2013-10-08

تحليل : أيها الخليجيين احذروا من ماما أمريكا ؟


من يقرأ ويتابع التاريخ الأمريكي لا شك بأنه يتأكد ويتيقن بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف أي مبادئ ولا تحترم المواثيق ... هي دولة لا يوجد في قاموسها سوى كلمة
( مصلحتي )
وهذا لا شك بأنه حق مشروع لها بحكم أنها الدولة العظمى التي يخضع لها أكثر من 30 دولة دول العالم ... ويحق لها بأن تبحث وتجد وترعى مصالحها ... ودول العالم بالضبط يحق لهم ما يحق للولايات المتحدة الأمريكية من رعاية مصالحها ؟

هناك إشارات بدأ نجمها يسطع في دوائر صنع القرار الأمريكي ... وهناك تغييرات واضحة الحدوث في لعبة منطقة الشرق الأوسط ... وهناك معلومات لم يتسنى لنا التأكد من صحتها من حملة توريث وتغييرات في أنظمة الحكم الخليجية والعربية ... وكل ما سبق يتم وفق ما هو مرسوم ومعد سلفا من قبل أصحاب القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وفق مصالحهم ؟

الولايات المتحدة الأمريكية هذه الدولة العظمى وهي بالفعل دولة عظمى في صناعاتها وتطورها وجيشها وأسلحتها التي تشيب لها الولدان بعلمائها ومفكريها وشعبها بكل ما فيها نعم هي دولة عظمى ولا شك في ذلك ... لكنها أيضا أكثر دولة مدينة ومطلوبة على مستوى العالم بأسره ؟

لا شأن لي بأزمتها الإقتصادية الحالية فهذا بحد ذاته يحتاج إلى موضوع منفصل قد أعرضه في وقت ما بالأرقام وبأدق التفاصيل وما هي الاحتمالات وانعكاساته على منطقتنا العربية ؟

لكن هناك أمرا يدبر ضد من يملكون خنق العالم بأسره ألا وهم دول مجلس التعاون ... دول النفط والغاز وأكبر أمة مستوردة لكل شيء ابتداء من الدواء إلى مستحضرات التجميل ... نعم نحن الدول التي تسبح فوق بحيرات بل محيطات من النفط والغاز وبالتالي هذه الدول تحميها ملياراتها وترليوناتها ؟


هناك معلومات نشرت عبر مواقع الإنترنت تشير إلى أن الوقت قد حان لتغيير شكل منطقة الخليج العربي .بالإضافة إلى التغيير في دولتين عربيتين ... وأن هناك صفقة سرية عقدت مؤخرا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على بقاء بشار الجحش في الحكم حتى عام 2016م ... وهناك اليوم أزمات فعلية حقيقة شديدة ما بين بعض دول الخليج وأمريكا وهذه الخلافات لم تظهر على السطح بعد ... والسبب يكمن بتخاذل وتراجع الولايات المتحدة وخمولها تجاه النظام السوري ولغة الود الجديدة التي ظهرت ما بين أوباما وبين الرئيس الإيراني حسن روحاني ... هذا بالإضافة إلى توتر العلاقات ما بين إسرائيل وأمريكا تجاه التردد الأمريكي مع إيران وتودد الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران ... ولا غرابة عندما خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا وقال :
لن نتوانى عن مهاجمة إيران حتى لو كنا لوحدنا ؟


قبل الغزو العراقي الغاشم جاءت إلى أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح تحذيرات كثيرة وبعضها جاء بالتأكيد من أن صدام حسين سيغزو الكويت بشكل مؤكد ... لكن الشيخ جابر لم يصغي جيدا لتلك التحذيرات وتجاهلها لأمر لا نعرفه أو ربما لا نريد أن نتحدث عنه ... لكن صدقت التحذيرات وصدقت التوقعات فوقع الغزو فوقعت الكارثة والكارثة جرت من خلفها كوارث عديدة ؟

إذن توقعات أصحاب القرار ليست بالضرورة أن تكون صائبة 100% ... إن الأمر اليوم أكبر وأخطر مما نتصور ولا يجب أن تتوقف أكبر وأضخم دول طاقة العالم والتي تملك أكثر من 56% من نفط العالم و 40% من غاز العالم وهي دول مجلس التعاون ... مكتوفة الأيدي وكأنها دول مطية لا تملك من أمر نفسها شيئا ومستسلمة وكأنها الغزال التي تقف بين الضباع وتختار بمزاجها على يد من تكون نهايتها ؟؟؟


لنكن صريحين مع بعضنا البعض ولنرفع الحرج والزعل فيما بيننا ؟

هل دول مجلس التعاون بكل إمكانياتها قادرة على محاربة إسرائيل ؟
بالتأكيد كلا 

هل دول مجلس التعاون بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على مواجهة إيران ؟
بالتأكيد كلا 

هل دول مجلس التعاون بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على مواجهة النظام السوري ؟
نعم  قادرة .. لكن القرار ليس بيديها فقد خرج إلى من هم أكبر وأقوى منا جميعا 

حتى بتدخلكم بعد سقوط نظام طاغية بغداد ومحاربتكم للمد والنفوذ الإيراني في العراق قد فشلتم ... وأيضا في سوريا ستفشلون وبنفس السيناريو وبنفس المشهد يتكرر أمامكم فأربكوكم وها هم اليوم يستغلونكم ماديا وكأننا البقرة التي لا تنضب حليبا أبد الدهر ؟؟؟

إذن السياسة القديمة والتي كانت مبنية على أن ادفع لأمريكا واجعلها تقاتل بدلا عنا وتقضي على خصومنا قد انتهت وولت وانتبه إليها الأمريكان جيدا ... وبالتالي نحن دول مترفة ناعمة كتاكيت جميلة لا تملك سوى المال الوفير لا أكثر ؟


ما هو الحل ؟

الحلول موجودة لكن أصحاب القرار في دول الخليج وكأنهم مثل جابر الأحمد أمير الكويت الراحل ... عندما لم يسمع التحذيرات والصرخات حتى حدث ما حدث ؟


أيعقل يا أصحاب القرار أنتم لا تعرفون ولا تعلمون حجم النشاط العسكري الإيراني المهول والمرعب التي تقوم به ؟ أيعقل أنكم لهذه الدرجة معتمدين على أوروبا وأمريكا ؟

إن مصانع السلاح الإيرانية ومختبراتها وعقولها كائنات لا تعرف النوم ويعملون ويواصلون الليل بالنهار حتى أصبحت لهم قوة فعلية لا يستهان بها ... بل وأجزم بأن إيران لو أرادت غزو واحتلال 3 دول خليجية في وقت واحد  لاستطاعت وبأقل من 3 أيام ... نعم إيران أقوى من دولنا مجتمعين لكنها أضعف بكثير من أوروبا وأمريكا ... فلا يجب ترك مصائرنا تحت رحمة أصحاب القرار في أوروبا وأمريكا هكذا ؟
  


الحل بتغيير بوصلة السياسة العامة الخليجية وجعل بيضها في أكثر من سلة ... افتحوا قنواتكم وخزائنكم للتنين الصيني ... فقد أثبت التنين الصيني بأنه فعلا مرعب وقادر وبأريحية على بسط نفوذه وسيطرته بل وقادر حتى على إخضاع الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وعسكريا ... كونوا الشرارة ولا تكونوا الوقود ؟


من حق أمريكا أن تبحث عن مصالحها ومن حقكم وحقنا بأن أيضا نبحث عن مصالحنا ونوازنها ما بين هذا أو ذاك ... وما أن تعلنوا عن صفقة ضخمة من الأسلحة الصينية بقيمة 100 مليار دولار + اتفاقيات تعاون مشترك على الصعيد العسكري والإقتصادي والأمني بمبلغ يصل إلى 200 مليار دولار ... حتى تجدون أمريكا جاءت إليكم راكعة ... فلا هي قادرة على مواجهة الصين ولا هي تستطيع أن تمسكم وأنتم حلفاء الصين اليوم ؟

  
ألم تتعلموا درسا من كوريا الشمالية الدولة الخارجة عن القانون والدكتاتورية والطاغية التي وقف العالم مكتوف الأيدي إزائها ولم يجرؤ أي رئيس دولة على مواجهتها بما فيهم رؤساء أمريكا وزعماء الاتحاد الأوروبي ولا حتى الأمم المتحدة نفسها لماذا ؟ لأن خلفها التنين الصيني المرعب + أنها أشهر دولة صناعة وبيع الأسلحة التقليدية والغير تقليدية وفي نفس الوقت هي دولة نووية ... وكما صرت مؤخرا كوريا الشمالية لأمريكا :
لا تحلمون بأن تنزعوا أسلحتنا لا تحلموا ؟


بلغت ديون أمريكا حاليا 14.3 تريليون دولار تمثل97% من الناتج المحلي الأمريكي ... الصين لوحدها تطالب أمريكا بأكثر من 3 ترليون دولار = 3.000 مليار دولار ... فماذا ستفعل أمريكا المدينة ؟


ليس لها إلا حلين ولا ثالث لهما :
1-      إما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن تفككها وكل ولاية تصبح دولة مستقلة ذات سيادة وبالتالي يتبخر الدين العام ؟
2-      إما بأن تهرب إلى الأمام وتشعل حرب عالمية ثالثة ليضرب العالم بأسره موجة من الإنهيار والكساد الإقتصادي وبالتأكيد الفوضى العالمية واقعة لا محالة ؟


سياسة التبعية والخضوع لأمريكا وبريطانيا يجب أن تتغير ففي السابق كانت لكم أسبابكم وهي تمكين حكمكم ونفوذكم وبسط سيطرتكم على دولكم ... لكن اليوم ما هي أعذاركم ؟

دولنا دول مستقلة وذات سيادة ومعترف فيها دوليا وذات مراكز مالية مرعبة واستثمارات خارجية خطيرة ... فما هو الداعي بأن تكونوا حمائم وأنتم الصقور أصلا ؟

انتبهوا واحذروا فإن اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تعد أمورا غير عادية في منطقتنا ... ومثلما حدث من سقوط حاكم قطر وتنازله للحكم لولده فإن نفس المشهد قد يتكرر ... احذروا ثم احذروا ما لم تتداركوا ما يحدث فإنكم واقعون ونحن شعوبكم أيضا واقعون في الفخ وقتها لن ينفع الندم والحسرة شيئا ؟


شاهدوا هذه الصورة الحديثة لمخطط تقسيم منطقة الخليج العربي بربكم هل تتوقعون أنها خرجت عبطا أو خيالا أو صدفة ؟ 





على العموم ما سبق هو رأيي وتحليلي وتوقعاتي لما هو قادم وما أردت إلا أن أقرع نواقيس الخطر ... ولتعلم جميع أنظمة الحكم في الخليج  العزيزة والكريمة ودون أي استثناء بأن ظهركم وسندكم وعزوتكم هي شعوبكم فإن أكرمتموهم أكرموكم وإن رفعتم قدرهم حموكم وإن أخلصتم لهم أخلصوا لكم ... وإذا عكس ذلك كانوا لكم الشعوب المتفرجة على ما سوف يحدث لكم ... فالوقت لا يزال في صالحكم فاستثمروه أفضل استثمار حتى توجهوا الصفعات لكل من يحاول النيل منا ومنكم في الحاضر والمستقبل ؟

ألا هل بلغت اللهم فأشهد


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم