2013-12-21

الــولادة من الخاصـــرة ؟


على مدى يومين جلست أتابع مسلسل الولادة من الخاصرة هو مسلسل سوري ... وقد تابعت الجزء الأول سابقا  ثم في اليومين الماضيين تابعت الجزء الثاني والثالث مع تفويت المشاهد والشخصيات التي لم يكن لها داعي أصلا ... وربما مخرجة العمل أضافتهم من باب التطويل بأجزائه الثلاثة ... المسلسل تم إنتاجه في 2011 - 2012 - 2013 ... سيناريو وحوار : سامر رضوان ومن إخراج : رشا هشام شربتجي التي أتقنت العمل وأخرجته بشكل أكثر من رائع ... ومن يعرف الوضع السوري جيدا تلقائيا سيعرف بأن هذا العمل كان مغامرة خطيرة في دولة دكتاتورية قمعية مثل سوريا ... ويكاد المسلسل الوحيد الذي وثق بشكل خطير وجريء للوضع الإجتماعي والأمني في سوريا بشكل لم يسبق إليه مثيلا إطلاقا في تاريخ فن الدراما السورية ؟

المسلسل يكشف الغطاء عن فساد المسؤولين السوريين وعن سرقات كبار رجال الأمن والمخابرات وكيف كل مسؤول يدعي الشرف والنزاهة ... وكيف هو سلم القيادات الأمنية وكيف تتعامل مع بعضها البعض وكيف يتنافسون ويتقاتلون من أجل المميز والباهر بالتحايل على القوانين واستغلال سلطاتهم وكيف أصبح القانون مجرد شعار يوضع كطوق الكلاب في رقاب البسطاء والفقراء فقط لا غير ؟


أيضا المسلسل تطرق وتجرأ لأمر في غاية الخطورة والأهمية وهي إنسانية وآدمية البشر هناك أي المواطنين السوريين ... وكيف يتم العامل معهم بذل وقهر واستبداد وقمع واصفيهم بأنهم مجرد أحذية وكلاب لا أكثر ولا أقل ... وكيف لمشاكل هي شخصية وإنسانية بالأصل كيف تعامل معها المسؤولين بطريقة محقرة لآدمية الإنسان ... وكيف وصل الفقر بالسوريين لمراحل ودرجات شكرا لهم بأنهم لم يكفروا بدينهم وإسلامهم من هو الكوارث والمصائب والقهر ؟

ثم عرج المسلسل في الجزء الثالث إلى بداية اشتعال الحرب الأهلية السورية وأسبابها وصولا إلى كشف حقيقة بعض أبناء الشعب السوري الذين يتفننون بالسرقات والنهب بينهم وبين بعضهم ... مثلا عندما تعرض المسلسل إلى مطبخ الجيش السوري وكيف أن هناك يتم الغش بميزان الأكل بمعنى الجيش يسرق الجيش ؟

ولم يترك المسلسل فتعرض لمسألة ( الشبيحة ) أو قطاع الطرق أو مرتزقة سوريا الذين ينتهكون الحرمات والمال والأعراض وكل ما قد تقع عليه أيديهم من سرقاتهم بحجة حماية الوطن من أعدائه ... وصولا بالعمل إلى كشف الغطاء عن من لوثوا شهداء سوريا بسرقاتهم واستغلالهم للثورة السورية وللدماء الزكية بحجة الجهاد المشوه والكاذب
( مع عدم التعميم ) 


ولا يمكن أن أتجاوز كبار الممثلين السوريين الذين أتحفونا بأدوارهم ومعايشة الشخصيات بشكل مدهش وأكثر من رائع مثل : العملاقة منى واصف - العملاق عابد فهد - العملاق باسم ياخور - النجم قصي خولي - النجم عبدالحكيم قطيفان ... وغيرهم الكثيرين من طاقم العمل والممثلين الكبار ودون أي استثناء مع التقدير والإحترام لهم جميعا .


إن كان أبناء البلد يأكلون بعضهم بعضا بهذه القسوة وهذه الشراسة وبلا إنسانية أو رحمة ... فلا يحق لأحد أن يتحدث عن الوطنية أو الدين لأنها أصبحت من أضمن أنواع التجارة التي تضمن لأصاحبها الدخل الوفير أي أنها أصبحت مجرد كذبة سخيفة ووقحة ؟




تبا لأثرياء سوريا ولغالبية مواطنيها في الخارج لعدم تبرعكم السخي لأبناء وطنكم اللاجئين والمشردين فعلا أهل مكة أدرى بشعابها ؟

تبا لكل أعمى ومشبوه ترك وطنه ووالديه وأسرته وذهب للقتال في سوريا من باب الجهاد الغبي والسوريين في الخارج يتجاوزون أكثر من 10 ملايين نسمة يشاهدون ما يحدث في وطنهم وكأنه ليس وطنهم ؟

تبا لمشايخ التحريض والفتنة الذين حرّضوا وأفتوا وجمعوا الأموال وهم سالمين غانمين في فراشهم مع زوجاتهم بخير وآمنين ولا عزاء للأغبياء المصدقين ؟


شكرا لماما روسيا وماما أمريكا فنحن العرب لا نعرف مصلحتنا وما عليكم من هرطقتنا فنحن شعوب تأكل أكثر مما تعمل وتعشق الحديث وتكره العمل فلا عليكم فإن حديثنا هو حديث العاجزين ولربما كنا منافقين حتى بيننا وبين بعضنا البعض واطمئنوا فإن فعل النمل والنحل أفضل منا بكثير ؟


أحيانا الإحتلال يكون أشرف بكثير من أوطان شعوبها تطحن وتداس بالأقدام بلا رحمة



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم