2013-10-25

عزيزي الكِتـَـابْ .. عظم الله أجرك ؟


الكتاب كان ذوو قيمة لا تقدر بثمن من قبل مئات وآلاف السنين بل الكتاب كان له الفضل في تواصل الأمم والإطلاع على حضارات العالم ... الكتاب كان شيئا أساسيا في حياة المستكشفين والمطلعين ... وكان عاملا مهما في حياة مستشارين الملوك والأباطرة والحكام حتى يوجدوا المخارج والحجج لأسيادهم آنذاك ؟

الكتاب هو المعلومة والمعلومة هي الثقافة وهناك من أدمن على الكتاب في الماضي ... بل أن الكتاب هو العقل والكتب هي العقول كان لها الفضل مشكورة لما جاءت به إلينا وما قراناه عنها وما تعلمناه منها ... ولا ينكر فضل الكِتاب والكُتاب إلا ناكر للجميل وجاحد وضيع ؟

في الماضي لم تكن هناك وسائل اتصال لنقل المعلومة أو الإكتشاف سوى عبر الرسائل المكتوبة يدويا أو الكتب والتي أيضا كتبت يدويا ... بل أن هناك من عانى معاناة لا يمكن وصفها من شدة أنه كم كتاب كتب بيده وكم نسخة كتبها من كتاب واحد وكم قرأ وكم حفظ وكم وكم ؟


سبحان من له الدوام وتدور الأيام والليالي وتتلاحق الإكتشافات ولم نعد نحن بني البشر قادرين حتى على استيعاب هذا التطور المذهل المرعب الحاصل في أيامنا هذه ... حتى باتت الرسائل الشخصية تنقل خلال ثانيتين فقط لا غير وترسل ملف صوتي أو صورة أو حتى كتاب خلال ثواني بنقله نوعية وقفزة بشرية لم يسبق لها مثيلا على الإطلاق ؟


في زحمة التطور ضاع الكتاب نعم ضاع ولم يعد له وجود إلا القليل القليل ... وبالرغم من وجود معارض الكتاب والمكتبات العامة والمكتبات التجارية إلا أنها ومع الأسف الشديد جميعها تحصيل حاصل ... الإنترنت وتطوره وما يحتويه من مليارات الصفحات ووجهات النظر والإكتشافات والنظريات والحقائق التي لا يجرؤ أي كتاب على كتابتها والفضائح التي هزت عروش جميعها وأكثر من ذلك متوفر على صفحات الإنترنت ... بل نقلت مئات الآلاف من الكتب وتم تحويلها من الورقية إلى الإلكترونية ... فتحول الأمر من عالم الكتب والثقافة الواسعة للكتاب إلى ثقافة الإنترنت وعالمه الذي مستحيل أن يستوعبه أي عقل بشري ؟


الحكومات أيضا كان لها دور رئيسي في إعدام الكتاب ... فقد تحولت بعض الدول إلى انتهاج مبدأ التطور الحديث واستغنت عن الكتب المدرسية واستبدالها بالتكنولوجيا المتطورة مثل الكمبيوتر والأيباد وما إلى ذلك ... وهناك دول تحمي حقوق المؤلف أيضا أعطته طلقة الرحمة ووافقت على تحويل الكتب إلى ملفات رقمية الكترونية عبر الإنترنت ... بحجة أن الأوراق مصدرها الأشجار وحان الوقت للحفاظ على البيئة وكأن آلاف السنين من الأشجار  كانت جاحدة ؟ فقد نكروها والتطور كان أقوى من أي وفاء فخضع لها الجميع ... مثل الساعات التي كنا لا نستغني عنها نهائيا فتحولت اليوم إلى نوع من أنواع الموضة والتباهي بعدما أصبح الوقت وتفاصيله في هواتفنا النقالة ؟


انتهى زمن الكتب وبدأ زمن الكتب الالكترونية وهناك من قتل الكتاب بتلخيصه في ورقة واحدة مختصرا 300 صفحة أو 500 صفحة ونشرها عبر الإنترنت وبالتالي أي قارئ لن يتشجع للقرائة ؟


هناك من يتباهون اليوم بحجم قرائتهم للكتب والمؤلفات وكأنهم يستعرضون ثقافتهم أمام من لا يقرؤون ... متناسين هؤلاء بأنهم قوم جهلة لأن الكتاب لم يعد هو المصدر الوحيد للمعلومة ولم يعد العالم متوقفا على نظرية معينة كتبت في كتاب معين ... وأنا شخصيا لا أستبعد مطلقا وأكاد أن أصل إلى مرحة التأكيد والجزم بأن ما من مؤلف كتب في أيامنا هذه ألف وأخرج كتابا دون أن يرجع ويبحث عن معلومة معينة تخص كتابة وبحث خلفها وعنها في صفحات الإنترنت ؟


أنا أرى أن الإنترنت اليوم هو سيد العالم بل هو الحاكم الفعلي للعالم بأسره يستطيع أن يجمع الملايين من حولك ويستطيع أن يوصل المعلومة أفضل من الكتاب بآلاف المرات ... والإنترنت اليوم أصبح بحر من المعلومات تعرف أوله ومن سابع المستحيلات أن تعرف نهايته 


عزيزي الكتاب لقد حان رحيلك ونحن ممتنون لك وفي نفس الوقت نحن آسفون على ما آلت إليه الأمور ... فقد ولد وأوجد البديل عنك مع كل الشكر والتقدير والإحترام لملايين العقول التي فكرت وكتبت وأبدعت وخدمت البشرية .


End of the Books



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم