2024-01-20

كذبة ومسرحية .. الأمن القومي للدولة ؟

 

الدول العربية والخليجية بـ "سوادها الأعظم" سوّقت كذبة الأمن القومي للدولة ... وهذا التسويق في الحقيقة ما هو سوى للتنكيل بالشارع بالمعارضين "الوطنيين" ونشر الرعب بين الشعب في سياسة صناعة العبيــــــد وتمكين الفساد والفاسدين لأقصى درجة ... تتحدث في السياسة يعتبر تهديد للأمن القومي ... تشتكي عليك دولة ما بسبب مقالة أو تغريدة يعتبر تهديد للأمن القومي حتى وأن كانت تلك الدولة ينظفون بسمعتها الحمامات العمومية في أوروبا وأمريكا ... تنتقد مسؤلا نقدا لاذعا يتهمونك بزعزعة السلم الأهلي وتهديد للأمن القومي فقط لإسكاتك ... تكشف إهمال أو فساد وزير أو وكيل وزارة أو إدارة ما يتهموك بالتظليل وتهديد الأمن القومي ... صاعد نازل حق باطل حتى ولو رميت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بمزاجيتهم تعتبر عنصر تهديد للأمن القومي ... وهكذا حتى أصبحنا في واقع حقيقي نشاهد شعوبا عربية وخليجية تعيش في حالة انفصام شخصية وانفصال عن الواقع في حالة بتعويض النقص في الداخل فينتقدون أوضاع الأخرين في الخارج ... حقا إنه شيئ عجاب مطايا العبيد يتحدثون كالأحرار !!!

حقيقة الأمن القومي 

الأمن القومي : هو حماية الدولة للشعب من الأخطار الداخلية والخارجية وبتعريف أعمق هي وظيفة ومسؤلية الحاكم وحكوماته أولا ثم مسؤلية البرلمان بالحفاظ على أمن وحقوق الشعب الرئيسية منها : الأمن وأعلى درجات الأمان - عدالة القضاء وتطبيق القانون - التنمية - حرية العبادة والفكر والمعتقد - العلاج الصحي - التعليم المتطور - مكافحة الفساد ... وأضيف على ما سبق أن الأمن القومي هو : الإكتفاء الذاتي من الغذاء والمياه والدواء والسلاح والصناعات الأساسية التي تفكك أكبر نسبة ممكنة من الإعتماد على الخارج ... ولذلك الشعوب التي تثرثر سياسة وغير سياسة تلقائيا عليك أن تعلم أنها دول فاشلة عاجزة عن التطوير ويتملكها الفساد من أعلى السلطة إلى أسفلها ... في مقابل الدول الصناعية التي يعمل شعبها في مختلف أنواع وأشكال الصناعات والحرف اليدوية ... ولذلك على سبيل المثال تجد أغلب شعوب دول الخليج لا يعملون بوظائف "طباخ - سفرجي - خادم - زراع - خباز - حداد - نجار - أدوات صحية - بناء - صانع حرفة - سائق - إلخ" ... لأن العقلية الخليجية أسيرة للقبلية ولصراع القبائل ومطواعة لتفاخر الأنساب العربية ومحفزة للمجاملات الإجتماعية وسط توجس مرعب من لتنمر الإجتماعي ... عيــــــب أنا ولد فلان أشتغل جذيه أنا ولد علان لازم معاشي فوق الـ 1.000 دينار أنا بعد 5 سنين لازم أكون مدير ... والشعوب الخليجية التي تجد فيها من يعملون بمثل تلك الوظائف سابقة الذكر هم القلة والقلة النادرة والسبب بشكل بديهي هو الفقر في دولهم ... ومن لا يعرف فإن هناك دولا خليجية يوجد فيها فقراء وفقراء لدرجة قاهرة أيضا ... لكن الترف هو الطاغي والنفاق الإجتماعي مستشري لدرجة الجنون ؟

عندما كذبوا عليكم بأن ارتفاع نسبة السكان يعني حرق موارد الدولة وإضعاف إمكانياتها وصولا إلى كذبة أن الأرض لن تستطيع أن تنتج وتعطي البشرية كافة ... كلها مبررات كاذبة لا أساس لها من الصحة فمياه البحار يمكن تحليتها والتعاطي معها كحال دول الخليج ومياه البحر لا تنتهي حتى قيام الساعة ... ونسبة الأراضي الخالية الغير مأهولة بالسكان هي الأكبر على الإطلاق في العالم باستثناء "الصين - الهند" ... بمعنى لو زرعت 30% من مساحة اليابسة على كوكب الأرض لرأيت الطعام يرمى في القمامة من فرط الخيرات ... لكن مؤامرات ومخططات الشركات العلمية الكبرى + اللصوص من الحكام والحكومات حول العالم هم من لا يريدون أن تنتعش الزراعات والصناعات لأن كلما قلت الزراعة والصناعة كلما ارتفعت أسعارها وزادت أرباحها ... واليوم أخرجوا "الذكاء الصناعي" والذي إن استفحل أمره فإن أكثر من 3 مليار موظف حول العالم بعوائلهم لن يجدوا وظيفة ولا راتبا ... ومعلومة أسوقها من باب الشيء بالشيء يذكر فإن اليوم لو كل إنسان أكل بيضة واحدة ودجاجة واحدة فلن ينقرض نسل سلالة الدجاج في العالم ... ولو أكل 8 مليار إنسان في كل يوم 8 مليار سمكة متوسطة الوزن والطول فلن تنتهي أسماك البحار حتى قيام الساعة ... ولو خصصت مساحة مثل السودان للزراعة فقط فإن تلك المساحة كافية لإطعام 8 مليار إنسان كل يوم ... ولذلك الشركات الكبرى في العالم تتقاتل على الدول التي تمتلك أعلى نسبة سكان لأن مبيعاتها ستقفز للأعلى بعكس الدول التي لديها تعداد سكان قليل فإن مبيعاتها قليلة ولو كانت قدرتهم الشرائية عالية ... كل ما سبق هو يندرج في محور الأمن القومي للدولة أي الزراعة الطعام الغذاء الشراب المياه والألبان والأجبان والبيض واللحوم بمختلف أنواعها والصناعات والدواء والأهم هو القدرة الشرائية للمواطن ؟

الأمن القومي للدولة لا ينحصر بحرية الرأي بل يجب السؤال لماذا توجد لديك حرية رأي أصلا ؟ ... لأن الشعب فارغ فاضي يتأرجح ما بين شعب مُنعّم مترف وشعب أخر فقير لم يجد عملا ولا مهنة وكلاهما لديهم وقت فراغ مهول فيحرقونه بالثرثرة بالجريمة بالجنس بالشذوذ وصولا حتى للخيانة والعمالة وفساد الأخلاق وسيكولوجية الفرد نفسه بتضارب الأيديولوجيات العقلية والنفسية كل حسب بيئته وتربيته ... الأمن القومي الحقيقي أن ترى أبناء الوطن يعملون صباحا ومساء ويحسنون من مدخولهم ... الأمن القومي أن تشجع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنشط الإقتصاد وتفتح البلاد للسياحة النظيفة دون تعقيدات من الجهلة والفشلة من متخذين القرار ... الأمن القومي أن تدفع لكسر القواعد المجتمعية والتي ترعرعت في كنف الدول المريضة والحكومات المتخلفة لتجعل من المواطن لا يستحي من العمل اليدوي ولا يستحي من الأعمال الدنيا وتنشئ لديك صناعات صغيرة ومتوسطة ... الأمن القومي هو أن تصل في يوم إلى أن نسبة الإكتفاء الذاتي كأقل تقدير 80% من مجموع مقارنات "الإستيراد والتصدير" ... الأمن القومي عندما تتعزز الوطنية في نفوس المواطنين بعدالة تطبيق القانون وجدية مكافحة الفساد وصناعة أقصى درجات نزاهة وشفافية القضاء والأداء الحكومي ... الأمن القومي الحقيقي هو الذي تُفاخر به بين الأمم والشعوب باكتفائك الذاتي الحقيقي من السلع والغذاء والدواء وفي نفس الوقت بمدى مساحة حريات الفكر وتنوع الآراء ... الأمن القومي يكون مدعاة لسخرية العامة عندما تنكل بالمواطنين بسبب تغريدة أو بسبب كتاب أو بسبب مقالة ... الأمن القومي الحقيقي عندما يكون جيشك وشرطتك من جنسية بلدك 100% لا مخترقا من جنسيات لا حصر لها ... الأمن القومي أن تمضي الحكومة في إصلاحاتها ولا تتراجع وتتحدث للمواطنين في سياسة الباب المفتوح إعلاميا وبرلمانيا لا أن يتهرب المسؤل من الإجابات والإنتقادات ويتنصل من مسؤلياته كأنه لص ... الأمن القومي أن تصنع ولاء وطنيا كالفولاذ غير قابل للإختراق من خلال أجهزة أمنية شديدة التطور وعظيمة الوعي والثقافة لا تعرف النوم دون انتهاك مطلق لحقوق الإنسان وحقوق المتهم المدنية والقانونية والقضائية ... وليس كحال كل الدول العربية أمنها بعد الساعة 3 فجرا الجميع نيام وحتى من على رأس عمله يتمتع بطاقة 20% بعكس دول أخرى لو علمتم قدراتهم لصعقتم مما أنتم فيه ... الأمن القومي أن لا تسمح بالمطلق باختراق جهازك الإعلامي ومن ثم يتراجع لأدنى المستويات ومن ثم يمنع وصول صوتك للخارج كحال الرياضة التي دمرها الفاسدين وعصابات المتنفذين الذين حولوا دولة وشعب بأكملهم إلى "شركة مساهمة مقفلة" حصرية لهم لتستجدي الرعية حقوقها بالتفضل عليهم من ولي النعم المسؤل هذا وتلك ... والصدمة التي كثيرا منكم لا يعلمونها أن 70% من دول العالم بما فيها أوروبا لا يوجد لديهم مصطلح "الأمن القومي" بل أمن الإقتصاد بالزراعة والصناعة ومحاربة الفساد والفقر وصراع الديون وأمن الإنترنت اليوم أو بما يسمى "الأمن السيبراني" والإبتعاد قدر الإمكان عن الصراعات والحروب وشبح الحرب النووية ... الأمن الوطني كذبة في مسرحية كبرى لم يستفد منها إلا أصحاب السلطة والمنتفعين من مزايا فساد المناصب وانتهاك المال العام ومرضى التوحش الأمني ... كان ما سبق مجرد أضغاث أحلام من رجل حالم وكم أتعبتني أحلامي ؟ 




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم