2013-10-20

مثقفين لكن متخلفين ؟؟؟


قبل 60 عام كان الأمة العربية جاهلة بنسبة 80% وقبل أكثر من 100 عام كان الجهل قد ضرب أكثر من 90% من الأمة العربية وقبل 200 عام كانت الأمة العربية تأكل وتشرب وتتزاوج وأيضا كان الجهل سيد الموقف بشكل منقطع النظير ؟

نحن اليوم في عام 1434هـ الموافق 2013م في عصر ثورة المعلومات والتقدم والتكنولوجيا وما إلى ذلك ... المعلومة متوفرة وبسهولة متناهية والتعليم إجباري والأمية في أقل نسبها بتاريخ الأمة العربية والإسلامية وبالرغم من ارتفاع نسبة التعليم وانحسار نسبة الجهل والأمية في جميع الأوطان العربية ... لكن وبما أننا من جهابذة وعباقرة هذا الكوكب فإن البعض منا ما أن قرأ كم كتاب على كم مقالة على كم وجهة نظر على كم فلم وثائقي حتى خرج ريش السلطان فوق رأسه ... فأصبح هو منقذ البشرية ومتحدث الأمة ومنقذها ؟

لقد رأيت في حياتي الكثير الكثير ممن يطلق عليهم بالمثقفين والموظفين وصنفوهم حسبما شئتم ... باختصار تعاملت مع أسفل السافلين وصولا إلى الطبقة المخملية والأسماء الرنانة ؟

الحق حق أن يقال بأن منهم من يستحق كل التقدير والإحترام لأدبه الجم ولثقافته بل ولعقله المحنك في قرائة الأحداث بالشكل الصحيح ... والبعض منهم من أحسده بالخير طبعا وذلك لسعة صدره وابتسامته الدائمة وخلقه الدمث ؟

على النقيض هناك أيضا المتخلفون منهم من أوهم العامة بأنه ذو ثقافة واسعة لا يضاهيها ثقافة لكنه في حقيقة الأمر هو جاهل بجهالة تجعلك تأسف على حاله ... وهناك من هو في موقع المثقفين والمعلمين وتحت يديه مستقبل أبنائنا لكنه غير مقتنع تماما فيما يلقنه لطلبته فغايته هو أن يحصل هو على اللقب والراتب الكبير لا أكثر ... وهناك من ينظر في الفضائيات بالديمقراطية وسبل الحوار واحترام الرأي الأخر وتقبل وجهات النظر لكنه في حقيقة الأمر أنه دكتاتوري ومتخشب وصلف الطباع مع أهل بيته وأبنائه وهذا النوع أعتبره من المرضى النفسيين ؟


يضحكني البعض عندما يشيع لمن حوله بأنه بانتظار معرض الكتاب على أحر من الجمر لشوقه للكتب وقرائتها ... وكأن الكتب اختفت من العالم بأسره ولا تظهر إلا في موعد معرض الكتاب ؟؟؟ متناسيا هذا أو ذاك بأن في الإنترنت ملايين الكتب وفي كل بلد ووطن هناك مكتبات تكاد تنفجر من الكتب من كثرتها ونوعيتها ... لكن استعراض أو تمثيل دور المثقف هو الجهل بعينه وتسخيف لشخصية صاحبها ؟

لا فائدة من ثقافتك واطلاعك إن لم تفهم وإن لم تطور عقلك وتغير من سلبياتك ... وأول اختبار لنجاح ثقافتك هي انعكاسها إيجابيا على أهل بيتك والمحيطين من حولك وإلا فتأكد بأنك تعاني من مرض نفسي وجبت مراجعتك لأقرب متخصص في الأمراض النفسية ؟
 
أما المثقفين الذين يتعاطون في الشأن السياسي فهؤلاء كارثة حقيقة ... أكثريتهم وليس الكل هم مرتزقة ومأجورين ويقبضون من أجل تغيير مواقفهم ... أي أنهم وبالعربي هم حفنة مرتزقة وحثالة الثقافة ... وبالتالي لا يوجد أي اختلاف بينهم وبين راقصات الملاهي الليلية ... فهذه تعبت على نفسها بالتدريب على الرقص حتى تجني المال وهذا تعب على نفسه بالقرائة حتى يجني المال ... هذه ترقص بجسدها وهذا يرقص بلسانه وطبعا الولاء والإهتمام لمن يدفع أكثر ودون النظر إلى شكله أو جنسه أو من هو ؟


في وقت التطور والعلم والمعلومة لا تزال أمة العرب تتصنع الثقافة وهي غير مقتنعة بها مع الأسف الشديد


القراءة بلا تفكّر كالأكل بل هضم 
أدموندبيرك

الكتب ليست أكوام من الورق الميت إنها عقول تعيش على الأرفف 
غيلبرتهايت



كنا نفتقد إلى الثقافة وعندما سخرها الحق سبحانه بين أيدينا أصبحنا ندّعيها كذبا



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم