2024-05-28

السقوط المدوي للإمبراطورية الصهيونية العالمية ؟

 

يوم تدخلت أمريكا لتحرير الكويت في 1991 كانت أمريكا تملك أخلاق اتفق معها 95% من دول العالم تدفعها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ... ويوم تدخلت أمريكا في حرب "البوسنة والهرسك" 1995 مدفوعة ومحمية من مجلس الأمن الدولي كان تدخلا لحماية الإنسانية من وحشية الصرب وتم تقديم قادة الصرب للمحاكم الدولية ... ويوم تدخلت أمريكا في حرب "كوسوفو - بيوغسلافيا" في 1999 أيضا كانت حربا أخلاقية مدفوعة بقرارات مجلس الأمن الدولي ... ويوم غزت أمريكا دولة أفغانستان في 2001 كانت ردة فعل طبيعية لإسقاط نظام "طالبان الحامي الأول لتنظيم القاعدة" الذي نفذ هجمات 11-9-2001 ... ويوم "غزت أمريكا العراق" في 2003 كانت مدفوعة بقرارات مجلس الأمن الدولي "القرار 1441" لنزع أسلحة العراق وإسقاط أقذر رئيس عربي "صدام حسين" الذي خلف من وراءه أكثر من 400 مقبرة جماعية حسب التصريح الرسمي للأمم المتحدة في 2004 ... ومن هنا خرج مصطلح "أمريكا شرطي العالم" أي الدولة الوحيدة التي كانت قادرة على حسم الصراعات ولو أدى ذلك إلى تدخل عسكري مباشر ؟

بداية انهيار أمريكا وسقوط عظمتها 

عندما تولى أشهر رئيس في تاريخ أمريكا بعدد أكاذيبه وهو "دونالد ترامب" في 2017 أول ما بدأه هو ضرب مصداقية أمريكا باتفاقياتها الدولية ... فأخرج أمريكا من 6 معاهدات وهي "اتفاقية باريس للمناخ - الإتفاق النووي الإيراني الدولي - معاهدة الصواريخ النووية مع روسيا - المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية - اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ - منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو" ... ومن هنا بدأ حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وأوروبا وشرق أسيا يعيدون حساباتهم بتوجس كبير جدا وأصبح الجميع لا يثق بالوعود الأمريكية ولا باتفاقياتها ... وخلال حملته الإنتخابية من 2016 إلى 2017 أطلق "ترامب" 9 تصريحات علنية مصورة فيها من التحقير والإهانة المباشرة للمملكة العربية السعودية ... وثاني قرار اتخذه "ترامب" فور توليه لمنصب الرئاسة هو إصدار "القرار التنفيذي رقم 13769" والذي يستخدم الرئيس صلاحياته الرئاسية وقام بحظر دخول رعايا 7 دول عربية وإسلامية حصريا للأراضي الأمريكية "ليبيا - ‌إيران - ‌العراق - ‌الصومال - ‌السودان - ‌سوريا - اليمن" ... سقط الكذاب "ترامب" في 2001 وجاء كذاب أخر ومجرم أكثر ممن سبقه وهو "جو بايدن" والذي بفضله أكمل تحطيم ما تبقى من "شرطي العالم" حتى جاءت عملية "طوفان الأقصى" في 7-10-2023 حتى يومنا هذا ففقدت أمريكا سمعتها الخارجية وأصبحت "دولة بلا أخــــــلاق" ... خرج "جو بايدن" مرات ومرات وهو يكذب بوقاحة ودون أدنى حياء من البشرية ولا حتى خجل من أسرته ... ارتكبت فظائع ومجازر وإبادات جماعية على يد "الكيان الصهيوني النازي" بدعم وتمويل مطلق من الإدارة الأمريكية وسط تأييد مطلق من "بايدن" ... انتهكت أدمية الإنسان في غزة وانتهك القانون الدولي وانتهكت معاهدات ومواثيق الأمم المتحدة وانتهكت السياسة الدولية ... وكان ثمن ذلك أن أصبح "الكيان الصهيوني" اليوم هو أشهر كيان يملك أقذر سمعة دولية على الإطلاق بل وتجاوز حتى "كوريا الشمالية" ... أما أمريكا ففقدت احترامها كاملا بين دول وحكومات العالم وحتى بين حلفائها في منطقة الشرق الأوسط ولم يعد هناك شعب عربي واحد اليوم يحترم أمريكا ولا يثق بها والجميع أصبح يتمنى هلاك وزوال أمريكا ... أضف إلى ذلك شعوب أمريكا الجنوبية وأوروبا ودول شرق أسيا بمظاهراتهم التي لا تعد ولا تحصى كافية لتخبركم كيف أصبح العالم ينظر لأمريكا الدولة التي لا تملك أخلاقا مطلقا ؟

الولايات المتحدة الإسرائيلية 

اليوم بعدما فقد العالم ثقته بأمريكا وسقطت أخلاقها وأصبح "البيت الأبيض الأمريكي" رمزا للجرائم ضد الإنسانية وأشهر بيت في العالم كذبا على شعبه قبل أن يصبح لسان الشيطان في العالم ... فإن السياسيين والصحفيين والشعب الأمريكي عليهم أن يعلموا يقينا أن إعادة احترام العالم لأمتهم من جديد يحتاج لعقود من إعادة بناء الثقة من جديد ... وبعد أن تم تدمير أمريكا أمام العالم الخارجي فإن المجانين الذي يحكمون البيت الأبيض اليوم ومستقبلا سيكملون في مشروع تحطيم وتمزيق أمريكا لكن هذه المرة من "الداخل الأمريكي" ... وحتى سنة 2030 أي بعد 6 سنوات لن تكون هناك أمريكا ولن يكون هناك دولار ولن يكون هناك انترنت في العالم ... ناهيك عن دعوات انفصال أول الولايات الأمريكية وستكون "تكساس + كاليفورنيا" وباستقلالهما ستكونان دولتنا مستقلتان بنسبة ديون 0% وبعدها ستتبعها عمليات الإنفصال واستقلال الولايات الباقية ... حتى تتخلص كل ديون الولايات المتحدة الأمريكية من ديونها والتي بلغ مجموعها 34 تريليون دولار في 2024 ... وقتها كل الودائع والسندات العربية والأجنبية المودعة والمتداولة في أمريكا ستكون في حكم المنعدمة قانونيا بنسية 100% ... وفي دولة هي الأولى في العالم بحمل مواطنيها السلاح المرخص بأكثر من مليار قطعة سلاح وتضم أكثر من 100 ميليشيا مسلحة مرخصة فلا داعي الخوض أكثر كيف سيكون شكل المجتمع الأمريكي مستقبلا ... وهذا ثمن الدولة العظمى التي ضحت بشعبها وصناعاتها وبمركزها السياسي العالمي وبمصالحها الإستراتيجية من أجل "إسرائيل النازية" ... وأيضا هذا ثمن بديهي لأكاذيب سياسيين الكونجرس الأمريكي عندما لبسوا "قناع الإنجيل" وهم أبعد ما يكونون عن الدين وأخلاقياته ... إنما هم عبيـــــد إسرائيل وحكام أمريكا اليوم هم مجرد موظفين لدى الكيان الصهيوني الذي يتلاعب بهم كالأطفال ويلهو بهم كالصبية والمراهقين ؟

انهيار امبراطورية الصهيونية العالمية

هذه الإمبراطورية التي كان محرماََ المساس بها أصبحت اليوم عرضة كل يأتيها ويصفعها على وجهها جهارا نهارا ويمرغ أنفها في التراب ... فعندما ينسلخ الرئيس الأمريكية "بايدن" من "وطنيته وأمريكيته" ويتفاخر بصهيونيته فهو هنا قد داس بأقدامه على وجوه كل الشعب الأمريكي ... وعندما يقدم "ترامب" خدمات عظيمة استثنائية للكيان الصهيوني إرضاء لابنته "إيفانكا" التي كانت مسيحية ثم تحولت لليهودية رغبة من زوجها الصهيوني "كوشنر" فهنا البيت الأبيض الأمريكي أصبح قراره في إسرائيل مباشرة لا في واشنطن ... واليوم تخرج محكمة العدل الدولية لتصفع أمريكا على وجهها وتمرغ أنف الكيان الصهيوني في التراب وتفضح جرائمهما وإبادتهما الجماعية ... وتصدر المحكمة قراراتها التي ستذهب تلقائيا إلى مجلس الأمن الدولي والطبيعي والمعتاد أن أمريكا "عديمة الأخلاق" ستستخدم "حق النقض - الفيتو" لإبطال أي قرار يدين أسيادها وولاة أمرها في إسرائيل ... وقبل محكمة العدل الدولية هناك المقاومة الفلسطينية في غزة التي فضحت فشل وبلاهة العقليات والقيادات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية ولم يحققوا نصرا عسكريا واحدا ... وسط فشل من مخابرات الكيان الصهيوني والمخابرات الأمريكية بشكل فاضح جعل أجهزة المخابرات الأخرة في العالم تضحك بسخرية عليهما ... فلا أحد عرف هوية "أبو عبيدة" ولا أحد استطاع الوصول لقائد المقاومة في غزة "يحيى السنوار" ولا أحد استطاع أن يوقف بث التسجيلات القتالية لهزائم "الجيش الصهيوني النازي" ولا منع خطابات "أبو عبيدة" ... ولا أحد استطاع أن يكشف عميق أنفاق غزة ولا أحد استطاع أن يمنع أو يوقف شبكة اتصالات المقاومة ولا أحد استطاع أن يحرر رهينة إسرائيلي واحد ... بعد أكثر من 6 أشهر وأكثر من 200 يوم مقابل أكثر جيوش العالم تقدما وحداثة وتكنولوجيا أمام ميليشيات متواضعة جدا جدا ... كان ثمن ذلك خسائر صهيونية تجاوزت أكثر من 73 مليـــار دولار في كافة القطاعات الإسرائيلية الإقتصادية والتجارية والعسكرية ... ومقتل أكثر 700 جندي إسرائيلي وجرح أكثر من 5.000 مقاتل بالإضافة إلى مقتل أكثر من 800 مدني وتم تدمير وإعطاب أكثر من 1.000 آلية عسكرية حربية إسرائيلية ... والأكبر من كل هذا أن صورة إسرائيل اليوم في العالم قد تمزقت ورميت في القمامة وأصبحت "كيان منبوذ" وفقدت كامل احترامها في "اتصالاتها السياسية" بين حلفائها ... وخسائرها السياسية داخليا وخارجيا أكبر من أن يتم حصرها لا بل وأصبح اليوم كل من يتعامل مع إسرائيل يعني أنه رئيس حكومة أو رئيس دولة غير محترم ولا يمكن احترامه على الإطلاق لأنه يتعامل مع كيان مجرم إرهابي قاتل ... أما "أمريكا الصهيونية" فمن اليوم انتهت كوميديا تقاريرها السنوية في مجال "حقوق الإنسان" لأن أي دولة عربية أو في العالم تنتقد أمريكا سجلها في هذا السياق فتلقائيا تلك الدول ستقول لأمريكا : أنتم أخر دولة في العالم تعلمنا حقوق الإنسان وتوجه لنا دروسا بحقوق الإنسان بعد الذي فعلتموه في غزة "shame on you" ... وبعد ما سبق على الجميع أن يهيأ نفسه لانهيار "الإمبراطورية الصهيونية العالمية" ويترقب سقوط وانهيار "أمريكا الدولة العظمى" ... أما إسرائيل فزوالها مؤكد مليـــــــار% والحمقى فقط هم من لا يشاهدون المستقبل ولا يحسبون حساب دورة الأيام ... ومن يُخيّل في أوهام عقله المتواضع أن حماس ستنتهي وستنهزم فصلي عليه صلاة الميت وهو حي ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم