2024-05-18

أرخص شيء في الدنيا هو الإنسان العربي ؟


في الحرب الأهلية "اللبنانية اللبنانية" التي بدأت في 1975 وانفجرت توحشا في منتصف الثمانينات وانتهت في 1990 كانت كافية لتخبرنا كم قيمة الإنسان العربية رخيصة جدا ... وفي الحرب الأهلية "السورية السورية" التي بدأت في 2011 وانفجرت توحشا في 2015 حدث ولا حرج من فظائع ووحشية الإبادات الجماعية التي وصلت أن الطلقة كانت أكثر قيمة بكثير جدا من الإنسان نفسه ... وهي الحرب التي حتى اليوم لم يخرج أحد ليوثقها بتفاصيلها الدقيقة وستحتاج لـ 20 سنة قادمة حتى يستوعب الكثير منكم فظائع ما حصل وحدث ... والثابت من التاريخ أن يوم ولدت "جبهة النصرة & داعش" ولدوا حتى يجهضوا الثورة الأهلية السورية واخترقوا صفوفها عن بكرة أبيهم ... تماما كما حدث في حرب "البوسنة والهرسك" أي متى ما دخل "المجاهدين" في أي ملف تلقائيا يجب أن تعرف أن هناك عملية إجهاضا للقضية وليس دعما ولا نصرة لها مطلقا ... وفي الحرب الأهلية "اللبنانية والسورية" كلاهما كانتا مؤامرات أمريكية فرنسية صهيونية تمت بأيادي عربية فتحول السياسيين لمليشيات ومافيا وعصابات حرب وحكام فتكوا ببعضهم البعض جهارا نهارا دون أدنى قيمة نهائيا لقيمة النفس البشرية والروح المسلمة ... ثمن ذلك كله كان أكثر من 900 ألف قتيل و 3 ملايين جريح و 9 ملايين لاجئ ؟


أما في "طوفان الأقصى" والتي لا يزال يصر الكثير من معاتيه العقول من جواري الكيان الصهيوني أنها كانت عملية خطأ في التوقيت الخطأ ... صهيونيتهم تمنعهم من قول الحقائق وأن أكثر من 300 شهيد فلسطيني انتقلوا إلى جنة الخلد قبل "طوفان الأقصى" خلال 3 أشهر فقط "راجع المدونة" ... الغريب في الأمر أن أجهزة المخابرات العربية لديها كافة المعلومات والصور التي تقشعر منها البشرية كافة من هول وحشية الفظائع التي لا يزال الكيان الصهيوني اللقيط يرتكبها ... مشاهد تقشعر منها الأبدان من أوصال مقطعة ورؤوس مبعثرة وأجساد مشوهة ومسلمين حرقوا حرقا ويستحيل أن تستدل على هوياتهم ... تلك المشاهد والوحشية لم تحرك ساكنا في ضمائرهم واستمروا بالدراما السياسية "ندين - نشجب - نستنكر - نناشدة" !!! ... والإدارة الأمريكية الإرهابية وبكل فجاجة ووقاحة وبكل معايير حيوانات البرية تخرج وتقول "إننا لا نعتقد أن هناك إبادة جماعية في غزة" !!! ... تلك حالة سياسية كاشفة فاضحة مزلزلة في فهم واقع أنظمة الحكم العربية التي أصلا لا أحد يثق بالأخر مطلقا ... أي يجب أن تعلم أن هناك دولا تريد التدخل العسكري بجيوشها نصرة لغزة لكنها لا تأمن لجارها من أن يخونها ويغدر بها فيكون الثمن "كرسي العرش" ... والتاريخ القريب موجود يوم هددت مصر نظام الحكم في الأردن في 1968 والسعودية في 1969 ويوم غدر العراق بالكويت في 1990 ... وقبلها غزو السعودية للكويت في 1920 وحصار السعودية للكويت لأكثر من 10 سنوات في 1922 إلى 1932 ... وتمرد ملك الحجاز "الشريف حسين" على الدولة العثمانية في 1916 بتحريض من بريطانيا ... وصولا لأيامنا هذه من صراعات "خليجية خليجية" وتدخلها المباشر في شأن "تونس - ليبيا - الأردن - مصر - السودان" ... وصولا أيضا لغزو السعودية لليمن في 2015 وصولا لحصار "السعودية الإمارات البحرين مصر" لقطر في 2017 ... ناهيك عن علاقات متوترة جدا ما بين كل من "الجزائر والمغرب - الجزائر والإمارات - السودان والإمارات - لبنان وسوريا - سوريا والأردن - اليمن والسعودية - الكويت والعراق - البحرين وقطر" ... هذا الإستعراض السياسي المختصر كافيا ليخبرك لماذا الكيان الصهيوني يعربد فوق رؤوس كل الدول العربية جهارا نهارا دون أدنى حساب لأكثر من 16 نظام حكم في الوطن العربي ولأكثر من 400 مليون نسمة ؟

إن الحرب الأهلية "اللبنانية والسورية" كانت فتن عظيمة بين المسلمين أنفيهم وبين أهل الأرض والشعب الواحد ... والصراعات السياسية بين الدول العربية أيضا تقع في دائرة الفتن السياسية العربية ... لكن في فلسطين المحتلة وتحديدا في غزة الصامدة فالأمر هنا دخل في المسائل العقائدية والشرعية جملة وتفصيلا ... بمعنى لا يحق لأي نظام حكم عربي ولا لأي حكومة عربية أن تجزع أو تغضب من ثورة وغيرة النفوس العربية في كل الأوطان العربية من غضبهم وغيرتهم على ما يحدث لإخوانهم هناك ... فالتحريم القرآني حدث ولا حرج وعدد ولا تخاف أي أن الأمر سماوي بحت وصرف ومن خالفه فقد كفر بما أنزل على محمد ... ولا يعني أن الكيان الصهيوني قد احتل الأرض في 1948 أي قبل 76 سنة يعني أن تسلم للأمر الواقع ... بدليل أن رئيس مجلس النواب الأمريكي "مايك جونسون" قال في 25-4-2024 : إن دعم إسرائيل هو واجب إنجيلي مقدس "انتهى الإقتباس" ... وقبله الإرهابي "جو بايدن" في "عيد الأنوار" المنعقد في البيت الأبيض في واشنطن بتاريخ 12-12-2023 قال نصاََ : ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً وأنا صهيوني "انتهى الإقتباس" ... وأيضا في 5-12-2023 في مدينة بوسطن خلال حملة جمع تبرعات لحملته الإنتخابية قال النازي "بايدن" : ليس ضرورياً أن تكون يهودياً حتى تصبح صهيونياً وأنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها "انتهى الإقتباس" ... ولا أكثر معنى وضوحا من أننا اليوم كأمة عربية وإسلامية نقف أمام حالة طغيان واستبداد من "الدّين السياسي" أو "الدّين المسيّس" ... وهنا تنتفي كل قواعد أصول الفهم والفكر السياسي بكل أفرع المنفعة السيادية للدول والشعوب ... ويكون المعيار الوحيد هو "الدافع الديني والعقائدي" ولا شيء سواه وأما التفاهمات السياسية فما هي سوى ترهات وهرطقات لا وجود لها نهائيا على أرض الواقع ... وبالتالي نحن أمام واقع دولي سياسي جديد تجلى بشكله القبيح بعدما أصبح القانون الدولي ملجأ للضعفاء حصريا ... وسط تمادي الدول العظمى تماما "copy paste" من مشاهد الحركة السياسية العالمية ما قبل الحرب العالمية الأولى في 1914 ... وبالتالي تلك الدول العظمى تتمادى على الأخرين لكنها تقف بكل أدب واحترام أمام بعضها البعض بسبب "سلاح الردع النووي" ... أي فناء أمم الدول العظمى حصريا وبالتالي تناثر وتبخر عروشهم بدولها بشعوبها إلى غير رجعة ... واليوم انتفى مبدأ "الإساءة للدول الصديقة والشقيقة" لأن ما يحدث في غزة اليوم أكبر بسنوات ضوئية من المصطلحات السخيفة التي أخرجها شراذم خياطين القوانين لمزيد من تحقير وإهانة الأمة الإسلامية ومقدساتها ... وإن لم تقنعك دماء المسلمين التي جرت كالأنهار ولا تزال فاعلم أن 1.027 أسيرا فلسطينيا وفلسطينية تم إطلاق سراحهم مقابل أسير صهيوني واحد أكرر واحد فقط في صفقة تبادل الأسرى جرت في 2008 مقابل الأسير الصهيوني "جلعاد شاليط" ... لله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؟


وااا أمتاه الصمت قد أردانا

إنا سئمنا الجور والطغيانا

سفك العداة دمائنا في غزة

والغرب قد كانوا لهم أعوانا

فالحق والعدل الذي يرجونه

في شرعهم نصبوا له ميزانا

أن يُقتل العربي ليس تجنيا

فالعدل في أن يُكثروا قتلانا




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم