منذ أن تم ولادة الدستور الكويتي في عام 1962م تم تعطيلة مرتين في عام 1976م و 1986م ؟
المرة الأولى من تعطيل الدستور
في 1976م من عهد أمير الكويت الراحل الشيخ
صباح السالم الصباح تم حل مجلس الأمة ووقف العمل بالدستور بحجة تنقيحه من جديد مع
تشكيل لجنة خاصة بهذا الشأن ... وكان ولي العهد ورئيس الحكومة آنذاك هو الأمير
الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي علل عدم قدرة حكومته بالتعاون مع مجلس الأمة
للأسباب التالية :
1-
تعطيل مشروعات القوانين
التي تراكمت منذ مدة طويلة لدى المجلس .
2-
ضياع الكثير من جلسات
المجلس بدون فائدة .
3-
التهجم والتجني على
الوزراء والمسئولين دون وجه حق .
4-
فقدان التعاون بين
السلطتين .
ثم جاءت أسباب الحل الأميري وتعطيل
الدستور بالتالي :
1-
استغلال الديمقراطية .
2-
استغلال الدستور من أجل
تحقيق مكاسب شخصية .
3-
بذل الجهود من أجل
الإعانة وإثارة الأحقاد وتضليل الناس .
ثم جاءت مادتين من أصل 6 مواد في
المرسوم الأميري الصادر بتاريخ 29/8/1976 تقول فيها :
1-
مادة رابعة : يصدر مرسوم
بتشكيل لجنة من ذوي الخبرة والرأي للنظر في تنقيح الدستور لتلافي العيوب التي
أظهرها التطبيق العملي وتوفير الحكم الديمقراطي السليم والحفاظ على وحدة الوطن
واستقراره على أن يكون التنقيح متفقاً مع روح شريعتنا الإسلامية الغراء مأخوذاً عن
تقاليدنا العربية الأصيلة .
2-
مادة خامسة : على لجنة
تنقيح الدستور أن تنتهي من عملها خلال ستة أشهر من تاريخ تشكيلها وترفع إلينا
مقترحاتها بعد موافقة مجلس الوزراء ويعرض على الناخبين مشروع تنقيح الدستور
للاستفتاء عليه أو على مجلس الأمة المقبل لإقراره خلال مدة لا تزيد عن أربع سنوات
من تاريخ إصدار هذا الأمر .
المرة الثانية من تعطيل الدستور
في 3/7/1986 وفي عهد أمير الكويت
الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح تم حل مجلس الأمة وتم تعليق العمل بالدستور إثر
خلافات شديدة بين رئيس الحكومة الشيخ الراحل سعد العبدالله الصباح وبين بعض أعضاء
مجلس الأمة آنذاك بسبب كثرة الاستجوابات + أزمة سوق المناخ التي عصفت بالكويت اجتماعيا
بشكل خطير ؟
وبعد حل مجلس الأمة وتعليق العمل
بالدستور سادت حالة من الهرج والمرج في الشارع الكويتي آنذاك من قبل أعضاء مجلس
الأمة المنحل وأتباعهم ... وعلى أثرها بدأ بما يعرف بدواوين الإثنين ... والتي على
أثرها تم قمعها واعتقال ناشطيها وسوقهم واعتقالهم إلى مبنى أمن الدولة القديم
الكائن بالقرب من قصر الأمير في دسمان وفي المباحث الجنائية القديمة الكائن مقرها
في منطقة سلوى مقابل بيان وفي بعض مديريات الأمن المختلفة ... وأيضا تدخلت القوات
الخاصة كثيرا في قمع المظاهرات في الجهراء وفي الروضة وفي الخالدية وفي مناطق عدة ...
واستخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع ... بل أغلقت ديوانيات أفراد بأمر من
وزارة الداخلية ... بالإضافة إلى فرض الأمن وهيبته بالقوة وتمت الاعتقالات آنذاك
بشكل كبير بعضها كان قانونيا وبعضها كان دون سند قانوني + فرض الرقابة المسبقة ؟
وبعدها تم فرض الرقابة الصحفية
المشددة ... فممنوع بأن تعبر عن رأيك كتابة في أي وسيلة متاحة آنذاك إلا بإذن من
الرقيب الحكومي الذي يحق له بأن يحذف جزءا من مقالتك وربما يشطب مقالتك بأكملها
... ويشهد على ما أقول كتاب الصحف الكبار الذين عاصروا تلك الحقبة + أرشيف الصحف
ما قبل الغزو + أن قبضة أمن الدولة وقتها على الكويت بأسرها بقيادة مدير عام أمن
الدولة السابق الفريق متقاعد فهد الفهد ومدير عام المباحث الجنائية الفريق متقاعد
عبدالله الفارس ... كانت قبضة شرسة وغير عادية وفعلا وحقيقة بسطت يدها على كل
حركة وفكر سياسي في الكويت ... وفي نهاية المطاف تم فرض حاكم الكويت آنذاك المرحوم
الشيخ جابر الأحمد الصباح هيبة الحكم وتم فرض هيبة الأمن على الجميع ودون أي
استثناء ؟
في ظرف حل مجلس الأمة وتعليق الدستور
آنذاك كانت هناك عوامل دولية مساعدة جدا ومعاونة جدا للأمير الراحل الشيخ جابر
الأحمد الصباح ... وهي أن المزاج العام كان يحتاج إلى حسم الأمور مهما كانت
النتائج + الدول المحيطة كانت مع أي قرار وأيا كان يتخذه أمير الكويت ... وتحديدا
عراق صدام حسين ( عفن اللحود ) عندما كانت علاقتنا معهم خيالية بالإضافة إلى
المملكة العربية السعودية والتي كانت هناك علاقات شخصية غير عادية بين الراحل الشيخ
جابر الأحمد الصباح والراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود ... وبالتالي من سابع
المستحيلات لو فلتت الأمور من الأمير الراحل فإنه متيقن بأن هناك دعم خارجي مؤكد
له ... بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي كانت لا تستطيع أن
تفتح فمها بسبب انخفاض أسعار النفط التي
وصلت وقتها إلى 32 دولار أمريكي + فضيحة إيران غيت الشهيرة التي عصفت بمصداقية
بالولايات المتحدة الأمريكية 1985 – 1986 ؟
إذن واقع الأحداث الفعلية التاريخية
تقول بأن في عهد الشيخ الراحل صباح السالم الصباح مع ولي عهده ورئيس حكومته آنذاك
الشيخ الراحل جابر الأحمد الصباح قد حل وعلق مجلس الأمة والدستور ... وفي عهد
الشيخ الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح مع ولي عهده ورئيس حكومته آنذاك الشيخ
الراحل سعد العبدالله الصباح قد حل وعلق مجلس الأمة والدستور ؟
هذه الوقائع السياسية التاريخية التي
قد لا يعرفها جهلة التاريخ ممن هم يمشون كالخراف خلف كل كذاب ومرتزق يصعد على
رؤوسهم بأفلامه الهندية المضحكة ... ويحرّف التاريخ بما تهواه نفسه الخبيثة لينال
مكاسبه الوهمية ... فيصنع الجهلة منه رمزا وما هو رمزا وخسئ أن يكون رمزا ... لكنه
من ألسنة الشياطين وأعوذ بالله من كل شيطان مريد ومن كل جبار عنيد ؟
في أيامنا هذه لكم أن تتخيلوا وبعد كل ما حدث من أحداث مؤسفة على الساحة السياسية من أفعال وتصريحات وشتائم وتطاول سافر ... ومع ذلك لا يزال سمو الأمير الحالي الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - متمسكا بالدستور ولم ينتهكه محترما القضاء وأحكامه ... فاتقوا الله بوطنكم وبأهل الكويت ... واتقوا شر الحليم إذا غضب .
رحم الله الشيخ صباح السالم الصباح
رحم الله الشيخ جابر الأحمد الصباح
رحم الله الشيخ سعد العبدالله الصباح
التاريخ لا يحرف ولا يزور ولا ينسى
لكن تستخلص منه العبر والحكم لمن أراد أن يفهم ويتعظ
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم