2024-02-04

تناقضات عقل الإنســـان وصراع غرائزه 3

 

في السلوك البشري لحياة الأغنياء والأثرياء وصولا إلى الأسر الحاكمة ... يخبرنا التاريخ القديم والحديث أن "سيكولوجية أفرادها" من النادر أن تشعر بالذنب بتأنيب الضمير لا تهتم لا تتأثر بأوضاع الأخرين ولا يبالون مطلقا بأحوال الرعية أو عوام الناس ولا حتى لأفرع أسرهم مثل ابن العم وبنت الخال إلخ ... وتلك الحقيقة لا تنحصر مطلقا بأسرة حاكمة واحدة بعدد أفرادها بالمئات أو الآلاف بل بقائمة طويلة جدا من الأسر الحاكمة على مر التاريخ ... لأنه تأصلت في عميق وجدانهم وأسرارهم الحصرية أن تربية أسر الحكم تختلف تماما عن تربية أسر الأخرين أيا ومهما كانوا ولذلك لن تجد في التاريخ أيا من الحكام أو سلالتهم وقف طواعية ليعتذر للرعية عن سوء إدارته أو فشل سياسته بل كانوا يبررون ... ولذلك تأصلت وتعززت سياسة إفقار الشعوب وإذلال الرعية حتى إذا رميت لـ "الرعية" القليل دانوا لك بالشكر والولاء وبالتالي بالوفاء ... تلك السياسة أنتجت استراتيجية "صناعة الجهل" لأقصى درجة ولذلك الدولة التي يكون فيها العقل مغيبا تلقائيا يُصنع فيها جيوش مجنونة لا عقل لها مطلقا ... والجنون هنا أن الجيش 97% هم من الفشلة والجهلة ولدوا وترعرعوا في بيئة متخلفة سطحية صديقة الجوع والحاجة التي بديهيا تصنع النفس الذليلة وتصقل الشخصية المنقادة ... فيصقل سلوك الفرد منذ الصغر على الخوف من الدولة والرعب من المسؤل مع ضخ أكبر قدر مما تستطيع من الدين في الضحية ورعب القصص والحكايات ... حتى ينشأ ويكبر معتقدا أن الحاكم هو وكيل الله على الأرض وطاعته من طاعة الله فيطيع كالعبد للإلــــه كما أطاع الوالدين كالإلــــه المقدس ولو كانوا فجرة سحرة نمامين فاسقين لم يركعوا لله ولا مرة ... ومن هذا الجيش من الجهلة يصنعون أقذر شخصية من الأوغاد بزعم الدفاع عن الوطن وفي الحقيقة هم يدافعون عن كرسي الحاكم حصريا ... وفي هذا الجيش من المهم جدا أن يقود كل مجموعة جهلة من يملك القليل من العقل كشرط أن العاقل يقود المجانين لكنه في الحقيقة العاقل هو مجنون أصلا منحوه الرتبة فقالوا له أنت الدولة أنت السلطة والشعب يخافك والكثير من الرعاع سيتمنون خدمتك ... وصاحب الرتبة هو مطية وعبد للرتبة الأكبر وهكذا في تسلسل هرمي عبارة عن "فن السيطرة على الفرد والجماعة" وسلب إرادته وتوجيهه حيثما شاؤوا ؟

 الإقنــــاع والإقتنـــاع

مسألة الإيمان بالله سبحانه وتعالى أو الكفر به أو الإلحاد هي مسألة قناعة واقتناع بنسبة 100% ... بدليل أن الأمم الدينية "يهود - مسيحيين - مسلمين" كل دين منقسم لعدة أقسام وكل قسم يبغض ويكره الأخر رغم أنهم يؤمنون بنفس الدين السماوي ... وكل منهم يعتقد بما هو مؤمن به كل حسب مذهبه "شيعة - سنة - أباظية - صوفية - أرثدوكس - كاثوليك - بروتستانت - اليهودية السامرية والأرثوذكسية والإصلاحية والشرقية" وغيرها ... كل هذا الإنقسام سببه الرئيسي والأساسي "الإقنــــاع والإقتنـــاع" ... ولذلك عندما خرج مصطلح "العقيدة" والعقيدة اعتقاد والإعتقاد ظـــــن لكن الإيمان يقيــــــن ... ولذلك الكتب السماوية كثيرا ما سلطت الأضواء على سلوكيات بشرية شاذة منحرفة خاطئة في أزمان الأنبياء والرسل والأمم والشعوب البائدة قديما ... لتتجلى الحقيقة التاريخية أن الإنسان "متغير وغير ثابت" والمتغير لا يمكنك الوثوق به مطلقا بسبب واقع التغيير بفعل الظروف أو البيئة أو المغريات ... بمعنى اقنعني وإن فشلت فأنت لم تدرك الحقيقة بعد أن الإنسان ما هو إلا مجموعة إغراءات تأثير وتأثر وإقناع وصفقات شخصية ... وهنا تأخذنا المسألة في صراع "الخير والشر" فللخير أسباب وللشر مبررات والأسباب والمبررات كل منها على حدى يحدث صراع ونقاش ... بمعنى حتى في الخير يحدث انتقاد وخلاف وتشكيك وفي الشر يحدث خلاف ولوم وعتب ... كل ما سبق لم نخرج من موضوعنا بل نحن في عميق شخصية الفرد والتحكم بإرادة الفرد وتوجيه الفرد وقناعة الفرد ... لكن كيف يقتنع الفرد ومن يقنعه وأسباب اقتناعه ممن عدمه ؟ ... هذه المسألة مرتبطة تماما بمن أمامه أي من هو أمامك حتى يقنعك أو ما هو الكتاب الذي بيديك تقرأه فيؤثر بداخلك ؟

في صفحات العلم لا يمكن أن تجد مجانين متوحشين أكثر من "علماء الأحياء & علماء الفيزياء & علماء الكيمياء" ... وجنون هؤلاء لا يوجد له حد حتى أن غالبيتهم هم كفار ملاحدة وأيضا كثير منهم أمنوا وأسلموا ... تلك الحالة يمكن أن نصنفها أنها "صراع العقل والقلب" في حرب النفس والذات لإيجاد اليقين وليس الإعتقاد ... ولذلك لو بحثت جيدا في تطور علم الأحياء ليس القديم جدا كلا بل ما بعد سنة 1700 ميلادية سوف تلاحظ يقينا جشع النفس البشرية في هذا العلم برغبة متوحشة للتضحية بالأخرين طمعا بالمال والشهرة ... وكيف علم الفيزياء أقحموه في علم الأحياء ففتح باب جديد تحت إسم "الفيزياء الحيوية" ... وما خلص له "مؤتمر أزمولار لمركب الحمض النووي" في 1975 بورقة بحثية اتفق عليها معظم الحضور عندما اتفقوا على مبدأ مرعب وهو "البحوث يجب أن تستمر لكن يجب عزل الكائنات الجديدة المعدلة وراثيا عن العالم" ... بمعنى كما نجحوا في زراعة "المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا" هناك أيضا إنسان معدل وراثيا لكنه محجوب عن البشرية لأنها قواعد البحث شديدة السرية ... لصناعة إنسان طويل العمر أو إنسان لا يشيخ أو إنسان لا يتأثر بالجراح أو إنسان لديه قدرات جنسية وقدرات جسمانية استثنائية خارقة حتى فتح باب "الذكاء الصناعي" على مصراعيه في تجارب بدأت من "الروبوت" وأصبح اليوم واقعا مرعبا ... كل هذا ظاهره خدمة البشرية وإنقاذها وتطور العلم لكن في الحقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير وهو فناء البشرية واستعبادها وإنكار حق الأرض والطبيعة بأن تأخذ دورتها وفطرتها ... لنعود لنفس النقطة وهي النفس البشرية بجشعها بوحشيتها بعبودياتها للمال والشهرة وتميز الذات حتى ولو على حساب الأخرين ولو حتى مات ألف أو مليون فلا توجد أي مشكلة ... بل وحتى لو خانت الأب والأم والأخ والأخت والسلالة بأكملها يكفي أن تراجع قائمة الخونة من السلالات الحاكمة لتكتشف عجب العجاب ؟

نستخلص مما سبق أن النفس البشرية لا يمكن وبالمطلق لا يمكنك الوثوق بها بخيرها أو شرها ... لأن الخير والشر لا شأن له نهائيا بالثراء أو الفقر إنما هي أنفس بشرية يزرع فيها الخير أو الشر منذ الصغر وتحديدا في المرحلة العمرية التي تقع ما بين سنتين إلى 7 سنوات فقط وبعدها الأمر خرج عن سيطرتك ... وهناك شخصيات تعود لرشدها بعد سن الأربعين بسبب مآسي تجاربها وما تعرضت له ... مدفوعة برغبة التقرب إلى الله بحالة من الروحانية وهروبا من واقعها الأمر الذي يؤدي إلى استقامتها ... وعلى النقيض هناك حالات بشرية لا تعود ولا تستقيم بل وربما تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير جدا فيتأصل في ذاتها الكره والحقد على البشرية أو المجتمع بأسره ... وعلى الوجه الأخر تجد ازدهار تجار الأديان "حاخامات - قساوسة - مطاوعة" في رحلة من الإزدهار لم تتوقف منذ أكثر من 5.000 سنة قبل الميلاد وحتى يومنا هذا ... وإيطاليا التي هي عاصمة المسيحيين تجد فيها كل درجات الفحش والجرائم وهي منبع وأصل "المافيا العالمية" ... والسعودية التي يوجد على أرضها "مكة والمدينة" حدث ولا حرج ... وإسرائيل التي تعتبر قبلة اليهود لا حاجة لتعرف تاريخ إرهابها وجرائمها ... ولذلك هناك 3 شخصيات بشرية إياك أن تثق بأي أحد منهم وهم "السياسي - الإقتصادي - رجل الدين" ... حتى ولو تصفحت الكتب السماوية الثلاثة "التوراة والإنجيل والقرآن" بكل يقين ستجد أن المحرمات الـ 10 الرئيسية ثابتة في الكتب الثلاثة ... وستجد القاعدة السماوية والتاريخية متأصلة مذكورة راسخة وهي قاعدة "العين بالعين والسن بالسن" لكل الأمم والشعوب على مر الزمان وطول التاريخ ؟



يتبع الجزء الرابع والأخير 




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم