2021-10-09

إما العفو عن الجميع وإلا ....

 

الحوار الوطني الذي دعى إليه سمو أمير البلاد الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح بارك الله في عمر سموه بتاريخ 29-9-2021 هي دعوة أبوية أخلاقية عالية وجهها تحديدا إلى السلطتين التنفيذية والتشريعية التي يرأسها سموه كلا السلطتين بالإضافة إلى السلطة القضائية ... وتلك الدعوة الكريمة نتفهم أهميتها كمتابعين ومراقبين وراصدين للأحداث محليا وخارجيا وقبل كل شي نقر ونعترف بحق ولي الأمر أمير البلاد وحاكم العباد عرفا وخلقا ومبدأ وشرعا قبل أن يكون دستورا وقانونا بأحقية أمير البلاد العفو عمن يشاء وفق تقدير سموه هو لا جدال في ذاك ولا ينازعه في هذا الأمر أحدا ... لكن هناك من يريد الإساءة أو الإضرار أو المساس بالمقام السامي وتحديدا في باب "العفو الخاص" الذي يصدر بمرسوم أميري يسقط أي حكم أو مجموعة أحكام على أي فرد كان سواء مواطن أو مقيم بعد صدور حكم نهائي في القضية ... وتلك الإساءة أو الإستهداف يتم عبر ممارسات شيطانية أو صبيانية بل وملعونة مارسوها على سمو الأمير الراحل الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ... وذلك من خلال التطاول والمساس بالمقام السامي والعيب في الذات الأميرية وتشويه صورة الكويت وإشاعة وإذاعة أخبار كاذبة وضرب الروح المعنوية للمواطنين ... وقد سبقها زعزعة لأمن البلاد عبر زعزعة الشارع بمظاهرات كانت ضمن مخطط شيطاني ملعون أدى إلى اقتحام مبنى مجلس الأمة ومحاولات عديدة للتظاهر أمام منزل رئيس الحكومة السابق الشيخ / ناصر المحمد الصباح ... ومحاولات للتظاهر والوصول إلى مبنى مجلس الوزراء والديوان الأميري ثم ندوات السب والشتم والتطول وترويع الآمنين ... حتى وصلت الأمور إلى مؤامرة قلب نظام الحكم في سمى سمي بـ "بلاغ الكويت" الذي كان عبارة عن مسرحية وقحة ثم تبعها مؤامرة ومخطط "قروب الفنطاس" الشيطاني والكل عاش في تلك الأيام الغابرة ... تلك الأيام التي اليوم وفي ساعتكم ويومكم هذا سوادهم الأعظم يريدون من الجميع أن يتناسوا كل شيء ويتغاضوا عن كل ما مضى وكأن شيئا لم يكن ... هرب رؤوس الفتنة والمتهمين المحكوم عليهم بأحكام قضائية نهائية إلى الخارج بعضهم يتمتع بأجواء تركيا والأخرين يتمتعون بأجواء بريطانيا ؟

فيديو استقبال سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه للنائب السابق "فهد الخنة" بعد صدور عفو أميري خاص عنه

فيديو استقبال سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه للنائب السابق "وليد الطبطبائي" بعد صدور عفو أميري خاص عنه

سن سمو أمير الراحل الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه سنة الرجال الكرام وقرر أن كل من يقدم كتاب اعتذار للقيادة السياسية عن أفعاله المخزية بأن يعود إلى البلاد آمنا مطمئنا وبعد عودته ببضعة أيام لا أسابيع أن يصدر له عفو أميري خاص له ... ثم يعود إلى حياته الطبيعية وكأن شيئا لم يكن مع شديد الملاحظة أن كل الهاربين في الخارج لم تنقطع رواتبهم أو عملياتهم المالية في حساباتهم الشخصية وتلك ميزة يستحيل أن تحدث في أي دولة عربية إلا أن توقف رواتبهم وتجمد حساباتهم البنكية في ظل ممارسة من الإنتقام السياسي وهذا ما لم يحدث في الكويت أو لم يمارسها النظام السياسي الكويتي ... وبالتأكيد المعارضة الورقية لدينا في الخارج يستحيل أن تذكر هذا الفضل وتلك الفضيلة ويستحيل أن تخرج إلى العلن وتنطق بالحق وتقول نعم نحن من رفضنا الإعتذار للقيادة السياسية ونحن من رفضنا العودة إلا بشروطنا ونحن من حركنا كتلة المعارضة في البرلمان ونحن من طلبنا منهم أن يصدر العفو عنا بقانون وليس تفضلا من القيادة السياسية حتى وإن كانت علينا أحكام قضائية نهائيـــــة ... وبفضل كتلة المعارضة في البرلمان مارست بأعمال لا ترقى إلا كونها أعملا صبيانية لا تمت للعمل السياسي بأي صلة وانتهكت القانون والدستور بممارساتها تارة وبالإستجوابات الشخصانية تارة أخرى ... بهدف الضغط على الحكومة وعلى القيادة السياسية من أجل فرض قانون العفو الشامل عن بعض الهاربين في الخارج وليس الجميع أي يريدون قانون عفو خاص على مقاس بضعة أفراد هاربين من العدالة ... وبالتأكيد تلك ممارسة كما أسلفنا صبيانية بامتياز وخالية كليا من أي شرف وأي عدالة وفيها من الإضرار البالغ للمساواة بين الجميع كهاربين ... والقيادة السياسية فعليا وواقعيا تمتلك أدوات كثيرة بيدها أبسطها أن يتم حل مجلس الأمة فتسقط كل الإستجوابات الشخصانية للأعضاء ليعودوا إلى الشارع في انتخابات برلمانية جديدة ... ومن المفارقات المضحكة لشرذمة من بضعة أفراد من معارضة مراهقين فقد كان أول مبدأهم في البرلمان رحيل الرئيسين "رئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء" ... تلقائيا نعرف أن من يطالب بتلك المطالبات هو ليس نائب أمة بل كارثة أمة أن يطلب بإسقاط رئيسين وبسقوطهما يعني سقوط طالب الدعوة نفسه مما يؤكد أن المعارضة كانت ولا تزال وسوف تبقى بلا عقل بلا فهم سياسي بلا وعي أصلا ... بدليل من كان يطالب برحيل الرئيسين هو اليوم يجلس مع الرئيسين ويتفاوض معهما على طاولة واحدة وبشكل مباشر وجها لوجه فأي عبقرية سياسية هذه !!!

إما العفو عن الجميع وإلا ....

عندما يصدر عفو أميري خاص فإنه لا يُنظر للجُرم كدافع بل إلى الحكم القضائي أولا ثم تذهب لترى أسباب العفو ... والعفو الأميري الخاص في الكويت حدث كثيرا لأسباب سياسية خارجية كما حدث مع العفو الأميري الخاص عن بعض الفلسطينيين الخونة الذين تعاونوا مع الاحتلال العراقي في 1990 ... وهناك عفو لأسباب إنسانية صرفة أي بمعنى صدر عفو خاص عن فرد أو مجموعة أفراد بعد طلب من أهاليهم ... واليوم نحن على أعتاب محاولات استغلال وابتزاز لصفة "العفو الأميري الخاص" لتحقيق مكتسبات فردية شخصية على حساب العدالة القضائية ... ولذلك العفو اليوم يجب أن ينظر أولا لكل الفارين من العدالة الكويتية والمتواجدين في الخارج وإن كان اليوم مبدأ مراهقي السياسية أن يكون ويحدث العفو دون النظر للجرم فمن العدالة أيضا أن نتحدث عن كل من خان وطعن الكويت وشعبها عبر التشهير بأكاذيبه خارجيا في محاولة لتشويه صورة الكويت وأيضا من سرق المال العام ... لا أن يكون عفو على مقاس فريق دون الأخر لا بل أذهب من ذلك وأقول أن العفو أيضا يجب أن يشمل كل مساجين الكويت في الداخل من كل القضايا باستثناء قضايا القتل ... فعودة الهاربين من الخارج وفرحة أهاليهم ليست أشرف ولا أفضل من فرحة أهالي غيرهم في الداخل الكل يجب أن يكون متساويا ... وإن كان هذا الأمر كبيرا فعفو أمير البلاد أكبر منه بكثير وعفو رب العالمين سبحانه أكبر من سمو أميرنا ومنا جميعا ... وإلا ليكون العدل بإحقاق الحق على الجميع لا أن يؤخذ الأمر بأسلوب الأوغاد وطريق الأشرار لتحقيق مآرب خبيثة بدعوى الإصلاح الكاذب والحيل الملتوية لفك رقبة هذا وترك رقبة ذاك ... وإلا الأمر سيكون اهرب للخارج افتح حسابات وهمية محمية بالـ VPN وافتح قنوات على اليوتيوب وافتري واكذب وشوه صورة الكويت من هنا وحرك السفهاء والجهلة والحمقى هناك ... واضرب نفس كل شخص جاهل لا يبحث لا يقرأ لا يتحقق وفزّع الطائفية هنا والقبيلة هناك لتسبب إزعاج للسلطات وللسلطة وللمجتمع ثم بعد بضعة سنوات ابشر بالعفو الخاص !!! ... مع ملاحظة أني كتبت وبل وطالبت بعودة الهاربين بالطرق المسؤلة والأدبية المشروعة لكن تبين أننا أمام شرذمة لا تعرف الحق طريقا وليس لها باب في أمانة الضمائر ... واستغلال خاصية "العفو الأميري الخاص" بالتأكيد أن القيادة السياسية مدركة لما يحاك ضدها أو تعرف أكثر من جيد ألاعيب هذا وذاك لكن وجب التذكير والتنبيه لا الفرض ولا التشرّط ولا الإستعلاء كما فعله ويفعله الفريق المغيب ضميريا ... والعدالة النسبية هي من فرضت نفسها على الحدث وعلى الواقع وعلى المنطق عندما طالبوا بعفو خاص عن شرذمة محددة بالأسماء وليس كل من في الخارج وتلك دكتاتورية وفساد ما سبقهم أحدا من قبله فيها ... والشرف والفروسية والكرامة أن لا تطالب بالعفو عن نفسك وتترك غيرك يواجه مصيره بل عن كل من هم معك وفي نفس وضعك ومثل ظروفك "هــــــاربين" ... فأي رجولة هذه وأي ضمير هذا الذي يطالب بالحق الفاسد عن نفسه ويترك الأخرين ويتذرع بذرائع لا تنم إلا عن ضمير فاسد وأخلاق ناقصة ... ولذلك اليوم إما عفو شامل عن كل من في الداخل ومن في الخارج الكل وإلا هناك ظلم كبير وانتهاك للعادلة وللمساواة ... وتشويه خبيث لخاصية "العفو الأميري الخاص" الذي يحاولون تشويهه بمحاولاتهم المستميتة بعيدا عن أي عدالة وعن أي إنسانية وعن أي شرف وضمير ... فإما أن يفرح الجميع أو أن يطبق القانون على الجميع وفي هذه الحالة سنصفق للجميع ونفرح للجميع ونفتح صفحة جديدة مع الجميع وعفا الله عما سلف ... لا أن يفرح البعض ويبكي البعض الأخر ويأتي الفرج لهذا ويمنع الفرج عن ذاك ففي ذلك ظلم عظيم وحساب عسير لمن خبث وسعى في خبثه وقلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق ... والأهم من ذلك أن لا يتم السماح لأحد بالمساس بخاصية "العفو الأميري الخاص" لتمرير مساعيه الشيطانية بثياب الناصح المصلح وكأن الله ما خلق لنا عقولا ؟



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم