2013-10-27

من دمر الكويت ثقافيا وفنيا ورياضيا ؟


قد يستغرب الكثيرون مما سأرويه هنا من حقائق لا تقبل الشك وربما الكثيرون لم يقرؤا عنها وربما الكثيرون لم يكونوا مولودين وقتها وربما الكثيرون لم يبحثوا خلفها وربما وربما وبالتأكيد العذر لمن جهل ولم يعلم ؟


الكويت موقعها الجغرافي الواقع بين الثلاثة الكبار وهم ( السعودية – العراق – إيران ) جعلها مميزة بل وفريدة من نوعها بل والأكثر براعة تاريخيا ... فواقع دول العالم من المستحيل أن تجد دولة صغيرة مثل الكويت وبين هؤلاء العمالة ومع ذلك لم تكن تابعة لأي منهم لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا فنيا ... دولة لطالما انزعج منها جيرانها على مر التاريخ وذلك راجع لإستقلالية قرارها السياسي بالإضافة إلى أن الكويت حباها المولى عز وجل وأنعم عليها بفئة من شعبها هم موهوبين ومبدعين ومثقفين بالفطرة .


قد لا يعلم الكثيرون أن أول مسرحية أقيمت في الكويت كانت في عام 1939م وكانت بعنوان ( إسلام عمر ) وأقيمت في المدرسة المباركية والتي تأسست في عام 1911م ؟


 أول حركة كشافة أنشأت في الكويت كانت في عام 1936م من المدرسة المباركية وكان قوامها 12 فردا فقط وانطلاقها رسميا وفعليا كان في عام 1951م ؟


أول فريق كرة قدم أنشأ في الكويت كان في عام 1932م عندما قام المرحوم السيد فهد السديراوي بنقل اللعبة بأصولها وقواعدها من الهند إلى الكويت ؟


أيضا تلفزيون الكويت بدأ بثه في 1951م وكان مملوكا لتاجر من تجار الكويت واشترته الحكومة وبدأ بثه الرسمي في 15 نوفمبر 1961م .. وذلك من الحي الشرقي من مدينة الكويت ( شرق حالياً )  فأصبح ثاني تلفزيون في الوطن العربي بعد تلفزيون العراق الذي تأسس في عام 1956م ... وبالمناسبة التلفزيون المصري تأسس في عام 1960م ؟

وأول مجلة صحفية أصدرت في الكويت كان في عام 1928م وكانت تحمل عنوان
( مجلة الكويت ) 


في هذا الرابط يوجد فيه أهم الشخصيات الكويتية وأولها من جميع الحرف والمهن والتي تثبت بأن الكويت قد سبقت من حولها في كثير من المجالات ... وتحديها لصعوبة الزمن آنذاك من قبل مواطنيها الذين عشقوا وطنهم بالدرجة الأولى ثم عشقوا مهنهم وهواياتهم بالدرجة الثانية ... ولا تستغربوا مطلقا من التواريخ التي ستصدمكم بمدى ثقافة الكويت وأهلها .

  


أما من ناحية الفن والطرب الكويتي فقد أعجز عن وصفه ومدحه بل مستحيل حتى توثيقه ... فقد تجاوزت الكويت وقتها كل دول مجلس التعاون ودون أي استثناء في جميع المجالات ... بل ما قد يحتج عليه الكثيرون أن الكويت قد قفزت وتجاوزت حتى العراق صاحب الحضارة والعراقة والفن وهذا لربما كان بسبب ارتباك الحياة السياسية في العراق آنذاك ... ولا عجب بأن نعلم بأن فنانين العراق كانوا شديدين الغرور والتباهي بسبب فنهم وتاريخه العريق وهذا حقهم ولا إنكار في ذلك ؟


إلا أن الكويت بمطربيها وكتابها وملحنيها آنذاك قفزوا بأشواط كبيرة على تاريخ الفن العراقي وتجاوزوهم بشكل صعق فنانين العراق من هول التطوير الكويتي للفنون بل وصناعة فن متميز خاص بها ووثق باسمها ... فذهب الكويتيين يتعاونون وينافسون مع أدهى عقول الموسيقيين في مصر فصدموا المصريين وانبهروا من حجم الثقافة الكويتية وحجم الفن وإبداعاتهم فيه ... فتعاونوا مع الكويتيين وجاء إلى أرض الكويت أشهر وأخطر فنانين مصر ... ليشاهدوا من هذه الكويت التي أخرجت كل هؤلاء العظماء ... معتقدين بالصورة القديمة بأن الكويت مجرد بئر نفط وصحراء وابل وغنم وقوم جهلة لا أكثر ... بل أن السيدة الراحلة أم كلثوم عندما جاءت إلى الكويت لم تتخيل ولم تتوقع بأن تلتقي مع فئات من الشعب الكويتي وجدت ثقافتهم أكبر منها هي شخصيا من جميع النواحي ؟


يروي لي أحد أهم كبار الفن الكويتي من الجيل المخملي فيقول : أنا شخصيا لم أكن أسعى خلف الشهرة ولم أخطط للمادة وكم سأكسب بل كل ما كنت أسعى له هو أن لدي شيء ما في داخلي وأردت أن أخرجه بأفضل صورة ويكفي شرفا أنك تجلس مع الفنانين الكبار كمحمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي وعبدالله فضالة ... حتى جئت أنا وكان معي الراحل عوض دوخي وعبدالكريم عبدالقادر وغيرنا الكثيرون من جيلنا ... وأول مبلغ تقاضيته نظير الفن كان مبلغ 7 دنانير ... لم أفرح بهذا المبلغ ولا يعني لي شيئا لكن كم كنت سعيدا عندما كنت مع عظماء الكويت جالستهم وعرفتهم عن قرب وتعلمت منهم ؟


ويروي لي أحد أخر من كبار الفن الكويتي فيقول : كنت أذهب مشيا على الأقدام من منطقة إلى منطقة قاصدا الفنان الفلاني كي أستلف وأخذ منه دينار واحدا حتى أتمكن من الذهاب إلى مبنى الإذاعة البعيد عني ... وكم كانت نعل قدمي تخذلني عندما تنقطع فأكمل طريقي واخذ نعل حارس مبنى الإذاعة ومن ثم أدخل وأسجل أغنية ... لم نكن نبحث عن المادة بقدر ما كنا عاشقين للفن ولرفع إسم الكويت ويكفيني فخرا عندما أذهب لدولة ما فيقولون الفنان الفلاني من دولة الكويت ... فهذه الجملة لدينا لا تساويها كنوز الأرض ... نحن الجيل الذي حفر في الصخر نحن من تعبنا وعانينا حتى فرضا إسم الكويت فرضا رغما عن من كانوا يرفضوننا أو يتكبرون علينا ؟
  


اليوم ومع الأسف الشديد وبفضل الحكومات الكويتية ودون أي استثناء كانت هي السبب وراء هدم وتدمير الرياضة الكويتية والثقافة الكويتية والفن الكويتي بل وحتى التاريخ الكويتي ... كل هذا من أجل إرضاء خصومها الجهلة المتخلفين المستحدثين من أعضاء مجالس الأمة على مر التاريخ ... بل وخوفها منهم فقد عرف عن الحكومات الكويتية بأنها الأكثر خوفا ورعبا من أي مواجهة بينها وبين مجالس الأمة ... فكان الفن والثقافة والرياضة هم ضحايا الحكومات الكويتية حتى بات الفن اليوم مجرد لوحة مزيفة سخيفة يرسمها فنانون مزيفون دخلاء وشواذ على الفن الكويتي الأصيل العريق ... والثقافة أصبحت مجرد هرطقة سفهاء ورياضتنا مجرد موضة أو واجب تحتمه القوانين الدولية لا أكثر وسقط قهر وآهات عشاق هذه اللعبة ؟


حكومات الأمس كانت صادقة مع شعبها فكانت النهضة والإنجاز والإبداع والتطور على مختلف الأصعدة والمجالات والميادين ... حكومات اليوم هي حكومات غير صادقة وتتحايل وتتهرب من تحمل المسؤوليات فكان التراجع والإنهيار على مختلف الأصعدة والمجالات والفساد هو إبليس الذي لا يقهر مع الأسف الشديد ؟



هل بالإمكان أن ننهض من جديد ؟
إذا حجت البقر على قرونها وإذا نهض عوض دوخي من قبره وقتها يمكن أن ننهض من جديد ؟


انتهينا من الغزو العراقي الغاشم فتعرضنا لغزو أكثر ذكاء وتدميرا على يد بني جلدتنا




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم