2021-02-08

حكوماتنـــا والقـــردة الثلاثـــة ؟

 

عندما تجد خللا أو فسادا أو عملا دون المستوى أو ضعفا في مجلس الأمة تلقائيا يجب إلقاء اللوم ليس على النائب فحسب بل على من صوّت له وانتخبه ... أي المسؤلية هنا تقع عن "جزء" من الشعب الذي أوصل نائبا أو نوابا وفي نفس الوقت لا يمكنك أن تلقي باللوم على الشعب بأسره لأنه قانونيا ليس من حق كل الشعب أن يصوّت بسبب العنصرية الكويتية وليس كل الناخبين المسجلين في كشوفات الناخبين أدلوا بأصواتهم لأسباب مختلفة ... لكن المسؤلية قد تم تحديدها مسبقا بأن من أوصل مراقبين ومشرعين الأمة هم جزء من هذا الشعب لكنهم جزء جاهل غير مثقف أو مرتشين أو انحازوا إلى العنصرية والقبلية والطائفية على حساب وطنهم وكيانهم ... لكن الحكومات لا يختارها الشعب ولا يصوت على انتخابهم إنما هي اختيارات ومسؤلية سمو رئيس الحكومة الذي هو من يختار فريق عمله من الوزراء ... ودون أدنى شك هناك أسماء تُفرض على سمو رئيس الحكومة بتعينهم كوزراء لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ... لكن مهما تعددت الحكومات تبقى السياسة واحدة في آلية عملها منذ أكثر من 50 سنة وحتى يومنا هذا وبالرغم من مئات الأخطاء بل آلاف الأخطاء الجسيمة إلا أن الإصرار على استمرارية هذا النهج قد ورّط الحكومات كثيرا ... إن مشكلة الكويت لا تكمن في مجلس الأمة ولا بالمخرجات الشعبية لأعضاء مجلس الأمة بل قلب المشكلة وأساسها هي الحكومات ... نعم الحكومات التي تعتبر السلطة التنفيذية التي احترفت في الماضي فنون وإبداعات في "الرشوة السياسية" حتى تحمي وزرائها من الإستجوابات ضربت صميم الكويت بفسادها وعززت الواسطة والمحسوبية والرشوة ... حتى وصلت "الرشوة السياسية" إلى منح الجنسية الكويتية فأصبح لدينا "التجنيس السياسي" والذي بدأ في عهد الأمير الراحل / صباح السالم الصباح وامتد إلى عهد الأمير الراحل / جابر الأحمد الصباح والشيخ الراحل / سعد العبدالله الصباح ... وتوقف "التجنيس السياسي" في عهد الأمير الراحل / صباح الأحمد الصباح أي 41 سنة من العبث في الهوية الوطنية ؟

لقد كتبت ونشرت عشرات وربما مئات المواضيع التي سلطت فيها الضوء على أسباب الخلل الحكومي ووضع الحلول لمعالجة مواقع الخلل ... لكن الحكومات الكويتية ليس أنها لا تفهم كلا وأبدا بل لأنها لا تريد أن تفهم والفرق بين التوصيفين كبير جدا ... فمن لا يفهم يبحث عمن يفهم ليعلمه لكن من لا يريد أن يفهم يعني أن في رأسه مخطط أو قناعة راسخة يرفض تغيريها ... وبالتالي الحقيقة التي يجب أن نرميها في وجه أي حكومة كويتية هي "أنها لا تمتلك مستشارين ولا متخصصين مؤهلين ولا تملك بطانة من دهاة العقول" أم أنكم في جهلكم تعتقدون أن كل من حصل على شهادة عليا يعني أنه فاهم ومتخصص أو من دهاة العقول !!! ... لكننها أي الحكومات تظن وتعتقد أنها تمتلك عقليات لا مثيل لها وهذه بالتأكيد نكتة أو أضحوكة تستحق التصفيق عليها ... لأنها لو كانت تمتلك رؤية أو عقليات خطيرة من المتخصصين والمستشارين لما دخلت البلاد في أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ... وبالتالي من لا يريد أن يفهم تلقائيا لا يريد أن يسمع الحقائق بل ويكره من ينقل إليه الحقيقة أو صورة الشارع الحقيقية ... وسيكولوجية الشارع الكويتي أي سلوكه يعتبر نعمه بيد أي حكومة ذكية شعب طيب وجزء كبير منه ساذج وجزء كبير جاهل غير مثقف ومخرجات تعليم كأنها معلبات نفس الماركة ونفس العلبة ونفس الصلاحية ... وجزء منه واعي ومثقف ويعي ما يدور لكنهم قلة مع الأسف وجزء كبير من الشعب لا يهتم لأي شيء لا يريد سوى الأمن والأمان والخدمات ثم يرفع كفيه إلى عنان السماء داعيا للحكومة بأن يقدس الله سرها ويديمها عليهم ... مثل هذه الفسيفساء هي نعمة لدى أي حكومة فهي تستطيع أن تلعب عليه في عواطفه وفي عقله وسهل استغلاله ... لكن ولأنه لدينا حكومات غير ذكية فحصدت بغض الكثير من أبناء الشعب وكأن حكوماتنا يشترون عداء وكره الناس مع أن حلول الأمور جدا بسيطة ولا تفهم كيف يفكر المسؤل إلا أنه يقينا هو مغيب تماما عن ما يحدث على الأرض ... والحكومات التي لا تقود شعوبها ولا تأخذهم للأعلى إلى التطور والإنفتاح بالتأكيد هذه ليست حكومة صالحة للإدارة البشرية ؟

الفكر الحكومي هو فكر شيطاني تفرّع منه الفساد والواسطة والرشوة ولأنها السلطة التنفيذية فهذا يعني كل خيوط اللعبة بأيديهم ... إنهم يعانون من مشكلة في الفكر والعقل والضمير فعلا هذه مشكلتهم التي أدت إلى صمم آذانهم عن أي أصوات تتألم أو تتوجع ... ولذلك لا عجب أن تفهم وتعي جيدا بأن الحكومات الكويتية هي من أفشل حكومات الأرض في مسألة اتخاذ القرار ... بمعنى هم لا يعرفون كيف يتخذون القرار ولا متى يتخذون القرار وهذه المعادلة تعتبر من أخطر المعادلات في حياة الدول والحكومات والشعوب بل وحتى أنها خطرا على حياة الإنسان نفسه ... انظر في 25-5-2020 صدرت مكرمة أميرية بتكريم كل المشاركين بالصفوف الأمامية في أزمة وباء كورونا ماليا + منحهم وسام جديد تحت إسم "وسام الكويت في مكافحة فيروس كورونا" واعتبار الأشخاص المتوفين أثناء عملهم "شهداء واجب" ... ونحن اليوم في 8-2-2021 أي أكثر من 8 أشهر ولم يتم الصرف ولم يتم التكريم تخيل أكثر من 240 يوم والإهمال والإستخفاف لا يزال مستمرا ... في وقت التكنولوجيا في خدمتك والقرار كان يمكن أن يتم تنفيذه في غضون أسبوعين كأقصى تقدير لكنه ظل يدور في دوامة الحكومات الفاشلة والهيكل الإداري للدولة الأقل من التافه ... ولأن الوزير أو حنى سمو رئيس الحكومة تحولوا إلى القردة الثلاثة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" لم يفهموا أو بالأحرى لا يريدون أن يفهموا أن مثل هذا التأخير يُحبط المعنويات والروح الوطنية ... فبدلا من أن يتم تكريمهم سريعا تم استحقارهم طويلا ... ناهيكم عن الضرر البالغ الموجع لأصحاب المحلات من كويتيين ومقيمين وهم بالآلاف التي استهترت الحكومة باقتصادهم فضربتهم بمقتل فجلست حتى يومنا هذا تتفرج على انهيارهم دون أدنى إحساس بالمسؤلية في ظل ضمير مجرم لا يخاف الله في من في ذمتهم شرعـــــــا ... إن الكويت لا تحتاج إلا لدهاة العقول من أصحاب الضمائر الوطنية الحية وحكومات تقاتل من أجل وطنها لا من أجل استمرارية أجندات المتنفذين والتجار والفاسدين والمنافقين التي أثبتت السنوات أن هذه السياسة لا يمارسها إلا العاجز والفاشل والفاسد ... العالم يتغير ومن في السلطة لا يتغيرون فكر العالم تغير وفكرهم ثابت متخشب لا يريد أن يفهم ولا يريد أن يتغير ... قمع الحريات وسجن المغردين والقبضة الأمنية لن تنفع وقد فشلت فشلا كارثيا لأنه يا متذاكي نوعية نظام الحكم تختلف عن أشكال ونوعية أنظمة الحكم في دول الإقليم وشعبك هو أيضا مختلف عن باقي شعوب دول الجوار ... لدينا نعم لا تعد ولا تحصى من رب العالمين نعم وله الحمد والفضل والمنّة له وحده لا شريك له سبحانه لكن في نفس الوقت لدينا لصوص ولدينا ثروات مرعبة لا تساوي منطقيا وعمليا وواقعيا مع ما تم إنجازه على أرض الواقع ... وكان من المفترض فعليا أن "مدينة الحرير" قد تم الإنتهاء من مرحلتها الأولى ودخلت في المرحلة الثانية على أن تنتهي في 2025 وليس في 2035 كما تصور الفاسدون والساذجون ... وكان من المفترض أن الجهات الرقابية في الدولة لا يفلت منها أي فاسد لكننا رأينا العكس الكل يفلت من الحساب والعقاب لأسباب لا تدخل حتى في رأس طفل في 4 ابتدائي ... وبلد مغلق سياحيا واستثماريا فمن الطبيعي أن يتجرع أصحاب المحلات الألم والحسرة بل من الغباء الإقتصادي أن تفتح مشروعا في وطن مغلق سياحيا ... مشكلتنا في حكومات لا تريد أن تفهم ولا تعرف كيف ومتى تتخذ القرار وحكومة لديها أجهزة في سبات عميق تفيق وقتما تريد الحكومة ذلك ... ووزراء وريسهم لا تراهم لا في الأسواق ولا في المولات ولا حتى في ممشى الرياضة ولا يستقبلون المراجعين إلا فيما ندر ومركز التواصل الحكومي يستحقر أي رأي وأي سؤال لا يرد ولا يجيب ... فوضى ومهزلة السلطة التنفيذية لا تريد أن تفهم ولا تريد أن ترتقي ولا تريد أن تغير فكرها ولا تواكب العالم ولا التطور حكومات تدار بعقلية الثمانيات وهو فكر العناد الأحمق والجهل الأعمى والفساد المستشري ... والحل ؟ لا يوجد حل مع عقل وفكر لا يريد أن يغير من نفسه وبالتالي تلقائيا لا يريد أن يسمعك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم 




2021-01-28

المصير الأسود لرجال أمن الدولة والمخابرات ؟

 

حياة رجال أمن الدولة والمخابرات العامة نختلف من دولة إلى أخرى بالرغم من تشابه العمل لكن الفرق يكمن أن رجال أمن الدولة والمخابرات في الدول العربية يختلفون عن أوروبا وعن أمريكا وكندا وعن أسيا ... نفس العمل ونفس القيم والمبادئ الخاصة بهذا العمل لكن الفرق يكمن بالدولة وتحديد الإختلاف هو دستور وقوانين وتشريعات الدولة وطبيعة المجتمع ... بمعنى رجل المخابرات والـ FBI في الولايات المتحدة الأمريكية يستطيع بعد التقاعد أن يعمل في شركات أمنية أو أن يظهر على القنوات الإعلامية كمحلل ويمكن أن يصبح كاتبا أي يمارس حياته بشكل طبيعي ... أما في الدول العربية ذات الشهرة الواسعة بالظلم والقمع الأمني فالأمر مختلف كليا لأنه في الدول المحترمة تلك الأجهزة تعمل لحساب الدولة وولاؤها لمؤسساتها ... أما في الدول العربية فولاء الأجهزة الأمنية يكون لنظام الحكم فعليا وبنسبة مليار% لكنهم يكذبون وبصدق بأن ولاؤهم للدولة ومؤسساتها ... والفرق بين جهاز أمن الدولة وبين جهاز المخابرات العامة هو فرق واسع وكبير جدا فجهاز أمن الدولة يعمل داخل الدولة بمصادر داخلية وخارجية وقتما يرصد مؤامرة أو خطرا فإنه يتدخل ويحبطها ويقدم الجناة إلى القضاء ... أما جهاز المخابرات العامة فإنه جهاز رصد يعتمد على الإختراق الإلكتروني والجواسيس وتوظيف التكنولوجيا بنسبة 100% يراقب ويرصد ويتابع ويصور ويسجل يشاهد اغتيالا لا يتدخل يرى انتهاكا لا يتدخل يملك أدلة فساد لا يكشفها يعلم عن كل مظاهر الفساد والجرائم لا يحبطها ... إنما يوظفها ويستخدمها لأهداف أمنية ويطوعها لخدمة السياسي وتُنفذ أجهزة المخابرات عمليات اغتيال داخل وخارج البلاد بشكل محدود جدا وسبب محدوديتها يرجع إلى أهمية الهدف ودقة العملية ثم السكون والصمت والهدوء ما بعد العملية ... ولذلك توجد حرب المخابرات بين الدول تجري بشكل يومي لكن لا أحد يعلم عنها شيئا نهائيا لا إعلام ولا شعوب لأنها تجري في الخفاء بين أجهزة المخابرات ؟

التاريخ الحديث يحدثنا أن رجال أمن الدولة والمخابرات العامة بعد أن سقطت أنظمة حكمها تعرض الكثير من رجالات تلك الأجهزة الأمنية إلى الإغتيال والبعض قتلت أسرته بالكامل والكثير منهم فر هاربا خارج البلاد ... وهذا فعليا ما حدث في مصر واليمن وسوريا والعراق وليبيا وجزء واسع من أفريقيا مثل راوندا والكونغو ومالي والصومال وغيرها ... والفرق بين جنون العاملين في تلك الأجهزة الأمنية مصدره الثقافة المجتمعية وبيئة الفرد التي تغذيه بدافع حب السيطرة والوصول إلى أحد أهم مراكز السلطة في البلاد ... وعلى سبيل المثال عندما يصل أحد أفراد الأسرة إلى تلك المراكز يُفرز الفرد شحنات حب السلطة وسطوتها على المجتمع بحكم أنها سلطات أمنية ذات صيت مرعب عبر تاريخ البلاد ... وشيئا فشيئا يكتشف العاملين في تلك الأجهزة الأمنية أنه أصبح فردا منبوذا سواء داخل الأسرة أو في محيط الأصدقاء والغالبية يبتعدون عنه حتى إذا ما وصل إلى سن 50 أو 60 لن يجد حوله سوى 3 أصدقاء كأفضل تقدير ويعيش وسط خوف واضطراب نفسي دائم حتى يموت ... ويلازمه الوسواس الأمني طول حياته فتراه يشّك بالسيارات بالشارع بالناس حتى بأهله في زوجته وأقاربه ويوظف أي مسألة بديهية أو طبيعية على أنها مؤامرة يجب كشف أبعادها ... كما أن هناك نوع من العاملين في تلك الأجهزة الأمنية الحيوان البري أنقى وأشرف منه بألف مرة من هول ما ارتكبه من جرائم لا ينفع معها لا استغفار ولا غفران بل خرج من الدين وكفر بالله وانتهى أمره ... وهؤلاء يعيشون على حبوب الطب النفسي من مهدئات ومسكنات ويعيش ضحاياهم داخل أنفسهم حتى الموت ؟

إنه عمل قذر لكنه مع الأسف مهم للغاية بسبب الأخطار التي تواجهها الدول بين بعضها البعض كل دولة ولديها جواسيس في دول أخرى كثيرة ... يجمعون معلومات يرصدون نقاط القوة والضعف في الدولة والمجتمع والحكومات يحاولون تجنيد خونة الأوطان ... ولذلك أموال وميزانيات الأجهزة الأمنية لا يمكن كشفها أو معرفة تفاصيل ومجرى إنفاقها في كل دول وحكومات العالم وحتى في الدول المحترمة "شكليا" ... لكن في الأجهزة الأمنية العالمية المحترمة ذات العمل الأمني العلمي المحترف لديها في داخل أجهزتها دوائر وإدارات رصد ومراقبة على العاملين فيها ... مهمتهم ضبط سلوك العمل الأمني والتحقق من مصادر الإنفاق ومنع أي فساد مالي حتى وإن كان مصدر سري فإن الرصد يلاحق المصدر السري ومن جنده ... وسبب تلك العملية هي أن تلك الأجهزة تنفق مئات الملايين سنويا على أعمالها وهي أموال دافعي الضرائب من الشعب ويجب معرفة مسالك صرفها بدقة لكن بسرية مطلقة ومن قلب الأجهزة الأمنية ... بعكس نفس تلك الأجهزة الأمنية في "غـــالبيــــة" الدول العربية التي لدى حكوماتها أسوأ سجل في مجال حقوق الإنسان وحجم انتهاكات مرعب ومحاكم هزلية ودرجات تقاضي عبارة عن مسرحية مجرمين ... وفي الختام يجب الفهم أن حياة هؤلاء غالبا ما تكون قدرا ومصيرا أسودا محتوما ووحدة تمزقهم عند الكبر وضمير يتألم دائما ويوم القيامة الله وحده يعلم جحيم حسابهم وحسابهم وعذابهم بسبب عملهم الأمني الذي نزع عنهم قيمة الشرف والنزاهة والضمير فحول الإنسان إلى أقذر حيوان يمكن أن يخطر في بالك ... أما أديانهم فهي مجرد سخافة وتفاهة لا قيمة لها في أعمالهم وجرائمهم "إلا من رحم ربي" ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم 





2021-01-12

مزّقهم وضيّعهم الحاكم فصَفقوا له بحرارة ؟

 

في دولة عربية يبلغ تعداد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة دولة يوجد فيها أكثر من 6 ملايين إنسان يعيشون تحت خط الفقر أي أقل من دولار = 30 فلس كويتي ... نتج عن ذلك هروب أكثر من 5 ملايين نسمة للعمل في الخارج وهم من ضمن الدول التي تمارس "الهجرة الغير شرعية" ... نجاة من الفقر المتوحش وهروبا من كم الفساد الذي فتك بهم فلا نهضة ولا عمران ولا تنمية ولا خدمات ولا تعليم ولا مستشفيات شعب لا تعرف كيف يعيش سوى أنها قدرة الله وتصاريفه في خلقه سبحانه ... وتحضرني محادثة وقعت قبل بضعة سنوات بيني وبين أحد أفراد هذه الدولة فيروي لي أن جده قد كسرت يده فذهب به إلى المستشفى وبعد 6 ساعات أجروا له أشعة ولما تبين أن هناك كسر بيده قالوا له عد به إلى المنزل وجبرها بالخشب من عندكم لأنه ليس لدينا "جبـــس" لتجبير العظام أو اذهب به إلى مستشفى في المدينة القريبة والتي تبعد 4 ساعات بالسيارة ... ولا تستغربوا إذا ما علمتم أن أسعار المهر وتكاليف العرس لديهم لا تتجاوز 700 دينار بل هناك من كان مهرها وتكاليف العشاء لم تتجاوز 250 دينار ... أقول ما أقول حتى أضعكم في وسط الحالة المعيشية القاهرة التي يعيشها هذا الشعب وبالصدفة وقعت عيناي على فيديو لحاكمهم وهو في زيارة سياحية لإحدى الدول الأوروبية ... وإذ يلتف حوله أبناء شعبه من المهاجرين الذين هاجروا وتغربوا بسببه فأصبحوا يهتفون بإسمه ويدعون له بعظيم الدعاء ويصفقون له بحرارة ويلتقطون معه الصور باندفاع وبفرحة عارمة !!! ... فاستغربت أشد الإستغراب هل هؤلاء معتوهين أم يعانون من اختلال عقلي ونفسي وضحكت مما شاهدته وكما قال البريطاني "جورج غوردون" : شر البليّة ما يُضحك 😂 !!! 

مشهد أثار استغرابي وصدمتي في نفس الوقت ودخلت في حالة من البحث لفهم ما هذه العقلية التي لدى هؤلاء وما تلك النفسية الغريبة التي تتربع بداخلهم ... المسؤل الأول عن رعايتهم والذي بسببه عاشوا في فساد وفقر وذل وإهانة واستبداد وطغيان هو نفس المسؤل الذي التفوا من حوله وكادوا أن يبكون فرحا وسعادة من مشاهدتهم له في أوروبا !!! ... وفعلا سألت نفسي هل أنا المختل عقليا حتى لا أفهم تفسير هذه الحالة أم هم الذين يعانون من حالة "متعة العبيد" ؟ ... ثم استجمعت عقلي وفتحت "الأرشيف السياسي" لدي لمراجعة سريعة والبحث هل هناك شعب عربي أخر لديه نفس هذه الحالة من الغرابة أو النفاق أو العبودية أو التناقض ؟ ... وإذ أكتشف أن هذه الحالة موجودة بالفعل في عالمنا العربي ففي العراق وقبل مقتل الرئيس العراقي "عبدالكريم قاسم" في 1963 قبلها بـ 4 ساعات فقط كان الحرس يصطف له هيبة ووقارا واحتراما وبعد اعتقاله في هذه الساعات القليلة جدا نفس الحرس نعم هم أنفسهم أصبحوا يشتمونه ويبصقون في وجهه ... والرئيس الليبي "معمر القذافي" في 2011 قبل مقتله بأسبوع خرجت مظاهرة مليونية تصفق له وتؤيده بحرارة وإذ به بعد ذلك يخرج وسط سب وشتائم من اعتقلوه وعمت الفرحة في معظم البلاد ... وأخر سنوات الحكم العثماني ما بين 1920 و 1924 كيف الشعب كان يقدس الحكم العثماني وكيف انقلب عليه وارتمى في حضن الاحتلال "الفرنسي البريطاني الروسي" بزعم المطالبة بالحريات فتمزق 13 مليون نسمة من سكان الدولة العثمانية آنذاك وكم الجرائم والمجازر التي ارتكبت في حينها في قلب العاصمة إسطنبول ... وحالات كثيرة ومتعددة توضح بشكل واسع النطاق أنه لا يمكن أن تثق بالشعوب العربية وحتى غير العربية ففي لحظة يعشقونك وفي لحظة يمكن أن تتملكهم الرغبة بتمزيقك ؟ 

حالة مليئة بالغرابة تحتاج للكثير من التحليل لفهم هذه السيكولوجية المعقدة في الإنسان كيف يخضع لبطش بالتناقضات فإن قوية شوكة الحاكم ارتعبوا منه وهابوه وكيف إن ضعفت شوكته سخروا منه ومزقوه ... وكيف يسجل التاريخ مرويات سيرة الحكام الأخيار والأشرار وكيف التاريخ يذكر الأفراد بنسبة 99% ولا يتحدث عن الشعوب إلا ما نسبته 1% ... لكن الثابت من التاريخ وواقع الأيام أن الجهل متفشي في الأمم بشكل خرافي صادم وهذا الجهل ليس مصدره عدم توفر المعلومة أو الورقة والقلم أو الكتاب كلا أبدا بل مصدره الإنسان نفسه الذي كان قليلا ما يقرأ ويكره البحث والفهم ... ولما تفجّر العالم تقدما وتطورا وتكنولوجيا ضربتنا صدمة الدليل واليقين بإثبات أن الإنسان لا يزال يسبح في محيطات التخلف والجهل لأنه لا يريد أن يقرأ ولا يريد أن يفهم ... ولذلك وحتى ونحن في عام 2021 لا يزال الجهل متفشي بيننا والتخلف العقلي واقع ومهزلة العادات والتقاليد أكبر بكثير جدا حتى من دينكم ولذلك السواد الأعظم من الشعوب العربية تعيش في جهل كارثي وتظن أنها مدركة وهي ليست مدركة ... والحمدلله الذي جعل لنا في الموت قدرا وراحة من الأشرار ورحمة وخيرا بالأخيار ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2021-01-11

وداعــا للعمــلات الورقيــة ؟

 

عرف الإنسان أول تعامل اقتصادي في تاريخ البشرية عبر عملية "المقايضــــة" ... أي تعطي صوف يعطونك حليب يعطونك قمح تأخذ ملابس تعطي ملابس تأخذ دجاج وهكذا كانت البشرية تتعامل في معيشتها وتجارتها قبل آلاف السنين ... وفي الصفقات التجارية كانت المقايضة تتم عبر ملكية الأراضي وكلما كانت قيمة الأرض عالية أي يوجد بها ينابيع أو يمر من خلالها نهر كلما ارتفعت قيمتها في المقايضة ... ثم انتقلت عملية المقايضة إلى عملية بيع وشراء عبر العملات ذات القيمة من الذهب والفضة وكانت تصك تلك العملات بشعار الإمبراطورية أو الدولة كنوع من التفاخر ودليلا على الهيمنة الاقتصادية أو السياسية أو الاقتصادية ... ثم تطورت العملات فأصبحت أوزانا كي تصبح متاحة بيد الفقير والغني مثل الفضة والذهب بعدة أوزان مثل زمانكم عندما تذهب إلى أي محل ذهب فيبيعك "ليرة ذهبية" كل وزن وله ثمن عيار 18 عيار 20 عيار 24 ... وتلك كانت سيرة البشرية في التعاملات الاقتصادية والإجتماعية منذ آلاف السنين حتى ضربت أول عملة ذهبية قبل 600 سنة قبل الميلاد في اليونان وتحديدا في عهد ملك "ليديا الياتس" ... حتى فجرت الصين طريقة التعامل بالأوراق النقدية والصكوك النقدية في سنة 1200 ميلادي ثم جرت بعدها أوروبا إلى التعامل بالأوراق النقدية في سنة 1600م ... ومن هذا التاريخ وحتى يومنا هذا البشرية أصبحت تتعامل مع الأوراق النقدية وبدقة أكثر أن البشرية عرفت التعاملات النقدية الورقية قيل 400 سنة فقط ؟

في زماننا هذا 2021 العالم يتجه فعليا وحقيقة إلى إلغاء كافة التعاملات النقدية "الورقية والمعدنية" وأظن وأتوقع أنه في غضون الـ 5 سنوات القادمة ستختفي 50% من مظاهر النقد ... وبعد 10 سنوات سيجد الجميع أن مظاهر الأوراق النقدية قد اختفت بنسبة لن تقل عن 90% حتى تختفي بشكل نهائي ما بعد 2030 ... ولو لاحظ الكثير منكم أن في أيامكم هذه أصبحت غالبية تعاملاتنا عن طريق البطاقات والتحويل عبر "كي نت" بسبب سرعة ودقة نظام التحويل المصرفي الذي أدى إلى تحول كافة وزارات وهيئات الدولة بالتعامل المالي الإلكتروني واختفى التعامل النقدي حتى بات اليوم الكثير من الأفراد يتبادلون الأموال عبر إرسال روابط التحويل البنكية والتسوق الإلكتروني ... ومن أسباب التحول المالي الإلكتروني حرق ومنع كافة عمليات غسيل الأموال التي لا تتم إلا عبر العملات الورقية + سهولة الوصول إلى أي مواطن لمعرفة وفهم "الملائة المالية" وكشف كافة حركة التحويلات الخاصة به سواء كان "فردا أو مؤسسة أو شركة" + مواكبة الدول المتقدمة التي أصبحت 80% تتعامل عبر بطاقات الدفع + ربط كافة الأفراد بشبكة تبادل المعلومات النقدية في مجال مكافحة الإرهاب ومنع تمويل أي حركة أو جماعة ذات تصنيف إرهابي سواء محلي أو إقليمي أو دولي ... لكنكما أن هناك فوائد للتعاملات المالية الإلكترونية هناك أيضا سلبيات لها مثل ضرورة وجود أرضية شبكة إنترنت عالية الجودة لا تقل عن "4G & 5G" + لا توجد ضمانات بنسبة 100% لمنع عمليات اختراق أي شبكة مالية + خطورة منصات العملات الإلكترونية التي اكتسحت العالم دون معرفة المصدر الرئيسي لتلك العملات والتي حذرت ومنعت العديد من حكومات العالم أي تعامل معها بسبب خلو تلك العملات الإلكترونية من أي مرجعية أو وزن أو سند اقتصادي ... بمعنى كل عملة ورقية نقدية تعبر عن مستوى ومتانة اقتصاد أي دولة وما يقابلها من نقد احتياطي أجنبي ومقدار الذهب وحجم ثقة المستثمرين في تلك الدولة وتنوع مصادر الدخل ... أما العملات الإلكترونية مثل "بتكوين" فهي تأخذ قيمتها من خلال حجم ومستوى التعامل دون معرفة مطلقة بأي ضمانات تقف خلفها أي بسهولة جدا أن تضرب أموال المتداولين أو المتعاملين فيها وتتبخر أموالهم دون أي مرجعية اقتصادية أو حتى قانونية ولا يحق لكائن من يكون أن يقاضي مصدر تلك العملات الإلكترونية لأن مصدرها مجهول ليس له كيان قانوني يمكن الرجوع إليه ومخاصمته قضائيا ؟

المخطط القادم والتي تسعى له "الماسونية - الصهيونية - الدولة العميقة" هي : إلغاء هيئة الأمم المتحدة + عملة إلكترونية واحدة + اقتصاد عالمي موحد + حكومة عالمية واحدة تدير كل العالم بحلول عام 2030 – 2035 ... ودون أدنى شك أن خلال هذه الفترة الحروب الكبيرة هي أمر لا جدال فيه لأن التاريخ البشري وغريزته "المريضة" كانت تصنع الحروب في التاريخ القديم من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية مثل "الممرات البحرية - الأراضي الخصبة - السيطرة على المرتفعات - السيطرة على المياه العذبة" ... أما في التاريخ الحديث فالأهداف تحولت إلى السيطرة على الدول التي تمتلك المعادن الغنية والمهمة مثل "الحديد - النحاس - الذهب - المغنيزيوم - الرصاص والزنك" ... وزاد عليه "النفط - الغاز" ... وتلك السيطرة تمثلت بالإحتلال والإستعمار "البريطاني الفرنسي الإيطالي الأمريكي الروسي" للدول العربية والأفريقية ثم إشعال الفتن والصراعات والحروب وتحديدا في المناطق الثرية بالثروات الطبيعية حتى أصبحت منظمة أوبك لمنتجي ومصدري النفط بيد أوروبا وأمريكا ... وبالتالي لا شيء يجري صدفة على الإطلاق فهم من يصنعون الأزمات ويخترقون القانون الدولي حتى يفرضون على الجميع مسألة الضروريات ولا تفكر كثيرا فهم أسياد صناعة المبررات المقنعة دون الرجوع للأسباب ودوافعها ... وبالتالي العالم متجه دون إرادته إلى التحول الرقمي والتبادل الاقتصادي والمالي الإلكتروني والأرواق النقدية ستكون مجرد ذكريات جميلة ولنرصد في 2025 كيف سيكون الوضع بشكل عام وقتها سيكون هذا الموضوع قد ضرب صميم الحقيقة ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم 





2021-01-01

من ابن مربي الخنازير إلى رئيس الوزراء ؟

 

من عجائب وغرائب الإنسان أنه لا يعلم أن حياته هي عبارة عن بضعة مراحل ثم يموت ... وتلك المراحل من حياته هو يظن أنه السبب فيها ويعيش مقتنعا تماما بأن الفضل الأول فيما وصل إليه هو ذاته ... لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق والصحيح هو أن ربكم سبحانه وتعالى لا يعرف الحظ ولا الصدفة ولا العمل بالأسباب ولا أيا مما يعلمه ويفعله ويفكر به الإنسان ... فربكم سبحانه وتعالى هو { الذي خلقك فسواك فعدلك } وبالتالي الأمر كله يرجع لله الواحد القهار سبحان من لديه علم السموات والأرض وما نحن سوى جزء يسير من سبب بسيط في جزء من صفحة من كتاب عظيم كتبه وقدره رب كل شيء سبحانه ... وبالعودة إلى موضوعنا تجد الحاكم والوزير والتاجر والمخترع والكثير من المهن وأسياد الصناعات يظنون أنهم هم السبب فيما وصلوا إليه وفيما اكتشفوه وبما كتبوه ونشروه والكثير من الظن ... ومهما بالغت في نرجسيتك أو عدم اقتناعك تصعد تنزل تذهب يمينا أو شمالا تبقى أنت مجرد سبب خُلقت لأمر ثم ينتهي عُمرك وتمضي ثم تنسى حالك كحال من سبقوك من مليارات البشر ... والسبب الذي خُلقت من أجله ليس بالضرورة أن تكون أن المعني به أنت أساسا بل ربما لتتزوج من فلانه وتنجب منها فلانا ثم فلانا يتزوج فلانه ثم ينجبوا فلانا ثم يكون حاكما أو عالما أو خُلق لأجل سبب ... إنها الأقــــــدار نعم هي الأقدار التي كتبت لك من قبل أن تخلق بآلاف السنين ليس لك دخل فيها ولا حتى بـ 1% فتصنع منك الظروف كيانا وعقلا ثم تكون سببا ثم تصنع بيدك أنت القدر الذي كتب عليك مسبقا ... فيُخيّـل للمغرور بأنه شيئا عظيما كما تصور من قبلكم ممن أصبح لديهم أتباعا وأنصارا بأن بإمكانهم تغيير تاريخ مدنهم وقراهم ودولهم فذهبوا بجرة سكين نحروا من رقابهم ودفنوا في أماكن لم ولن يعلمها أحد من الخلق إلا من خلقنا جميعا سبحانه ؟

التذمر والتنمر والسخرية هي ليست عادة البشرية حديثا كلا وأبدا بل كانت صفة دائمة ملاصقة لدى كل البشرية ... وتمتاز هذه الصفة أو يطلق عليها "الأفضل ومن الأحسن" أي عندما يحكمك سكير عربيد طاغية مجرم فالرعية ترتعب ولا تتذمر أو تتنمر منه خوفا على حياتها ... وعندما يحكم العادل المتزن ذوو الأخلاق والتواضع تنفجر الرعية تنمرا وتذمرا وسخرية منه ومن وزرائه بل وحتى من زوجاته وأبنائه ... هذا حال الإنسان منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا بل وحتى قيام الساعة لا يرتدع الخلق إلا بالقوة ولا تفهم البشرية إلا لغة القوة مع العلم بأنه ما وضعت القوانين إلا لتنظيم حياة البشرية وبسط العدل والإنصاف وفق الإجتهاد المتاح ووفق ظروف وطبيعة كل أمة ... لكن سبحان الله هذا هو الإنسان منذ خليقته وحتى قيام الساعة لا يريد أن يفهم وكثيرا ما يعشق التمرد والخروج على القوانين لفرض شخصيته أمام بيئته أو محيطه ليثبت بأنه الأقوى والأجرأ "إلا من رحم ربي" ... ففي التاريخ البشري كان العمل بفرض القوة والإكراه والإجبار ومن لا يتعرض لهذا فيجب أن يعمل حتى يكسب مالا حتى يستطيع أن يعيش ومن لا يعمل ينال جزاءه وقدره ... ثم وصلت الأمور إلى استغلال المال ومناطق الفقراء وصولا إلى اعتقال عشرات الملايين من العبيد وبيعهم لدول وأمما أخرى كثيرة ... لدرجة أن جيوش كثيرة كانت تتمرد على قادتها ليس لقلب نظام الحكم كلا بل من أجل أن يصنع الحاكم حربا ويرميهم فيها لأن في الحروب غنائم وأموال كثيرة والجلوس دون حرب تعني العجز ؟

التاريخ يحدثنا أن ابن صياد السمك في الدولة العثمانية "إبراهيم باشا" تحول من ابن صياد فقير إلى رئيس وزراء والذي كان يسمى هذا المنصب بـ "الصدر الأعظم" ... و "رستم باشا" ذوو الأصول الكرواتية من ابن مرتبي خنازير إلى "الصدر الأعظم" في الدولة العثمانية في سنة 1500م ... والجارية "الخيزران" التي بيعت بالأسواق أنجبت أمير المؤمنين وخليفة المسلمين "هارون الرشيد" ... والكثير الكثير وبالآلاف من أبناء الأمراء والخلفاء في الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ولدوا من بطون جواري جُلِبن من الخارج أو كانوا معروضات للبيع في الأسواق ... لكن الأقـــــدار كان لها رأيا أخرا وسببا مختلفا فتحول الوضيع إلى باشا والجارية تحولت إلى سلطانة والمنافق الكذاب وصل إلى وزير واللص ابن اللص ابن الجارية أصبح حاكما وسلطانا ... والتاريخ العربي والإسلامي والتاريخ الأوروبي والمسيحي والتاريخ الأسيوي والأمريكي والروسي كل تواريخ البشرية كلها لا تقول لك إلا حقيقة واحدة وهي : البشرية لم تُحكم بالأديان وبالعدل بل حُكمت بقوة السيف وغرف التحقيق وصنوف التعذيب وقهر الخصوم وشراء الذمم ... وما أكثر دليلا على ما أقول إلا قتل الأنبياء والرسل والإفتراء على الله كذبا وتفريق الأمم والشعوب إلى مِللا وشِيعا وأحزابا ومذاهب كمن صُنع للجهلة لعبة حتى يعيشوا ويموتوا بجهلهم ... وحتى ونحن في 2021 فلا يزال الجهل في العالم يضرب شماله وجنوبه شرقه وغربه على الرغم مما وصل إليه الإنسان من علم وثقافة وتقدم وتكنولوجيا ... ولم يتعظ الإنسان لا من دين ولا من تاريخ ولا من واقع ولا حتى من قبور أهله ولذلك كل ما سيحدث للبشرية كونوا على ثقة بأنه عقاب من ربكم وخالقكم الذي عُذِر في الجهلة والسفهاء والفاسدين منكم ... وكل منا يعيش في أقـــــداره وينتظر أقـــــداره فاللهم اكتب لنا خير الأقـــــدار وأحسنها واختم حياتنا بخير وسلام وأنت راض عنا واشغل الفاسدين والظالمين والمنافقين بأنفسهم ولا تجمعنا بهم ولا تجعلنا منهم يا ودود يا لطيف يا خبير يا حنان ويا منان يا أرحم بنا من أنفسنا سبحانك وتعالى رب كل شيء وأنت أرحم الراحمين .




دمتم بود ...



 وسعوا صدوركم 





2020-12-22

الأفضل وليس الأكبر .. الأذكى وليس الأقوى ؟

 

من غرائب وعجائب الأمم والشعوب في التاريخ البشري أن هناك منها من تعلم واتعظ من سلبياته وأخطائه وهناك من لم يتعلم ولم يتعظ ... والتاريخ البشري حافل وملئ بالأسماء التي غيرت مجرى التاريخ وشخصيات أثرت بشكل كارثي على البشرية وشخصيات نفعت الأمم والبشرية ... ولو جمعت كل تلك الصفات الإيجابية والسلبية منها بالتأكيد ستجد ثرثرة وأقوال وتهديد ووعيد وطعن في الشرف والذمم وصولا إلى الطعن بالعقائد والأديان لتلك الشخصيات ... انعكس على ذلك من أحداث جسام وكوارث عظام أن اختفت كليا أمما وشعوبا وحضارات مثل "حضارة كاتالهويوك" و "حضارة بابل" و "حضارة الفراعنة" و "حضارة ماتشو بيتشو - الإنكا" و "حضارة المايا" وغيرها من الحضارات ... مما يوصلنا إلى تأكيد دمار وتلاشي أمما وشعوبا قد أكد ذكرها الحق سبحانه في كتابه الكريم مثل "قوم نوح" و "قوم عاد - هم قوم سيدنا هود في الجزيرة العربية قرب حضرموت" و قوم ثمود - هم قوم سيدنا صالح" ... كلها دلالات أن البشرية بطبيعتها كانت ولا تزال وسوف تبقى تعيش في خلافات فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية حتى قيام الساعة ... والفيصل بين كل ما سبق هو عقل الإنسان نعم عقل الإنسان فعندما خلق الحق سبحانه الإنسان بداية من أبونا آدم عليه السلام وصولا إلى بني آدم من البشرية ... قد ميزهم عن سائر خلقه على الأرض بنعمة العقل وهي النعمة التي لا أحد يملكها على الأرض من خلق الله حسب ما نعرفهم مثل الجن والملائكة والحيوانات بكافة أشكالها وأنواعها ودرجاتها { علّم الإنسان ما لم يعلم } العلق ؟

في موازين الحياة بكافة أشكالها وأنواعها هناك من لا يريد أن يتقبل أو يعلم أو حتى أن يفهم أن ليس كل ما اكتسبته عن آبائك وأجدادك هي حقائق ... بل الطبيعة البشرية بتاريخها بكل عبرها ومواعظها بكل أديانها لا تخبرك إلا بحقيقة واحدة وهي : التغيير سنة الله في خلقه وفطرة البشرية وسنة الحياة لا أحدا مخلدا وطالما لا خلود في الدنيا إذن التغيير أمرا واقع ودام أنه أمر واقع إذن يجب أنت أن تتغير وتواكب ... كلها حكمة الله في خلقه حتى تأخذ الحسن وتترك السيء تستخدم الجيد وتترك الرديء وتستخلص من الأمور ما ينفعك وتبتعد مما يضرك ولو كانوا أهلك وذريتك ووطنك وشعبك وقومك ... لأن الثابت من السيرة البشرية كلها أن الهجرة مهما كانت أسبابها ومهما تعددت مبرراتها إلا أنها تبقى هي الطبيعة البشرية أمما تزول وأمما تولد شعوبا تتفكك وشعوبا تتوحد هذا يثبت في أرضه وذاك يهاجر لأرض أخرى ... بدليل كل سلالات الحكام في أيامكم هذه ولدوا من لا شيء وتسببت الأسباب فحكموا شعوبا وسوف ينتهي حكمهم ويتلاشون جميعهم مثلهم مثل من سبقوهم من آلاف الحكام التي حكموا وسادوا ثم بادوا وتلاشوا وانتهوا على الأرض منهم من تعرف أين قبورهم والغالبية يستحيل أن تعرف لهم قبور ؟

في كل زمان وحتى زمانكم هذا يعتقد الجهلة أن الأكبرهو الأحق سواء في العائلة أو القبيلة أو الوظيفة أو المنصب أو غيرها لكن الحقيقة لا تقول إلا أن الأفضل هو الأحق وليس الأكبر ... بدليل أن الزعيم النازي "أدولف هتلر" كان جنديا ثم مدنيا ثم زعيما لحزب ثم قائدا لأقوى جيشا عرفه التاريخ الحديث فاكتسح كل أوروبا واغتصبها وفجر في العالم اختراعات واكتشافات البشرية مدينا لها حتى قيام الساعة ... ووكيل عريف الروسي "ميخائيل كلاشينكوف" صنع أخطر بندقية والأكثر استخداما في العالم منذ 70 سنة وحتى يومنا هذا ... والأمريكي "ويليس كارير" مخترع ومكتشف وصانع تكييف الهواء الذي اليوم 80% من البشرية تنعم باختراعه ولا تستطيعون أن تعيشوا دون تكييف هواء بارد في ظل الأجواء الحارة القاسية ... وعلماء المسلمين السابقين مثل "الفرابي وابن سينا وابن الهيثم وابن حيان والخوارزمي والكندي وابن رشد والإدريسي" وغيرهم ... 99% منهم لم يملكوا شهادات ولا مكاتب ولا حكومات كانت تقف ورائهم بل كانوا هم الأفضل وصنعوا القوة من ذكائهم الإستثنائي ونفعوا البشرية نفعا عظيما ... ليس هذا فحسب بل كان غالبيتهم يعيشون بين جدران الحزن والهم والدموع من هول ما تعرضوا له من شتائم وسخرية والبعض قد تم تكفيره والبعض طردوا من قراهم ومدنهم وعاداهم حتى أهلهم ... كلها عِبر ترمينا إلى أن الحماقة في الشعوب بلا حدود وأن الأمم لا تتعظ إلا بعد أن ينزل بهم البلاء والهلاك وأن الأفضل موهبة وعقلا وأدبا وفكرا وعلما ونفعا هو الفئة المنبوذة دائما ودائم التنمر منها ... وأصبح القوي في السلطة والمال هو أفضل من الذكي الذي دائما يفكر ويبدع ولذلك حالك ليس أفضل حال مما سبقوكم فالجهل في الامة حتى قيام الساعة ... لكنكم في زمانكم هذا تفوقتم على كل أمم الأرض ممن سبقوكم بأن خلقتم من توافه الأمور أهمية وكأنها من عظائمها ... فانظر في محيطك أنت وأنتي عن ماذا يتحدثون حولكم ؟ وكيف يفكرون ؟ ربما ستدركون أنكم تعيشون بين شرذمة جهلة وحمقى لا قيمة لهم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2020-12-14

إما أن تعدلوا هذه المواد الدستورية وإلا الفوضى 2

 

في المادة 174 من الدستور الكويتي تتحدث المادة بصراحة أن عملية تنقيح وتعديل الدستور أو إلغاء مواده أو بعض مواده هي سلطة تشترط الرغبة الأميرية + ثلث أعضاء مجلس الأمة ... فإن وافق المجلس تتم مناقشة كل مادة منفردة ثم يتم التصويت عليها وإقرارها وإن رفض المجلس تنقيح أو تعديل الدستور لا يجوز عرضه مرة أخرى على المجلس إلا بعد مرور سنة كاملة ... وإن تمت الموافقة على التعديلات الدستورية يتم التصديق عليها من قبل سمو أمير البلاد ومن ثم يتم العمل بها دون الحاجة لأخذ رأي الشعب الكويتي في هذا الشأن ... ومن خلال التاريخ السياسي الكويتي في دائرة العمل بهذا الدستور اكتشفنا سقطات كارثية في بعض مواد الدستور التي عدم تغييرها أحدثت فسادا وفوضى وتسلطا يناقض أي عدالة وأي حرية ... مثل الوزير الذي مصيره بيد نواب مجلس الأمة يمكن أن يسقطونه في أي وقت لكن الناخب الكويتي غير قادر على محاسبة النائب إلا بعد 4 سنوات مضمونة يفعل ويصنع النائب ما يشاء بل وينسى حتى ناخبيه ... كما أنتج عدم تطوير أو تنقيح الدستور مركزية أدت إلى استمرارية الأعضاء لعقود طويلة وهذه هيمنة لا وجود للعدالة فيها أفرزت دكتاتوريات ومختلين عقليا ... بمعنى نجحت في دورتين برلمانيتين انتهى دورك كعضو أو كرئيس أو كنائب رئيس تعود إلى صفوف المواطنين والناخبين فقط لا غير وليس كما هو معمول شخصيات من 12 و 20 و 25 سنة وهو محتكر العضوية ... واعلموا أن ما ظهر الفاسدين من أعضاء ووزراء وقياديين وغيرهم إلا لأن هناك من التف وتحايل على الدستور واستغل عدم تنقيحه بل البعض ملأه الغرور لأن تعينه قد صدر بمرسوم ولا يستطيع حتى الوزير من إقالته أو إحالته للتقاعد بسبب أنه تم تعينه بمرسوم أميري ولا يجوز إقالته إلا بمرسوم أميري أخر ... وإذا كنتم تريدون العمل والإستمرارية وفق تصور ونهج دستور 1962 فلا تتباكوا على ما حدث وما يحدث وما سيحدث حتى وإن كنتم في 2050 وليس في 2020 فحسب ... والأمم الحية والديموقراطيات العريقة قد شطبت دساتيرها وأخرجت دساتير جديدة ودول طورت وعدلت دساتيرها مرة ومرتين وأكثر لأن الطبيعي أن ما كان يصلح في الماضي أصبح غير صالح في الحاضر وكل أمة تنقح دستورها حسب مستوى وثقافة ووعي شعبها ؟  


المواد الدستورية الواجب تغييرها بشكل عاجل

المادة 27 : الجنسية الكويتية يحددها القانون ولا يجوز إسقاط الجنسية أو سحبها إلا في حدود القانون . 

التعديل : الجنسية الكويتية ينظمها القانون ولا يجوز إسقاط الجنسية أو سحبها إلا بحكم قضائي نهائي وتنشأ محاكم مختصة في هذا الشأن .


المادة 36 : حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون .

التعديل : حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما في الصحف والمجلات والقنوات والمواقع الإلكترونية ويحظر السجن إلا فيما يخص الذات الإلهية والأنبياء والرسل والذات الأميرية وما دون ذلك لا يجوز سجن الأفراد بسبب أرائهم .


المادة 72 : يضع الأمير بمراسيم اللوائح اللازمة لتنفيذ القوانين بما لا يتضمن تعديلا فيها أو تعطيلا لها أو إعفاء من تنفيذها ويجوز أن يعين القانون أداة أدنى من المرسوم لإصدار اللوائح اللازمة لتنفيذه .

التعديل : المراسيم الأميرية لا تصدر إلا في القرارات العليا للبلاد فيما يخص "ولي العهد - رئيس الحكومة - الوزراء - السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية - القضاة ووكلاء النيابة - وكلاء الوزارات - رؤساء الهيئات - الإتفاقيات الدولية" ويكون تعيين القياديين في الحكومة بقرار من رئيس الحكومة ويجوز نقل أو عزل أو فصل القيادي أو إحالته للتقاعد بقرار حكومي وليس بمرسوم أميري .


المادة 75 : للأمير ان يعفو بمرسوم عن العقوبة أو ان يخفضها أما العفو الشامل فلا يكون الا بقانون وذلك عن الجرائم المقترفة قبل اقتراح العفو .

التعديل : العفو الخاص أو الشامل لا يصدر إلا بمرسوم خاص من قبل سمو أمير البلاد حصريا .


المادة 81 : تحدد الدوائر الإنتخابية بقانون .

التعديل : الكويت دائرة انتخابية واحدة تجرى وفق نظام الصوت الواحد لكل ناخب .


المادة 82 فقرة 4 شروط عضوية مجلس الأمة : أن يجيد قراءة اللغة العربية وكتابتها .

التعديل : أن يكون حاصلا على الشهادة الجامعية وما فوق .


المادة 83 : مدة مجلس الأمة أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع له ويجري التجديد خلال الستين يوما السابقة على نهاية تلك المدة مع مراعاة حكم المادة 107 والأعضاء الذين تنتهي مدة عضويتهم يجوز إعادة انتخابهم ولا يجوز مد الفصل التشريعي إلا لضرورة في حالة الحرب ويكون هذا المد بقانون .

التعديل : لا يجوز ترشح أي عضو إلا مرتين في دورتين برلمانيتين منفصلتين أو متتاليتين فقط ولا يجوز له العودة للعضوية تحت أي ظرف .


المادة 90 :  كل اجتماع يعقده المجلس في غير الزمان والمكان المقررين لاجتماعه يكون باطلا وتبطل بحكم القانون القرارات التي تصدر فيه .

التعديل : كل وأي اجتماع "سياسي" زاد عن 3 لأعضاء مجلس الأمة خارج مبنى مجلس الأمة يعبر باطلا بقراراته وتعلق عضوية الأعضاء المجتمعين لمدة سنة واحدة وإن زاد العدد .


المادة 92 : يختار مجلس الأمة في أول جلسة له ولمثل مدته رئيسا ونائب رئيس من بين أعضائه وإذا خلا مكان أي منهما اختار المجلس من يحل محله إلى نهاية مدته ويكون الانتخاب في جميع الأحوال بالأغلبية المطلقة للحاضرين .

التعديل : يمنع تصويت الحكومة في انتخابات رئيس مجلس الأمة ونائبه ولجانه ويكون التصويت حصريا لأعضاء المجلس المنتخبين . 


المادة 108 : عضو المجلس يمثل الأمة بأسرها ويرعى المصلحة العامة ولا سلطان لأي هيئة عليه في عمله بالمجلس أو لجانه .

التعديل : عضو مجلس الأمة يمثل ناخبيه فقط وتصويت أعضاء المجلس على المراسيم والقوانين تعبر عن إرادة ممثلي الشعب .


المادة 120 : لا يجوز الجمع بين عضوية مجلس الأمة وتولي الوظائف العامة وذلك فيما عدا الحالات التي يجوز فيها الجمع وفقا للدستور وفي هذه الحالات لا يجوز الجمع بين مكافأة العضوية ومرتبات الوظيفة .

التعديل : تسقط عضوية كل عضو يتقاضى راتبا أو مكافئة أو معاشا مصدره "راتب استثنائي من الحكومة" أو كسب من خلال أعمال تجارية أثناء عضويته بإثبات رسمي .

مواد دستورية يجب استحداثها لأهميتها

تستحدث مادة : لا حصانة برلمانية لعضو مجلس الأمة خارج مبنى مجلس الأمة . 


تستحدث مادة : تسقط عضوية عضو مجلس الأمة إن تقدم الناخبين بتوكيلات موثقة رسميا تطالب بإسقاط عضويته شرط أن يتجاوز العدد أكثر من العدد الذي حصل عليه النائب يوم انتخابه بمدة لا تقل عن سنة من تاريخ عضويته .


تستحدث مادة : رسوم الترشح لعضوية مجلس الأمة 10 آلاف دينار كويتي لا ترد .


تستحدث مادة : لا يجوز تقديم طلب طرح الثقة بالوزير إلا بعد مرور 3 أيام من انتهاء الإستجواب .


تستحدث مادة : لا يجوز منح الجنسية الكويتية لأبناء الكويتية بأي حال من الأحوال .


تستحدث مادة : كل من خاض انتخابات فرعية أو تشاورية في أي وقت يتم شطبه مدى الحياة من كشوف الناخبين .


تستحدث مادة : يحق للعامة الإطلاع على تسجيلات جلسات وكافة لجان مجلس الأمة "صوت وصورة" والإطلاع على كافة مضابط مجلس الأمة في أي وقت دون أخذ الإذن ويتم عرضها للعامة في المواقع الحكومية والبرلمانية ... أما الجلسات السرية فيحدد لها مدة زمنية بقانون لكشف الغطاء عنها كاملة دون أي حجب أو شطب أي جزء منها . 

وفي الختام هذا اجتهادي فإن أصبت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فمن نفسي ... وأعود وأذكركم طالما هذه المواد لم تتغير فستظل حالة الصراع السياسي مستمرة وستنتج مزيدا من التمزق بين أبناء الشعب الواحد ... فأغلقوا أبواب الفساد وهيؤوا أنفسكم وعودوها على أن التغيير هو الأمر الطبيعي وأن حالة التعوّد التي ألفتموها هي الخطأ وهو الفساد الذي يجب أن يتغير ومن لم يتعظ من دول الجوار ولم يتعظ من أهل القبور فصلي عليه صلاة الميت وهو حي يرزق ... حفظ الله الكويت وأميرها وشرفائها من كل شر وضر .



إقرأ أيضا

فرصة سياسية .. تنقيح وتطوير الدستور الكويتي ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2016/09/blog-post_25.html


تاريخ وحقيقة تعليق الدستور الكويتي ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2013/12/blog-post_15.html




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 







2020-12-13

إما أن تعدلوا هذه المواد الدستورية وإلا الفوضى 1

 

منذ 58 سنة والدستور الكويتي لم يتم تطويره أو تعديله بالرغم من ولادة ما يقارب الجيلين من الأمة الكويتية ... بالإضافة إلى أنه قد مر على الكويت منذ ولادة الدستور وحتى يومنا هذا 6 حكام + 36 حكومة + 20 مجلس أمة بـ 16 فصل تشريعي بعدد تقديري يناهز 1.500 وزيرا وعضوا ... بدأت بـ 205 مرشح بنظام 10 دوائر انتخابية لـ 16.899 ألف ناخب فقط في 1963 في يوم كان عدد سكان الكويت 467,339 ألف نسمة الكويتيين = 168,793 ألف نسمة والوافدين = 298.546 ألف نسمة ... وصولا إلى انتخابات 2020 بنظام 5 دوائر انتخابية لـ 326 مرشحا لـ 567.694 ألف ناخب وفق تعداد الكويتيين اليوم بـ 1.4 مليون كويتي وكويتية ... لا شك أنها قفزة مهولة وصادمة أن يتحول عدد الناخبين من 16 ألف فقط إلى 560 ألف ودون أدنى شك أن هذا القفز الدراماتيكي في العدد ليس إلا نتاج "التجنيس السياسي" الذي الكل يدفع ثمنه اليوم ... لكنها تبقى ممارسة ديمقراطية جميلة شكلا حتى وإن لم ترضي تطلعاتنا وطوحنا وفي نفس الوقت مزعجة مضمونا وتجربة لا مثيل لها في دول الخليج لكن لفظ التجربة قد انتهى منذ وقت طويل فتسيّد الفساد السياسي وانتشرت الرشوة السياسية ... كلها ممارسات فاسدة حتى تضمن الحكومة لها أغلبية برلمانية تمكنها في مواجهة أي معارضة سياسية ... وفي الجانب الأخر لدينا معارضة سياسية حمقاء رعناء لا تفقه شيئا في علم وفنون السياسة حتى وصلنا إلى 2020 لنرى كل من "هب ودب" أصبح عضوا دون أي خلفية سياسية مرموقة ... فالحكومات السابقة بدافع السيطرة على تملك أغلبية برلمانية صنعت الرشوة السياسية وليس هذا فحسب بل ضربت نسيج المجتمع الكويتي في صميمه ... فتشيّع كل فريق حول جماعته فولدت القبلية والعنصرية والطائفية واستمتعت الحكومات بهذا المشهد الذي كان بالفعل يحقق لها مكاسب وانتصارات سياسية ... حتى أدركت الحكومة اليوم أنها في ورطة سياسية فأصبحت في مواجهة الشعب بأسره شعب متضارب الأيدلوجيات والأفكار والتوجهات بل وحتى الولاء لدى "البعض" ... فأصبحنا نرى كويتيين يأكلون ويشربون ويعملون في الكويت ويتنعمون بخير الكويت لكن قلوبهم معلقة في الخارج في دول أقرب ما يطلق عليها "شبه دول" ... ودون أدنى شك هناك الكويتيين المخلصين لوطنهم الذين يتوجعون كل يوم على ما آلت إليه أحوال وطنهم من مهازل سياسية وحماقات برلمانية فوصلت الأمور إلى الفجور السياسي والشخصي دون أي وعي ولا إدراك حتى لو احترقت الكويت كلها عن بكرة أبيها ... والتاريخ السياسي الكويتي لا يخبرنا إلا بحقيقة واحدة قطعية الثبوت وهي أن أي حركة سياسية في الكويت تواجه نظام الحكم بشكل مباشر فمصيرها الفشل والشتات ... لكن يبقى السؤال : إلى متى تستمر هذه الحالة من عدم الإستقرار السياسي ولمصلحة من وما هي تبعاتها وماذا خلفت من أضرار سياسية واجتماعية وحتى اقتصادية ؟

لو بحثت خلف كل الأسباب ولو وضعوا لك آلاف المبررات فستكون كلها مجرد ترهات وحديث لا قيمة له لأن الكل لا يريد أن يواجه الحقيقة وكل طرف لديه أسبابه ومبرراته التي يراها وفق مصلحته الشخصية أو مكتسباته السطحية ... وسبب عدم مواجهة الحقيقة لأنه سيتضرر ضررا بالغا إن واجهها وهذا الضرر سيؤثر على مصالحه السياسية والإقتصادية على حساب الدولة والكيان وحتى الشعب نفسه ... أي المصلحة الشخصية غلبت على المصلحة العامة وأصبحت فوق الكويت نفسها لا مشكلة المهم لا هذا التافه ولا هذا القزم يحقق انتصارا علي فتحول الصراع السياسي إلى صراع شخصي ... والمثير للدهشة أن لا أحد اتعظ مما حدث في 2-8-1990 ففي هذا اليوم المشؤوم لم يفرق الغزو بين شيخا وحاكما ولا تاجرا ومواطنا ولا عضوا ولا مفكرا ولا سياسي الكل طحن وانكوى لأن الكل يحمل إسم كـــــويتي ... والأمراض والأوبئة والأزمات الإقتصادية لا تفرق بين هذا وذاك كما هو الحال في المقابر لا تفرق بين حاكما ومحكوما ... فلم في السياسة والمال تظهر الأحقاد ويتنازعكم الجشع وتتحولوا إلى كائنات متوحشة لا قلب ولا ضمير ولا دين لها !!! ... ومن المؤسف حقا أن الشارع الكويتي أصبح منقلبا على نفسه فساد الجهل في الكثيرين والعنصرية في هذا والطائفية في ذاك والقبلية في هذا وقليل من هم الصالحون والوطنيون والمدركون ... ليس الأمر إلا أنه نتيجة ألاعيب الحكومات القديمة أحدثت ترسبات فتحولت الترسبات إلى أحقاد لم تكن لتحدث لولا قصر النظر الحكومة وعجزها عن مواجهة مشاكل الكويت أو بالأحرى صناعة المشاكل وافتعال الأزمات ... فتارة تضع الفاسد في منصب قيادي وهي تعلم بأنه فاسد وتارة أخرى تحمي اللص وتوفر له الغطاء وهي تعلم يقينا بأنه لص وتارة تهرّب السارق وكأنها لا تعلم ... وتارة ترمي قضايا الفساد في عهدة القضاء حتى تأخذ القضايا أشهرا طويلة وسنوات وتارة تنقذ التاجر الفاسد هذا والتاجر اللص ذاك على حساب المال العام من باب "المناقصات" ... نتج عن كل ما سبق كم مهول من القوانين واللوائح والتشريعات تجاوزت أكثر من مليون مادة في مختلف أقسام قوانين البلاد حتى يسهل إيجاد المخارج والمنافذ للفاسدين وحتى تكتمل عملية التحايل والإلتفاف على الحق تماما كما يحدث في مصر التي استوردنا منها الفساد الإداري ... ناهيك عن سماح الحكومة للنائب باختراق أجهزتها التنفيذية فأصبح اليوم الكثير من موظفين وقياديين الدولة لا ولاء لهم لا للكويت ولا للحكومة ولا للوزير بل لعضو مجلس الأمة الذي سمحت له الحكومة بأن يكون هو الوزير وهو العضو في نفس الوقت ... ولأن الوزير جاء بالواسطة كالعادة وليس بالكفاءة فمن الطبيعي أن يتحول إلى أضحية بين ذئاب المجلس من الأعضاء حتى يضمن بقاؤه وشيئا من الأغلبية البرلمانية مع أنه وزيرا وسيده رئيس الحكومة لا المجلس ولا رئيسه ولا الأعضاء ... كلها أسباب كانت كافية بأن تدخل الكويت في صراعات سياسية عززت وكرست الفساد الذي بدوره عزز القبلية والطائفية والعنصرية عندما ارتأى هؤلاء أن الدولة غير قادرة على حماية مصالحهم وأن الشرف كذبة وأن الوعود كاذبة وأن المواطنة حسب العلاقات والواسطة ... بدليل أن الفساد الحكومي أدى إلى الجرأة بوقاحة وبإجرام أن تصل الأمور إلى "رشوة الجنسية الكويتية" كما كان يحدث في السبعينات والثمانينات والتسعينات ؟

يا قوم إن الكويت لا تستحق منكم ما تفعلونه بحقها ومن استهزأ بالله فليستعد لحساب من الجبار المنتقم ومن حنث بقسمه فقد اشترى دنياه القصيرة بالآخرة الخالدة ... والمشهد السياسي آن له بأن يتوقف إلى هذا الحد بل ويجب أن يوضع له حدا فالأنانينة والشخصانية وعشق المصالح قد قتلكم وحول الكثيرين إلى حيوانات بشرية متوحشة وأفرز لنا شخصيات مختلة عقليا ... وقد حان الوقت بأن تنظروا إلى الكويت بنظرة ثاقبة بعيدة المدى حبا لهذه الأرض ورحمة وأمانة لأجيالها القادمة ... وقد جربتم القمع السياسي والإنتقام السياسي والرشوة السياسية فهل انتهت المشاكل وهل هناك ضمانة للهدوء السياسي ؟ بالتأكيد كلا ... ولذلك حسم كل هذه الفوضى التي عايشناها والتي نعيشها والتي ستعيشونها لا حل له سوى تعديل وتطوير وتنقيح الدستــــور ولن تتقف بل يستحيل أن تقف وتنتهي هذه الفوضى وهذه الصراعات طالما لا أحد يريد أن يطور الدستور ... نعم آن الأوان بأن نواجه أنفسنا ونواجه الحقيقة إن كنتم تريدون كويت تأمنون بها على أنفسكم وأبنائكم وأهليكم ... وآن الأوان بأن يُحسم الصراع السياسي الذي تحول إلى صراع بين صبية في منزل دون أي اعتبار وإن احترق منزلهم ... واعلموا بل كونوا على ثقة أن كل من يعارض المواد القادمة إما أنه جاهلا أو أحدثت التغيرات ضررا بالغا لمصالحه الشخصية أو أحمقا سياسيا أو لا يريد الخير بالكويت ... مع حسن الظن والشكر والتقدير بل والمطلوب لمن يطور لتحقيق العدالة المجتمعية بضمير كويتي صرف ينظر للأجيال القادمة وفكر الأجيال القادمة لا بفكره اليوم ولا باعتقاده اليوم وإلا فالضرر بالغ على الكويت وشعبها ... شوف بعيد والتغيير سنة الحياة والعنصريين والطائفيين والقبليين والفاسدين هؤلاء أول خصومنا حتى تتطهر الكويت من نجاستهم وأفعالهم التي أضرت بالكويت وشعبها كثيرا وطويلا ؟


يتبع الجزء الثاني ... المواد الدستورية 



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2020-12-06

انتخابات 2020 وحل المجلس في 2021 ؟

 

انتهت بالأمس انتخابات مجلس الأمة الكويتي وأعلنت النتائج النهائية فجر هذا اليوم ولم أتفاجأ بحجم التغيير وإن كان تغيرا محمودا رائعا ... لكن فاجأني نسبة المشاركة العالية التي وصلت إلى 70% بالرغم من ظروف كورونا وضعف الندوات الإنتخابية ومهزلة شطب مرشحين وعودتهم بقوة الأحكام القضائية بالإضافة إلى الإحباط الشعبي بشكل عام ... كلها عوامل تضعك في صورة المشهد بأن نسبة الإقبال ستكون ضعيفة لكن ما حدث هو العكس فكانت نسبة الإقبال عالية ... والأجمل من كل هذا هي القبائل التي كسرت حاجز الشلل وتجاوزت حالة العجز فأحدثت تغيرات مثيرة للدهشة وتجرأت فعليا على التغيير وهذا ما كنا ننادي به منذ وقت طويل مع استثناء "مجرمي الفرعيات" أو "لصوص الإنتخابات" ... وذهابا إلى قلب الموضوع لا أستطيع أن أسمي هذه الانتخابات إلا أنها "انتخابات الرئاسة" أي خصوم "مرزوق الغانم" والذي سيكون في موقف لا يحسد عليه هذه المرة بالمطلق ... فقد كانت هناك خصومة سياسية بين مرزوق الغانم وبين كل من "محمد المطير - حمدان العازمي - شعيب المويزري - عبدالكريم الكندري - مبارك الحجرف" ... ودون شك كان لهم تأثيرا بالغا في المجلس المنصرم فقد نجحوا بصناعة التأثير السلبي لأداء المجلس من خلال الأداء العام للمجلس وارتفاع عدد الإستجوابات المقدمة وتراجع نسبة إقرار القوانين ... 5 أعضاء سابقين لديهم خصومة سياسية مع رئيس مجلس الأمة "السابق" مرزوق الغانم دخل وزاد عليهم هذه المرة كل من "بدر الداهوم - حسن جوهر - الصيفي مبارك الصيفي - أسامة المناور - حمد المطر - بدر الحميدي - أحمد الشحومي" ... أي كأقل تقدير هناك 12 عضو مجلس أمة لديهم مشكلة أو خصومة سياسية مع "مرزوق الغانم" وهذا العدد كافيا جدا من أن يخبرك بأريحية تامة أن المجلس القادم مجلس تأزيم وصراعات واسعة النطاق بامتياز ؟

انتخابات رئاسة مجلس الأمة 

في 20-10-2020 كتبت تغريدة أكدت فيها أن مجرد خوض السيد "مرزوق الغانم" للإنتخابات القادمة 2020 يعني أنه أخذ الضوء الأخضر بمنحه أصوات الحكومة للفوز بكرسي رئاسة مجلس الأمة ... وبالفعل مرزوق خاض الإنتخابات وحقق فيها فوزا متصدرا المركز الأول في دائرته بعدد أصوات 5.179 صوت ... وقد أعلن السيد "بدر الحميدي" اليوم نيته خوض سباق رئاسة مجلس الأمة كما أن هناك مشاورات تجري لدفع السيد "حسن جوهر" لدخول هذا السباق أيضا ... لكن لو توحدت المعارضة ووقفت خلف "بدر الحميدي" تحديدا وليس "حسن جوهر" فبالتأكيد سيصل "بدر الحميدي" لمنصب الرئاسة دون الحاجة لأصوات الحكومة ... لكن من المهم أن نعرف أن كلا من "بدر الحميدي + حسن جوهر" لا يمكون المقومات التي يمتلكها "مرزوق الغانم" من حيث الخبرة ومنطق الحجة والعلاقات الأخطبوطية داخليا وخارجيا ... وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع مرزوق الغانم فالضالعين في عالم السياسة لا يختلفون على أن مرزوق الغانم رجل دولة من الطراز الرفيع بل ولا أبالغ إن قلت أنه قد تجاوز خاله الراحل "جاسم الخرافي" بكثير من حيث قوة العلاقات الإقليمية والدولية ... والنتيجة ستكون إن فاز مرزوق الغانم في سباق رئاسة مجلس الأمة فالمجلس سيتم حله بسبب التأزيم بشكل كبير جدا وإن خسر مرزوق الغانم فإن المجلس في طريقه إلى الحل بنسبة 100% وهذا المجلس لــــن يكمل مدته إلى درجة الإستحالة سواء فاز أو خسر مرزوق الغانم ... والسبب أن الخصومة السياسية مصدرها المراهقة السياسية وليس الوعي والتكتيك السياسي الخبير المطلع على بواطن الأمور ؟

موقف نظام الحكم والحكومة

من الطبيعي جدا أن يكون رئيس مجلس الأمة متناغما مع فكر وسياسة نظام الحكم ليس مرزوق الغانم فحسب بل حتى مع من سبقوه أو من سيأتون من بعده ... فرئيس مجلس الأمة يعتبر "الوسيط النزيه" بين المجلس والحكومة وإذا ما توترت العلاقة بين السلطتين "التشريعية والتنفيذية" فإن الفصل في الأمر يعود إلى سمو أمير البلاد الذي بطبعة الحال يجتمع مع رئيس السلطة التنفيذية ورئيس السلطة التشريعية ليحكم ويفصل في الأمر حسب رؤية سموه وفق المعطيات التي يملكها هو دون سواه ... ولذلك يجب أن يكون رئيس مجلس الأمة ذو ثقل سياسي بحكم منصبه "الرجل الثاني" في الدولة بأن يتوافق ويعي رؤية وسياسة حاكم البلاد ... وبكل أسف أقولها مسبقا فإن "بدر الحميدي و حسن جوهر" لا يملكون أي رؤية سياسية عالية المستوى ولا نظرة سياسية ثاقبة ومحدودي العلاقات داخليا وليس لهم أي ثقل سياسي خارجيا بالمطلق ... ولذلك ومن واقع التحليل والواقع فإن "مرزوق الغانم" فعليا يملك تلك المقومات بشكل عالي المستوى وبأريحية ولو سألت عن الأسباب فهي كثيرة ومتعددة لكني أختصرها بنقطة واحدة وهي : مرزوق الغانم صناعـــــــة سمو الأمير الراحل صباح الأحمد طيب الله ثراه ... ولذلك لا عجب أن يتوافق ويتطابق مع رؤية وفكر أمير البلاد الحالي سمو الشيخ / نواف الأحمد الصباح بارك الله في عمر سموه وسمو ولي عهد الشيخ / مشعل الأحمد الصباح ؟

ما هو موقف وشكل المعارضة ؟

لنتفق على نقطة أساسية يجب على الجميع أن يحترمها ويتقبلها مهما كانت نتائجها وسلبياتها وهي : طالما أن المعارضة تعمل داخــــل مجلس الأمة وليس خارجه إذن هي تلعب في المكان الصحيح ... وطالما هم داخل المجلس فحق لهم أن يمارسوا عضويتهم بما يرونه مناسبا لهم فهم يدركون أكثر من جيد أن التأزيم "المبالغ فيه" يعني حل المجلس ... ونظام الحكم مهتم للغاية بالإستقرار السياسي في البلاد ويراقب الوضع عن كثب ولن يسمح بأي إنزلاق قد يترتب عليه العودة للغوغائية كما حدثت في 2010 - 2012 ... ناهيك بل والأهم من كل ذلك إن لم تتعلم المعارضة وتستخلص الدروس والعبر مما مضى وسبق فهذا يعني أنهم شرذمة غوغائية لم ولن يتعلموا مما حدث في الماضي القريب وليسوا أهل سياسة ... وعليه يجب على المعارضة أن تعيد أولوياتها وتوحد صفوفها لوضع الملفات الوطنية المهمة حسب رؤيتها ولا تخرج الأمور من بين أيديهم فيتفرقوا ثم يتضاربوا ثم تبدأ الغوغائية ثم يجدوا أنفسهم في مواجهة ثانية خاسرة بنسبة مليار% أمام نظام الحكم ... والناس قد ملت الصراخ والتكسب الرخيص والشعب الكويتي يريد إنجازات واقعية على الأرض والمواطن يريد تقدم وتطور وازدهار وأمن وأمان ... الكويتيين يريدون أن تكشفوا الفاسدين والسراق وتوصلونهم إلى القضاء ونريد الأعضاء الذين كانوا يتهمون بعضهم البعض بالفساد والسرقات بأن يتم وضعهم في عهدة القضاء أيا كانت أسماؤهم ... الشعب الكويتي بحاجة إلى قرارات شعبية ودفع الحريات للأمام وعدم سجن المغردين ممن تهمتهم فقط أنهم انتفضوا للدفاع عن وطنهم أمام الأوغاد في الخارج ... طوروا القضاء وعجلوا بحسم القضايا وألغوا القوانين المكبلة للحريات وانظروا إلى الوضع المعيشي للمواطن واحترموا ووقروا كبيركم من المتقاعدين وامنعوا فساد "الراتب الإستثنائي" لأعضاء مجالس الأمة فهذه رشوة سياسية وقحة للغاية جميعكم تعلموا عنها وكلكم متواطؤون فيها ... اعملوا بوطنية وباحترافية سياسية وبأولويات تهم الشعب الكويتي وليس لتكسبكم الرخيص واعلموا أن سمو أمير البلاد لن يسمح بالفوضى ولن يسمح بعدم الاستقرار السياسي وهذا ديدن كل حكام الكويت السابقين فتعلموا من دروس الماضي ولا تكونوا كالأبله والمجنون والسفيه ؟

دمج ولاية العهد مع رئاسة الحكومة 

خطوة سياسية غير مقبولة وفيها من الضرر الكثير جدا وقد كانت هذه الخطوة السياسية مباحة يوم كان العالم أعمى ... أما اليوم وفي ظل انفجار المعلومة والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي فإن مثل هذه الخطوة تعتبر "انتحــــار سياسي" وضرر بالغ في مسند الإمارة ... وهذا ما نستخلصه من التاريخ السياسي الكويتي "الحديث" عندما كان هناك دمج بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة أحدث شرخا كبيرا جدا في العلاقة وترسبات سياسية كبيرة نتج عنها انتقام سياسية بعد تولي مسند الإمارة كما حدث مع أمير الكويت الراحل الشيخ "صباح السالم + جابر الأحمد + سعد العبدالله" ... ولذلك من المهم جدا أن نبعد مقام سمو ولي العهد عن أي تجريح أو مساس حتى إذا ما وصل إلى حكم البلاد يصل وهو نقيا صافيا خاليا من أي رغبة بالإنتقام السياسي ... ناهيك عن تعزيز مبدأ أن "أمير البلاد هو والد الجميع" أي الصدر الذي يتسع للجميع فيكون الصفح اكبر من العقاب ... وقد آن الأوان وإن كان متأخرا بأن يظهر أبناء الأسرة الحاكمة بوجوه جديدة من العقلاء وأهل الفكر والسياسة لتأخذ فرصتها وعدم السماح مطلقا بعودة من احترق سياسيا ... وكل ما هو مطلوب هو تشكيل حكومة قوية بشخوصها نظيفة التاريخ تنفذ ضربات استباقية واسعة النطاق ضد الفاسدين وتغلق الباب أمام أعضاء مجلس الأمة من أي تكسب سياسي رخيص ... ناهيك أنه فعليا قد آن الأوان أن يتم تغيير قيادات حكومية على نطاق واسع فالموظف والقيادي ولاؤه يجب أن يكون للكويت وسمو أميرها وليس للنائب ... ولذلك يجب اختراق العلاقة بين المسؤل والنائب وتفكيك هذا الفساد ومنع النائب من ممارسة "الرشوة الإنتخابية" ويجب أن تتغير قواعد النظام في نزاهة "هيئة مكافحة الفساد" وتمكينها من العمل الميداني ... وبالتالي دخولها في أي وزارة وهيئة لتراقب وتفتش وتوقف وتحاسب وتحيل لمجالس التأديب وصولا إلى الفصل من العمل والإحالة إلى القضاء ... باختصار لا تسمح للمعارضة بأي تكسب سياسي لأنك تملك السلطة التنفيذية ومن يملكها ملك بيديه كل شيء فلا تسمح لأحد أن يهينك أو قيادي فاسد أن يضعك على منصة الإستجواب فضحي بهم قبل أن يضحوا بك ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم