2013-12-06

حريم خيــر وحريم فقـــر ؟


بعد وفاة السيدة هاجر - رضي الله عنها - رأى الناس أن يتزوج سيدنا إسماعيل - عليه السلام - فتزوج إحدى بنات قبيلة جرهم وكان أسمها ( عمارة ) جاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لزيارة ابنه مرة ليرى ولده إسماعيل ... وكان سيدنا إسماعيل خارجاً للصيد ولما وصل إلى دار ابنه طرق الباب فخرجت له عمارة فسألها :

سيدنا إبراهيم : من تكونين ؟  
قالت : زوجة إسماعيل .
سيدنا إبراهيم : وأين زوجك ؟
قالت : خرج يتصيد ما نعيش منه .
سيدنا إبراهيم :  وكيف حالكما ؟ وحال معاشكما ؟
قالت : إننا في شر حال وفقراء ونعيش في ضيق وشدة .
سيدنا إبراهيم : إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له : يغير عتبة بابك .

ثم انصرف ومضى من حيث جاء ... ولما جاء سيدنا إسماعيل أبلغته أن رجلاً عجوزاً وسأل عنه وقال : غير عتبة بابك ... فعرف سيدنا إسماعيل أن أباه سيدنا إبراهيم غير راضٍ عن زوجته فقال لها :اذهبي إلى أهلك وطلقها .

ثم تزوج سيدنا إسماعيل سيدة أخرى من جرهم ولم يمض وقت طويل حتى جاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لزيارة لأبنه فلم يجده ووجد زوجته وكان أسمها ( مضاض ) فسألها عنه وعن حالهما ومعاشهما :

قالت : نحن بخير وفي سعةٍ من الرزق وكمال من الصحة والحمد لله .
سيدنا إبراهيم : ما طعامكم ؟ وما شرابكم ؟
قالت : طعامنا اللحم وشرابنا الماء .
سيدنا إبراهيم : إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وأمريه أن يثبت عتبة بابه .

ولما جاء سيدنا إسماعيل عليه السلام أخبرته بمجيء سيدنا إبراهيم - عليه السلام - ففرح سيدنا إسماعيل وسر سروراً عظيماً ورضي عن زوجته ... وقد كان سيدنا إسماعيل حريصاً على رضاءِ والده سيدنا إبراهيم عليه السلام .


حديث : "الشؤم في ثلاثة" فقد جاء في عدة أحاديث منها : ما رواه البخاري (2858) ومسلم (2225) من طريق الزهري عن سالم عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار ... وفي رواية البخاري (5094) عن ابن عمر قال - صلى الله عليه وسلم : إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس ... وقد رواه أيضاً البخاري (5095) ومسلم (2226) من طريق مالك عن أبي حكيم عن سهل بن سعد ... وقال القرطبي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم : أن هذه الأشياء هي أكثر ما يتطير به الناس فمن وقع في نفسه شيء أبيح له أن يتركه ويستبدل به غيره .


مر علي في حياتي العديد ممكن رأيت تقلب أحوال زمانهم ... وأتذكر منهم من كان في وضع يسير وجميل وما أن تزوج حتى تغير وانتكست أحواله وبات من بعد الغنى فقيرا ... ومر علي من كان ميسور الحال وما أن تزوج حتى ضربته الحسرة والندم وبات في دوامة الديون فكثرت همومه فأكلته الأمراض ... وقد رأيت من كان نشيطا متعدد العلاقات وكأنه كان يعرف سكان وموظفين الكويت وما أن تزوج حتى تراجعت علاقاته واحتفى حتى عرفنا أن حاله لا يسر حبيب ولا عدو من سوء أحواله بعد زواجه ؟

يخبرني أحد الأصدقاء فيقول : والله ثم والله ما أن رميت يمين الطلاق وخرجت من مبنى وزارة العدل حتى شعرت بأن هما كبيرا وثقيلا قد زال من فوق قلبي وصدري وشعرت وكأنني طيرا للتو خرج من محبسه ؟ 

العجائز لهم مقولة حكيمة ومميزة عندما قالوا :
الحنه يا فراق يا قطع أرزاق


الحنه أي كثرة الطلب على شيء واحد وتكراره باستمرار مما يولد الضجر ويشعل فتيل أي مشكلة ... وهي من صفات غالبية النساء ... وبالرغم من علم الكثير من النساء بأن كثرة الحنه أو الطلب سيسبب مشكلة أو يمكن أن يؤدي إلى أخذ موقف متشدد من قبل الزوج إلا أن هناك من لا تهتم لعواقب الثرثرة والحنه ؟


هناك فئة من النساء حقيقة وفعلا وكأنهم أباليس يمشون في الأرض ... ما أن يرتبطون حتى يفتقر الرجل ويضربه الفقر بشكل وكأنه سحر ... ثم يتركونه وينتقلون إلى غيره وفعليا لم يسلم من شرهم أحد نهائيا ... وبالتأكيد في بداية علاقاتهم يذرفون الدموع ويندبون حظهم بمسلسل درامي خبيث ويخرجون عيوب الأرض في من كانوا معهم وكأنهم هم ملائكة الأرض ... بل هو الفخ الذي يقع فيه الضحية الجديد بذكاء شيطاني منهم وبغباء وطيبة متناهية من قبل الضحية ؟
  


أقول قولي هذا وما سبق وأنا أرى وأسمع حالات غريبة عجيبة فأقول في نفسي : لماذا هذه المرأة لا تحمد ولا تشكر ربها على ما أتاها وما أعطاها ولماذا لا تقتنع بما لديها وما تحت أيديها ... لماذا تنظر إلى ما ليس ملكها ولماذا تهدم بيتها ولماذا تتمرد على توزيع الأرزاق من رب الأرزاق سبحانه ؟


في العلاقات الزوجية في الغالب الضحايا هم الأزواج ... وفي العلاقات الغير زوجية الضحايا في الغالب هم النساء ... فمن يتمرد هنا سيأتيها من يتمرد عليه هناك ... إنها عدالة الأقدار وفي الآخرة كل سيأتي وكتابه شاهد عليه أكان خيرا أم شرا ؟


لا تغيروا أساليبكم فقَط غيروا نواياكم ... وما أن تتغير نواياكم الخبيثة إلى الجهة السليمة والنظيفة فابشروا بالخير
النية : هي عزم القلب على فعل أمر ما


ملاحظة مهمة
هناك في المقابل نساء ما أن تزوجن حتى رأى أزواجهم الخير على مقدمهم المبارك




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم