2021-10-19

تاريخ الإتصالات والإنترنت في الكويت ومتعة الجشع والإستغلال ؟

 

أول عملية اتصال عبر المراسلة "البريد" في تاريخ الكويت كانت في سنة 1750 بدأها ممثل "شركة الهند الشرقية الإنجليزية" في مدينة البصرة اثر فراره إلى الكويت هربا من السلطات العثمانية آنذاك ... وكانت موجهة إلى أحد القساوسة بمدينة حلب السورية يشرح فيها مشكلته مع شركته ومازال الأرشيف الهولندي يحتفظ بهذه الرسالة إلى يومنا هذا ... وأول برقية أرسلت من الكويت كانت في سنة 1916 من خلال "مكتب البرق الهندي الأوروبي" لإرسال واستلام البرقيات المتبادلة بين الكويت وبلدان الخليج والهند وبريطانيا وغيرها ... ومدت أسلاك الهاتف في الكويت في سنة 1942 في عهد الأمير العاشر الشيخ / أحمد الجابر الصباح ... وأول جهاز تليفون كان في حوزة التاجر الراحل "محمد حسين معرفي" ووضعه في محله التجاري الكائن في الطرف الشمالي لسوق التجار الذي كان عصب اقتصاد الكويت وكان يقع مقابل قصر الحكم "قصر السيف" ومن خلفه أسواق المباركية ... أما أول اتصال متنقل تم من خلال هاتف متنقل كان في سنة 1974 أصدرته وزارة المواصلات الكويتية وكانت تبدأ أرقامه بـ "075 – 074" ... وكان سعره ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف دينار وكان عدد إجمالي الهواتف لا تتجاوز 500 هاتف بسبب السعر الخُرافي آنذاك خصوصا إذا ما علمتم أن بهذا السعر كان من السهل جدا أن تشتري قطعتين أرض في منطقة سلوى ورواتب موظفين الدولة كانت ما بين 80 و 200 دينار أي أنه يستحيل أن يمتلك هذا الهاتف إلا أن يكون من كبار الأسرة الحاكمة أو أحد تجار الكويت ... ثم خرجت أول شركة خاصة عبارة عن شراكة ما بين الحكومة وما بين بعض تجار الكويت وتم تأسيس "شركة الإتصالات المتنقلة - MTC" في سنة 1983 التي طرحت هواتفها ابتداء من 1.900 إلى 2.400 دينار ... وظلت محتكرة السوق الكويتي بجشع متوحش طيلة 16 عام متفردة في السوق حتى تم افتتاح واطلاق عمل "الشركة الوطنية للإتصالات" فتشاركت مع "شركة الاتصالات المتنقلة" في الجشع واستغلال المستخدمين في كلا الشركتين ... لدرجة أنك كمستخدم هاتف نقال لو اتصلت على هاتف أرضي أو هاتف أرضي اتصل عليك يتم الخصم منك وتحسب عليك مكالمة بوقاحة وجشع واستغلال وقح ... حتى جاءت شركة "فيفا للإتصالات" كمشغل ثالث في سنة 2008 فكسرت الشركتين اللتان احتكرتا السوق الكويت وقدمت عروض كان صدمة للجميع بأن أي اتصال أرضي مجاني سواء منك أو إليك لا يتم احتساب أي تعرفة ... تعرضت "شركة الإتصالات المتنقلة" و "الشركة الوطنية للإتصالات" إلى انكسار وخسائر فادحة وخروج مئات آلاف المشتركين منهما وكانت كردة فعل انتقامية من المشركين لكلا الشركتين على استغلالهما الجشع طيلة عقود وسط تواطؤ وفساد من الجهات الرقابية في الدولة ... وكان ما سبق نبذة مخترة عن تاريخ البريد والإتصالات في الكويت ونأتي الأن على شركات الإنترنت ؟

ظهر الإنترنت في الكويت في جامعة الكويت في سنة 1990 من خلال الشركة الأمريكية "IBM" عبر وزارة المواصلات التي كانت هي مزود الخدمة ... ثم بدأ الإنتشار في الكويت أولا في منطقة شرق والعاصمة التجارية ثم دخلت الكويت في الإنترنت الرقمي في سنة 1997 من خلال الترخيص لشركات "مزودي خدمة الإنترنت" ... مثل شركة "كوالتي نت - فاست تيلكو - غلف سات" وغيرهم وكانت شركة فاست تيليكو هي الأفضل كخدمة "Dial-up" وكانت تتوفر بطاقات شحن أو انترنت مباشر عن طريق وزارة المواصلات بربط مع مزود الخدمة ... ثم في 2001 دخلت الكويت عصر أبراج الإنترنت والإتصالات "واي ماكس - WiMAX" لكنها لم تكن لا في الكويت ولا في العالم بالسرعات والخدمة المطلوبة ... حتى دخل العالم الجيل الثالث من عالم الاتصالات والإنترنت "3G" و "4G" و "5G" والجيل السادس "6G" المتوقع أن يكتسح العالم ما بين سنة 2026 - 2028 ... ودون أدنى شك جشع شركات الاتصالات تطور من جشع الإتصالات إلى جشع الإنترنت وتغيرت مسميات الشركات أيضا فمن شركة الاتصالات المتنقلة إلى "زين" ومن شركة الاتصالات الوطنية إلى "أوريدو" ومن شركة فيفا إلى "stc" ... اليوم لا يوجد اتفاق نهائيا في الكويت سواء مواطن أو مقيم على وجود شركة انترنت محترمة واحدة في الكويت الكل يقدم خدمات سيئة والكل يستغل المستخدمين والكل تعاطيه مع مشاكل المستخدمين في أسوأ درجة ... وأيضا كما حدث مع طفرة الإتصالات قديما حدث مع طفرة الإنترنت أي تواطؤ وفساد من الجهات الرقابية في الدولة وغياب تام عن الرصد والمتابعة وعياب تام عن المحاسبة أو الإعلان عن المحاسبة ... وما يحدث هي عملية إجبــــــار للمستخدمين إما أن تأخذ هذه الباقة وإلا لا يوجد لك أي خيار ولا يحق لك تجربة خدماتهم ولا يحق لك فسخ العقد لسوء خدماتهم إلا عن طريق النفس الطويل في ساحات القضاء ولا توجد جهة حكومية تأخذ لك حقك وتحاسبهم بعقوبات أو غرامات أو تنتصر لك بفسخ عقدك معهم ... ولا توجد جهات أهلية أو حكومية أو جمعيات نفع عام توجهك تنصحك تنورك من الأفضل ومن الأسوأ ولا توجد إحصائيات رسمية أو اجتماعية تكشف لك شهريا عن أفضل وأسوأ شركة اتصال أو شركة انترنت بشكل شهري أو نصف سنوي أو سنوي ... مما تذهب بنا عقولنا أن الجهات الرسمية أو الحكومية في الدولة فاسدة أو مهملة أو متواطئة أمام هذا الفساد ؟


الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات .. الفاشلة

تأسست "الهيئة العامة للإتصالات وتقنية المعلومات" في سنة 2014 وتعرف عن نفسها بالتالي نصا ومن موقعها "تتولى مسؤولية الإشراف على قطاع الإتصالات ورقابته وحماية مصالح المستخدمين ومزودي الخدمات وتنظيم خدمات جميع شبكات الإتصالات في الدولة بكفاءة عالية بما يحقق الأداء الأمثل لقطاع الاتصالات ويضمن الشفافية والمساواة والمنافسة الحرة" ... ثم وضعت أهم أولوية من مهماها هي "حماية شؤون المستخدم" !!! ... في تقرير لـ "مركز اتجاهات للدراسات والبحوث" الصادر والمنشور بتاريخ 16-7-2020 يتحدث التقرير نصا عن هيئة الإتصالات بالتالي "فقد كانت أبرز انجازاتها هي الرواتب العالية ومحسوبية التعيينات بينما لم تنجح في أي مسؤولية من مسؤولياتها بما يخدم الإقتصاد الكويتي" ... ناهيك على أن رواتب موظفي ومسؤلي وقيادات الهيئة مبالغ فيها جدا وكأنهم موظفين النفط العاملين في المصافي !!! ... وقد استعرضت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي فوجدتها دون نفع أو أي فائدة فهي تنأى بنفسها عن أي حديث عام عن فساد شركات الإنترنت أو استغلالهم للمستخدمين مع أن دورها بالأساس هو أن تقتحم أي حوار خاص بالإنترنت في الكويت وتراقب وتحاسب وتتحقق وتتبع وتكشف الحقائق ... لكن الهيئة فضلت أن تمارس سلوك "ألا معني بالأمر" مع أنها أول وأهم معني بالأمر والمسؤلية السياسية والأخلاقية والقانونية ... إنترنت ضعيف تجدها صامتة !!! عروض شركات فيها من الإستغلال والجشع الوقح جهارا نهارا تجدها صامتة !!! مشتركين يتذمرون على الشركة هذه أو تلك تجدهم صامتون !!! سرعات مهولة لشبكة الجيل الخامس "5G" والمستخدمين تصلهم فعليا خدمة "4G" والأمر جدا طبيعي لا شيء في ذلك !!! ... تعتمد شركات الإنترنت في الكويت على موقع اختبار سرعة الإنترنت "speed test" مع العلم أن هناك مواقع أخرى عالمية كثيرة تخبر سرعة الإنترنت لديك وتكشف لك حقيقته لكنهم لا يريدون أن يعرفوا إلا هذه الشركة ... وحتى لو كانت لديك تقرير من "speed test" بأن سرعتك ليست بمستوى "5G" فكن متأكد بأن موظف الشركة قد لقنوه أساليب كثيرة للتحايل عليك ... فهم يتعمدون أن يظهروك بأنك جاهل وأنهم هم فقط من أفهم والأدرى منك ولو كنت محترف إنترنت ولو كنت خبير كمبيوتر ولو كنت مهندس شبكات الكل لا شيء هم فقط جهابذة عالم الإنترنت !!! ... والمسؤلية أيضا يتحملها قطاع حماية المستهلك التابع لوزارة التجارة التي تشاهد عروض الشركات وتجد فيها استغلال وقح لدرجة الهاتف الجديد بسعر 270 دينار يقفزون فيه إلى 700 دينار تحت مبررات كاذبة ظاهرها جودة الخدمة وباطنها ضمير اللصوص وجشع التجارة واستغلال أموال الناس ... ولذلك يجب أن يكون مجلس إدارة الهيئة العامة للإتصالات قابل للتغير كل سنتين وليس 4 لأهمية هذه الهيئة أولا ثم التقييم على حسب الكفاءة والإنجاز وسمعتهم الشعبية في البلاد بحسن الجهد والعمل أو بسوء العمل والإهمال ... وتغيير قيادات قطاع حماية المستهلك في وزارة التجارة أيضا كل سنتين مع مراقبة ومراجعة شاملة لأعمالهم فردا فردا ... شركات تلعب بالديره والجهات المسؤلة والرقابية عبارة عن "طراطير" وعدم إحساسنا بوجودهم فهذا يعني أنهم لا يؤدون أعمالهم بحقيقة العمل لأنها جهات تحتك بشكل مباشر مع المواطن والمقيم أي الشعور بهم من الطبيعي أن يكون موجودا لا بل مؤثرا أيضا ... وثقوا بالله بأن تغيير تلك القيادات لن يأسف عليها أحد لأنه أصلا لم يشعر بهم أحدا شركات إنترنت تمنحنا قوة انترنت في البداية ثم شيئا فشيئا تتناقص السرعات وكأن هيئة الاتصالات لا ترى ولا تسمع مع أن كل شركات الإنترنت تحت رقابتها حرفيا وتحت سلطتها لكن الهيئة فضلت أن تمارس العمل السياسي ... مع أن مهمتها ووظيفتها فنية رقابية أساسها أمن الكويت "السيبراني" وحماية أمن المستخدمين وحماية المجتمع الكويتي من المواقع الشيطانية والحسابات التي تهدد أمن وسلامة الكويت وشعبها والمجتمع وحماية أي مستخدم إنترنت من أي استغلال من قبل أي شركة اتصالات أو شركة إنترنت فهل هذا يحدث ؟ ... يا سادة عندما نرى عقوبات وغرامات وحسن تعامل من قبل الشركات وجودة إنترنت دائمة دون أي تراجع بسرعاتها هنا نقول نعم لدينا هيئة اتصالات قوية بدليل تحسن عالي المستوى في الخدمة والمعطيات المختلفة ... حان تغيير القيادات الفاشلة بقيادات تخاف الله بالشعب وتتقي الله بأموال الناس وتحاسب وتراقب وتتفاعل بشكل مؤثر واضح وقوي مع المجتمع ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم