2020-05-01

هذه المصيبة الحقيقية في القضية الفلسطينية ؟


ربما ما سأتحدث عنه فيه من القسوة بعض الشيء لكن أول مشكلة في هذه القضية هي أن الكل لا يريد أن يواجه تلك الحقيقة أو الحقائق إن جاز لي التعبير ... والكل يراها من منظور يتوافق مع مزاجه أو أهوائه أو حسب مصلحته والكثير الكثير صدقوا أكاذيب والكثير الكثير زوروا وقلبوا الحقائق ... والمخجل والمخزي في الأمر أن الفلسطينيين هم المتهم الأول وهم السبب الأول بل والمرجعية الأولى لكل تلك الأسباب وهذا الأمر لا يسعدني بالعكس بل يحزنني ... وقد شاب العقل السياسي الفلسطيني الكثير من السقطات والمغامرات الصبيانية والإستهتار الواسع بمصالح الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ... والمؤسف حقا أن الدكتاتورية لازمت القضية الفلسطينية تارة والتواطؤ والخيانة العظمى تارة أخرى في تناقضات تعرف أولها ولا تعرف أخرها ... وتاريخ التناقضات والمواقف الفلسطينية المخجلة تحتاج إلى مواضيع كثيرة لعرضها بالأسماء والتواريخ والصورة وهذا ليس هدفي لكن تاريخ الخيبات السياسية الفلسطينية حقيقة لا تقبل الشك على الإطلاق ... والتي وصل بعضها إلى الخيانة الصريحة للأخوة العربية وكما فعل الفلسطينيين في الأردن ولبنان والكويت ... وربما تلك التناقضات وتلك الخيانات هي من أهم الأسباب التي أدت إلى تأخير حل وحسم هذه القضية الوطنية الإنسانية الدينية والتي طال أمدها بسبب الفلسطينيين هم أنفسهم أي أن الخلل من الداخل وليس من الخارج ... وأيضا وللمرة الثانية لا أريد أن أخوض في التاريخ الفلسطيني والذي أعرفه أكثر من جيد لكن سبب كتابة هذا الموضوع هو بمثابة إطلاق جرس إنذار للفلسطينيين أنفسهم ... بأن فرقتهم لم تخدمهم في يوم من الأيام على الإطلاق بل فرقتهم كانت خدمة عظيمة للكيان الصهيوني المحتل وأن التواطؤ مع الصهاينة كان ولا يزال وسوف يبقى خيانة عظمى ... وكل من تولى قيادة الملف الفلسطيني كان لا يفقه شيئا في السياسة ولم يفهم تاريخ اليهود وكان يعلم بالمخططات الصهيونية وصمت ... وكذب ثم كذب من قال أو من يقول أو من سيقول بأن دول الخليج ومصر وكل الدول العربية ستحرر فلسطين فكل الدول العربية ما هي سوى أبواق تبيع الوهم لشعوبها باستثناء الموقف اللبناني والكويتي والعراقي السياسي والرسمي من هذه القضية ... واعلموا أن خلافاتكم "الفلسطينية الفلسطينية" هي سبب بقاء الكيان الصهيوني وأن كل وسيط بينكم هو ملاك أمامكم وشيطان مع الصهاينة ... ككذبة الجهلة والسفهاء عندما أشاعوا كذبا وزورا وبهتانا بأن الكويت طردت الفلسطينيين ولم يكلف أحد نفسه عناء البحث ليتأكد أن أكثر من 300 ألف فلسطيني خرجوا من الكويت أثناء الاحتلال العراقي وليس بعده تحرير الكويت أي أن من خرج خرج تحت رعاية المحتل دون وجود أي حكومة أو مسؤل كويتي وبمعنى أدق خرج الفلسطيني من الكويت بإرادته ... بل وأتحدى كائنا من يكون أن يأتيني بتصريح واحد أو بصورة قرار كويتي واحد يطلب من الفلسطينيين الرحيل ومغادرة الكويت خلال الفترة من 2/8/1990 إلى 26/2/1991 لكن كيف تفهم الجاهل بحقيقة هو أصلا لا يريد أن يفهمها ولا يعقلها ؟
في مارس 2016 استقبل الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" وفدا صهيونيا مكون من 60 إسرائيليا في مدينة "رام الله" الفلسطينية برئاسة "سام بن شتريت" والوزير السابق "مائير شتريت" والسفير السابق "يهودا لانكري" والبروفيسور "شموئيل مورا" بتنسيق من عضو الكنيست السابق "طلب الصانع" ... وقال الرئيس الفلسطيني بأنه يريد السلام ومستعد للدخول من جديد في مفاوضات سلام جديدة مع الصهيوني "نتنياهو" لأن السلام هو من سيهزم داعش والقاعدة وكل أشكال الإرهاب والتطرف ... وكأن الرئيس الفلسطيني لا يعلم أن الكيان الصهيوني هو الإرهاب نفسه وهو من صنع "داعش" !!! ... ثم فجر الرئيس الفلسطيني قنبلة سياسية كانت بمثابة الصفعة على وجه كل فلسطيني على وجه الأرض عندما قال نصا : أنه يستمع في كل يوم إلى الأغاني الإسرائيلية وأن أحب المغنين الإسرائليين إليه هو "موشيه إلياهو" !!! ... فهل مثل هذا السياسي يمكن أن يجلب النصر والفتح لفلسطين والقدس ؟ بالتأكيد كلا بل ومن سابع المستحيلات ... والتعاملات التجارية بين الفلسطينيين والصهاينة هي من كانت سببا في المزيد من نهضة الكيان الصهيوني ... وإن كان هناك من سيقول "ومن أين نأكل ونشرب ونطعم أبنائنا وأسرنا" ؟ فهو تكرار نفس الأخطاء التي وقعت في أربعينات القرن الماضي عندما دخل الصهاينة فلسطين من باب رجال الأعمال والإستثمار وقاموا بشراء منازل الفلسطينيين ... ويومها ظن الفلسطينيين أنها حركة اقتصادية تحدث على أرضهم ووطنهم وحدث البيع الفلسطيني ولما تيقنوا أنها حركة صهيونية توقف البيع الفلسطيني ثم استغل الصهاينة هذه اللعبة فسوقوها على أن الفلسطينيين هم من باعوا أراضيهم وهذا كذب وافتراء ... أضف إلى ذلك بعد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في حرب 1948 و 1967 وهزائم العرب وترحيل وشتات الفلسطينيين وجد الفلسطيني الذي طرد من أرضه أنه في وطن عربي لا يملك شيئا فباع ما يملك من عقار حتى يعين نفسه وأسرته في الخارج ... وبالمناسبة نسبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم من الذين خدعوا أو ممن اضطروا لا تتجاوز نسبتهم 20% فقط لكن التزوير الصهيوني قلب الحقائق وصدقها بعض المغفلين ... بدليل أن الكيان الصهيوني عندما قرر بناء "جدار الفصل العنصري" في 2009 بطول 405 كلم أكلت حقوق وأراضي آلاف الفلسطينيين ... ناهيك عن قطاع غزة وما أدراك ما غزة فأهل الضفة الغربية يرون أنهم متطورون عن أهل قطاع غزو أي "Modern" وهذا يكره هذا والأخ يكره أخيه والكيان الصهيوني يصفق لهم ... حتى تجاسرت بعض "حكومات" دول الخليج والكيان الصهيوني فأخرجوا "صفقة القرن" دون أدنى حياء أو خجل حتى من ربهم ... وكل ما حدث ويحدث وما سيحدث لا لوم على الأخرين بقدر ما هو اللوم على الفلسطينيين أنفسهم بسبب شقاقهم ونفاق الكثير منهم والخلافات السياسية التي ترقى إلى تمزق وسقوط بلاد الأندلس ... وقد قالها الكثيرين للفلسطينيين وقد نصح الكثيرين بأن طالما خلافاتكم أيها الشعب الفلسطيني باقية فلا تحلموا بالنصر ولا تتباكوا على ما أنتم فيه وأن تعاونكم مع الكيان الصهيوني لن يجلب لكم السلام الكاذب ولا وهم تحرير الأقصى ... وأنا أقولها لو توحد الفلسطينيين لزلزل مجلس الوزراء في الكيان الصهيوني ولصعقت إسرائيل الكيان المسخ هذا لأنهم يعلمون علم اليقين ماذا سيحدث لو توحد الفلسطينيين في الداخل ودعمهم الفلسطينيين في الخارج بل وأذهب أبعد من ذلك بأن لو توحد الفلسطينيين لتوحد العرب من خلفهم تلقائيا وبمشهد وكأنه معجزة سماوية ... لكن هذا لم يحدث وأتمنى أن يعي الفلسطينيين أن الحل بأيديهم لا بأي غيرهم والحل من الداخل وليس من الخارج وأن القيادات ما هم سوى تجار أزمات ... وتعلموا من مدارس القتال والكفاح كيف فيتنام وحركة طالبان الأفغانية أذلّـت وركّعت أمريكا وكيف الكيان الصهيوني يرتعب رعبا شديدا من "حزب الله" اللبناني وكيف صمدت حركة حماس منذ 40 سنة وحتى يومنا هذا ... تريدون الخلافات وترف الحياة وهرطقات الحديث هنا وهناك وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إذن لا تتباكى على فلسطين ولا تقل ساعدوني ولا أنقذوني ... بل أنت عندما نراك واقفا متوحدا أمام الكيان الصهيوني تغلق الأبواب في وجه خدم وعبيد الصهاينة من العرب وقتها كن على ثقة مطلقة سنقف معك بكل ما نملك دون أدنى تفكير وباندفاع مدهش ؟ 
 

النقطة الأخيرة وهي التلاسن والتطاول بين الفلسطينيين وبين بعض العرب والخليجيين في مواقع التواصل الاجتماعي هو أمر مؤسف حقا ... فهناك الوحدة "8200" التي يشار اليها باسم وحدة "SIGINT" الإسرائيلية وهي تابعة لجهاز المخابرات الصهيوني "امان" ... والتي تعمل 24/7 لاختراق الحسابات والأجهزة والمواقع وصناعة "ذباب الكتروني" لصناعة حالة من العداء بين الشعوب العربية والخليجية بأسماء عربية وخليجية مستعارة ... تطلق الشرارة ثم تترك العرب والخليجيين يمزقون بعضهم البعض وهكذا ناهيك عن هذه الوحدة تتجسس على الشركات التجارية والصحف المحلية والدولية وتعرف كل العاملين فيها ... إذن ليس كل من شتم فلسطين هو عربي والأهم من كل ذلك يجب أن لا ننسى أن الجهل في العرب باق إلى يوم القيامة بل وتخيلوا أننا في 2020 والمعلومة تسجد تحت أقدام العرب ولا يزال لجهل موجود وسطحية الثقافة منتشرة ... مثلما حدث مع الفنانة الكويتية "حياة الفهد" أخطأت فلم يتناولها السفهاء بشخصها وبصفتها بل تناول الكويت وشعبها بأسرهم وكأن الممثلة تمثل الكويتيين أو تمثل الرأي الرسمي الكويتي !!! ... وسعودي تافه غبي يشتم الفلسطينيين فيرد بعض الفلسطينيين بكيل من السب والشتم للشعب السعودي بأسره وهكذا تستمر هذه السقطات المؤسفة وسط فرح وتصفيق عارم من أنجاس الكيان الصهيوني المحتل ... ولم ولن يتعلم العرب من أخطائهم وكأن التعلم من الأخطاء هو خزي وعار وكأن الرجوع عن الخطأ ليس فضيلة !!! ... فمتى نتعلم أن أي خلاف عربي عربي هو نصرا للكيان الصهيوني المحتل ... وفي الختام ما لم يتوحد الفلسطينيين بعضهم ببعض فليليموا أنفسهم ولا يلوموا غيرهم ومتى ما توقفت الخيانات الفلسطينية لطعن ظهر الفلسطيني وقتها ستعود فلسطين أرضا عربية إسلامية موحدة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم