2021-10-01

لُـبُّ صراع الإنسان مع الرغبات الجنسية ؟

 

في 9-9-2021 أعلن وزير الصحة الفرنسي "أوليفيه فيران" أنه ابتداء من العام القادم 2022 ستكون "موانع الحمل" مجانا للنساء في فرنسا حتى سن 25 سنة ... وفي فرنسا السن المشروع للفتيات بممارسة الجنس يبدأ من سن 13 عام وما فوق أما دون ذلك فيعتبر جريمة جنائية ... ويجري صراع مجتمعي برلماني هناك من أجل أن يصبح السن المشروع بحرية ممارسة الجنس للفتيات على أن يبدأ من سن 15 وليس 13 عام ... وفي إحصائية حكومية فرنسية صدرت في عام 2019 فهناك ما يقرب من 1.000 فتاة تتراوح أعمارهن بين 13 و 14 سنة حوامل وأجرى 770 فتاة منهن عملية إجهاض ... أقول ما سبق للتأكيد على أن قارة أوروبا تُعتبر هي قارة الدعارة الأولى في العالم بلا منافس تتصدرها ألمانيا التي تدر عليها أكثر من 22 مليار دولار سنويا ثم أسبانيا 21 مليار دولار ثم فرنسا 19 مليار دولار سنويا ... تلك الحقائق لها أصول ومرجعيات كثرا ما ضربت "قواعد السلوك البشري" وغيرتها وطورتها على مدى آلاف السنين ... المرأة كانت ولا تزال سلعة خدمية وجنسية يتم استغلالها بشكل كثيرا ما ترقى إلى "تجارة الحيوانات" وتحديدا في أوروبا التي تتفنن بالأكاذيب والإلتفاف على القوانين بتحايل صارخ للإنسانية ... فالمسألة عالميا وتاريخيا بدأت بتجارة بيع العبيد والجواري والتي تعتبر أقدم تجارة عرفها الإنسان في تاريخه ؟

يعود السؤال ذاته إلى أذهاننا : لماذا الجنس مهم للإنسان رجلا كان أو امرأة بأهمية يستحيل الإستغناء عنها إلا في حالة العجز العضوي ؟ ... الإجابة على هذا السؤال له إجابتين مقنعتين خُـلقيا ومنطقيا وشرعيا وعلميا فالأمر الأول هي أن الغريزة الجنسية فطـــرة فطرها الخالق عز وجل لكل البشر والفطرة هي طبيعة الخلق أي خلق الله للإنسان والحيوان والطبيعة ... وتثير بيئة الإنسان تأثيرا خطيرا يكاد يكون أساسيا بهذه الغريزة التي يمكن أن تجعله شهوانيا مجنونا أو معتلا أو حيوانيا أو تغير الميول الجنسية فيه ... فمن خلقنا سبحانه قادر في لحظه في ثواني أن ينتزع هذه الغريزة الجنسية فورا من عقل وجسد الإنسان لأن العقل يعتبر هو المُحفز الأول لتلك الغريزة والتي من العقل تبدأ عملية التنشيط والتهيؤ بمختلف الأعضاء في جسم الإنسان ابتداء من القلب والكبد والكليتين وصولا إلى الجهاز التناسلي للرجل والمرأة ... وبالتالي الأمر فطــــرة بشرية عللها ودللها وأقرّها وشرّعها خالقنا جل جلاله باستدلال الآية الكريمة في سورة آلا عمران الآية 14 { زّيِّـــنَ للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب } ... زُيّـنَ !!! من زَيّـنَ هذا الأمر وحببه في نفس الإنسان ؟ من خلق الإنسان وخلق كل شيء سبحانه ... وهنا يأتي أصل الفطرة وأصل التزيين أن تكون شرعية ومنطقية وإنسانية لا حيوانية ولا إكراه وليس الأمر مجاني أو دون حقوق ... لأن حتى زوجتك لها مالا وحقوقا فما بالك بالغريبة إذن الأمر خارج نطاق الإنسان نعم والأمر خارج سيطرة كائن من يكون نعم ... والأمر لا شأن فيه لرجل متدين أو امرأة راهبة ولا دخل لدين وعقيدة ولا دخل لجاهل أو عاقل ولا عالم ومثقف في الأمر إنما الأديان والعقائد هي مُنظمة للحقوق "الشرعية" تحميك أنت أولا وتحمي من معك من أي ذنب أو إثم ... ثم جاءت فوقها القوانين والتشريعات المنظمة والتي تحمي الرجل من أي كيد وتحمي المرأة من أي اعتداء جنسي دون إرادتها ... وهنا يقع الكثير من رجال البحث الجنائي ورجال أمن الدولة والمخابرات وصولا حتى إلى الأطباء النفسيين بوضعهم أمام حالة من عد الفهم والتفسير الخاطئ للمتهم فكيف رجلا متدينا وفي نفس الوقت مدمنا على الأفلام الإباحية ؟ ... وكيف رجلا معروفا في المجتمع بوقاره يتم اكتشاف أنه يحمل شذوذ جنسي ؟ وتلك من القضايا التي بحث فيها رجال الأمن كثيرا قديما وحديثا وأصيبوا بالصدمة أو الدهشة دون فهم واقع الأمر وحقيقته ... بدليل كثيرا ما أطلعتنا الصحافة المحلية والعالمية على أخبار أن إمام مسجد ضبط في وضع مخل بالأخلاقيات والقس فلانا في الكنيسة الفلانية قُدّم للمحاكمة بتهمة الإعتداء الجنسي أو التحرش الجنسي بقاصر ... وهذا الأمر في حقيقته هو خارج إطار العمل أو الديانات كما أسلفت إنما الديانات والقوانين هي عوامل ضبط وتحكم وردع وتنظيم ليس أكثر ... وكدليل أخر بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين يكثر فيها الفساد والتحرش الجنسي والفاتيكان قبلة المسيحيين حدث ولا حرج بالفساد والجرائم وقِبلة اليهود في القدس حولوا فلسطين إلى أم الدعارة والمثلية الجنسية ... وبالتالي أن تكون الأرض الطاهرة لا يعني أنها تحتضن شعب طاهر 100% لأن المسألة بشر وخلق بشر وتفكير بشر وغرائز بشر وطالما نحن بشر فنحن إذن نخطئ ولو لم نكن نخطئ فما فائدة وما ضرورة صفة الإستغفار لرب السموات والأرض جل جلاله ؟

الفطرة السماوية غلبت ضعف الإنسان أمامها ولذلك كثيرا ما يضعف الرجل أمام حسن جمال المرأة ويضعف أمام قوامها أو يضعف أمام جنونها في المعاشرة ... والمرأة أيضا تمتلك نفس الأمر لا فرق بينها وبين الرجل فكثيرا ما ضعفت أمام طول أو جمال أو مال هذا وذاك أو استسلمت لجنون وفنون الرجل في المعاشرة ... كل ما سبق واقع وحقيقة لا بل عِلم يُدرس في كليات علم النفس وكليات الفلسفة وصولا إلى علم المخابرات التي أثبتت بآلاف الأدلة أن العنصر النسائي يحقق انتصارات أمنية ومخابراتية لا مثيل لها ونجحت آلاف عمليات الإبتزاز السياسية بسبب استغلال جنس المرأة ... أي أن المرأة تم استخدامها في أعمال الجاسوسية والمخابراتية منذ أكثر من 100 عام وحتى يومنا هذا ولكم أن تتحققوا من فيلم "كشف المستور" الذي صدر في 1994 من تمثيل الراحل "يوسف شعبان وفاروق الفيشاوي ونبيلة عبيد" ... كيف المخابرات المصرية توظف بعض المصريات للدعارة تحت بند أو مبدأ "خدمة الوطن" وبالتأكيد هذا مبدأ كاذب وشيطاني وجهاز المخابرات المصري مليئ جدا بقذارة استغلال الفتيات والفنانات كباقي أجهزة المخابرات ... لتكتمل الصورة بأن الفطرة البشرية تم استغلالها وتوظيفها لأعمال الدول والحكومات كما كانت المرأة كانت تجارة بيع الجواري التي وصلت إلى قمتها في العصر العباسي والأندلسي ... والجاسوسية منذ آلاف السنين كل قرن وله ظرفه وأساليبه حتى وصل إلى "الجاسوسية العلمية" في العصر الحديث سالف الذكر ؟

إن الدعارة بشكل رسمي أو بشكل سري أو تجارة المرأة بجسدها هي قائمة وأمر واقع كان منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا ... زاد على الأمر قبل 60 عام مسألة المشاعر و الـ "التنوع الجنسي - sexual diversity" ثم بدأت فنون تجارة الجنس منذ ذاك الحين وحتى يومنا هذا ... ثم تفجر الأمر بشكل جنوني قبل 30 سنة تقريبا عندما خرج عالم الإنترنت والمواقع والمنتديات ثم تبعها مواقع التواصل الإجتماعي فأصبح الجنس أو المتعة الجنسية أسهل من قول "السلام عليكم" ... وتلك البوابة التي استغلتها الصهيونية والماسونية العالمية فسقط أمامها كل نساء العالم إلا المرأة العربية التي لا تزال صامدة ومهما رأيت من شواذ فهن القلة لكن الغالبية تستحق أن ترفع لهن القبعات ... فسقطت النساء في كل قارات العالم وأصبح الجنس فيها سهل وبسيط حتى وصلت الأمور إلى منح الشواذ حقوق تشريعية تحميها قوانين البلاد في كل العالم إلا في الدول العربية ... لنستخلص من موضوعنا هذا أن الجنس فطرة خلقها ربنا فينا كمتعة من مُتع الحياة التي زَيّـنها ربنا سبحانه وتعالى أولا للرجال وجعل سبحانه المرأة أو النساء في المرتبة الأولى كمتاع الدنيا وزينتها ثم البنين ثم المال "الذهب والفضة" ثم وثم ... ويبقى على الإنسان أن يرى نفسه هل يستخدم فطرته بالشكل الطبيعي أم يبني له قصورا في جهنم ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم