2024-08-17

التفكير العميق في حسابات أعمق في مسائل شديدة التعقيد عظيمة النتائج ؟

 

من البديهي أن الإنسان لا ينظر للأمور الصغيرة أو المسائل التافهة حتى لا يشغل باله عن ما هو أهم ... لكن ومن بين صغائر الأمور أو توافهها من وجهة نظر الكثيرين تبرز أشياء وأمور عظيمة للدرجة التي يقف أمامها الإنسان بدهشة التي قد تطيح في الكثير من قناعاته ... وفي هذا الموضوع سأكشف لكم توافه الأمور من وجهة نظر الكثير منكم لكن في حقيقتها لهي من أعظم وأخطر ما غاب عن بالكم ؟

الأشجار والغابات

عرفنا الأشجار على أنها تعطينا الثمار والغابات تعطينا الأوكسجين بالإضافة إلى جمال المناظر وسحرها الأخاذ بالتنوع بدرجات الألوان ... ومن هنا أدخل معكم في صلب الموضوع لأطرح السؤال البديهي : كم شجرة توجد على كوكب الأرض ؟ ... في دراسة خرجت في 2015 حيث قام فريق دولي من الباحثين يضم ما يقارب 150 عالما بإجراء دراسة شاملة نشرت نتائجها مؤخرا في دورية "بروسيدنغز أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينس -Proceedings of the National Academy of Sciences" ... والتي تدور حول أنواع الأشجار على الأرض والتي تم تقديرها بأكثر من 73 ألف نوع من الأشجار ... وفي تقدير منفصل خرج من أحد الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية قدر عدد الأشجار على كوكب الأرض بأكثر من 3 ترليون شجرة ... ومن هنا خرج لدي عميق البحث والتحليل بالسؤال الذي طرحته على نفسي وهو : إن كان تعداد البشرية اليوم هو أقل من عدد الأشجار فلماذا الأشجار لم تعطينا ثمرة واحدة فقط ؟ ... بمعنى عدد الأشجار أكثر من عدد البشرية بمليون ضعف فلماذا الشجرة الواحدة تمنحنا مئات الثمار وليس ثمرة واحدة ؟ ... ومن هنا تتجلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى بمعرفة قدرة الإنسان بأنه لن يتحمل قطف الثمار الوفيرة من آلاف الأشجار فجعل الشجرة تنتج مئات الثمار حتى تملأ عين صاحبها ويشبع ومن ثم يتاجر ويبيع ويكسب ويربح وتعم الفائدة على الجميع ... بالإضافة إلى أن هناك عشرات آلاف أنواع الأشجار غير صالحة للأكل ومهمتها أن تمنحنا الهواء النقي الطبيعي وتحمي حيوانات لا نعلم عنها سوى القليل ... وهناك آلاف أنواع الأشجار لم يتم اكتشافها بعد لا من شكلها ولا من ثمارها ... فسبحان ربي الكريم الحليم على عباده ؟

المياه المعدنية 

تشتري أفضل أنواع المياه المعدنية في قناني زجاجية أو بلاستيكية ... مصدرها "استراليا - كندا - فرنسا - سويسرا - أمركيا - تركيا - إلخ" ... فقط تخيل عظمة من خلقك سبحانه وتتعالى كيف يصنع عملية صنع ونقل تعجز البشرية عن إدراكها ... يتفجر ماء عذب من أرض ما في مكان ما بعيد عنك بقارة وقارات ومن ثم سبحانه يقسم لك جزء من هذه المياه المتفجرة المتدفقة في مكانها وأرضها لتأتي شركة هناك وتجمع المياه ثم تعقمه وتتأكد من صلاحياته ثم تعبئه وتغلفه ثم إلى المخازن ثم إلى الميناء للتصدير للخارج ... ثم إلى الشركة الموزعة في دولتك ثم إلى منافذ البيع في محلات ومراكز التسوق في منطقتك أو دولتك ثم تأتي أنت وتشتري وتحمل بيديك ما قد قسمه لك ربك سبحانه بأرزاق قد أُعدت مسبقا ليس من قبل أن تولد أنت ووالدك كلا بل وحتى من قبل أن يخلق أبونا آدم عليه السلام ... فهل أدركت عظمة ربك وخالقك جل جلاله كيف يدبر الأمور بحسابات لا يستوعبها العقل البشري ؟

طعامك وشرابك 

قد كتبتها ونشرتها في موضوع سابق وأعيد تذكيركم فيها ... أي وجبة توضع أمامك مهما كانت صغيرة أو كبيرة فقط تفكر فيها وحللها جيدا ... من أين جائك الخبز ومن أي أرض زرع قمحها وكيف صنع وكيف وصل إلى مائدتك ؟ وصحن الرز "العيوش" أين زرعت في أي دولة وعلى أي أرض ومن أي ماء تم رويت وكيف وصلت مئات آلاف الحبات منها إلى مائدتك ومن ثم مئات الحبات منها إلى فمك ؟ ... والبهارات والملح والمُنكهات كيف طيّبت طعامك حتى تتلذذ فيه وتستمتع به من أي الأشجار أخذت وفي أي أرض زرعت وما هي المعامل التي هيئتها وباعتها لك ولغيرك ؟ ... وأطباق الخضروات والسلطات من أي أرض زرعت ومن زرعها وكيف وصلت أمامك ؟ ... والفواكه في أي أرض زرعت وبأي مياه رويت وما هي سلسلة مراحلها حتى وصلت ووضعت أمامك خاضعة حتى تتمتع بها ؟ ... والأهم من كل ما سبق : كم إنسان وكم مليار نسمة يتمنون ما هو أمامك ؟ ... بمعنى قدرتك الشرائية يجب أن تعلم يقينا أنك الأفضل ومن هنا يجب أن تتفكر بهذا التسخير الذي تفضل عليك ربك به ؟

فهل أنتم مدركون لعجائب المليارات ممن سبقكم من أمم وحضارات ما كانوا يحلمون بها ولا حتى خطرت على بال أحد من أعمق وأخطر عقولها في أزمانهم القديمة البائدة ... واليوم هذه النعم تحت أيديكم ولا تتفكرون بعظمتها الخرافية كيف وصلت إلى موائدكم وبطونكم ... فالحمدلله الذي سخر لنا أرزاقنا وطعامنا وشرابنا من بلدان بعيدة عنا وسبحان الله الذي جعل من أرضه البعيدة عنا زرقا طيبا مباركا لنا جميعا ... والحمدلله رب العالمين عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات وعدد السكون ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم