في أمريكا الجنوبية وتحديدا في منطقة أو نقطة الحدود الثلاثية بين "كولومبيا - بيرو - البرازيل" لا تنشط تجارة المخدرات وسط تفشي فساد الشرطة والجيش فحسب بل تنتشر وعلى نطاق واسع "تجارة الفتيات" بشكل مأساوي يُفطِر القلوب ... وتلك التجارة تخضع لشروط البيع والشراء والعرض والطلب والتي تبدأ بالفتيات من سن 10 - 12 سنة وتنتهي عند سن 20 - 22 سنة ... وتلك عمليات التهريب والبيع والشراء تمارس من خلال شبكات تهريب محلية التي ترتبط بشبكات التهريب العالمية المنتشرة حول العالم ... وتلك التجارة لا تتميز بها أمريكا الجنوبية فحسب بل هي تجارة منتشرة انتشارا خرافيا في "الإمارات - أمريكا الجنوبية - الولايات المتحدة الأمريكية - روسيا - كازاخستان - أوكرانيا - المغرب - إيران - أوروبا - المكسيك - فنزويلا – إسرائيل - تركيا" وغيرها ... وبالتأكيد السبب الأول لبيع الفتيات هو "الفقــــر" وليس الفقر كما تعرفونه أو كما تسمعون به بل أشد من ذلك بكثير جدا لدرجة أن في فنزويلا أصبح "الجنس مقابل الطعام" وهذا واقع وحقيقة ... تجري جهارا نهارا أمام أنظار الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وسط عجز وانهيار مطلق لأدنى حقوق الإنسان بحقه بالعيش في أدنى مقومات وأسس الحياة ... وتتمثل تلك التجارة وفق خطوط عريضة من العمل والإشتراطات التي تبدأ من مبلغ الشراء وتنتهي بسداد قيمة الشراء + مبلغ الفائدة ... بمعنى تم شراء الفتاة بمبلغ ألف دولار وعليها أن تسدد 30 ألف آلاف دولار حتى تستطيع أن تتحرر من شبكتها ... لا حقوق لها وإن عاشرها في اليوم الواحد 10 أشخاص ولا حق لها أن تعترض في أي نوع من أنواع الجنس سواء "سادي أو مازوخي" أي أنها فرضا وجبرا عليها أن تتعامل مع كافة أنواع الشذوذ ... ومن حقوقها المأكل والملبس والعلاج ويوم واحد في الأسبوع تمنح كيوم راحة لها وأي تحويل مالي لأسرتها ترسل عن طريق شبكتها وليس عن طريقها نهائيا ... ومن الملفت للنظر أن فتيات فنزويلا اقتحموا أسواق الدعارة في كولومبيا في منافسة أدت إلى أن قضاء ليلة كاملة مع زبائن المتعة تكلف 20 دولار أمريكي = 6 دنانير كويتية ... وبسبب الفقر القاهر الشديد بات الكثير من الفتيات في "فنزويلا وتايلاند وكولومبيا والبرازيل والمغرب وأوكرانيا وروسيا وجورجيا وطاجيكستان والهند وباكستان والفلبين والبيرو وأفريقيا السمراء" وغيرها الكثير من الدول والمجتمعات والشعوب بات أقصى أمنيات الفتيات أن يجدن من يتكفل بهن "سكن - مأكل - مشرب - ملبس" والقليل من المال كمصروف أقصاه 50 دينار كويتي = 160 دولار أمريكي فقط ... ومن الجدير بالذكر أن "بعض" الحكومات تقدم إعانة تتراوح ما بيع 30 و 60 دولار شهريا أي ما بين 9 و 16 دينار كويتيا وتلك الإعانة حتى تتوقف الفتاة عن ممارسة الدعارة وقد توقفت هذه الإعانة نهائيا بسبب كورونا منذ العام الماضي 2020 ... وفي أوروبا التي تدعي الإنسانية المرأة هناك مجرد "سلعة جنسية" يقف طالبي المتعة كمشاهدين وزبائن ليختاروا ما يشاؤون ممن يقفن أمامهم عاريات ؟
أما في عالمنا العربي فحدث ولا حرج فإن كانت الأمور غير ظاهرة على السطح لكن في "العالم السفلي" الحقائق تتحدث أن كل الدول العربية كلها دون أي استثناء ... تمارس الدعارة و "الجنس بمقابل" وصولا إلى العيش "ذكر وأنثى" دون أي سند شرعي مثل "الإمارات والمغرب وتونس ولبنان والبحرين" ... بمعنى قوانينهم لا تعاقب أي علاقة بين اثنين يعيشون في سكن واحد ثم التي دخلت سوريا على الخط وأصبح في العاصمة دمشق الأمر جدا طبيعيا عيش "ذكر وأنثى" دون سند شرعي بسبب ما خلفته الحرب عليهم وما فرضته الظروف الاقتصادية الصعبة هناك ... ومن سخريات وتناقضات العرب أن في بلدان عربية كثيرة توفر لك "المتعـــة" وفي نفس الوقت يعاقبونك عليها !!! ... فهم يوفرون لك أجواء المتعة مثل "المراقص - البارات - النساء - الديسكو - الخمور" لكن القانون وشرطة الأداب يقفون لك بالمرصاد في حال وجود امرأة معك في سكنك !!! ... وليس هذا الغريب فحسب بل الأكثر غرابة أن رجال الدين في كل يوم يصلون وفي كل جمعة يخطبون ولا أحد منهم أنكر هذه الفواحش ولا أحدا منهم حث الحكومة لإنقاذ الفتيات من الضياع !!! ... وقد سجلت قنوات فرنسية أنواع الدعارة في المغرب وقنوات بريطانية سجلت أنواع الدعارة في دبي وقنوات عربية سجلت أنواع الدعارة في مصر وقنوات عراقية سجلت أنواع الدعارة في العراق وقنوات ألمانية سجلت أنواع الدعارة في إيران ... فكانت مشاهد صادمة مروعة تبدأ من الفتيات القاصرات "البِكر" والأولاد الذكور الصغار وتصل إلى الفتيات البالغات وكبار السن بل الصدمة أن وكلاء هذه التجارة هم من المعممين في "العراق وإيران" ؟
نذهب الأن للسؤال المحوري في موضوعنا هذا : هل الحكومات لا تعلم ما يحدث في أوطانها ؟ نعم يعلمون ... هل منظمات المجتمع المدني لا تعلم حجم الفقر والفظائع التي تجري ؟ نعم يعلمون ... هل الأمم المتحدة لا تعلم ولا ترصد ما يحدث وما يجري في تلك الأوطان ؟ نعم يعلمون ... إذن ما سبب هذا الصمت المخزي ؟ المسألة ببساطة أن "العالم السفلي" يملك قوة تأثير أكثر بكثير من "العالم العلوي" ويملكون أدلة على تورط وفساد كبار القادة والحكام والمسؤلين والحكومات على جرائمهم وفسادهم وسرقاتهم ... وبالتالي النظام العالمي بأسره متورط في الأمر وتلك التجارة أي "الدعارة" تدر عشرات المليارات سنويا على أفراد وحكومات ... بدليل أن في أوروبا والصين وأمريكا ودول شرق أسيا الدعارة فيها تمارس بحماية القانون والشرطة وطالما أنك تدفع ضرائبك فأنت تحت حمايتنا ورعايتنا ... ولذلك يجري الصراع بين الفتيات اللاتي يعملن في بيوت الدعارة المرخصة وبين الفتيات اللاتي يعملن حسب المزاج وحريتهن فالأولى تعمل في بيت دعارة تجاري والأخرى تجدها في الشوارع تلتقط زبائنها ... كل ذلك يجري وسط شرطة فاسدة يبحثون عن المال والمتعة ولا فرق في هذه النقطة سواء في دولة عربية أو أجنبية الكل ضالع في الأمر والكل فاسد ومن لم يكن ضالعا أو فاسدا فهو بالتأكيد عاجزا ... ولذلك العالم يكذب بوقاحة لا مثيل لها عندما يتحدثون عن الإنسان وحوقه والتعامل الإنساني وتوفير أدنى مقومات العيش الكريم ... كلها ترهات لا قيمة لها أمام واقع يصفع أكبر حقوقي وحقوقية ناشطين في هذا المجال حكوماتهم هي أصلا متورطة وضالعة في الفساد ... وتلك يا سادة هي الدعارة التي تعتبر أقدم مهنة عرفها التاريخ البشري ورغم تطور الإنسان والعالم والفكر وظهور أيديولوجيات واندثار أيدولوجيات لكن بقيت مهنة الدعارة باقية حتى يومنا هذا ... لم توقفها حقوق الإنسان ولا الكتب السماوية ولا علم المنطق والفلسفة لتبقى المرأة تجارة تم استهلاكها منذ أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد وحتى يومنا هذا ... واسأل نفسك أنتي وأنتي : لماذا في معارض السيارات والعطور لا يأتون لكم برجال بل فقط بنساء وفتيات صغيرات هل هي صدفة أم "علم التسويق" أدرك الرغبة السلوكية بين البائع والمشتري فضرب على أوتاركم الحساسة ؟ ... الإنسانية كذبة دخلوا عليكم بها ليمرروا مخططاتهم الشيطانية وبعد أن انتهوا من أمريكا الجنوبية ودول شرق أسيا وأوروبا وأستراليا لم يبقى لديهم إلا منطقتنا أي "جزيرة العرب" أو ما تعرف قديما "الشرق العربي" وحاليا "الشرق الأوسط" المصطلح الذي أخرجوه حتى يدخلوا "الكيان الصهيوني اللقيط" من ضمن المصطلحات السياسية ... فهل أدركتم أن دولكم هي المستهدفة وتحديدا المرأة العربية هي الهدف الذي يعملون عليه منذ أكثر من 20 عاما وقد حققوا نجاحات شيطانية باهرة ... ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يخرجنا من هذه الدنيا على خير وسلام وهو راض عنا وأن يحفظنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأن يحفظنا من الصهاينة العرب والصهيونية العالمية ومن الماسونية وسلاما على إنسانية صدقها الأغبياء والسذج ... لا تصدق الإبتسامات فخلفها آلام ومواجع لا تود أن تسمعها من هول فظائعها ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم