2024-08-21

واقع متغيرات الشرق الأوسط القادمة حتى 2030

 

إن من الخطأ الفادح أن يعتقد الجميع أن كل دوائر القرار السياسي كانت على علم مسبق بجائحة كورونا وما ستخلفه من أضرار اقتصادية وخسائر بشرية فادحة ... ونفس دوائر القرار السياسية أيضا لم تكن على علم بالقرار الروسي الذي اتخذته لغزو أوكرانيا في 2022 ... ونفس تلك دوائر القرار السياسي لم تكن تعلم أيضا بعملية "طوفان الأقصى" ... وهذا الإستدلال المختصر نضعه تحت المجهر حتى يعلم الجميع أنه ليس بالضرورة دوائر القرار السياسي ومتخذيه يعلمون كل شيء "خارجيا" ... الأمر الذي عليه شواهد كثيرة أن القرارات السياسية التي يتم اتخاذها وفق حسابات الدول وقدراتها وإمكانياتها ليست بالضرورة أن تكون صائبة أو حتى تخدم أهداف تلك الدول ... بدليل فشل الولايات المتحدة في "فيتنام وأفغانستان" رغم الأهمية الإستراتيجية "بعيدة المدى" التي تخدم المصالح الإستراتيجية الأمريكية ... والإعلام بشكل عام لا يؤخذ كمقياس سياسي بل الإعلام مجرد مخدر تتعاطاه الشعوب الغبية الساذجة التي تريد أي عذر أي حجة حتى تدعم وجهة نظرها الكاذبة ... وبكل تأكيد لم يشاهد أحدا منكم ولم يسمع أحدا أن قناة إذاعية أو إخبارية أو فضائية قدمت اعتذارا لمتابعيها عن كذب القناة وتقاريرها لأنه من البديهي من ينفق الملايين على الإعلام هو الذي يتحكم بالخبر وموعد انطلاقه وتوجيهه ... وفي هذا البحث المختصر من المهم أن نعلم ماذا ينتظر منطقة الشرق الأوسط وما هي المتغيرات والتغييرات القادمة التي كثيرا ما سخر منها "معظم" متخذي القرار في الدوائر السياسية في منطقة الشرق الأوسط ... بدليل أن لا أمريكا ولا الكيان الصهيوني ولا حلفائهم جميعهم ظنوا للحظة واحدة أن "الحرب على غزة" وبكل ما يملكون من أدوات وتطور تكنولوجي خرافي قد يأخذ أكثر من 320 يوم من القتال الضاري والمقاومة الشرسة هناك والتي صدمت الجميع دون استثناء ... وبات من المهم جدا أن يعي ويفهم الجميع أن اليوم ما يحدث هو "صراع كبار الأقطاب الدولية" وهم كل من "الصين وروسيا وأمريكا" حصرا ... ولا أحد يريد الحرب سواء التقليدية أو النووية لما فيها من خسائر بشرية واقتصادية وفناء وجودي لسيادة تلك الأقطاب كدول كبيرة متحكمة بسيادة أكثر من 150 دولة حول العالم ... لكن "صراع الأقطاب الكبار" فرض نفسه في واقع المستقبل القريب للعالم بأسره تحت مبدأ "أكون أو لا أكون" أو "إما وجودي أو فناء الجميع" ؟

حتى تعرف ماذا يمكن أن يحدث في 2030 أي بعد 5 سنوات من الأن عليك أن تعود لعام 2011 أي قبل 13 سنة وهي فترة "الربيع العربي" الذي كان مخطط صهيوني أمريكي خليجي بامتياز ... سقطت أنظمة حكم عربية واشتعلت حروب أهلية في دول عربية وحيكت مؤامرات في قلب الدول العربية وصنعوا تنظيمات إرهابية ثم أوأدوها ... ومن دعم المجاهدين في "سوريا والعراق" إلى محاربة المجاهدين وحركاتهم الراديكالية المتطرفة أيضا هناك ... تلك التحولات التي يقينا غير عادية لا تخبرنا إلا بحقيقة واحدة وهي "الدول العربية لا تملك قرارها السيادي الخارجي" ... تلك الحقيقة مصدرها هزائم مهينة مذلة لدول عربية وخليجية على الأراضي "العراقية والسورية والليبية واليمنية" ... وفي إشارة أخرى كاستلال على الهيمنة الأمريكية والصهيونية في منطقتنا أن هناك توجس عميق من أن تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية وتشعل انتفاضة شعبية في دولة عربية أو خليجية أو أن تطيح برئيس عربي ما كعلامة على التهديد بمصير من هلكوا في "الربيع العربي" ... أضف إلى ذلك الأزمة الخليجية كيف انقلبوا على قطر وفبركوا أكاذيب عندما اخترقوا "وكالة الأنباء القطرية" في 2017 وما نتج عنه من وحشية وانحطاط لغة الإعلام لقاع السفالة والفجور الذي لم تسلم منه حتى الأعراض بانتهاك صارخ لعادات وأصول العرب ... ومع التذكير المهم أنه في 1983 قال رئيس جهاز المخابرات الأمريكية "جيمــس وولســي" يشرح فيه مخطط وتآمر أمريكا وأوروبا على الإسلام والمسلمين "حصريا" في منطقة الشرق الأوسط وتم تسريب الفيديو في 2006 فقال نصا : سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا ثــم نجعلهــم يقومــون بالثــورات ثــم يتــم انقسامهــم علــى بعــض لنعــرات تعصبيــة ومــن بعدهــا قادمــون للزحــف وســوف ننتصــر إننا سننجح في النهاية كما نجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي سوف نجعلهـــم متوتريــــن سوف نجعل الأسرة الحاكمة في السعوديــة متوتـــرة سوف نجعل نظام "حسني مبارك" في مصـــر متوتـــر وإذا نجحنا في تحرير العــراق وبدأنا التفرغ إلى سوريـــا وليبيـــا والدول الأخرى وبالضغط عليهم لمحاولة تغييرهـــم فسيأتينا نظام آل سعود ومبارك ويقولون "نحن متوترين جدا جدا" وجوابنا يجب أن يكون "هذا جيد" نحن نريدكم متوترين نريدكم أن تعرفون أنه الأن وللمرة الرابعة خلال المئة سنة الماضية أن هذه الدولة "أمريكــــا" وحلفائها قادمــــــون للزحــــف وسوف ننتصـــر لأننا إلى جانب هؤلاء الذين يخــــــاف الحكـــــام العــــرب من شعوبهــــم "انتهى الإقتباس" ... وفي 2004 قال الرئيس الأمريكي "جورج بوش - الإبن" : إن الحرب على الإرهاب هي حملة صليبية ستأخذ بعض الوقت ... وقد حدث ما قاله "جيمــس وولســي & جورج بوش" وقد أحرقت "السعودية وقطر والإمارات" أكثر من 1 تريليون دولار على الثورات العربية بمشاركة رئيسية ميدانية من قبل "تركيا والأردن" وطبّعت "البحرين والإمارات" مع الكيان الصهيوني و "السعودية طبعت عمليا" ولم يبقى سوى التوقيع الرسمي ... والإمارات أنشأت "البيت الإبراهيمي" والمناهج الدراسية في دول الخليج نقلت لأمريكا لمراجعتها وإعادة صياغتها من جديد وقد حدث وتغيرت المناهج بزعم محاربة التطرف والإرهاب ... ومن هذا الباب تم محاربة حماس في غزة بزعم أنهم أولا من الإخوان المسلمين ثم تغيرت الإسطوانة بأنهم مدعومين من إيران ... كل تلك المتغيرات والهزائم السياسية والميدانية العسكرية نسفت سمعة الكثير من الدول العربية إقليميا ودوليا بل وحتى هناك شعوبا عربية أصبحت لا تحترم من يحكمها بسبب السياسة الداخلية والخارجية ... الأمر الذي أصبح الكثير من الحكام العرب منفصلين عن شعوبهم تماما وسط تظليل إعلامي خُرافي ... وهذا العزل السياسي الشعبي هو استهداف مباشر لمخططات أبعد من ذلك بكثير جدا ؟

بعد السرد المختصر لحقبة ظلامية سادت قبل 13 سنة فيها من الهزائم السياسية المخزية وفيها من الخسائر الإقتصادية الفادحة وفيها من المؤامرات ما لا يعد ويحصى ... نأتي لعام 2024 والذي يواجه فيه الشرق الأوسط تبعات أحداث سابقة تركت كم مهول من الترسبات من الأحقاد والرغبة المفرطة بالإنتقام ... مما زاد من الأمر سوءا وتعقيدا هو موقف الدول العربية والخليجية مما يحدث في غزة من وحشية أعادت للأذهان وحشية الحرب العالمية الثانية ... وتكشف أدوار من الخيانة والتواطؤ لعبتها دولا عربية وخليجية نصرة وحماية للكيان الصهيوني النازي ضد المسلمين المدنيين في غزة ... الأمر الذي أدى إلى منح إيران فرصة مجانية وعلى طبق من ذهب "كعادة العرب" بأن تكون هي وجهة وأنظار الشعوب العربية العاجزة المقهورة على ما يحدث في غزة حتى وإن اختلفت مع طهران سياسيا ومذهبيا ... فإن كل الأمة العربية أصبحت لا تريد سوى الإنتقام والثأر من أمريكا وإسرائيل على يد كائنا من يكون ولو كانت إيران التي لطالما شكلت تهديدا عميقا حقيقيا لدول الخليج ... هذه المفارقة ليست بالعجيبة ولا حتى بالغريبة فعندما تستحضر عام 2003 وهي سنة سقوط النظام العراقي البعثي وقفت دول الخليج متفرجة على قفز إيران على العراق ولم تتدخل مطلقا فأصبح العراق في قبضة إيران والخليجيين لا يحسنون سوى اللوم والثرثرة لا أكثر ... الأمر الذي يأخذك بشكل بديهي لتأخذ كل حذرك من السياسة العربية والخليجية بأنها "سياسة لا يمكن بالمطلق الوثوق بها ولا بحساباتها ولا حتى برجاحة عقلها" ... لأنها وبكل بساطة أدمنت التبعية منذ سقوط الخلافة العثمانية ما بين 1922 - 1924 بل ومازوخية في التبعية ؟

حقائق من المستحيل وضربا من الخيال

أولا : من المستحيل أن ينتهي "الغزو الروسي لأوكرانيا" دون حرب كبرى تطحن كل أوروبا وروسيا وبيلاروسيا والمستحيل أن يظن أو يعتقد أحد منكم أن تلك الحرب لن تتحول إلى "حرب نووية" قبل 2030 ... لأنه وببساطة أوروبا وأمريكا أيقنوا أن عقوباتهم الإقتصادية على روسيا قد باءت بالفشل لا بل أن الإقتصاد الروسي بأفضل حال من خلال المنافذ الرئيسية له من خلال حلفائه "إيران والصين وتركيا" ... ومن لا يعرف أكثر فعليه أن يعرف أن أحدث موديلات السيارات والموبايلات والماركات من الملابس الفاخرة والساعات باهضه الثمن وقطع الغيار وغيرها الكثير لا تزال روسيا ومجتمعها ينعم بها بكل أريحية ... وبالتالي سواء الحرب التقليدية الكبرى هناك أو الحرب النووية فإن الأمر واقع ثم واقع وأبعد تقدير أضعه فإنه لن يتجاوز 2027 ... وقس على ذلك تبعات وخسائر الحرب النووية التي ستنهي كل الدول العظمى ؟

ثانيا : ضربا من الخيال أن ينتصر أحدا في شمال دول شرق أسيا في الصراع المتوحش والذي ينتظر ساعة الصفر حتى تفتك "الصين وكوريا الشمالية" بأعدائها "استراليا وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان والفلبين" ... أضف إلى ذلك أن التواجد العسكري "الأمريكي البريطاني الفرنسي" هناك عندما تشاهده وترصده فلن تكتشف سوى أنهم بضعة هواة في ملعب مليئ بالغاز والمتفجرات من هول شدة حساسية المنطقة هناك ... ودون شك أن الحرب التقليدية ستكون دامية ولن تعرف الرحمة نهائيا لكن بسبب عدم وجود النسبة والتناسب الأجنبي هناك فإن الحديث الأخير سيكون حديث السلاح النووي وبنسبة مليار% ... وموعد هذه الحرب أيضا لن تتجاوز 2027 إن لم يكن أقرب من ذلك ؟

ثالثا : إيران والتي لم يفهمها الكثير ممن يظنون أنهم قد قرؤوها بشكل متقن ... فإيران وحسب السنوات الطويلة الماضية قد أثبتت أنها الأكثر دهاء سياسيا من بين كل الدول العربية ... بدليل أن حتى الشعب الإيراني أصبح متيقنا أنه لن ينجح في أي ثورة بعدما تم قمعه في ثوراته الشعبية التي حدثت في 2017 - 2019 وأشدها التي وقعت في 2022 ... فإيران تلعب سياسة وترسل رسائل لأمريكا وأمريكا ترسل لها رسائل عبر الوسطاء يختلفون في ملفات ويتفقون في ملفات ... تماما مثل السياسة "الأمريكية السوفيتية" قديما والروسية حديثا بدليل أن الدبلوماسية الأمريكية الروسية مقطوعة لكنها تنشط للضرورة القصوى والإتصالات العسكرية بين أمريكا وروسيا متوترة جدا صحيح لكنها لم تنقطع بدليل أخر اتصال جرى بين وزراء دفاع البلدين كان في يوم الجمعة 12-7-2024 ... تماما مثل الإمارات التي وقعت اتفاقية الغاز مع قطر في 2019 رغم الأزمة الخليجية ووحشيتها ... وهذه هي السياسة تتفق على ملفات وتختلف على ملفات وإن كنت مع ألد أعدائك ... والدهاء السياسي الإيراني تضعه بالمقارنات السياسية مع الدول الخليجية فكم خسرت دول الخليج من دول عربية وكم كسبت إيران ومن تمدد على من ؟ ... بدليل خسرت دول الخليج نفوذها في "غزة والعراق وسوريا ولبنان واليمن" وكلها وضعت في جيب المرشد الأعلى في طهران ... تلك الحقائق السياسية التي لا أحد في دول الخليج يريد أن يعترف بها حتى لا يعترف بالفشل السياسي منقطع النظير الذي كانت كلها أثمان عبث 13 سنة ماضية ... وفي لغة المذاهب التي يتشدق بها "توافه العقول" فحركة حماس "السنية" دعمتها ونصرتها إيران الشيعية وحزب الله الشيعي لا بل حزب الله قد خفف الضغط على قطاع غزة بأن جعل 60% من قوة الجيش الصهيوني يتوجه للشمال ردعا له الذي وحتى اليوم لا يزال يوجه ضربات للكيان الصهيوني ... كل تلك المعطيات لا تعطيني أي إشارات من الراحة والفرضية أنه يمكن أن توضع ملفات خليجية على طاولة "أمريكا وإيران" للتآمر على أحد الدول العربية أو الخليجية فأمريكا تبيعك وتشتريك أكنت عربيا أو خليجيا لكنها لا تفرّط ولا بـ 1% بإسرائيل ... وإسرائيل عدوها الأول هي إيران والحرب ضد إيران تعني أولا تدمير العاصمة الإيرانية طهران وإيران سترد انتقاما بتدمير تل أبيب وعواصم حلفاء إسرائيل في الخليج ... وهذا ما لا تريده دول الخليج بشكل قاطع حاسم لأنهم ببساطة ليسوا أهل حرب بل أهل مال واستثمارات ولهو وحفلات ومهرجانات وبذخ أهوج ... والحرب ضد إيران قادمة ثم قادمة قبل 2027 رغم تعقيداتها السياسية لكن واقع غزة فرض نفسه على الجميع ؟

رابعا : حركات المقاومة التابعة لإيران لا شك أنه قد تطورت قدراتها بشكل متسارع وصادم لدرجة أدهشت حتى أمريكا التي خاضت معارك وحروب ... لكنها لم تخوض حرب أنفاق حقيقية بمثل هذا المستوى والشكل الإستراتيجي المعقد ... وحتى في حرب فيتنام في ستينات القرن الماضي واجهت أنفاق الفيتناميين لكن ليس بمثل التطور الجديد الذي أحدثته إيران وحزب الله حاليا والحوثيين قريبا ... بمعنى أنفاق فيتنام كانت براجمة صاروخ كتف أو ببندقة ثم يلجأ إلى النفق أو الحفرة شديدة الضيق وليس بصواريخ تنطلق من باطن الأرض ... الأمر الذي أنا شخصيا أتوقعه بحكم أن حركات المقاومة المدعومة من إيران ستكشف في الوقت المناسب مضادات جوية ستمكنها من إسقاط الطائرات الحربية الصهيونية الأكثر تطورا وكفاءة في الشرق الأوسط وتلك من أسرار الحروب التي لا تكشف إلا في الوقت المعد والمحدد لها ... ناهيك عن ذلك أن سياسة جيوش الخليج هي "سياسة دفاعية" وليست "سياسة هجومية" ... بمعنى الفكر العسكري الخليجي يعتمد على سياسة الدفاع عن الوطن وليست حروب لغزو دولا قريبة أو بعيدة بدليل الهزيمة العسكرية الفادحة لـ "السعودية والإمارات في اليمن" ... على عكس حركات المقاومة التي صنعتها إيران "حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وحزب الله السوري والحوثيين" الذي يعتمدون كليا على "السياسة الهجومية" ذات النفس الطويل جدا لإنهاك العدو خسائر معنوية ومادية وعسكرية فادحة ... والحرب ضد إيران بديهيا تعني الحرب على كل حركات المقاومة في منطقة الشرق الأوسط ... ومن الخطأ السياسي بل وحتى العسكري من يعتقد أنه إن كسرت ظهر إيران يعني أنك قد أنهيت وفككت حركات المقاومة في المنطقة ... كلا وأبدا بل أنت تقدم لهم دافع انتقامي أكثر تعزيزا قد يحرك كل الخلايا النائمة بين شعوب المنطقة العربية والخليجية ... والسبب بديهيا أن إيران صنعت حلفاء لها وليس تابعين ... حلفاء يتشاورون معهم ويناقشونهم ويمنحوهم مساحة من حرية القرار في المسائل الفرعية والتخطيط الإستراتيجي ... بعكس تنظيم القاعدة وداعش اللذان كانا مجرد تابعين لمن صنعهم ومولهم ومن هنا تكتشف قصر النظر السياسية العربية على نقيض بعد النظر الإيراني ... وقد نبهت وحذرت "مدونة الكويت ثم الكويت" منذ أكثر من 10 سنوات من تنامي النفوذ الإيراني وتعاظم قوته واستغلاله للدعاية الإعلامية بشكل خرافي وقد وقع وحدث ما حذرت منه بكل أسف ؟

خامسا : أمريكا مقبلة على حرب أهلية ليست طاحنة فحسب بل ومتوحشة بسبب صراع السياسي الدامي بين "الديمقراطيين والجمهوريين" ... وسط تحذيرات أخيرة ونهائية من اندلاع أعمال شغب وقتل وسرقة ستطال الكثير من الولايات الأمريكية & تهديد بانفصال ولاية تكساس التي تشكل العامود الفقري لاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية ... حيث يبلغ اقتصاد ولاية تكساس بأكثر من 2 تريليون دولار والتي حلت كثامن اقتصاد عالمي متجاوز "إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وروسيا" ... وفي 2021 سجلت ولاية تكساس أكثر من 300 مليار دولار من صادراتها المحلية والعالمية عبر أكثر من 53 شركة عملاقة هذا ناهيك أن تكساس لوحدها تتحكم بنسبة 43% من إجمال النفط الأمريكي ... تلك الولاية شديدة الأهمية هددت مرارا وتكرارا من الإنفصال عن الولايات المتحدة لتستقل بذاتها احتجاجا على سياسات البيت الأبيض ... وهذا ما سوف يحدث إن فازت "كامالا هاريس" في الإنتخابات الرئاسية القادمة 2024 ... وإن فاز المعتوه "دونالد ترامب" فإنه سيدمر ما بقي من سمعة أمريكا الدولية ولن يخوض حربا ضد روسيا أو الصين في أوكرانيا ولن يدخل في حرب ضد إيران خوفا على تدفق مليارات السعودية لأمريكا ... وسط أعداد العاطلين عن العمل والتي تجاوزت أكثر من 6.4 مليون نسمة لعام 2024 وأكثر من 40 مليون مشرد ... وسط ضربات اقتصادية يواجهها الإقتصاد الأمريكي والدولار بمقابل تمدد التعاملات النقدية لمنظمة "بريكس" ... ناهيك أن الدين العام الأمريكي قد كسر حاجز 34 تريليون دولار لعام 2024 وسط تحذير "صندوق النقد الدولي" من أن يتجاوز الدين العام الأمريكي في العام الجاري 2024 مستوى 123% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ... وبكل تأكيد أن نسبة 123% هي نسبة مرعبة تجعلك كمستثمر وحكومة لا تفكر بالإستثمار في أمريكا بل تهرب منها ... كل تلك الأسباب ترجع أن الإنهيار الإقتصادي الأمريكي مسألة وقت وأن الحرب الأهلية أيضا مسألة وقت لن يتجاوز 2030 ؟

سادسا : إسرائيل حتى 2030 ستفقد قوتها بنسبة لن تقل عن 70% ولا وجود لها كدولة بل كأقلية متحكمة في بقع صغيرة على الأراضي المحتلة ... وكل المستوطنات الشمالية والجنوبية سيتم الهروب منها وإخلاؤها هربا من واقع الحرب والجولان سيكون بيد الدروز الذين سيتحولون إلى من سيحكمون في الجولان السوري حكما نافذا لا قول بعد قولهم ولا قوة بعد قوتهم في بضع سنين من التفاهمات مع جبهات المقاومة هناك ... وإسرائيل قد دخلت فعليا بالعد العكسي لنهايتها قبل 2030 وتدميرها سياتي من داخلها ومن خارجها ... وسيأتي يوما طائراتها جاهزة للإقلاع بأسلحتها لكن لا يوجد فيها وقود وآليات الجيش لا يوجد فيها وقود وستكون صيدا ثمينا للمرابطين الغيارى ... وإسرائيل اليوم قد صنعت كمية عداء لها لم يسبق له مثيلا في كل التاريخ اليهودي والصهيوني على الإطلاق ... مسألة وقت لا أكثر ؟

كل تلك الحثيات من الأسباب تلقائيا ستضعك كفرد أمام واقع لا مفر منه ... مثل انقطاع شبكة الإنترنت العالمية بشكل مؤقت أو نهائي وللأبد قبل 2030 وانهيار الملاحة الجوية في بعض القارات ثم في العالم بأسره وضرر بالغ ثم انقطاع مؤقت في شبكة الملاحة البحرية ... وإن اندلعت الحرب النووية فبديهيا سينعدم وجود "الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي" لتنعدم كافة الإتفاقيات والمواثيق لتتحول إلى اتفاقيات ثنائية بين الدول الأمر الذي سيترتب عليه بشكل طبيعي تغيير جغرافي في مساحات الدول وتقليص سيادتها لتعود الدول كافة إلى وضع ما قبل 1.900 ميلادية ... وأيضا "مدونة الكويت ثم الكويت" نبهت وحذرت مرارا وتكرارا من أن هذا السيناريو واقع لا محالة ناصحا بالإعتماد الكلي على الذات وعلى السواعد الوطنية من صناعة وزراعة والنجاح بالإكتفاء الذاتي قبل أن يأتي يوما لن ينفع ندكم شيئا ولن يرحم حالكم أحدا ... وعليكم أن تتهيؤوا عقليا ونفسيا من سقوط أنظمة حكم عربية وخليجية وهروب رؤساء ولجوئهم لدول وأماكن أخرى وبعضهم سيلجأ إلى الكويت للأبد دون رجعة ... وطرد كل مسلم وكل عربي من قارة أوروبا تحديدا ولو ملك جنسية أي دولة سيقع ثم سيقع هذا الأمر ... وتبخر الإستثمارات الدولية والصناديق السيادية للدول قبل 2030 وسط انهيارات اقتصادية بسقوط دراماتيكي متسارع ... وانتهاء العملة الورقية واستبدالها بالعملات المعدنية بأوزان الذهب والفضة ... وإن إن كان هناك مركز عالمي للإقتصاد العالمي فسيكون في "ماليزيا + سنغافورة" حصريا ... وكل ما سبق هي أثمان وردود أفعال جدا طبيعية في حرب نووية ستحرق "أمريكا وروسيا والصين & 80% من دول أوروبا" ... وأمريكا تعني قلب الإنترنت في كل الكرة الأرضية والإنترنت يعني عودة البشرية لحياة ما قبل سنة 1960 لتعود الصحف الورقية لمجدها من جديد ... والفناء النووي لـ "الصين وأوروبا وأمريكا وروسيا واليابان وكوريا السمالية والجنوبية" يعني فقدان أكثر من 90% من أساسيات المواد الغذائية والصناعية ومستلزمات الأفراد والحكومات في أكثر من 150 دولة حول العالم بما فيهم أنتم ... وعدد سكان الأرض سيتقلص من 8 مليار نسمة إلى ما دون 5 أو 4 مليار نسمة بسبب الحروب والمجاعات والسرقة والنهب التي ستطال أكثر من 30 دولة حول العالم ... والأقمار الصناعية ستكون في خبر كان وهذا يعني أن كل جيوش العالم ستكون عمياء الرؤية جــــوا ... ولذلك الحديث اليوم عن رؤية 2030 ورؤية 2035 وكأس العام 2030 و 2034 من وجهة نظري كله هــــراء مخدرات عقل و "سطلة شعوب" وتوهــــان حكومات وهروب من الواقع إلى فانتازيا أحلام الأطفال ما قبل النوم ... والله يشهد كم كتبت وكم حذرت وكم نصحت وكم نشرت تفاصيل خطط الطوارئ ... ومقولتي التي لن أحيد عنها هي : اصنع واستعد وخذ كل احتياطاتك الأمنية والإقتصادية والسياسية وحقق الإكتفاء الذاتي 100% واصنع 200 مخزن عملاق للغذاء والدواء  و 100 خزان مرعب بمقاييس المياه العذبة واصنع محابس للمياه الجوفية للإحتياط واشتري فورا آلاف مولدات الطاقة وبدائل محطات الكهرباء والماء بتربيناتها العملاقة بكل قطع غيارها ... فإن لم يحدث شيئا مما حذرت منه فقل الحمد لله أولا ثم أنت على الأقل ضمت أمانك واستقرارك وأمنك الغذائي والإستراتيجي في وقت سترى الرجال يبكون كالنساء من ذل الحاجة والإنكسار والمنافقين يفرون من أوطانهم والخونة والعملاء يمزقونهم في الشوارع وتأتيك دولا وحكومات تتسول منك أم ترغب بأن تكون أنت من يتسول في يوم الجميع فيه نادمون ... ونصيحتي للكويت : لا تأمنوا جانبا من "إيران والعراق والسعودية" بل اعملوا سياسة واصنعوا سياسة وأمنوا أنفسكم قدر استطاعتكم فالمستقبل مليئ جدا بالخيانات والغدر وتقلب المواقف وجميعهم أعذارهم جاهزة وجميعهم سيبرر ما سيفعلونه مسبقاََ ومقدماََ ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم