2021-03-24

الشخصية الخليجية المعقدة وأجـلاف العـرب ؟

 

قبل أن أبدأ في صميم موضوعنا يجب الفهم والإدراك أن الحديث القادم ليس تعميما بل تخصيصا وبشكل عام لذا اقتضى التنويه ... يقع الكثيرين في خطأ الفهم والإدراك بالفرق بين "البدو والقبائل" ... فالبدو هم سكان الصحراء وهم الأعراب الذين ذكروا في القرآن الكريم بينما القبائل هي الأمة التي لا تسكن الصحراء وتسكن في المدن والمنازل ... وحتى في التاريخ القديم لم تسكن الصحراء لسبب بسيط جدا لأنها ذات صيت وقوة ومنعة وهيبة بين القبائل الأخرى ... وبلا شك حدث خلطا بالأنساب وغشا طمعا بالمال من أصحاب النفوس الضعيفة فدخل "البدوي" في سلالة "القبلي" عبر عشرات ومئات السنين ... وفي الكويت والتي تُعد دولة قبلية صرفة تملك نسبة قبلية ما بين 80% إلى 85% هذا إذا أضفنا عوائل الحضر والتي تعود أصولها وحقيقتها إلى القبلية فنجمع أبناء القبائل مع السواد الأعظم من الحضر فتصبح الكويت غالبيتها ذات أصول قبلية صرفة ... ومن الغريب في الأمر أن "الحضر والقبائل" كلاهما وحتى يومنا هذا في 2021 لا يزالون متمسكين بأغلب ما ألفوه ووجدوا عليه آبائهم وأجدادهم وإن كانت متخلفة ... ونعم هناك تغيرات فرضتها الظروف وتطور الوقت وحداثة العصر والتكنولوجيا وقد تجد من يلبس البدلات الأجنبية ويتعطر بأفخر العطور الباريسية ويركب أفخم السيارات الألمانية لكن تبقى المشكلة مشكلة عقل وقناعات هي محور موضوعنا هذا ؟

من إيجابيات الإنترنت ومن حسنات مواقع التواصل الاجتماعي أنها كشفت حقيقة سيكولوجية الشخصية الخليجية والعربية المتمركزة في منطقة الخليج العربي أو في أرض جزيرة العرب ... أنها كشفت ضحالة الفكر الخليجي و "عبوديته الطوعية الذاتية" وكشفت كيف تساق هذه الشخصية ويتم استغلالها بشكل متوحش لأسباب عقائدية وسياسية واقتصادية فتتفاعل مع هذا الإستغلال باستمتاع واندفاع مفرط وصل لكثير من الأحيان إلى حالة من جنون الإقتناع ... وليس هذا فحسب بل كشفت الأزمة الخليجية مدى سهولة تطويع الشخصية الخليجية لتنكر عقيدتها ودينها فتمارس فجور الخصومة بأحقاد "وهمية" فاقت جاهلية العرب ... لدرجة أن الفرد منهم بات رافضا لأي انتقاد لدولته أو حكامه وإن كان نقدا منطقيا موضوعيا !!! ... وتلك بالتأكيد ومما لا شك فيه أنها "تبعية العبيد" والتي تتلذذ بالتبعية وتعشق الخضوع لأنها لا تملك أي طموح لسبب بسيط وهو أنها ألغت العقل وسلمته للغير بإرادتها ... أما على الصعيد الاجتماعي فحدث ولا حرج ففي الظاهر غالبيتهم وكأنهم أحد علماء الأندلس مثل "أبو إسحاق الشاطبي" وينطبق عليهم حالة أبو جهل عندما قال "متى كنا لبني عبد مناف تَبعًا" ... يملأ الرأس شيبا من هول تناقضاتهم التي هي خارجة كليا عن شريعة رب العالمين في مسائل الزواج والطلاق والخطبة التي ينكرونها ... والتنافس والتعالي المتوحش في الأنساب والإنتهاك الصارخ لحقوق الفرد باستقلال حياته والتحكم في مصير البنت والتفاخر بالمال والأنساب ... بل وصل الجهل والتفاخر من يملك معارف أكثر ومن هو مقرب من الأسرة الحاكمة ومن يملك نفوذا ... حتى وصلت الأمور أن يحدث تداخلا متوحشا بين الدين والسياسية مع أن الدين حرم الكَذب والسياسة هي لغة الكذب وأقحموا الأنساب والعائلة والقبيلة في صراع الحياة بشكل تقف مندهش كيف طين يقاتل على هذه الحياة وهو طين وسيعود إلى الطين !!! ... والشخصية الخليجية المثقفة المتفتحة والتي تمتلك ثقافة عالية المستوى ابتعدت عن المشهد لأنها أيقنت أن تلك المجتمعات لا فائدة منها ؟

إن الشخصية الخليجية بشكل عام هي شخصية جلفة متخشبة في مشاعرها وأحاسيسها وتتميز بالأنانية المفرطة ... وما أكثر قصص العشق التي انتهت وتمزقت بسبب القبلية أو عدم تكافؤ العائلة مع أن قرآنهم ودينهم لا يقول هذا بل ويرفض ما يفعلون ... فالقرآن الكريم مليئ بالآيات التي نزل من رب العالمين سبحانه تُعلّم الصحابة الأدب والأخلاق وهي آيات ظرفية أي نزلت لسبب ما لظرف ما لحادثة ما ... أما في زماننا هذا فالعدد لا حصر له كشخص عشق فتاة وفتاة عشقت شخص وحال بينهما الزواج بسبب الأصل والفصل أو العقيدة والمذهب ... مع أن أكثر من مليـــار مسلم حول العالم لا ينظرون كما ينظر الخليجيين لمسائل الزواج إلا أن يكون له عملا مضمونا وسكنا لائقا ... وبالتالي الشخصية الخليجية بشكل عام تعشق التبعية وبطبيعتها تعشق الخضوع سواء خضوعا بسبب المال أو بسبب السلطة أو المنصب أو المكانة الاجتماعية ... أما طبيعة تاريخية فالشخصية الخليجية في جزيرة العرب فهي شخصية تشرّبت جيناتها الخضوع منذ حكم الخلافة العثمانية والتي استمرت أكثر من 500 سنة ... لدرجة أن المفردات في اللهجات لن تصدمك إذا ما عرفت أن أصلها تركي أو عثماني وبالتالي القسوة العثمانية من يتجرأ عليها لا شك أنه ذوو بأس شديد ... ولذلك نذهب بالتحليل المختصر أن حكم كل دول الخليج ووفق المصطلح السياسي تعتبر هي "حكم الفرد" أي فرد واحد يحكم أمة وتلك هي المشيخة التي تمتد جذورها إلى قديم الأزل منذ بداية الإسلام ورجوعا حتى إلى جاهلية العرب ... وانظر اليوم وأنت في 2021 أليس كل قبيلة يحكمها فردا واحدا وتأتمر بأمره ثم هذا الفرد يأتمر بأمر أمير أو شيخ البلاد ... وبالتالي هذه الشخصية العربية الخليجية لا يعول عليها ولا يمكن الوثوق فيها بسبب سوء أو خطأ تربيتها واعتقادها ... يدرس في أمريكا في أوروبا في الصين يملك شهادات أو لا يملك يحتل مركز مرموق أو ثري فالعقل واحد لا تتعب نفسك معه لن يفهمك ولن يتغير وسبحان الصابر على عباده ؟


 


دمتم بود ...



وسعوا صدوركم