكثر من 100 صفحة بتلك الحقوق ... والفرط بتلك الحقوق هو في حقيقة الأمر انتهاك مضاد لمن لا يملكون أدنى حقوق الإنسان والحقيقة هي أن العالم اليوم لا يملك أخلاق كتوصيف للسيكولوجية البشرية ... وحكومات العالم أيضا لا يملكون أخلاق لأن السياسة ومدارسها قد تغيرت وتغيرا كبيرا جدا فأصبحنا نرى سياسة قلما من يتمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ فيها ... وفي شهر 11 من عام 2020 نشرت شبكة CNN تقريرا نقلا عن "بنك أفراسيا" أن 510 ألف شخص حول العالم من أصل 7.9 مليار نسمة يستحذون ويسيطرون على 184 تريليون دولار من ثرواتهم = أكثر من 56 تريليون دينار وهو مبلغ يكفي لشعب الكويت بتعداد 10 ملايين نسمة لمدة أكثر من 900 سنة قادمة بواقع 60 مليار دينار كميزانية سنوية ... وبالتأكيد هذا المبلغ كافيا لتسديد ديون كل فرد من البشرية أو يسدد ديون 95% لجميع دول وحكومات العالم ؟

في البحث والمتابعة وجدت أن البشرية كلما أفرطت بالنعم والترف كلما ذهبوا طلبا بالمزيد أي أن الإنسان لا يريد أن يكتفي ولا يريد أن يقتنع إلا ما ندر ... ولذلك نجد في أوروبا "قارة الدعارة والشذوذ" منذ القدم من فرط حقوق الإنسان التي يملكونها ذهبوا إلى الشذوذ الجنسي بمختلف أنواعه ... حتى وصلوا إلى المثلية الجنسية ولم يكتفوا بذلك أيضا فذهبوا إلى أكثر شذوذا وفظاعة فذهبوا إلى الأطفال عديمي الإرادة والعقل الذي لم يكتمل نموه بعد ... فأخرجوا مناهج تربية جديدة في كيفية تعليم وتأهيل وصناعة طفل شاذ وسلب قراره وإرادته منذ نعومة أظافره وإقناع هؤلاء الأبرياء بأن المثلية الجنسية هو التكوين الصحيح للإنسان الطبيعي !!! ... وليس هذا فحسب بل ذهبوا إلى شراء "مني الرجال" واستئجار "أرحام النساء" لصناعة مسخ بشري يتوافق تماما مع شذوذهم وترفهم الذي أفرطوا فيها فرطا ليس منعما فحسب بل وصل إلى درجة التوحش والجرائم الحقيقية ضد البشرية ... ولذلك أمة أوروبا اليوم لا يمكنها أن تنتصر في أي حرب كبرى أو صغرى لأن مجتمعاتهم أصبحت منعمة مترفة شاذة ... والمجتمعات التي تحمل تلك الصفات لا يمكنها أن تنتصر في أي حرب في أي معركة عسكرية لأن الجلود ناعمة والعقول مترفة واللياقة البدنية وظفوها لتعينهم على الجنس فقط ... وهذا التحليل يأتي كدليل في السيكولوجية البشرية إذا منحتها كل ما تريده من حقوق فإنها ستذهب إلى الجنون والترف والشذوذ تلقائيا وصولا حتى إلى ضرب الأديان السماوية بعرض الحائط ؟

على الجانب الأخر هناك المليارات من لا يملكون حتى أدنى حقوق الإنسان فهناك المليارات يقبعون تحت بطش الحاكم كمن يقول لهم "أنتم ودولتي وأرضها ملكا لي" ... فلا تعليم وإن جد فهو تعليم منحط فاسد ولا صحة وإن وجد فإنه أسوأ تشخيص وأسوأ علاج بسبب جهل الطبيب أو فقر الإمكانيات والتجهيزات ... أما في الفساد فالحاكم لص وأسرته أيضا مجموعة لصوص وأقذر من أنجبت أرضهم والوزير فاسد والقاضي مرتشي ورجل الأمن مرتزق والجيش مجرد أوغاد والإعلام طعام الخنازير ... لا خدمات لا تطور لا بنية تحتية وإن وجدت فالقمع والوحشية ولا صوت يعلوا فوق صوت الحاكم وحكومته واما البرلمان فهو مجرد مسرحية لصوص وصلوا للبرلمان ليسرقوا شعبهم ... والفقر بطبيعة الحال قد أجمعت كل البحوث والدراسات هو أول مصدر للإرهاب وللجرائم وتفشي المخدرات والمؤثرات العقلية ... فتتحول قيمة الإنسان بقيمة أقل بكثير جدا من قيمة الحيوان فتنتهك الأعراض وتخون الزوجة زوجها وتخون البنت أسرتها ويبيع الولد كرامته فتتمزق الأسرة بدافع المال فتتدمر أول وأهم نواة التي تبني مجتمع محترم أو مجتمع يملك أقل درجات السلامة والنهوض فتنعدم الأمال بناء مجتمع سوي ... وحتى الدول العربية خضعت للمخطط الشيطاني فتمزقت كل المجتمعات العربية بلا أي استثناء وكان تمزقاََ قاتلا موجعا ... لكن وكعادتنا كشعوب وكمجتمعات نحب أن أن نخفي الحقائق ونكذب بصدق بأننا بأفضل حال ويدعمنا بذلك إعلامنا التافه السطحي المُدلّس بأوامر حكوماتنا التي تفوقت حتى على "مسيلمة الكذّاب" بالأكاذيب ؟

أيها السيدات والسادة لقد وصل الشذوذ لدى الكثيرين من الناس إلى درجة حتى الحيوان يستحيل أن يصل إليها ... ووصلت مجتمعات كثيرة إلى درجة سلب إرادة من لم يكتمل عقله ومن يعيش في صراع المراهقة ... إنهم يريدون إنسان مسخ إنسان لا يملك إرادة وبشرية تسخر من الأديان السماوية وجعل الدين مجرد تراث بالي ... وضرب الفطرة البشرية في صميمها والحط من قدر القيم والمبادئ السليمة إنهم يعيشون ويتصرفون وكأنهم مخلدون في الأرض !!! ... وهناك من تزدهر تجارته على حساب الفقراء والمعدومين فتنعدم قيمة الإنسان فيتحول إلى بضاعة أو سلعة "عرض وطلب" ... لكن ليستعد الجميع فإن الله جل جلالة لن يسمح بهذا الفساد بأن يستمر ولا الشذوذ بأن يتمدد أكثر وعقاب السماء قادم ثم قادم وما كانت كورونا إلا مجرد إنذار وتحذير ... لكن السواد الأعظم من البشرية لم تستجب لهذا التحذير ولم يراجع أحدا نفسه إلا ما ندر ... وما سرعة الحياة التي أصبحنا نعيش فيها وما التكنولوجيا المجنونة التي أصبحت تتحكم في حياتنا وانعدام الشعور بالمطلق بالأيام والوقت فأصبح الشهر كأنه أسبوع والسنة كأنها شهر إلا علامات خطيرة جدا بقرب بلاء عظيم قادم ... باتجاه بشرية أكثر من نصفهم تعدادهم شواذ وملحدين وكفار ومشركين ولا دينيين ووثنيين إلخ ... لتتجلى الحقيقة أمام أعيننا بأن الإنسان إن منحته كل شيء فإنه لن يكتفي بكل شيء بل يريد حتى ما بيدك أنت وما تملكه أنت ولو كنت فقيرا فإنه سيذهب بالأمر إلى استعبادك لتكون خادماََ وعبداََ له أو من ضمن ممتلكاته ... والله المستعان ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم