2018-01-25

ماذا أنجزتم وماذا صنعتم في حياتكم ؟

هناك الكثيرين والكثيرين جدا يعيشون في أوهام النجاح ويصورون تصورا وكأنهم للتو جاؤوا من "هوليوود" لينسجوا على المساكين عظمة إنجازاتهم ... ولو حللت ودققت في حياة الشخص نفسه لن تجد أي نجاح أو إنجاز أو بصمة بالمعنى الحقيقي فأصبح الطبيعي خيال والمفترض إنجاز ... يا سادة أنتم تعيشون في مجتمع الأوهام ولا أبالغ إن قلت مجتمعات الخزعبلات وسأسوق لكم الدليل تلو الدليل واليقين تلو اليقين ولا حاجه لردكم لأنكم أصلا تعيشون ما سأسرده لحضراتكم ؟

محامية لديها مكتب محاماة على مستشار مصري "وشوية مناديب" على شوية ديكور وبرستيج كي تبهر المنهار القادم "الزبون - الصيده" مع تقديم الديباجه المعتادة بتسويق النفس ... طبيب بعيادته الخاصة شوية ديكورات وشوية موظفات استقبال وممرضات درجة 10 متفق مع مختبر صديق وله نسبه ويستعرض على المسكين بعد أن يسلخ جيبه ... مهندسة مكتب خاص شوية ديكورات على كم مصري وفلبيني مصممين ورسامين هم أهل الإبداع وهو الواجهة ... أين الإنجاز وأين النجاح وأين بصمة الحياة في كل هؤلاء ؟ عن نفسي أنا لا أراها على الإطلاق والسبب بسيط جدا وللغاية ... المحامية والطبيب والمهندسة تلقوا العلم ولم يصنعوا العلم نجحوا والله العالم كيف نجحوا + القليل من المال + مغامرة بالعمل في القطاع الخاص ... لكن تعالوا لننظر للحقيقة التي "ربما" لا يراها الكثيرين هل الطبيب طور دراسته وتجارته وليست مهنته لأنه بالأساس حولها إلى تجارة ومع ذلك هل طور نفسه أم هناك "update" يأتيه من الخارج باكتشافات وتعب وجهد الغير ؟ هل اكتشف جهازا أو استحدث طرقا علاجية هو من كان أصل اكتشافها ؟ ... والمحامية التي تمارس أعظم مهنة بشرية عرفها لإنسان في العصر الحديث وهي نصرة المظلوم وقهر الظالم هل هي بالفعل تمارس مهنة أم تجارة ؟ وهل قاتلت وكافحت حتى تغير قانون أو تستحدث تشريع من خلال دراستها وعلمها وتوضيح خلل ما في قانون ما لدى المشرعين أو حتى الذهاب إلى المجلس الأعلى للقضاء ؟ ... والمهندسة أين بصمتها وإبداعها إن كان الإبداع مستورد من الخارج "copy - paste" مع شوية رتوش على شوية تعديلات والجهد مسروق ؟ الكل درس من خلال علم الغير والكل تعلم من الغير والكل حول المهنة إلى وظيفة وراتب وتجارة ولم يطور أحدا أمرا يستحق أن نقول عنه بصمة حقيقية فضاعت الناس ولم تعد تستطيع تمييز ما بين العادي والمفترض وما بين الإنجاز والإبداع ... وبالتالي نحن نعيش في زمن "المقلدين" الكل متشابهين ؟
 
هل أنت لا ترى أي أحد قدم إنجازات حقيقية ؟
من قال ذلك !!! أنا سقت لكم المعمم والذي هو طاغي على المشهد العام في مجتمعنا والذي أيضا وكأنه "فايروس" أصاب باقي الدول الخليجية والعربية ... لكن لا ننكر بالتأكيد إنجازات الدكتور إبراهيم الرشدان الذي أصلا لا أحد يحتاج أن يسوق له إلا أن يشكره لعمله وإنجازاته باعتراف دولي ... ولا اللواء متقاعد حمد السريع الذي كان مديرا لإدارة مكافحة المخدرات والذي قاتل حتى يحول الإتجار بالمخدرات من 15 سنة إلى إعدام وقد نجح في مسعاه ... ولا ننكر إنجازات وبصمة المزارع ناصر العازمي الذي أثبت عمليا وفعليا كيف حول الصحراء الجرداء إلى واحة خضراء وكيف أصلا زرع البن أو القهوة على أرض الكويت ... ولا ننكر بصمات معالي العسعوسي التي تقوم بأفعال لها من الشرف ما تعجز الكلمات عن وصفه في اليمن المنكوب وكيف تغامر بنفسها من أجل نصرة الضعفاء فهي إمرأة عن ألف مجاهد أرعن ظل طريقه ... ولا أحد أصلا ينكر عظمة وإنجازات الراحل عبدالرحمن السميط الرجل الذي غــــزا قارة أفريقيا غزوا بأعمال الخير ... والأم الغير جامعية التي تصنع من أبنائها الطبيب والمهندسة والمدرس والمحاسب وهي لا تملك حتى شهادة متوسطة ألست هذه بالأم العظيمة التي حفرت بصمتها بشرف عظيم ... وعلي بهبهاني الذي حول مجتمعنا المحبط إلى مجتمع متفائل من خلال سعيه بنفسه لتسليط الضوء على مشاريع الكويت الحالية والمستقبلية ولسان حاله يقول : أنتم بألف خير توقفوا عن التشاؤم وحافظوا على وطنكم ... وقائمة عظماء الكويت تطول وربما أسردهم في موضوع مستقل لكن أليس هؤلاء هم إن رحلوا بعد أعمار طويلة وسنين مديدة وبركة في العمر والرزق أليسوا هؤلاء من صنعوا الإنجاز ونجحوا بترك بصماتهم وبشكل مؤثر ؟

وزير وكيل مدير عام مدير إدارة وأي موظف يا سادة أنتم تتقاضون أجرا مقابل عملا لا فضلا لا أحدا منكم له فضل علينا على الإطلاق ولا حتى على الكويت ... بل الفضل لمن يستطيع أن يظهر عمله وإبداعاته للعلن وما دون ذلك الكل تحصيل حاصل "صبه حقنه لبن" ولو كنت شيخا أو مواطنا كلاكما واحد ... لا تمارسون علينا خزعبلاتكم وبرستيجكم الترللي وتصدقون كذبة أنكم عظماء وأنكم أهل فضل وبصمة وتأثير ... لا يا سادة أفيقوا من أوهامكم فقد امتلأتم مجتمعنا من عيناتكم وبالآلاف وتجارة "بعضكم" فاسدة وأسماء "بعضكم" منتشرة من سوء أفعالها وبعضكم من حسن صنائع أعمالهم ... لكن كإنجازات أو كبصمة حقيقة ليس لكم في كتب العظماء ولا حتى حرفا واحدا ومن عاش الوهم بأنه يمتلك علاقات أخطبوطية حسنة أو فاسدة بأن هذه بحد ذاتها شطارة فأقوله له : بل إنها الحماقة يا هذا لكنك أعمى القلب والبصيرة لم تتعلم ولم تفقه من هذه الدنيا شيئا بعد ولو كان عمرك تجاوز الـ 50 ؟
 
وأنت أيها المنتقد ما هي بصمتك أو إنجازك ؟
يكفي أنك دخلت وقرأت مقالي هذا ... هذا بحد ذاته إنجاز وبصمة ويكفي أن هذه المدونة طرحت مواضيع في كل تاريخ الصحافة الكويتية الممتد لأكثر من 80 سنة لم يجرؤ كاتب واحد أن يخوض فيما خضته وفيما طرحته وفيما كتبته ... فقط ادخل على المدونة من "كمبيوتر أو لابتوب" لتكتشف بنفسك وبأم عينيك ما تجهله عن هذه المدونة وما لم تكتشفه بعد ولا تستخدم الموبايل الذكي وقتها ستعرف الحقيقة المجردةمن أي تزييف ؟   
 
لا تعيش الحدث بل أنت إصنع الحدث ودع غيرك يعيشون فيه




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم