2021-04-28
فكشفنا عنك غِطائك فبَصرُك اليَوم حَديد ؟
2021-04-26
إلى مرزوق الغانم .. هل الأمر يستحق ؟
السيد الفاضل رئيس مجلس الأمة الموقر
مرزوق علي ثنيان الغانم
لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كعادتي معك في كتاباتي تعودت أن أكون صريحا معك صراحة لا تخلو من الجرأة والنقد اللاذع أحيانا ... وأظن أنك بت تعرفني وتعرف كتاباتي وإن لم تكن بيننا علاقة شخصية على الإطلاق لكنها الكيمياء يا بو علي وليتسع صدرك لما سأقوله والله يشهد علي من فوق سابع سماء أني لا أريد إلا الخير لوطني كما أنت بمسعاك وعملك تريد الخير للكويت والمعارضة أيضا تريد الخير للكويت ومن يكتب وينشر في مواقع التواصل الاجتماعي يريدون الخير للكويت ... لكن كل منا ويرى الخير وفق منظوره هو ورؤيته هو وفكره وفلسفته ومنا من هو قريب من نظام الحكم أي سمو الأمير وسمو ولي عهده ومنا من هو قريبا من السلطة أي الحكومة بوزرائها ومنا من هو قريب من أعضاء مجلس الأمة ... ومنا من هو ليس قريب من أيا ممن ذكرتهم لك وهذا أنا كاتب هذه السطور فلا أرتبط بأي من أحدا قريبا من السلطة أو نظام الحكم أو أعضاء مجالس الأمة وهذا من فضل ربي وتفضله علي ... واسمح لي أن أخاطبك بلغة الأخ في الله سبحانه وفي الدين وفي الوطن واقرأ كلماتي ليس بعقلك السياسي بل بقلبك وضميرك ومشاعرك ووجدانك الإنساني وافتح عينيك جيدا لما ستقرأ لعلي أكون سببا لك ... بو علي سأحدثك بحدث الناصح الأمين ولذلك حديثي أكتبه وأنشره لك من باب النصح من الثقاة وليس من عشاق الدنيا وليس من مصدر الغوغاء وليس إلا لك أنت شخصيا وبصفتك لعلي أبلغ الأسباب وأضرب في قلبك وعقلك أوتارا فيكون لي أجر من يفتح بصيرتك بحول الله وقدرته على أمورا ربما تكون غائبة عنك أو غيّبوك بطانتك عنها بقصد أو من غير قصد ؟
بو علي لقد صنعت شخصية لي وتخيلتها ووضعتها على هيئة وشكل وصورة أني أحد أفراد أسترتك الكريمة فاكتشفت وضع مرعب بالنسبة لي فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وحمدت ربي وشكرته أني لم أكن بهذا الوضع ولا هذه الموقف ... لحظه من فضلك وانتبه !!! ... ليس قصدي الإساءة لأسرتك الكريمة كلا وأبدا بل رأيت وضعا لم أحبب أن أكون فيه أن والدي أو أخي أو ابني في كل يوم يتعرض للطعن والإفتراء والتشكيك ووو حتما إنه ضغطا نفسيا كبيرا للغاية وأقف عاجزا من الرد أو التوضيح ليس على واحدا بل عشرات الآلاف ... فعلا وضعا نفسيا قاهرا وضغطا اجتماعيا شديدا ... أخي مرزوق هل ما تحارب من أجله وتصارع فيه يستحق كل هذا التعب والإرهاق والتطاول الذي تجاوز فروسية الرجال وانحطاط الخطاب البرلماني وفي مواقع التواصل الإجتماعي فهل الأمر فعلا يستحق ؟ ... عفوا لأقاطعك وأقول لك : لا تسطر لي أسطوانة الكويت وشعبها والوطنية لأنك لم ولن تبلغ منزلة شهداء الكويت الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن وليس من أجل كراسيكم سواء كوزراء أو كأعضاء ... ولا تسطر لي جرأة وبطولة الصامدين الكويتيين الذين راهنوا على الكويت وعودة حكامها ... أنا أعلم أنك سياسيا من صنيعة خالك الراحل الوقور "جاسم محمد الخرافي" ثم صنيعة مدرسة السياسة العريقة للأمير الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" طيب الله ثراهما وأسكنهما فسيح جناته ... وبالتأكيد ودون شك إنها لمفخرة تاريخية سُجّلت في تاريخك السياسي ... وأعلم أيضا أنك أول رئيس مجلس أمة كويتي يتمتع بعلاقات دولية أخطبوطية وثيقة مع رؤساء دول وحكومات وتلك من بصمات الأمير الراحل "صباح الأحمد" الذي رآك كفؤا لها ولا أشك مطلقا بأنك تنكر هذا ... لكن يا بوعلي أرى ما لا تراه وأجد أن الأمور قد تجاوزت كثيرا فقد تعرضت لحملات تشويه وإساءة لسمعتك منذ 9 سنوات وصلت إلى المساس بوالدتك السيدة الفاضلة المحترمة "فايزة محمد الخرافي" فهل الأمر فعلا يستحق ؟ ... 9 سنوات من الحملات القذرة ضدك ولم تتوقف و 9 سنوات لم تثبت عليك قضية فساد واحدة ... وأنا ممن انتقد أدائك في المجالس السابقة وفي نفس الوقت دافعت عنك وأنا لا أعرفك شخصيا فقط لأني رأيت ظلما علنا يقع أمامي ... مثل ظلم الكفاءات الكويتية وظلم المتقاعدين والكثير أيضا ممن تحدثت ودافعت عنهم والفساد الحكومي الذي هاجمته بقوة إنها الأمانة يا عزيزي فهل الأمر يستحق كل هذا العناء ؟
هل أخبرك عن أمرا سياسيا يُدينك ؟ نعم يُدينك أنت وأنا أول من أدانك فيه وكتبت ونشرت عنه ... هو أنك حضرت وكنت شاهدا على سجالات عديدة بين النواب كل منهم يتهم الأخر بالفساد وبالسرقات وجلست متفرجا وكأن الأمر لا يعنيك ... وكان من الواجب عليك ومن الأمانة والبر بقسمك أن تحيل كل سجال دارت فيه اتهامات بالفساد والسرقة إلى هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" وإلى السيد / النائب العام بالإضافة إلى إجراء تحقيق داخل مجلس الأمة وتعرض النتائج على الشعب الكويتي بصفتك رئيسا لمجلس الأمة ... فهل الأمر ببساطة أن نائبا يتهم نائبا بالفساد وبالسرقة وأنت وباقي الأعضاء تشاهدون وتستمعون وكأن الأمر لا يعنيكم فهل هذا الأمر مقبول ؟ ... والأمر الأخر الذي أدينك فيه وأنت اقرب المقربين من السلطة ونظام الحكم وهو هل من المعقول أنك لا تعرف ما يعانيه الشعب الكويتي من مشاكل وأوجاع !!! ... أيعقل المقرب الحبيب من السلطة لا تعرف كيف الحكومة حولت الكويت إلى مقبرة مقفلة تُضيّع على الدولة المليارات سنويا بسبب عدم تنوع مصادر الدخل وإغلاق الكويت سياحيا وانعدام الكلي لأدوات الترفيه للكبار والصغار !!! ... أيعقل وأنت حبيب نظام الحكم لا تعلم عن كارثة ارتفاع الأراضي والعقارات والإيجارات والتي طحنت الكويتيين والمقيمين على حد سواء !!! ... أيعقل لم تشعر بجريمة سجن المغردين فقط لأنهم دافعوا عن وطنهم وأميرهم امام شرذمة من الحثالة في بعض دول الخليج !!! ... أيعقل وأنت التاجر ابن التاجر لا تستطيع أن توجد حلولا ومخارج وعقد صفقات سياسية مع الحكومات لتنويع مصادر الدخل للدولة حتى وصلت الأمور اليوم أن الحكومة في برنامج عملها تقدمت رسميا لكم في مجلس الأمة لفرض 3 برامج من الضرائب على الشعب !!! ... أخ مرزوق أنت عضو + رئيس مجلس الأمة أي أنك تمتلك صفتين دبلوماسيتين سياسيتين وتمثل الرجل الثاني في الدولة أيعقل أن يكون هذا أدائك وتلك ممارستك ؟ ... والبدعة السيئة التي ابتدعتها وأنت كنت من تحاربها وهي مسالة تأجيل الإستجوابات لقد كانت فضيحة في تاريخك السياسي ولأذكرك بموقفك من استجواب الشيخ "أحمد الفهد الصباح" في مايو 2011 كيف كنت يومها شرسا لأقصى درجة حتى يصعد منصة الإستجواب دون تأجيل واليوم تُوجِد المبررات وتصنع المخارج لسمو رئيس الحكومة !!! ... ارجع إلى مشاهد تلك الجلسة عد وارجع وشاهد نفسك آنذاك أنت جيدا كيف كان شعورك وحماسك وعصبيتك حتى تفهم وتعي شعور أعضاء اليوم جراء ما يحدث من مهزلة تأجيل استجواب رئيس الحكومة وكأن الحكومة يا بوعلي تحرقك شعبيا دون أن تشعر ... فما هو الفرق بينك كرئيسا للمجلس تحمي الحكومة وبين رئيس مجلس الأمة السابق السيد "أحمد عبدالعزيز السعدون" عندما طبخ لعبة قانون المديونيات الصعبة مع رئيس الحكومة الراحل الشيخ "سعد العبدالله الصباح" في أسوأ وأخطر وأفسد مجلس في تاريخ الكويت السياسي مجلس 1992 ... حتى يتم إنقاذ عُلية القوم من كارثة "المديونيات الصعبة" وانتُهك المال العام بقيمة 5.5 مليــــار دينار = 18.2 مليــــار دولار ... والكويت آنذاك للتو خرجت من غزو وقهر وآهات وجراح وشهداء وجرحى لم يلتفت أحدا لحالتنا وقتها بل التفتوا لمصالحهم هم فقط وليذهب الشعب إلى الجحيم وبالفعل ذهب الشعب إلى الجحيم وانتهكت الوطنية في صميمها ؟
بو علي هل الأمر يستحق فعلا لك كإنسان تملك طاقة محدودة ومشاعر وقلبا ونفسا ؟ ... هل الأمر يستحق كل تلك الإساءات لك ولأسرتك الكريمة ؟ ... عن نفسي أجد أن الأمر لا يستحق نهائيا لا لك ولا لأسرتك ومعاناتهم وهم يقرؤون ويشاهدون ويتابعون ما يكتب وينشر عن والدهم وابنهم فعلا الأمر لا يستحق بل ومؤلم ... فالكويت لها حكامها الكرام وحكامها يعرفون جيدا من يستخدمون وكيف ومتى ولا أظنك تقارعهم في تاريخهم السياسي الممتد لأكثر من 300 سنة ... يا رجل إفهم واستوعب قولي هذا "كل خصومك هم صناعة الشيوخ ولم تكن صناعتك أنت فدع من صَنع يتكفل بما صُنع" بل الحكومة ليس لها صاحب وارجع لقائمة الأسماء لترى كم باعت وبمن ضحت لأنها هذه هي السياسة ... وأنا لا أدعوك للرحيل كليا بل أدعوك بالتنحي والإبتعاد عن الساحة السياسية واعتبرها "استراحة محارب" شاهد وراقب وتابع ليهدأ الشارع الكويتي ... ولا تكون عدو نفسك دون أن تشعر فإن كان خصومك لا يخافون الله ولا يتقونه في وطنهم وسمعته من فرط فجورهم في خصومتهم فكن أنت خيرا منهم عملا بقوله سبحانه في سورة يونس { وإن كذّبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } ... فابتعد عن الشأن السياسي وعوّض أهلك وأبنائك ووالديك الكرام عما ما فاتهم منك وأنا على ثقة ويقين أن الشارع الكويتي سيكتشف عجب العجاب مستقبلا وأنت لست موجودا ليعرف الجميع حقيقة ما كان يحاك ضد الوطن والشعب ... بوعلي والله وبالله وتلله إن الأمر لا يستحق فاذهب إلى المقابر وتجول بين القبور لتعيد التّحقق من نهايتك وقد سبقك الكثير من رؤوس الكبار في هذا الوطن جميعهم ذهبوا ولم يأخذوا معهم شيئا إلا كفنهم وأعمالهم ... ولا تفتنك السلطة فتُهلِك نفسك بيديك دون أن تشعر واتقي الله في أسرتك وأهلك الكرام فقد كفى ما نالوه ويجب أن تتوقف الإساءة لهم وتنتهي أوجاعهم وهم يرون الجاهل والسفيه والساقط يطعنون بولدهم فتتوجع قلوبهم وتتأذى مشاعرهم على أمر لا يستحق بالمطلق ... وأنت كمسؤل لك إيجابياتك ولك أيضا سلبياتك واعترف في قرارة صدرك أنك في الفترة الماضية تجاهلت قضايا الكويتيين ... والطبيعي أنك لا تستطيع إرضاء الجميع لكن في القضايا المجتمعية المهمة والملحة تستطيع أن ترضي الجميع ... ابتعد وتنحى ودع الخلق للخالق فلا أنت موكل بنا ولا نحن موكلون بك وكلنا شرعا وأمانة في ذمة الحاكم وكل حاكم وله رؤيته وسياسته نتفق أو نختلف معه يبقى حاكما وله كل الإحترام والتقدير والتوقير لأنه رمز الكويت لا جدال ولا شك في ذلك ... فلا يوسوس لك شيطانك بما يرميك في التهلكة واستعذ بالله منه وآنه قد حان الأوان بأن تضحي لأجل وطنك وتضرب مثالا وطنيا يُربِك ويُخرِس كل خصومك ويجعل لك رصيدا شعبيا باقيا بعد 4 أو 8 سنوات ... لنرى وترى معنا ما سوف تؤول إليه الأمور في البلاد لتضع الأيام كل في حجمه الطبيعي وتكشفه علنا أمام الشعب ؟
في الختام تحياتي لوالديك ولأسرتك الكريمة وأسأله سبحانه وتعالى أن أكون سببا من رَبُّك وخالقك حتى ينتفض قلبك وضميرك على وطنك وتضحي من أجله ومن أجل نفسك وأسرتك وأبنائك والأمر قد تجاوز كل الحدود ووالله إن الأمر لا يستحق وكذب وربي كذب من قال لك أن الأمر يستحق فإن لم تعي كلماتي هذه فاعلم أنك عبدا للدنيا وأن الله قد أعمى بصيرتك ولا أتمنى ذلك لك فعلا وحقيقة فلا تكابر وليرقّ قلبك على وطنك وعلى نفسك وعلى أهلك وأبنائك وأسرتك التي تحتاجك كثيرا جدا ... تبتعد وأنت قويا ثم تعود أقوى وأشد صلابة في الوقت الذي تتكشف فيه الحقائق تلك حكمة العقلاء في مجتمع مترف كثير الثرثرة فلا صالح ولا طالح يعجبه "إلا من رحم ربي" ... وفي الختام أدعوك إلى التَبصُّر كثيرا في هذه بالآية الكريمة في سورة الحج { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد .
دمت بود ...
2021-04-24
إلى الشيخ / محمد عبدالله المبارك الصباح .. هذي تروضك ؟
2021-04-20
حُكم البـلاد والقـرآن .. لا يلتقيان ولا يتفقان ؟
في
سنة 65هـ الموافق 684م رُوي أن أمير المؤمنين وخليفة المسلمين "عبدالملك بن
مروان" عندما وصله الخبر أن الخلافة قد آلت اليه وكان حينها يقرأ القران فأطبقه
وأغلقه ووضعه جانبا ثم تحدث إلى كتاب الله قائلا : هذا آخر عهدنا بك هذا فراق بيني
وبينك ... ثم خرج يخطب بالمسلمين وقال فيهم : فإني لست بالخليفة المُستضعف "يقصد
عثمان بن عفان" ولا بالخليفة المُداهن "يقصد معاوية ابن أبي سفيان"
ولا بالخليفة المَأفون "يقصد يزيد ابن معاوية" ... ألا وانى لا أداوى
هذه الأمة اٍلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم ... والله لا يأمرني أحد بتقوى الله
بعد مقامي هذا الا ضَربتُ عُنقه "انتهى الإقتباس" ... فتحول
أحد أشهر فقهاء المدينة المنورة إلى طاغية حَكَمَ بقوة السيف وبسفك الدماء وبإكراه
الرعية على الغزو والقتال ومن يتخلف منهم كانت تصادر داره وكل ما يملك ... لم يكن
ما سبق من كلمات إلا أقل من 1% مما كان يحدث في حياة المسلمين بعد وفاة رسولنا
عليه صلوات ربي وأفضل التسليم ... فقد كان المسلمين ولا يزالون في فتن وعصبية
الجاهلية وصراعات دموية وأحقاد ثأرية مفرطة القسوة على حكم البلاد والعباد ... حتى
أن الكثير الكثير من حكام المسلمين قديما وحديثا لا دخل ولا شأن لهم بدين الله
سبحانه ولا بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد من هول ما اقترفوه من فظائع وجرائم وفساد
... ومن أين تبدأ بها لا تعرف هل من مقارعة الخمر أم من الزنى أم من الظلم أم من
القتل أم من الجزية أم من الإكراه على الغزوات ... فكانت فعلا فساد المنهج وانحراف
التطبيق وصناعة الدين السياسي وتطويع رجال الدين بالمال أو بالسيف فصدرت ملايين
الفتاوي التي تبيح ما حرّم الله ... فتحول الطغيان والإستبداد بالتحول السياسي من
الخلافة الإسلامية إلى نظام الملكية والتي أول من أعلن نفسه ملكا في التاريخ الإسلامي هو "معاوية بن أبي سفيان"
في سنة 41 هجرية ... والقارئ للتاريخ الإسلامي القديم لا يستطيع أن يصف كل الفتن
والأحداث والمعارك والحروب إلا أن تلك الأمة ممن سبقونا كانوا قوم دنيا وليسوا قوم
أخرة ... ونعم حدثت غزوات إسلامية وفتوحات واسعة النطاق لكنها كلها كانت بالإكراه
وبإغراء على مكتسبات الغزوات من غنائم مختلفة من سبايا وجواري وعبيد وأموال وأحصنة
وسيوف وغيرها ؟
يقول المفكر والفيلسوف السعودي "عبد الله القصيمي" في كتابه الذي صدر في سنة 1977 بعنوان "العرب ظاهرة صوتية" فيحلل بشكل بليغ الشخصية العربية فيقول : العربي دائما لا يفخر أو يجدد تقواه وإيمانه وتديّنه إلا بالكوارث والهزائم والفضائح والهوان إنه لا يتذكّر الله إلا مهزوما مفضوحا مهانا مذعورا "انتهى الإقتباس" ... ولذلك "قديمــــا" توجد نقطة ضعف لدى المسلمين كافة وهي الإيمــــان يرتعبون من أن يمسها أحدا ولا يسمحون لمخلوق بأن يشكك بدينهم وعقيدتهم أو حتى أن يصحح مفاهيمهم الشرعية ... وتلك النقطة المهمة التي اخترقها الحكام المسلمين لحكم المسلمين بترهيبهم من الله سبحانه وأن طاعة الخليفة من طاعة الله سبحانه ولا يوجد أفضل من يدعم تلك القصة أكثر من تجار الدين ... وتلازمت هذه العقيدة والعقدة لأكثر من 1.400 عام وحتى أيامنا هذه لكن طرأ على الفكرة والعقيدة والعقدة عدة تغيرات ظرفية ببدع الدين السياسي ... فبالأمس كان الرعب على الدين والإسلام وتوحيد الأمة كما كانت حجتهم واليوم الحجة هي أمن وأمان الأوطان وأن الأوطان تحاك ضدها المخططات والمؤامرات ... وتلك البدعة الحديثة والحجة كانت صناعة شيوعية عندما صنعت الشيوعية جيلا من الجياع والرعاع فأوصلوهم إلى حكم بلادهم ... فأسقطوا الملكية في العراق ومصر واليمن وليبيا فسرقوا أموال وممتلكات الأسر الملكية كافة وكانت ثورة الجياع بامتياز ... وعلى الجانب الأخر كان هناك فريقا تابعا لفرنسا وبريطانيا حتى تسيّدت أمريكا على المشهد فانتهزت حرية وكرامة الأوطان العربية فأصبح الكل اليوم تابعا مطيعا ... ولا يمكنك أن تبعد نظرك عن الكم المهول والمرعب والخرافي من الجرائم التي ارتكبت في العصر الحديث وتحديدا من سنة 1920 إلى 2021 أي خلال 100 عام ... فصدق الأغبياء والسذج أن السعودية تمثل الإسلام السني وإيران تمثل الإسلام الشيعي والحقيقة هي أن "النظامين" وليس "الشعبين" النظامين نظامين سياسيين يمارسون الدين السياسي بامتياز وهذا مثال بسيط وإسقاط واقعي من الماضي على الحاضر ... والشخصية العربية بسيكولوجيتها المليئة بالأمراض والعقد والمتعلقة بالماضي لو دققتها وأجريت عليها مسحا سريعا جدا ستكتشف بسهولة أنها لا تثق بالشخصية العربية أي أن العربي لا يثق بالعربي بل ولا يستهويه لكنها شخصية تتأثر سريعا وتثق بالشخصية الغربية ... بمعنى لو أيدك وأحبك وأعجب بك مليون عربي فستجد 400 مليون عربي أخرين يتنمرون عليك ويستحقرونك حتى وإن أطلقت عجائب الكلمات والحديث فقط لأنك عربي منهم وفيهم ... وطالما أنك عربي فيجب أن ينقضّوا على ماضيك وأسراره ويفتشون عن سلبياتك وعيوبك لا يسامحون ولا يغفرون لكن لو كان المتحدث أو الكاتب أجنبي لاستمعوا وأنصتوا له باهتمام بالغ ولقرؤا له بعناية فائقة ... تلك السيكولوجية العربية هي أسهل شخصية يسهل تطويعها من قبل أي حاكم عربي فمن لا يخضع باللين خضع بالقوة ... أمة مريضة ومعقدة منذ مئات وآلاف السنين تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا "إلا من رحم ربي" ؟
لا يوجد حكم في العالم الإسلامي دون أخطاء ودون
ظلم ودون جرائم ودون فسادا وسرقات لا يوجد ولن يوجد وتلك الحقيقة المطلقة التي لا
يجب أن تغيب عن عقل أيا منكم ... فالمسألة شبه معممة إذا ما قارنا بأعداد حكام
وخلفاء المسلمين في التاريخ الإسلامي والذي يتجاوز عددهم أكثر من 300 خليفة وأميرا
للمؤمنين ولا تستطيع أن تخرج منهم خليفة عادلا إلا ما لا يتجاوزون أصابع اليد
الواحدة ... مثل الخليفة الراشد "الحسن ابن علي" والذي حكم لمدة 6 أشهر
ثم سلم الحكم لمعاوية ابن أبي سفيان والخليفة الأموي الراشد "عمر ابن
عبدالعزيز" ... وفي العصر الحديث لا تستطيع أن تخرج أفضل الحكام وأعدلهم
وأعقلهم إلا ما لا يزيد عن 5 حكام كأفضل تقدير ولا داعي لذكرهم حتى لا تستفز
الأسماء البعض منكم ... وبالتالي يتضح جليا أن الحاكم في حكمه لا يتفق مع كتاب
الله ولا يلتقي مع القرآن الكريم ولا حتى بنسبة 1% ... لأنه وببساطة لو عمل الحاكم
بكتاب الله جل علاه فلن يوجد لديه فقيرا ولا محتاجا ولا مسكينا ولا مظلوما ولا
قتلا ولا جرائم ولا انتهاكات إنسانية وأخلاقية وتلك نكته سخيفة في زماننا بالتأكيد
... والأهم لو وجد الحاكم العابد الزاهد لقتلوه أو انقلبوا عليه لأن كل قصور الحكم
في حقيقتها هي مخترقة من قبل الغرب والأعداء والأقرباء الطامعين بسلطة الحكم ...
ومن أغرب ما قرأت ورأيت هو أن الحكام لا يتّعظون ممن سبقهم ولا يقيمون لله وزنا
"إلا من رحم الله منهم" ... فتخرج لنا النتيجة المؤكدة بأن الفساد في
الوطن العربي هو فساد مصطنع والمشاكل السياسية والإقتصادية مصطنعة والحقيقة التي
كشفتها فضائح "ويكيليكس" ووثائق "بنما" تتحدث عن مبلغ يتجاوز
أكثر من 800 مليــــار دولار هي سرقات حكام ورؤساء حكومات وأبناء حكام وأسرهم خلال
فقط الـ 20 سنة الماضية ... فكم هي سرقاتهم وفسادهم خلال 50 و 70 سنة الماضية
بالتأكيد الرقم داخل في الترليون دولار ... ولذلك حكم البلاد في أيامكم هذه لا
يتفق ولا يلتقي مع كتاب ربكم وشريعته لا في نصفه ولا في ربعه ولا حتى في 10% منه
"إلا من رحم ربي منهم" ... ولا أكثر إجراما وفسادا وظلما من "علي
عبدالله صالح وصدام حسين ومعمر القذافي وجحش سوريا بشار الأسد وزين العبدين بن
علي" وغيرهم الكثيرين ... ولا إسقاطا للفساد أكثر من عربدة الخليفة الأموي
"الوليد ابن يزيد" وفساد الخلفاء في العهد الأموي والعباسي ومغالاتهم
بالجواري والغلمان حتى خرج العديد من نسل تلك الخلافة من هو ابن جارية ... وما
أكثر من تم الزنى بهن وحملن ثم طردن من قصور الحكم أو قتلن وما أكثر ما كنزوا الذهب
والمال فذهبوا إلى ربهم حفاة عراة والناس تلعنهم ... ولتفتوا إلى التاريخ الإسلامي
فكم الفتن التي وقعت بين المسلمين لا تعد ولا تحصى كل منهم يريد الملك والحكم ولو
أردت أن أضرب مثالا فنظروا ماذا حدث في سوريا كم فريقا أعلن ولايته على مناطق
نفوذه أو تخيل السعودية يعلن فيها شقاق بين 7 أفراد كل فرد منهم ينصب نفسه ملكا
فتصبح مملكة شاسعة المساحة يقتتل عليها 7 ملوك ... تلك الحالة هي كانت حال
المسلمين قديما كانت فتن وأطماع وصراعات على الدنيا وكل منهم وله حجة ورأيا ومنطقا
وحقا لكن الباطل كان في كم الفتن والقتال على السلطة وحب المال ... وأما في الفجور
والرغبة المتوحشة بالإنتقام في التاريخ الإسلامي فيقول "محمد بن سليمان بن عبد الله النوفلي"
: كنت مع "عبدالله
بن علي" أول ما دخل دمشق دخلها بالسيف وأباح القتل فيها ثلاث ساعات وجعل
جامعها سبعين يوماً إسطبلاً لدوابه وجماله ثم نبش قبور "بني أمية" فلم
يجد في قبر "معاوية" إلا خيطاً أسود مثل الهباء ونبش قبر "عبدالملك
بن مروان" فوجد جمجمته وكان يجد في القبر العضو بعد العضو إلا "هشام بن
عبدالملك" وجده صحيحاً لم يبلى منه غير أرنبة أنفه فضربه بالسياط وهو ميت
وصلبه أياماً ثم أحرقه ودقَّ رماده ثم ذره في الريح
"انتهى الإقتباس" ... فأين كتاب الله سبحانه من أعمال وأفعال السابقون
واللاحقون !!! ... هلك من ضاع عمره وهو يقاتل على الحكم والمناصب هلك وربي هلك فإن
للأمانات وزنا وثقلا عظيما وحسابا عسيرا ؟
دمتم بود ...
2021-04-17
كيف كان الأنبياء والرسل يؤدون صلواتهم قبل محمدا ؟
هذا بحث "شرعي علمي" ذوو مرجعيات تاريخية خرج من باب الإجتهاد والبحث لتصحيح معلومات ومفاهيم مغلوطة تربعت في عقول الكثيرين تجرأت بوقاحة على الله سبحانه ... لذا اقتضى التنويه .
الموضــــوع
من مظاهر الإنحراف في العقيدة والدين في المذاهب الإسلامية التي صنعها المسلمين أنها بدأت بخلافات ثم تطورت الخلافات إلى صراعات ثم تطورت الصراعات إلى درجة التكفير والرغبة في الإنتقام ولو أردتنا أن نبسطها فتلقائيا سيطلق على الفريق الأخر بـ "الفئة الضالة" ... وليس أكثر من دليل واقعي كيف يُقدّس "المذهب السني" الرسول محمد ابن عبد الله عليه صلوات ربي وأفضل التسليم و "المذهب الشيعي" كيف يقدّس الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وابنه الحسين ... حتى وصلت الجرأة بل الوقاحة بأن يتجرأ ويقول الكثيرين "إن القرآن نزل ناقصا وأن سنة الرسول جاءت مكملة للقرآن الكريم" وكأن الله عز وجل نسي أمرا لم يذكره في كتابه الكريم ثم جاء الرسول وعلِيا ليكملا ما لم يذكره ربهم !!! ... حشى لله سبحانه المنزه من أي خطأ أو زلل أو عجز سبحانه وتعالى ... والكثيرين ممن لا يستخدمون عقولهم إلا ما لا تتعدى نسبته 10% تناسوا عمدا ... أن مثل هذه المواضيع ليست انتقاصا أو انتهاكا لرسولنا عليه الصلاة والسلام بل انتصارا له لمن تقوّل وافترى عليه وانتصارا لعزة الله وذاته سبحانه ووضع حدا لوقاحة وجرأة الكثيرين بالإفتراء على ربهم وخالقهم ويتحدثون بقناعة السفهاء وكأن دينهم جائهم ناقصا وشريعتهم عرجاء وطريقها مغبرا وكأنهم ما فقهوا بآيات ربهم شيئا ثم يستندون بحجج أعوذ بالله من قولها ... وللإمام "محمد الغزالي" قولا مأثورا يشخّص الحالة التي تعيشها الأمة الإسلامية بشكل دقيق عندما قال : هجر المسلمون القرآن إلى الحديث ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين ثم هجروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم وكان تطور الفكر الإسلامي على هذا النحو وَبَالاَ على الإسلام وأهله "انتهى الإقتباس" ... ويقول "ابن عبد البر" الإمام والفقيه الأندلسي المتوفي في سنة 463 هجرية : يأتي على الناس زمان يعلق فيه المصحف حتى يُعشّش عليه العنكبوت لا يُنتفع بما فيه وتكون أعمال الناس بالروايات والحديث "انتهى الإقتباس" ... وانظر لحال المسلمين في أيامكم هذه فكم عدد من يقرأ القرآن وفي كل كم مرة ؟ ومن يفقه ويعلم ما يقرأ ؟ ... بل إن كثيرا من المسلمين لا يقرؤون القرآن ولا يحفظون منه شيئا وبيوت كثيرة لا يوجد فيها مصحف واحد ... وإن وقع في نفسك استنكار ما أقول فانظر كم وعدد من يسبّون الله في كل يوم في بلدان عربية مسلمة كثيرة حتى تتأكد أن واقعنا لا يعرف الخجل ولا الحياء ... والأصل في كل شيء والمرجع لكل شيء هو القرآن الكريم وأي حديث لرسولنا وأي حديث لأئمتنا وأي حديث لأي عالم وشيخا ومجتهدا وجب عرض قوله أو رأيه على كتاب الله سبحانه فإن وافقه عمل به ... والأصل أن كل شيء يُعرض على كتاب ربُّكم سبحانه وليس العكس أي من الشّرك والجرأة على الله جل جلاله أن تَعرِض القرآن على أمر ما بل الأصل أن يُعرض الأمر "رأي - حديث - اجتهاد" على القرآن لأنه الأصل والرسالة والشريعة السماوية فكتابُ ربُّكم لا يُعرَض على أي أمر بل كل الأمور هي من تُعرض عليه فإن وافق أمرا ما مع القرآن عمل وأخذ به وإن لم يوافق تُرِك ؟
يتحدث الكثيرين بثقة عمياء بأن لا أحد علّمنا الصلاة إلا رسولنا وأشرفنا عليه الصلاة والسلام ... وقد غفل الكثيرين أن الصلاة تتغير وتتبدل من أمة إلى أمة ومن رسول لأخر لكنها تبقى عبادة أساسية لا نقاش ولا جدال فيها عبادة ثابتة مارستها أمما وشعوبا من قبلنا ... وغفلوا أيضا رحمة الله سبحانه بعباده ورأفته بهم ففهموا على غير العادة فذهبوا للتقول والإفتراء على الله وعلى رسوله ... لكن في الإسلام وكعادة الأمم في الإجتهاد والإختلاف فإن ما يحدث من لغط قد حدث بالفعل في أمة سيدنا عيسى ابن مريم وفي عهد سيدنا موسى عليه السلام من خلافات وقعت في أممهم بل ولا تزال ... وحتى نكون واضحين وموضوعيين ندخل في هذه الأسئلة والأجوبة التي ستوصلكم إلى منطقية الإعتقاد ونسأل : لماذا نصلي ؟ الإجابة : لأنها عبادة ... الإجابة ليست دقيقة وفق عقل الإنسان الذي يبحث ويفكر وبحاجة إلى قناعة وإقناع أكثر ولذلك جاءت الإجابة الصريحة من ربكم بصيغة الأمر والأمر أي لا نقاش ولا جدال فيه فقال ربكم سبحانه في سورة طه { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فَاعْبُدْنِي وأقم الصلاة لِذِكْرِي } ... إذن المسألة هي أمر بالخضوع للخالق عز وجل والصلاة نوعان "الصلاة المعنوية" والتي تمارس من خلال الأذكار والتسبيح وتلك عبادة ليس لها وقت محدد وهي عبادة لفظية ... والصلاة الأخرى هي "صلاة مادية" أي صلاة حركية لها أساسيات مفروضة على الجميع وفي كل ديانة والتي من أساسها "القيام والركوع والسجود" ... وأول حجة تقع على من يُنكر وأول معلومة لمن لا يعلم هي أنك في ديانتك المسلمة طالما أنك تصلي "قيام وركوع وسجود" إذن من قبلك في الأديان السماوية برسلهم وأنبيائهم كانوا يطبّقون ويمارسون صلاتك لكن بشكل مختلف ... بدليل أن ربكم عادل وعدالته سبحانه وتعالى مطلقة وليست نسبية كما هو الحال لدى البشر فهل ربكم يُخضِع أمة محمد عليه الصلاة والسلام فقط وحصريا ولم يخضع أمة موسى وعيسى عليهما السلام ؟ حاشى لله سبحانه وتعالى إلا أن يكون رب الحق والعدل بين الجميع المنزه من أي خطأ أو زلل ... ثم أذهب بكم بالدليل الأخر وأسأل : هل رَكَعَ وسَجد "الرسول" محمدا ابن عبد الله ولم يركع ويسجد موسى ابن عمران وعيسى ابن مريم عليهم جميعا صوات ربي وأفضل التسليم ؟ ... الإجابة : بالتأكيد كلا بل مستحيل أن يفرّق ربنا سبحانه بين رسله لا في رسالاتهم ولا في شرائعهم ولا في أسس عباداتهم ولا حتى في محبتهم ... إذن في هذه الفقرة إثبات أن الصلاة جاءت بصيغة الأمر والدليل الأخر أن الأنبياء والرسل يصلون بصلاة "مادية - حركية" يستحيل أن تخلوا من "القيام والركوع والسجود" ... وإن ترسخت في قناعتك بأن رسل الله "موسى وعيسى" لم يسجدوا ويركعوا لربهم فهذا تشكيك بعدالة الخالق عز وجل وضربا في الأديان السماوية التي نزلت من قبلك وقبل رسولنا ؟
كيف كانوا يصلون وماذا كانوا يقولون في صلاتهم ؟
إن الإثبات بصلاة الأنبياء والمرسلين حقُ وصِدقُ لا نشكك بهم بل نبحث عن الإستدلال بعبادتهم وطريقتها وكيفيتها ليأتي السؤال الثاني والأهم لدى الكثيرين ... في الديانة اليهودية والمسيحية في زمن الرُّسل عليهم الصلاة والسلام ماذا كانوا يقولون في صلاتهم وفي قيامهم وسجودهم وركعوهم ؟ ... والإجابة المنطقية تذهب بنا إلى سؤال سيكون هو الإجابة التلقائية ونسأل : من أول خلق خلقه الله سبحانه وتعالى انتبه أقول خلق وليس شيء بل خلق ؟ الإجابة : الملائكة عليهم سلام ربي ... وهل الملائكة لديهم دين وشريعة وآيات قرآنية ؟ الإجابة : كلا لأن الملائكة لديهم قوانين سماوية تختلف كليا وبالمطلق عن الشرائع والقوانين الدنيوية لا أحدا بالمطلق يعلم عنها شيئا والشرائع والأديان لا تتنزّل إلا على الأمم الضالة والملائكة أمة خلقت بالأصل مؤمنة ... حسنا وهل الملائكة يصلّون لربهم وخالقهم ؟ الإجابة : بالتأكيد ولا شك في ذلك نهائيا ... وكيف هي صلاتهم ؟ الإجابة : قياما وركوعا وسجودا ... وإن كانوا ليسوا لهم دينا وشريعة ولا رسولا فماذا يقولون في صلاتهم ؟ الإجابة التلقائية : التسبيح بحمد الله وبعظمته سبحانه وتعالى عندما أخبرنا ربنا في سورة الأعراف { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون } وفي سورة الأنبياء { يسبحّون الليل والنهار لا يَفْتُرُونَ } ... والتسبيح بالدعاء وفي الصلاة هي العامل المشترك في كل مخلوقات الله سبحانه الطير والجبال والإنسان والملائكة الكل يسبح بحمد الله ... إذن نضع نقطتين ونقرأ في ما بينهما فإن كانت ملائكة السماء تسبح بحمد الله وأنتم أخر أمة جائها رسولها "الإسلام" كلاكما تسبحون بحمد الله فماذا يفعل من يقع بينكما من أمما وأنبياء ورسلا قبلكم كاليهودية والمسيحية ؟ الإجابة : التسبيح ... وماذا غير التسبيح ؟ الإجابة : أنت تقرأ ما تيسر لك من القرآن وأمة التوراة والإنجيل تقرأ ما تيسر لها من كتابها السماوي مثل كتابك السماوي ... وهل يوجد في اليهودية والمسيحية "قيام وركوع وسجود" ؟ الإجابة : نعم توجد ... وما هو دليلك ؟ الإجابة : بعد نهاية هذه الفقرة شاهد الفيديوهات والصور ... ونذهب للأبعد من ذلك ونجاري من يكابر ويعاند ونسأل ونقول : أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام الملقب بخليل الله كيف كان يصلي وماذا كان يقول في صلاته وهو لم يكن رسولا ولم يأتيه كتاب من الله ولا شريعة ؟ ... الإجابة : وهل لسيدنا نوح وسليمان وإدريس ويعقوب وإسماعيل ولوط وصالح وشعيب وأيوب وزكريا وغيرهم عليهم صوات ربي وأتم التسليم كان لهم دين أو شريعة أم إيمان بالله وحده لا شريك له وتعزيز لرسالات الأنبياء والرسل !!! ... وطالما يؤمنون إذن يسجدون ويركعون لله مسبحين بحمد الله لا يستكبرون عن عبادة ربهم أبدا ... وهنا يأتي الفرق بين النبي والرسول فالأنبياء يسبحون بحمدالله ويخضعون بسجودهم لربهم والرسل لديهم مهمة الرسالة موكلين بإيصالها لأمتهم وفق شريعة ذات نصوص سماوية ويطبقون صلواتهم وفق ما أمر به ربهم سبحانه ... الأمر الذي يغفله الكثيرين في مسألة "التواتر" أي نقلا عن ثم عن ثم عن و "المُعَنعَن" قد تمتد لمئات وآلاف السنوات مثل الديانات والمعتقدات ... وبالتالي أنت في ركوعك وسجودك تسبح بحمد الله والديانات الأخرى أيضا تسبح بحمد الله ... والأمر الأخر والذي لا يعلمه الكثيرين وربما الكثيرين غافلون عنه أن الكتب السماوية الثلاثة "التوراة والإنجيل والقرآن" تجتمع على "الوصايا العشرة" ... أي الكبائر من المحرمات العشرة تواجدت وذكرت في الديانات الثلاثة وهي : الإيمان بالله وحده سبحانه - لا تشرك بالله أحدا - لا تقتل - لا تنزني - لا تشهد كذبا - لا تغش الناس في بيعهم - لا ترابي في المال - الإحسان والبر بالوالدين - لا تقتل - لا تسرق ... تلك الأساسيات العشرة التي ورد ذكرها في الديانات السماوية الثلاثة بصريح العبارة واللفظ والتحريم ... ثم في كل كتاب توجد آيات ظرفية أي آيات نزلت لسبب ما لحادثة ما مثل الآيات التي تتحدث عمن يحرفون كلام الله ويفترون عليه سبحانه والآيات التي نزلت لتعلم الناس الأخلاق وآيات لتحل مشكلة حدثت في وقتها ؟
شاهد صلاة اليهود
شاهد صلاة المسيحية
وفي إثبات أن التسبيح كما هو ركن أساسي في سجود وركوع المسلمين أيضا التسبيح ركن أساسي في صلاة اليهود والمسيحيين ... فقد وردت في كتب اليهودية والمسيحية المقدسة وتحديدا في كتاب "العهد القديم - سفر المزامير - مزمور الفصل الأول - الآية 117" { سَبِّحُـــوا الرَّبَّ يا كُل الأُمم حَمّـــدوه يا كُل الشعوب } ... ولا حاجة لإثبات كيفية صلاة المسلمين لأنها معلومة أصلا رغم اختلافاتها لكن تبقى أساسياتها واحدة وهي "القيام والركوع والسجود" ... لكن دخلت تطورات وتغيرات في الصلاة في الديانات الثلاثة مصدرها "تجّار الدين" أو صراع المذاهب أو الخلافات في قلب كل دين ... ناهيك عن ارتباط الناس والأمم بالدين مما اضطر أهل السياسة بأن يعثوا فسادا في الأديان بتواطؤ ملعون من الكثير من رجال الدين وقد كان ولا يزال ... فكما توجد خلافات بين المذاهب الإسلامي "السنة والشيعة والصوفية والإباضية" توجد خلافات في الدين المسيحي بين "الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية" وغيرها الكثير وخلافات في الديانة اليهودية مثل "الفريسيون والبناؤون والسامريون والمتعصبون" وغيرها الكثير ... وما يميز الدين الإسلامي عن الديانة اليهودية والمسيحية هي أن القرآن الكريم واحد لم يتم تحريفه ولا تغييره ولا تبديله منذ 1,400 سنة حتى يومنا هذا ... لكن المسيحية واليهودية تعتمد على كتب عديدة تعتقد كل فرقة ومذهب منهم أن كتابها هو السماوي الأكثر صحة من الأخر وتلك الكتب العديدة جاءت بسبب حجم الفساد وصراع السياسة مع الدين وتضاربهما لإخضاع الأمم والشعوب ... ومع مرور الوقت وتغير الظروف وتوالي الأحداث والكوارث والحروب حدثت تغيرات كثيرة في ممارسة الديانة "اليهودية والمسيحية" بسبب الصراع على مركزية قيادة وتجارة الدين ... ولأن قيادة الدين اليهودي تعتمد على المجموعة وليس الفرد الواحد دبّ الخلاف بين اليهود فتفرعت فرقهم حتى أصبح لديهم قيادات لأفرع مختلفة مثل المسيحية التي يقودها فردا واحدا "البابا" ولا يعترف به كل مسيحي ... كل تلك الصراعات "البشرية" في الديانات السماوية الثلاثة سببها الصراع على "مركزية التبعية" التي تؤدي إلى مكاسب اقتصادية مهولة وتكوين ثروات خرافية من خلال "تجارة الأديان" ... والدين السياسي هو من رسّخ في عقول الكثيرين الجهل من غياب مفهوم الصلاة لدى الديانات السماوية الأخرى ... بمعنى يجب أن تفهم أن المسيحي يقرأ كتابه السماوي واليهودي يقرأ كتابه السماوي كل بطريقته مثلك أنت وأنتي في ديانتكم الإسلامية ... ولا يجب الإنتقاص من تلك الديانات بالمطلق لأنها تؤدي إلى الإنتقاص من رسل ربكم "موسى وعيسى" عليهما السلام ... وبالتالي يجب الفهم والإدراك أن كل الأنبياء والرسل ليسوا مقدسين واحذر من تقديسهم لأنهم بشرا يصيبون ويخطؤون في حياتهم لكنهم لا يخطؤون في رسالاتهم وصِدقهم وإخلاصهم لربهم سبحانه ثابت لا شك ولا جدال فيه ... أما التّقديس والمُقدّس فهو ربكم سبحانه وتعالى وحده لا شريك له هو المنزه عن أي شيء لا يخطئ ولا يَزِل ولا ينسى ولا ينام ولا يغفل جل جلاله { ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير } الشورى ؟
إن عبادة الله سبحانه لا يمكن أن تتحقق للعبد إلا بالخضوع لله رب العالمين والخضوع لا يكتمل إلا بـ "القيام والركوع والسجود" والتسبيح شرط أساسي في كل الأديان وعلى لسان كل نبيا ورسولا ... اما في أيامنا هذه والسنوات الطويلة الماضية فإن الإفتراء على الله قد وصل إلى درجات فاقت الجهل ووصلت إلى الوقاحة والجرأة على الله بوضع الرسل في مقام ومنزلة الخالق عز وجل بشرك صريح دون أدنى خجل أو حياء أو خوف من خالقهم جل جلاله ... وفريقا أخر يفتري على الله الكذب وفريقا يفتري على رسولنا الكذب والتّـقول عليه ويتجاهلون عمدا وجهلا ووقاحة الآيات القرآنية التي تُعلّم وتُفهّم وتحذر وتنذر وتتوعدهم لكنهم رغم ذلك يضربون بقول ربهم في عرض الحائط ويصرون إصرارا مجنونا على نسف آيات ربهم ويرفعون فوقها الإفتراءات والتقول على رسولهم ... فتمعنوا أيها القراء الكرام بتلك الآيات إمعانا كبيرا ودقيقا وتبصروا فيها عندما يخبركم ربكم عن جهل الكثيرين وجرأة ووقاحة الكثيرين وكيف يشمئزون من قول ربهم ويفرحون بقول مفترى على رسولهم وقول أئمة الضلال منهم ... { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون } الأنعام ... { وَإذا ذُكِرَ اللَّهُ وحدَهُ اشْمَأَزَّتْ قلُوبُ الذين لا يُؤْمنون بِالآخرةِ وَإِذا ذكرَ الَذين من دونه إِذا همْ يَسْتَبْشِرُونَ } الزمر ... { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } البقرة ... { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم } النحل ... { الر كتاب أُحكِمَت آياته ثم فُصّلت من لَدُن حكيم خبير } هود ... { أفغير الله أبتغي حَكَمَا وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مُفَصّلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه مُنَزّل من ربك بالحق فلا تُكونَن من المُمتَرين } الأنعام ... { قد فصّلنا الآيات لقوم يعلمون } الأنعام ... { قد فصّلنا الآيات لقوم يفقهون } الأنعام ... { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } الفرقان ... { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شِيَعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } الأنعام ... { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } الفرقان ... { الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يُضلِل الله فما له من هاد } الزمر ... { فبأي حديث بعدَه يُؤمنون } المرسلات ... { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ۖ والذين آمنوا أشد حبا لله } البقرة .
أفبعد كل هذه الآيات القرآنية يضيق صدرك وينغلق عقلك وتجعل لربك نِدّا وتفتري عليه سبحانه وتتقوّل على رسولك البريئ من جهلكم وتأتون بإفك وافتراء عظيم ... فلا تتعالون على ربكم ولا تتعالون على الأديان الأخرى السماوية ولا تتغابوا عمن سبقوكم من أمما وأنبياء ورسلا مؤمنين ... فكل من يؤمن بالله ويسلم وجهه للخالق عز وجل وجبت عليه العبادة الصلاة والتسبيح بتواتر الفعل والقول وتلك سيرة من سبقوكم من الأمم المؤمنة ... فاتقوا ربكم واتقوا يوم القيامة ووقروا رسولكم عليه أفضل صلوات ربي وأفضل التسليم فرسولنا حشى لله أن يخالف ما أنزل ربه وخالقه وحشى أن يقول غير الذي نزل عليه ... والصلاة علّمهُ عليها ربه سبحانه وهو علمنا كما فعل من قَبلُ الأنبياء والرسل عليهم صلوات ربي وعظيم التسليم ... فالأصل ربكم وليس أنبيائه ولا رسله فاعبد الأصل ووقر خاصته ولا تفترون عليهم بجهلكم فما كان أنبياء ربكم ولا رسله يعلمون شيئا إلا أن ربكم هو من أوحى إليهم وعلمهم ... وتمعنوا في هذه الآية قاطعة الحسم في سورة النساء { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُّسُل وكان الله عزيزا حكيما لكن الله يشهد بما أنـزل إليك أنـزَله بِعِلمه والملائِكة يَشهَدون وكفى بالله شهيدًا } ... وفي الختام أسأل الله لكم الهداية والبصيرة وأن تتطهر أنفسكم من بقايا جاهليتكم التي ورثتموها من خلال الغرور والتكبر والإصرار على الجهل ... واعلموا واحذروا وتذكروا أن كل ما تعتقدونه من جهل الكثير من عاداتكم وتقاليدكم ستنتهي وتتبخر أو تذوب يوم القيامة وقالها لكم ربكم صراحة في سورة المؤمنين { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } أي لا تفاخر بنسبك ولا مكانتك ولا مالك ولا أي غرور عشت ومت وأنت تعتقد بجهلك بأنه عز ومفخرة ... غدا تقابل ربك عاريا ذليلا فمن ينصرك من ربك وخالقك ومن يتحمل عنك 1% من حسابك وماذا سيكون موقفك وأنت في دنياك كنت تفتري على الله ورسوله وتكذّب أو تتجاهل قول ربك في قرآنك ؟ { فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مُّسْفِرَةٌ ضاحكة مُّسْتَبْشِرَةٌ ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قَتَرَةٌ أولئك هم الكفرة الفجرة } ... اللهم اجعلنا مِمّن وجوههم يومئذ مُسفِرة مُستّبشِرة برحمتك وعظمة مغفرتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين .
دمتم بود ...
2021-04-08
الفاشل عندما يفرض الضرائب يعني .. يسرقها ؟
بفضل عالم الإنترنت أصبحنا نعرف ليس ما يحدث في دول الإقليم فحسب بل في العالم بأسره وليس إلى هذا الحد بل أصبحنا "لمن يبحث" أن نعرف خصوصيات كل مجتمع وسياسة كل حكومة ... والحكومات الكويتية ومجالس الأمة أكثر مؤسسات حكومية وشعبية على الإطلاق لا يعرفون قيمة الوقت وفاشلين بشكل كارثي وكأننا ابتلينا بفاشلين ... ومسألة فرض الضرائب في الكويت هذه رغبات الفاشلين وربما من لديهم خصومة مع الشعب أو يكرهون الشعب أو جزء من الشعب ... ومن المضحكات المبكيات أننا بفضل من الله دولة صغيرة وشعب أصغر ولو كنا دولة كبيرة وشعب أكبر لرأينا تجارة الأعضاء البشرية في الكويت والسرقات والجياع في الشوارع بسبب إدارة فاشلة للبلاد تقودها حكومات لا تفقه "أ ب ت" في فن وإبداع الإدارة ... فإن كانت الكويت دولة صغيرة المساحة وشعب قليل وصندوق سيادي من الـ 5 الأوائل على مستوى العالم واحتياطي نفطي موثوق لأكثر من 90 عاما قادما بمتوسط قيمة سوقية لا تقل عن 4.5 تريليون دولار ... تلك القدرات تلقائيا تنقلك إلى مصاف الدول الـ 10 من حيث كل شيء تنمية واقتصاد وتعليم وطب وعلاج وتكنولوجيا إلخ ... لكننا نرضخ تحت إدارات حكومية ومجالس برلمانية لا تعرف قيمة الكويت وأرضها وسمعتها ولا يعرفون إلا أن يأخذوا لا أن يعطوا والمصيبة أنهم يتقاضون رواتب ومزايا لا يحلم بها سابع جد من أي وزير وأي عضو برلمان ... فليس مطلوب منك إلا الصدق والإخلاص والفكر المستنير لأداء الأمانة للكويت وشعبها الذي من ضمن شعبها أنت وأبنائك وإخوانك وأهلك وعائلتك ومع ذلك لا نجد إلا عربدة إدارية وإهمال وفساد واستهتار ؟
تقدمت الحكومة الفاشلة كعادتها ببرنامج عملها إلى مجلس الأمة في أبريل 2021 للسنوات من 2021 إلى 2024 وكالعادة الحكومة تقدم برنامجها ونسبة التنفيذ بأحسن الأحوال لا تتجاوز 20% ... لكنها هذه المرة الحكومة أعلنت وتقدمت رسميا برنامج عملها أنها تريد فرض الضرائب على الشعب الكويتي "كويتي - مقيم" بثلاث قوانين وهي "مشروع قانون الضرائب الانتقائية - مشروع قانون ضريبة القيمة المضافة - مشروع قانون الإجراءات الضريبية الموحدة" ... والحكومة لا تريد حلولا للكويت ولشعبها وكذاب من يقول أن الحكومات ومجالس الأمة يبحثون عن حلول أو يريدون حلول فهم مستمتعين بتجاهل وتحقير الشعب الكويتي بصراعاتهم التافهة التي لا تمت للعمل السياسي بأي صلة ... وأنا كمواطن كويتي أسأل الحكومة والحكومات : من منع الحكومة من أن تنوع مصادر الدخل للدولة ؟ من منع الحكومة أن تتخذ قرارا استراتيجيا بفتح الكويت للسياحة النظيفة لتدر دخلا محترما ؟ من منع الحكومة من أن تستخدم ودائع المقيمين وتجعلها تصب في صالحهم وصالح البلاد بفتح حق التملك للأجنبي بإغراءات منها إقامة دائمة في البلاد كحال الكثير من الأوطان ؟ من منع الحكومة من أن تجذب الإستثمار الرقمي والتكنولوجي والتجاري في البلاد ؟ من منع الحكومة من أن تفتح أسواقها ومولاتها 24 ساعة لتنشيط الحركة التجارية في البلاد ؟ من منع الحكومة من أن تستغل حقها وحق المال العام بمهزلة أملاك الدولة التي يمكن أن توفر دخلا للبلاد بأكثر من 200 مليـــــار دينار كأقل تقدير ؟ من منع الحكومة من أن تقتحم عالم الشركات الرقمية العالمية في الخارج وتستثمر فيها وفي أكبر شركات الغذاء والصناعات العالمية ؟ من منع الحكومة من أن تنشأ أكبر مستشفى عالمي فاخر وتمارس السياحة الطبية المحترفة ؟ من منع ومن منع ومن منع والكثير الكثير لا أحد منع الحكومات الكويتية إلا أنها لا تريد ذلك وتستمتع بالخضوع الفاسد للفاسدين وكأن هناك أحقاد وثارات ضد الشعب الكويتي !!! ... أنت فاشل وأنت فاسد في إدارة دولة صغيرة جدا جدا وشعب قليل جدا وثروات مهولة بفضل من الله سبحانه فما هو ذنبي حتى أنا والمواطنين ندفع ثمن فشلك أنت وفسادك أنت واستهتارك أنت وإهمالك أنت ؟
قيل بالفعل من بعض العقول المريضة التي لا تزال تفكر بعقلية الثمانينات والتسعينات : لا توجد دولة في العالم بلا ضرائب !!! ... وتناسى المعتوه هذا والمخبول ذاك أن الضرائب تفرض في الدول التي ليس لها دخلا وفقيرة وتمتلك إرثا من الديون ونظامها نظام أحزاب تنتخب رئيس حكومة من الأكثر أصواتا من الأحزاب ونظام الحكم لديك لا يسمح بالأحزاب ... ثم يا مختل عقليا إن أردت أن تفرض ضرائب على المواطنين فلم تبعثر المال العام على شكل هبات وقروض ومنح وتسهيلات فالمحتاج لا يمارس أفعال الصبية والأطفال في بعثرة المال العام وإلا تكون السفاهة بعينها ... ناهيك أن الدول الأوروبية وأمريكا والصين وروسيا واليابان كلها دول صناعية بامتياز وكلها دولا تحمل ديوناَ داخلية وخارجية مرعبة ... فعلى سبيل المثال ديون الصين تجاوزت أكثر من 2.1 تريليون وديون أمريكا تجاوزت أكثر من 23 تريليون دولار وديون فرنسا 5.6 تريليون دولار وديون اليابان تجاوزت 9 تريليون دولار ... لكن أنت في الكويت كم تبلغ ديونك الحقيقية ؟ يرد عليك تقرير صندوق النقد الدولي هو يقول ولست أنا في شهر 9-2019 "أن الكويت من ضمن الـ 10 دول الأقل دَينَا في العالم واحتلت المركز العاشر وهي الدولة العربية والخليجية الوحيدة الأقل ديونا" المصدر : القبس بتاريخ 30-9-2019" ... والكويت من حيث المساحة تحتل المرتبة رقم 158 من أصل 193 دولة معترف بها دوليا أي أنك من صغر حجم الكويت تحتل المركز 158 عالميا وتحتك 35 دولة وفوقك 157 دولة فقط ... ثم هل اطلعت على الأحوال الاجتماعية في "الدول الخليجية" التي طبقت الضرائب على شعوبها كيف تعيش وما حالها وكم وكيف تإن وتتوجع من الألم لكن تلك الشعوب لا تستطيع بل ولا تجرؤ أن تتحدث والسبب معروف ... وبالتالي العجز مفتعل وتحويل الكويت إلى دولة ضرائب وديون لا نراه إلا مخطط خبيث أعد بليل لضرب المجتمع الكويتي بأسره واستعباد الشعب الكويتي ستكون نتيجته وخيمة للغاية ... ولا تظن عندما تفرض الضرائب على الشعب الكويتي أن الكويتيين سيخضعون لك وسيقفون صامتين متفرجين على استغباء عقولهم أو تعتقد ستواجه حملة شعبية وسياسية عابرة بضعة أيام وستنتهي فانتبه واحذر فإنك هنا تصنع شعب من المعارضة وستحول المؤيد إلى معارض ... فلا تيسؤون للشعب وكفاكم ضربا بالكويتيين وأنتم كحكومات من يجب أن تشكروا الشعب الكويتي أنه قد تحمل فسادكم وإهمالكم وضربكم للحريات وفشلكم في الفن والرياضة والثقافة والإعلام والإقتصاد ... ويكفي عبثا بمصير الشباب فقد قتلتم طموحهم ودمرتم مشاريعهم وتجاهلتم طاقاتهم وجرحتم وطنيتهم بجهلكم واستهتاركم وفسادكم من خلال الواسطة والمحسوبية والهيكل الإداري المتخلف ... وباب الضرائب إن فتح فلن يغلق حتى تحدث الكارثة وقتها الحكومة والبرلمان سيدفعون ثمنا أشك جدا من أنهم يقرؤوه أو حتى يعو أبعاده ... نحن دولة تمتلك قدرات مرعبة وعقول جبارة وطاقات مهولة نستحق أن نكون الأفضل لكن ابتلينا بحكومات تكره مواطنيها ولا تخجل عندما يرون الأخرين يتقدمون ونحن لا نزال نحاول ... اتقوا الله في الكويت فإنه وربي وطنا يستحق كل الخير وسمعتها طيبة فلا تلطخوها بوساختكم وقذارة فسادكم ... ووقّروا واحترموا دماء من هم أشرف مني ومنكم ضحوا بأرواحهم وسالت دمائهم من أجل هذا الوطن وأهله وحكامه فطوبى لشهدائنا الأبرار ... وتذكروا قبورا تسخروا منها فاذهبوا إليها والناس تستغفر لكم لا أن تلعنكم جهارا نهارا بسبب ما فعلتموه بالكويت وشعبها ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم