المرأة : ألو يمه خالد طلقني .
الأم : شيلي هدومج وأغراضج وتعالي بيت أبوج .
الرجل : يمه طلقت دلال .
الأم : إهي الخسرانه وألف وحده تتمناك خلها تولي .
سيناريو معتاد ومتعارف عليه "إلا من رحم ربي" والسواد
الأعظم واقع في الجهل الشرعي بل وضربوا شرع رب العالمين سبحانه بعرض الحائط ... فاستبدلوا
كلام الله وشرعه بالتصرفات الفردية والتي تحولت من تصرفات إلى تقاليد هذا يقلد هذا
وهذه تقلد تلك فكان الثمن ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة تجاوزت 50% ... وهذا ثمن
طبيعي عندما يحل الجهل مكان المعرفة والعصبية والتفاخر مكان العقل والحكمة وكل أهل
لديهم أن ابنهم أو ابنتهم على حق وصواب لا أحد يريد أن يعقل ولا أحد يريد أن يعمل
بشرع دينه ... كل ركب فرسه وصال وجال وكأنه في حرب حقيقية أصبحت ميادينها في ساحات
القضاء ولذلك لا عجب أن تنشط أسواق مكاتب المحامين الذين "في الغالب" هم
جهة تحريض شديد لأن من خلف التحريض أتعاب قضايا الطلاق ... وقع الطلاق فهذا لا
يعني ولا يبرر ولا يعطي الحق للمرأة أن تخرج من بيتها ولا يحق أصلا للزوج أن
يطردها من بيتها ففي ساعة الغضب كل شيء يحدث لكن لا يوجد غضب دائم ... ووقتما تهدأ
النفوس تعود الحكمة إلى الرؤوس وتنشط ذاكرة الذكريات والعشرة الحميدة وقد يحدث صلح
وتنقشع الغمة وقد يكون الطلاق الحقيقي بعد عدة 3 حيضات وكل وله طريق ورزقه ... لكن
أن يضرب شرع ربكم وبأيديكم فهذا الحرام بعينه وهذه جرأة الوقاحة والجهل برأسها ؟
إن من الجهل الفاضح في زماننا هذا هو الجهل المؤسف بشريعة رب العالمين
وبدينه الذي نظم الحياة الإجتماعية والزوجية تنظيما واضحا بل وصل حتى إلى الحسم
القاطع ... فأصبح الدارج في أيامنا هذه أن يدب الخلاف بين الزوجين فيستفز هذا تلك
وتلك هذا فيحدث الطلاق ... والفضيحة الجارية وتتكرر فصولها وسط ضربا لشريعة ربكم
سبحانه أن المرأة تأخذ حاجياتها بعد الطلاق مباشرة وتذهب إلى منزل ذويها لتبدأ
بعدها حرب الردح الشوارعية بين الزوج والزوجة وذويهم من السفهاء ... بينما شرع
ربكم ودينكم لم يقل لكم افعلوا هذا ولم يطلب من المرأة أن تخرج من بيتها حتى وإن
طلقها زوجها كلا وأبدا ... إن الطلاق 3 مرات فإن طلق الزوج زوجته وجبت عليها العدة
وهي 3 حيضات أي 3 مرات من الدورة الشهرية أي 3 أشهر وجـــــــاز للزوج أن يرجعها
بعد الطلقة الأولى ولو بـ 5 دقائق ولو بعد ساعة ولو بعد يوم ولو بعد شهر ... بمعنى
الزوج طلق الزوجة وجب على الزوجة أن تجلس في بيتها ولا تخرج منه إلى بيت أهلها لعل
الله يحدث فرجا بينهما وتعود المودة مرة أخرى وترجع العشرة الكريمة إلى أصلها ...
لأن رجوع المرأة إلى ذمة زوجها أمرا مطلقا للزوج بشرط أن لا يهضم حق الزوجة ووجب
عليه بعد إرجاعها أن يذهب ويثبت في المحكمة الطلقة الأولى بدليل أن المحكمة في حال
تثبت الزوج للطلقة الأولى أو الثانية والثالثة لا تحتاج حضور الزوجة ... بمعنى طلق
الزوجة وأرجعها عليه بعد يوم يومين أسبوع شهر يجب أن يثبت حقها وحقه بالطلقة
الأولى رسميا منعا لضياع الحقوق ... ولذلك نجد فرط العقد بين الزوجين بسبب أن
الزوجية تركت منزلها وذهبت إلى بيت أهلها وبذلك منعت وسقطت حالة العدة الحقيقية
التي يجب أن تكون في بيت زوجها أي بيتها وليس بيت أهلها ومنعت أي محاولة رجوع ودية
وعن طيب خاطر دون تدخل أي أطراف خارجية ... وبكل أسف أن القضاء أغفل هذه النقطة
الشرعية قاطعة الحسم ولم يستند عليها ولم يلجأ إليها بل لم يحافظ عليها بدليل قول
رب العالمين سبحانه في سورة الطلاق { يا أيها النبي إذا
طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا
يخرجن } وهذه الآية الكريمة هي قول ربكم وتنظيم ربكم وأمر ربكم بأن المرأة
لا يجوز تطليقها وهي حائض وإن تم تطليقها لا تخرج من بيتها ولا يجوز لزوجها أن
يخرجها من بيتها طيلة مدة عدتها ... وخافوا الله أيها
الناس ربكم فاحذروا معصيته أن تتعدوا حدوده لا تخرجوا من طلقتم من نسائكم لعدتهن من
بيوتهن التي كنتم أسكنتموهن فيها قبل الطلاق حتى تنقضي عدتهن ... هذا
دينكم وهذا شرع ربكم قبلتم به أم لم تقبلوا فهذا شأنكم وإثمكم على أنفسكم ... ولو
كل مرأة بعد أن طلقها زوجها مكثت في بيتها ولم تخرج منه لحلت ثلثين حالات الطلاق
بالمودة والرحمة واذكروا قول ربكم في سورة الطلاق { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } أي أنت وأنتي لا أحد منكم يعلم
متى وفي أي لحظة يقع التصالح وتعود العشرة إلى طبيعتها وربما أفضل مما كانت عليه ... بل
وما لا يعرفه الكثيرون منكم أن الزوج لو طلق زوجته وجلست في بيتها لا تتحجب ولا
حتى تتستر أمامه بل تتزين له وفي ذلك أمرا محمودا بأن تعود العشرة من جديد وينتهي
أصل الخلاف ولا يهدم منزل ولا تسقط عشرة ؟
مؤسف حقا أن نرى في أيامنا هذه عشرات ملايين العوانس وعشرات ملايين
المطلقات وعشرات ملايين القضايا في المحاكم ... ولو أن الناس أخذوا بما أمر به رب
العالمين لسقطت ثلثي حالات الطلاق بالرغم من حقوق الرجل الكثيرة على المرأة لكن في
المقابل المرأة لها حقوق ... وأقوى حقوقها هي أن تطلب الطلاق أو تمارس حقها في
الخلع الشرعي وبالتالي ميزان ربكم عادل وميزانكم أنتم أعوج وعدالتكم عمياء ...
فللعشرة بقية في صدور أهل الأخلاق والوفاء وأجرا عظيما أما في قلوب الخبثاء
فللأيام سياط وللظلم حوبـــة وللإفتراء بيتا في جهنم ... فراجعوا جهلكم ولا تجلبوا
على أنفسكم الإثم والذنوب ولا تتفاخروا بانتصارات القضاء لكم فإنكم ملاقون ربكم في
يوم عصيب وفي حساب دقيق وقتها لن تنفعكم شياطينكم ولا كل قضاة الأرض في دنياكم ...
ومن لا يريد أن يفهم دينه ويصر على ضرب شريعته فلا يلومن إلا نفسه ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم