2021-06-14

فصل الروح عن الجسد .. قوانين الله ؟

 

عقل الإنسان يعتبر هو المركز المرجع الأول لكل أعضاء الجسد وفي التعريف العلمي عُرّف العقل : هو الجزء المادي في الإنسان وهو العضو المسؤول عن العمليات الحيوية في الجسم وهو يتلقى أوامره من العقل وهو الجزء المعنوي الإدراكي ... وأي خلل في جسم الإنسان تلقائيا يرسل إشارة بسرعة خُرافية خلال جزء من الثانية إلى المركز الرئيسي للإنسان وهو العقل ليخبره بأن هناك خللا نتج عنه ضعف أو تعطل هذا العضو فيحدد العقل أيضا خلال جزء من الثانية تفسير الخلل أو الألم ويحدد مدى قوة ودرجة الألم ... والألم الذي قد يصيب الإنسان من خلال عمليات التعذيب الجسدي أو جرح أو كسر أو ألم أسنان أو ألم كلى أو صداع وغيرها ... كلها أدوات تذهب إلى المركز الرئيسي في جسم الإنسان وهو العقل والذي هو من يقرر ويحدد مدى ضررها أو درجات ألمها وصولا إلى الضرر النفسي الذي يصل في أحيان كثيرة إلى ضرر بالغ جدا ... بدليل أن في العمليات الجراحية تكون مهمة "البنـــج أو المخدر -Anesthesia" هو فصل العقل عن الجسم طبيا بحيث يتم تعطيل مؤقت لكامل قدرات الإنسان العقلية بنسبة 100% ... فيتم إجراء العمليات الجراحية بكل هدوء ويسر بكافة أنواعها وأشكالها وبعد أن يستفيق المريض من العملية الجراحية يعاني من ألم الجراحة فقط لأنه من المستحيل أن يتحمل أي عملية جراحية دون مخدر ... وقبل اكتشاف المخدر قبل 200 عام كان الأطباء يستخدمون الخمور أي المسكرات أو الضرب بهدف غياب الوعي للمريض ... وكل ما سبق نستطيع أن نصفه بأن ما يحدث هي عملية "فصل الروح عن الجسد" ؟

فصل الروح عن الجسد في حقيقة الأمر هي عملية تتم يوميا لكل إنسان حي على وجه الأرض أي يغيب وعي الإنسان لدقائق وساعات ثم تعود له الروح من جديد ... فتتجلى الآية الكريمة هذه بإثبات قطعي الثبوت فيما نتحدث عنه فيقول الحق سبحانه في سورة الزمر { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } ... وتلك معجزة من خالقنا سبحانه وتعالى خارجة كليا عن علم المنطق والفيزياء والكيمياء والواقع والفلسفة سواء في كيفية دقتها وتنظيمها أو من خلال السرعة التي تصل إلى أسرع من سرعة الضوء ... لأنه في نوم الإنسان تنفصل الروح عن الجسد وتذهب إلى السماوات العليا التي يستحيل أن يصل إليها أحدا سوى ملائكة السماء ... وفي اللحظة التي تستفيق فيها من نومك سواء بشكل طبيعي أو أحد ناداك أو أيقضك أو بسبب ألم أو فزع كلها سرعات انتقال الروح يوميا من السماء إلى الأرض والعكس صحيح ... ولذلك يقين الإنسان سواء حاكم أو محكوم كلاهما لا أحد بالمطلق يعلم هل سيعيش غدا أو يُمسِك الله خالقه سبحانه روحه فيقبضها ملك الموت في عملية تتم يوميا لمليارات البشر وتلك معجزة خرافية لا يستوعبها عقل بشر ولا يستطيع أقوى علم فهمها أو حتى تحليلها وتفسيرها طبيا وعلميا ... ونستطيع أن نقول أن الإنسان بالأساس والأصل عبارة عن روح وليس جسد لأن الروح باقية والجسد فاني ويوم البعث يُعاد خلق الجسد من جديد لكن تبقى الروح واحدة لا تُخلق من جديد لأنها أصلا خلقت يوم ولد الإنسان ... والدليل الأخر لو مات إنسان ثم بعد موته دفنته أو حرقته وجعلته رمادا أو حتى قطعته هل كل ما فعلته سيؤثر 1% على الروح ؟ الإجابة المنطقية هي : كلا بل ونهائيا ... لأن ما تفعله هو مثل ما يفعله الجراحون في عملياتهم الجراحية مريض نائم فصل العقل عن الجسد وليفعلوا ما يفعلون حتى ينتهون دون أدنى شعور من المريض والميت بلا روح فلا قيمة للجسد مهما فعلت به لكن تبقى المسألة مسألة "حُرمة الميت" لا أكثر ولا أقل ؟

إن قوانين الله سارية ثابتة لا تتغير بعكس قوانين الإنسان غير ثابتة ودائمة التغير ... ومن القوانين التي تتضارب ما بين الخالق والمخلوق هو "الوقـــــت" فالله جل جلاله ليس لديه وقت وفق مفهومنا نحن بني البشر وآدم بل الوقت هو من صنع الإنسان لينظم به حياته ومواقيته ومعاشه بدأ حسابه أولا من خلال الشمس ثم الليل والنهار ثم فصول السنة وهكذا ... لكن مواقيت الله جل جلاله لا أحدا بالمطلق يعرفها وحتى في الآيات القرآنية هي بمثابة نزول وتواضع ربنا فينا ليحاكينا ويحدثنا بمستوى عقولنا الضعيفة التي لا تستوعب ولن تستوعب مقدار الفجوة المهولة بين الدنيا والأخرة ... فالأموات قبل يوم أو سنة أو 100 سنة أو ألف سنة وصولا إلى أبونا آدم وأمنا حواء الكل سيصعق والكل سيندهش بسبب صدمة الفرق في عامل الوقت بين الدنيا وبين الأخرة ... فمن مات قبل 500 سنة أو 10 آلاف سنة يوم البعث يَحلِف ويُقسِم أنه ما غاب وما مات إلا وكأنها بضعة ساعات من يوم أو نهار ... { ويوم تقوم الساعة يُقسِم المُجرمون ما لبِثوا غير ساعة } الروم ... { ويوم يَحشُرهم كأن لم يَلبثوا إلا ساعة من النهار } يونس ... ولذلك عندما يأتي ملك الموت سيدنا "عزرائيل" عليه السلام فإنه لا يقبض جسدا ولا يلتفت إلى جسدا بل مركزيته الرئيسية هي روح الإنسان ... وروح الإنسان لا أحد نهائيا يعرف أين موضعها في الجسد بمعنى أين مركز الروح هل في العقل أم في القلب أم أين تحديدا ؟ ... لا أحد يعلم بالمطلق لكن في علم الطب حددوا حياة الإنسان ما بين القلب وما بين العقل فقط كأهم مركزين أساسيين في جسد الإنسان ... فتتجلى عظمة صناعة الخالف بما خلق في الإنسان وجسده بنواحي لا تعد ولا تحصى عظمة لا يريد الإنسان أن يفهمها إما بسبب جهله أو بسبب غروره ... وأهم ما اكتشفه علماء الطب والكيمياء هي "الساعة البيولوجية" التي مركزها عقل الإنسان وأهم 10 هرمونات أساسية في جسم الإنسان "الأدرينالين - الكورتيزول - السيروتونين - التيستوستيرون - البرولاكتين - البروجسترون - الاستروجين - الأنسولين - هرمون النمو - هرمون الغدة الدرقية" ... وتبلغ كمية الدم التي يضُخها القلب في اليوم نحو 7.600 لتر أي من 5 الى 30 لترا في الدقيقة الواحدة ... والكليتين تغسل وتفلتر جسم الإنسان 36 مرة يوميا ... وقدر العلماء أن في جسد الإنسان أكثر من 10 تريليون خلية متجددة يوميا وتموت ما بين 30 و 40 ألف خلية كل ساعة وعلى مدار 24 ساعة يموت ما يقرب من مليون خلية جلدية ... والكثير من المعلومات الصادمة عن معجزة خلق الله سبحانه لنا كبشر فهل شعر أحد منكم بكل ما سبق وكل ما يحدث في جسمه ولو بنسبة أقل من 1% ؟ كلا وأبدا ... فهل عرفت حجمك ومقدارك أيها الإنسان الغافل الجاهل ؟ وهل أيقنت لطف الخالق سبحانه بك أم غرور شيطانك حجب عنك حقيقة ضعفك ؟ ... فهل أدركتم لماذا قال ربكم فينا جميعا { وكان الإنسان أكثر شيئ جدلا - عجولا - قتورا - ظلوما جهولا - كفورا - ضعيفا - جحودا } ؟





دمتم بود ...