2020-05-04

المخلدون في الأرض لا يموتون حتى زوالها ؟


المخلدون في الأرض ولا يموتون هو مصطلح "مجازي" ابتكرته من باب الموضوعية وليس الواقعية نظر لغرابة وعظيم الأمر ... فإننا وفق ديننا الإسلامي ومعتقداتنا الشرعية نؤمن بأن الإنسان له مرحلة عمرية وزمنية ثم يموت ثم يدفن ثم ينسى وكل إنسان هو ميت لا محالة ... ويقينا نذهب بالإعتقداد المؤكد الغير مبني على دليل واحد بأن هناك قيامة وزوال الأرض وفناء البشرية وفق مرجعية مقدسة لدينا وهو كتاب الله الكريم في قرآنه العظيم ... وكل البشرية تؤمن أن لكل إنسان وله نهاية والكل اتفق وأجمع أن النهاية هي الموت لكن ليس الكل اتفق على طريق الدفن أو طقوس الموت ؟
 
ففي الإسلام يدفن الموتى بعد تغسيلهم وتكفينهم ثم يوضعون في حفرة لا تقل عن متر واحد ثم يردم عليه التراب وانتهى الأمر ... وفي الهند توضع الجثة على كومة من الخشب ثم يحرق الخشب ويحرق الميت ثم يؤخذ رماد جثته للذكرى أو لنثره في البحيرة أو في الهواء كل حسب ما يريد ... وعلى منحدرات جبال "جونغشيان" في مقاطعة "سيتشوان" في جنوب الصين هناك قبائل تؤمن بوضع الميت في تابوت خشبي ويظل معلقا وهكذا ... وفي إقليم "توارجا" الأندلسي يخرج الناس أمواتهم مرة كل ثلاث سنوات لتحيتهم والإحتفال بهم ... وفي "بابوا غينيا" القريبة من اندونيسيا وليست في أفريقيا يمارسون هناك تحنيط الأموات والإحتفاظ بهم ... والأغرب على الإطلاق هو ما يحدث في مقاطعة "التيبيت" الصينية بما يعرف لديهم بـ "الدفن في السماء" وهي ممارسة لا تزال تمارس حتى يومنا هذا بتقطيع جثة الميت قطعا صغيرة وتقدم قطع الإنسان للحيوانات والطيور كطعام لهم من أجل التخلص من بقايا الوجود المادي للإنسان وفق ما يعتقدون ... إذن فيما سبق هناك اتفاق أن الموت حقيقة لا شك ولا جدال فيها لكن طرق الفناء البشري التي تمارسه كل أمة وكل فئة هو الأمر المختلف لكن يبقى أن الأصل هناك موت أي حقيقة لها أدلة لا تقبل الشك ... لكن في موضوعنا هذا من هم الذين لا يموتون إلا بفناء البشرية أو حتى قيام الساعة ؟ هل إبليس كما نعلم جميعنا ؟ الإجابة كلا وأبدا بل هناك من هم مخلدون في الأرض حتى قيام الساعة أي لا يموتون إلا قبل قيام الساعة بقليل أو عند الساعة تماما ؟
 
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأعراف في الجدال بين الخالق عز وجل وبين مخلوقه إبليس اللعين عندما طلب إبليس من ربه فقال له { قال أنظرني إلى يوم يبعثون } فأجابه المولى عز وجل بإجابة هي أساس موضوعنا هذا فقال سبحانه { قال إنك من المنظرين } ... انظروا ودققوا بقوله سبحانه وتعالى بقوله في لفظ ( المنظرين - منظرين ) وهو لفظ الجمع وليس المفرد أي هناك غير إبليس لن يموت حتى قيام الساعة فمن هؤلاء ؟ ... والأصل في الجدال الذي دار أن يقول له رب العالمين سبحانه على سبيل المثال "سننظر إليك حتى تبعثون" أو "فانتظر كما ينتظرون" وطالما رب العالمين سبحانه أطلق لفظ الجمع "المنظرين" فهذه دلالة قطعية الثبوت أن هناك خلقا أخرين غير الإنسان من خلق ربنا سبحانه وتعالى لا يعرفون الموت إلا قبل قيام الساعة أو وقت قيام الساعة ... فمن هم هل الأشجار والطيور والأسماك والجبال والبحار التي تسبح بحمد الله بكرة وأصيلا أم الجن والملائكة أم من هم المقصودين بـ "المنظرين" ؟ ... ولا تذهب عقولنا بعيدا لأن طالما نطق الحق سبحانه وتعالى بـ "المنظرين" أي لهم كتاب وحساب وعقاب أو جزاء ولأن الطيور والأسماك والجبال والبحار ليس لهم عقلا حتى يكونوا مسؤلين عن تصرفاتهم لأن أصل خلقهم أن يكونوا مسيّـرين خاضعين وليسوا مخيّـرين ... وبالتالي أنا أزعم بأن هناك خلقا له عقل وإرادة وكيان ومنهج ومجتمع غير كيان وأمة إبليس اللعين وجيوشه المليارية من الشياطين ... ولذلك في موضوع قديم أذكر أني كتبت موضوع فيه تساؤلا موضوعيا منطقيا وهو : لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الكواكب مثل "زحل وعطارد والمريخ" وغيرها والإنسان أصلا لا حاجة له في تلك الكواكب لا من قريب ولا من بعيد بل لم يكتشفها الإنسان إلا من قبل بضعة سنين ... ولما لم يخلق ربنا سبحانه وتعالى الأرض والشمس والقمر فقط فالشمس طاقة للأرض وضوء في النهار والقمر ضياء في الليل وانتهت حاجة الإنسان ... لأن الإنسان أصلا لم يكتشف كل ما في الأرض لا على اليابسة ولا في عمق البحار والمحيطات بل وحتى سنتنا هذه في 2020 كل علم الإنسان وقدراته وصناعاته لم يستطع اكتشاف ما في المحيطات إلا ما لا يتجاوز 15% فقط ولم ولن يستطيع أن يعرف كم عمق المحيطات ... إذن نذهب لدليل أخر لقوله سبحانه للإنسان في سورة الإسراء { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } أي يا إنسان أنت وكل خلقك من البشر لا تعلموا ولا تعرفوا من علم وأسرار الخلق إلا الشيء القليل ... ونذهب لتحليل القليل وفق قدرة وعظمة الخالق عز وجل لفهم "الحجم والمقدار والكتلة" ولا نضع مقارنة بين الخالق والمخلوق معاذ الله و { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } لكن من باب الفهم لا أكثر وهو أن كل البشرية بأعدادها بأسرارهم بمواردهم بقوتهم بعلمائهم بدهاة عقولهم بجيوشهم بأسلحتهم ... لتخرج لنا الحقيقة التي يكابر الإنسان فيها وعليها بغروره المعتاد وبنرجسيته المريضة وهي : أن كل ما يملكه الإنسان وكل ما يعلمه وكل ما يفهمه وبلا أي استثنـــــاء هو لا يدخل في "قانون النسبة المئوية" لا من قريب ولا من بعيد ... أي الإنسان لا يشكل في "الحجم والمقدار والكتلة" أمام رب العالمين سبحانه وتعالى لا يساوي ولا يدخل في أي رقم في أي معادلة في "قانون النسبة المئوية" ... وأفضل نسبة يمكن أن ينال الإنسان شرفها هو مقدار = أقل من  100ميكروغرام "ميكروغرام = 1/1.000.000 جرام" وهو وزن أو حجم أو مقدار جناح البعوضة ... باستدلال قوله سبحانه في سورة البقرة { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضـــــــة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين } ؟
 
من هم المخلدون في الأرض حتى زوالها ؟
يقينا لا نعرف غير إبليس اللعين هو من سيكون حيا حتى قيام الساعة ويوم نفخة الصور الأولى بمرجعية كتاب الله سبحانه وتعالى بآيات كثيرة ... لكن من غير إبليس ؟ ... غير إبليس هو الخلق الفضائي الذي لا نعلم عنه شيئا ولا حتى 1% غير أننا شاهدنا مركباتهم الفضائية في آلاف الصور والفيديوهات المنتشرة ودون أدنى شك أنهم وفق علم الفيزياء فإن الإنسان لا يساويهم شيئا بل أقل من 1% ... فكل علم الطيران الذي اقتبسه الإنسان من الطير ثم صنع الطائرات إلا أن شكل وتصميم المركبات الفضائية التي شاهدناها تنسف كل قانون الفيزياء الذي اكتشفه واخترعه الإنسان من حيث "الشكل والسرعة والقدرة" ... فمن هي تلك المخلوقات الفضائية وما خلقها وما تكوينها وأين تسكن وما علمها لا أحد يعلم ولا حتى أدهى وأخطر أجهزة المخابرات العالمية وكذب من يقول أنه يعلم ... وطالما أننا لا نعلم فيكون لدينا "إبليس وشياطينه والمخلوقات الفضائية + الجن" فهؤلاء هم من لا يموتون حتى قيام الساعة ... ثم نذهب ونبحث ومن غيرهم ؟ هل المسيخ الدجال كما الروايات التي نقلت عن رسولنا عليه الصلاة والسلام ؟ لكن الثابت أن قوم "يأجوج ومأجوج" هم داخلون في الأمر لأنهم خلقا بشريا وفق تقديرات السنين هم يعيشون منذ أكثر من 20 ألف سنة ماضية ولا أحد يعرف شيئا عنهم على الإطلاق لا حياتهم ولا مجتمعاتهم ولا أشكالهم ولا قوتهم ولا عددهم لا شيء نهائيا ... ولا يغيب عنا في الختام إلا أن نأتي باليهودي الذي غيب عقول قوم موسى عليه السلام وهو "السامري" الذي أخذ من ذهب نساء ورجال اليهود فصنع ثور من حليهم وقال هذا هو ربكم ... فأطلق موسى عليه السلام حواره مع السامري نقلا عن ربنا سبحانه في القرآن في سورة طـه { قال فما خطبك يا سامري } فأجاب السامري { قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي } "أثر الرسول أي جبريل عليه السلام عندما شق البحر في "خليج العقبة في الأردن" لعبور قوم بني إسرائيل ونجاتهم من مطاردة فرعون" ... ثم أجاب رسول الله موسى على السامري { قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه } ولا أحد يعرف شيئا بعدها عن السامري هل مات أو لا يزال يعيش إلا أن أصابته لعنة السماء بأن لا يَمس ولا يٌمس مخلوقا وكأنه مصاب بمرض معدي ... إذن في موضوعنا هذا أن { المنظرين } لدينا هم "إبليس - الجن - المخلوقات الفضائية - يأجوج ومأجوج - السامري - المسيخ الدجال" ... وبعدما سبق لا نستدل من هذا التحليل إلا أن نستذكر لطف ربنا سبحانه وتعالى ورحمته بالإنسان رحمة واسعة لا يستوعبها عقل بشر قط في الوقت الذي يتجبر فيه الإنسان ويطغى في الأرض ... ولا يتذكر الإنسان أن استكباره وجبروته إنما هو جهل منه على الرغم من أنه متيقن مليار% بأنه ميت وزائل لا محالة وضعف الإنسان أكبر بألف مرة من حجم قوته { وخلق الإنسان ضعيفا } النساء ... وصدق ربي خالقي وصديقي وحبيبي عندما قول سبحانه وهو نعم القول { وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون } النمل .



دمتم بود ...