2024-08-05

الحكومات والمجتمعات يجب أن يحذروا من الإنسان الغبي ؟

 

الإنسان وكل وأي إنسان بطبيعته هو عبارة عن قدرات وهذه القدرات لا تزال محل جدل ونقاش بين المتخصصين في علم الإنسان وعلم النفس ... وتحضرني ذاكرتي أني في مرة قد حللت مسائل الإنسان وأنها عبارة عن جينات وراثية تتناقلها الأطباع تتأرجح ما بين للأب وما بين الأم وقد وقد تتأثر بالخال أو العم ... تماما مع الحالة المؤكدة في عمليات نقل وزراعة القلب والتي أكد رصد السلوك البشري أن الإنسان الذي يزرع قلب جديد يفقد 80% من أطباعه ويتحول لنمط وسلوك صاحب القلب الحقيقي ... أما من ناحية الجينات فلو كان الأب ذكي جدا والإبن أو البنت لا يملكون تلك القدرة فهذا يعني أنهم أخذوا من جينات الأم والعكس صحيح ... إذن نحن نتحدث عن أمر حتى اليوم بالمطلق لا يوجد له تفسير إلا وفق ما تخرج إلينا من أفعال نحن نترجمها فيما بعد ووفق التحليل والرصد السلوكي للبشر الذي يتابعه المختصين ... والغباء فهو الخطر الذي كل دول العالم بحكوماتها قد استهانت فيه بل وغاب عن بال الكثير منكم ماذا يمكن أن يفعل الإنسان الغبي ؟

الإنسان الغبي أو بلفظ مُحسّن "الإنسان الساذج" يجب أن لا يقود سيارة ولا يجب أن يصل للمراكز القيادية في الدولة ... فموقع اليوتيوب في مقاطع "حوادث السيارات" سوف تكتشف أن 90% منها أسبابها غباء السائقين ... وأما لو وصل الغبي للمراكز القيادية في أي دولة فهذا يعني أنك على موعد من التراجع والتخلف والتخبط هذا إن لم يحدث التدمير أصلا ... وقد استحدثت في الثمانينات سياسة خبيثة ولدت على يد السياسيين العرب ومفادها على سبيل المثال أن يرشح المدير العام نائبا له لكنه يختار الأغبى وعديم الشخصية حتى يتحكم به أثناء العمل وما بعد التقاعد فيستمر نفوذ المدير العام حتى ما بعد التقاعد ... تلك السياسة طبقت في وزارات الخارجية العربية والخليجية ثم انتشرت في وزارات المالية والداخلية والدفاع في فساد عارم طال الجميع كالوباء ... ولذلك الغبي إن وليته منصبا فكن على ثقة أنه سيفشل أو سيعتمد على المساعدة عن بعد ... وهذا الأمر الذي لطالما ناديت به أن القيادات في الدولة ترقيتهم يجب أن تخضع لمعايير عديدة ومن بينها "تحليل الشخصية" ... هذا التحليل هو الذي يعطيك حقيقة من ستوليه المنصب ومن سيكون فوق رقاب العامة ناهيك عن التقارير الأمنية والتي تكشف لك شبكة ارتباطاته ومعارفه وحجم فساده المتوقع إن وضع في المراكز القيادية ؟

إن حرية الرأي والتي أيا كان مصدرها بديهيا تتوقف أمام الحقائق فالحقيقة لا تقبل وجهة نظرك خصوصا لو كانت حقيقة معززة بالأدلة والبراهين ... بمعنى الحقيقة ليس فيها وجهة نظر ولا حرية رأي على سبيل المثال تقول له أن هذه طيارة فيقول لك نعم ولكن يمكن أن تتحول إلى سلحفاة !!! ... ترسم له صورة واقع الأحداث السياسية فيقول لك عن الطغاة والفاسدين واللصوص "الله يعزهم" ويترحم الله على أشهر القتلة والطغاة ... تماما كما لدينا في الكويت المحكمة تحكم بالسجن على قليل أدب تطاول باللفظ على الأمير فتجد من يدعو الله بالفرج لمن حكم عليه ولمت عاقبه القانون واللص وشاري أصوات الناخبين أيضا يدعون لهم بالفرج في حالة تعكس وقع فساد المجتمع ومدى سطحية وعيه ... ومن هنا خرج قول الله سبحانه وتعالى بتوصيف بعض عباده في سورة الفرقان { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } ... والأنعام أي البهائم "البقر - الغنم - الحمير - إلخ" وهذه الأية نزلت من ضمن سور وآيات الله في كتابه الكريم قبل 1.400 سنة ... وفي العلم والسلوك والتحليل البشري هؤلاء هم الأغبيــــاء لديهم عقل لكنهم يرفضون استخدامه إلا للأكل والشرب والجنس فقط ... وهذه النوعية بكل تأكيد ويقفين موجودة في زمانكم المليء بجنون ثورة التقدم والتكنولوجيا ... ولا أكثر غباء من التعدد البشري في الملل والمذاهب والمعتقدات والأفكار والتوجيهات وحدث ولا حرج ما أكثر الأحزاب وما أكثر هرطقاتها ... لتخرج لنا نتيجة تاريخية عليها مليون دليل ودليل أن : الإنسان ليس بالضرورة أن يكون ذكيا ولا حاد الذكاء ولا طبيعي الذكاء بل يمكن أن يكون ما دون ذلك لدرجة الغباء ولو سطر 10 شهادات عليا من أرقى الجامعات لأنه تعلم لكنه لم يفهم ... بدليل انظر لكل من تخرج من الجامعات وأكمل حتى وصل للدكتوراه في كل دول العالم وبكل التخصصات العلمية ستجد أن بنسبة لا تقل عن 98% لم يطوروا من ذاتهم ولم يكتشفوا شيئا جديدا ولم يكتبوا ولم ينشروا البحوث العلمية ... وهنا الفرق ما بين التعليم وما بين الفهم ... التعليم هو تلقين كالبغبغاء لكن الفهم هو فهم العلم وإدراكه بحقيقته مع إذن مطلق "ذاتي" بالإستمرار بالتخصص لمزيد من الفهم والإستكشاف ... ولذلك لا تعجب إن رأيت وزير غبي ومدير عام ساذج ورئيس قسم مختل نفسيا ... ولذلك حق الإنسان الغبي أن يجد الحياة الكريمة بكل ما فيها من معاني لكن حق البشر أن تنتبه وتحذر من الغبي فهو يشعل النار بملابسه وبمن حوله دون ذنب معتقدا اعتقادا طبيعيا في قرارة نفسه أنه على صواب ... ولذلك أنا مع تعزيز وتشديد الإختبارات النظرية والعملية في المرور قبل منح الليسن بالواسطة أو بالرشوة ... ومع إخضاع كل قيادي لفحص نفسي وقدرات عقلية على يد جهة طبية مرموقة العلم والنزاهة والأمانة ومن ثم إخضاعه لدورة لمدة شهر في كيفية إدارة وصناعة الرجل القيادي ... فقد ابتلينا بمعاتيــــه حُسِبوا علينا مواطنين ومسؤلين وكان الله بالسر عليما ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم